قوله تعالى: {وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون}
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الثالثة والرابعة: قوله تعالى: {وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون} [178، 179 / الصافات] أيضا نسختا بآية السيف).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 51-52]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (والآيتان المتصلتان الآخرتان قوله تعالى {وتولٌ عنهم حتّى حينٍ وأبصر فسوف يبصرون} وبين الحينين فرق كبير فالحين الأول انتظار أمر الله تعالى بقتالهم والحين الثّاني كناية عن يوم بدر والمشهور نسخت الأربع بآية السّيف).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 147]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّالثة والرّابعة: وهما تكرار الأوليين: {وتولّ عنهم حتّى حينٍ، وأبصر فسوف يبصرون}.
قال المفسّرون: هذا تكرارٌ لما تقدّم (توكيدٌ) لوعده بالعذاب، وقال ابن عقيل: الآيتان المتقدمتان عائدتان إلى أذيّتهم له، وصدّهم له عن العمرة.
والحين الأوّل: حين الفتح فالمعنى: أبصرهم إذا جاء نصر اللّه، ووقفوا بين يديك بالذّلّ، وطلب العفو، فسوف يبصرون عزّك وذلّهم على ضدّ ما كان، يوم القضاء.
والموضع الثّاني: {وتولّ عنهم حتّى حينٍ} وهو يوم القيامة واللّه أعلم. وأبصر ما يكون من عذاب الله لهم.
قلت: وعلى ما ذكرنا لا وجه للنّسخ، وقد ادّعى بعضهم نسخ الآيتين خصوصًا إذا قلنا إنها تكرار للأوليين).[نواسخ القرآن:436-438]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين