عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:32 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا استيأسوا منه خلصوا نجيًّا قال كبيرهم ألم تعلموا أنّ أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من اللّه ومن قبل ما فرّطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتّى يأذن لي أبي أو يحكم اللّه لي وهو خير الحاكمين (80) ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إنّ ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنّا للغيب حافظين (81) واسأل القرية الّتي كنّا فيها والعير الّتي أقبلنا فيها وإنّا لصادقون (82)}
يخبر تعالى عن إخوة يوسف: أنّهم لمّا يئسوا من تخليص أخيهم بنيامين، الّذي قد التزموا لأبيهم بردّه إليه، وعاهدوه على ذلك، فامتنع عليهم ذلك، {خلصوا} أي: انفردوا عن النّاس {نجيًّا} يتناجون فيما بينهم.
{قال كبيرهم} وهو روبيل، وقيل: يهوذا، وهو الّذي أشار عليهم بإلقائه في البئر عندما همّوا بقتله، قال لهم: {ألم تعلموا أنّ أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من اللّه} لتردنّه إليه، فقد رأيتم كيف تعذّر عليكم ذلك مع ما تقدّم لكم من إضاعة يوسف عنه، {فلن أبرح الأرض} أي: لن أفارق هذه البلدة، {حتّى يأذن لي أبي} في الرّجوع إليه راضيًا عنّي، {أو يحكم اللّه لي} قيل: بالسّيف. وقيل: بأن يمكّنني من أخذ أخي، {وهو خير الحاكمين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 403-404]

تفسير قوله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أمرهم أن يخبروا أباهم بصورة ما وقع، حتّى يكون عذرًا لهم عنده ويتنصّلوا إليه، ويبرءوا ممّا وقع بقولهم.
وقوله: {وما كنّا للغيب حافظين} قال عكرمة وقتادة: ما [كنّا] نعلم أنّ ابنك سرق.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: ما علمنا في الغيب أنّه يسرق له شيئًا، إنّما سألنا ما جزاء السّارق؟). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 404]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واسأل القرية الّتي كنّا فيها} قيل: المراد مصر. قاله قتادة، وقيل: غيرها، {والعير الّتي أقبلنا فيها} أي: الّتي رافقناها، عن صدقنا وأمانتنا وحفظنا وحراستنا، {وإنّا لصادقون} فيما أخبرناك به، من أنّه سرق وأخذوه بسرقته). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 404]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميلٌ عسى اللّه أن يأتيني بهم جميعًا إنّه هو العليم الحكيم (83) وتولّى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيمٌ (84) قالوا تاللّه تفتأ تذكر يوسف حتّى تكون حرضًا أو تكون من الهالكين (85) قال إنّما أشكو بثّي وحزني إلى اللّه وأعلم من اللّه ما لا تعلمون (86)}
قال لهم كما قال لهم حين جاءوا على قميص يوسف بدمٍ كذبٍ: {بل سوّلت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميلٌ}
قال محمّد بن إسحاق: لمّا جاءوا يعقوب وأخبروه بما يجري اتّهمهم، وظنّ أنّها كفعلتهم بيوسف {قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميلٌ}.
وقال بعض النّاس: لمّا كان صنيعهم هذا مرتّبًا على فعلهم الأوّل، سحب حكم الأوّل عليه، وصحّ قوله: {بل سوّلت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميلٌ}
ثمّ ترجّى من اللّه أن يردّ عليه أولاده الثّلاثة: يوسف وأخاه بنيامين، وروبيل الذي أقام بديار مصر ينتظر أمر اللّه فيه، إمّا أن يرضى عنه أبوه فيأمره بالرّجوع إليه، وإمّا أن يأخذ أخاه خفيةً؛ ولهذا قال: {عسى اللّه أن يأتيني بهم جميعًا إنّه هو العليم} أي: العليم بحالي، {الحكيم} في أفعاله وقضائه وقدره). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 404-405]

رد مع اقتباس