عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:39 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} حضهم الله على إدامة الذكر له وأن لا يضنوا بأموالهم فقال: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصّالحين}). [معاني القرآن: 5/177]

تفسير قوله تعالى:{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأصّدّق وأكن مّن الصّالحين...} يقال: كيف جزم (وأكن)، وهي مردودة على فعل منصوب؟فالجواب في ذلك أن -الفاء- لو لم تكن في أصدق كانت مجزومة، فلما رددت (وأكن)، ردّت على تأويل الفعل لو لم تكن فيه الفاء، ومن أثبت الواو ردّه على الفعل الظاهر فنصبه، وهي في قراءة عبد الله، "وأكون من الصالحين".
وقد يجوز نصبها في قراءتنا، وإن لم تكن فيها الواو؛ لأن العرب قد تسقط الواو في بعض الهجاء، كما أسقطوا الألف من سليمن وأشباهه، ورأيت في بعض مصاحف عبد الله: فقولا: فقلا بغير واو). [معاني القرآن: 3/160]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فيقول ربّ لولا أخّرتني} مجازها: هلا.
{فأصّدّق} نصبت على جواب بالفاء للاستفهام منصوب تقول: من عندك فآتيك، هلا فعلت هذه كذا وكذا فأفعل كذا وكذا ثم تبعتها {وأكن من الصّالحين} بغير الواو قال أبو عمرو: وأكون من الصالحين " وذهبت الواو من الخط كما يكتب أو جاد أبجد هجاء، قال آخرون: يجوز الجزم على غير موالاةٍ ولا شركة "وأكون " ولكنه أشركه في الكلام الأول كأنه قال "هلا أخرتني أكن"، فهذه الفاء شلاركة في موضع الفاء الأولى والفاء الأولى التي في " فأصدق " في موضع الجزم قال:
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها = خطانا إلى أعدائنا فنضارب). [مجاز القرآن: 2/259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} أكثر القرّاء يقرؤون فأصدق أكن بغير واو. واعتلّ بعض النحويين في ذلك بأنها محمولة على موضع فأصّدّق، لو لم يكن فيه الفاء، وموضعه جزم، وأنشد:
فأبلوني بَلِيَّتكم لعلّي = أصالحكم وأستدرجْ نويّا
فجزم وأستدرج، وحمله على موضع أصالحكم لو لم يكن قبلها (لعلّي) كأنه قال: فأبلوني بليتكم أصالحكم وأستدرج.
وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ: (فأصدق وأكون) بالنصب، ويذهب إلى أن الكاتب أسقط الواو، كما تسقط حروف المد واللين في (كلمون) وأشباه ذلك.
وليست تخلو هذه الحروف من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب فيها، أو أن تكون غلطا من الكاتب، كما ذكرت عائشة رضي الله عنها.
فإن كانت على مذاهب النحويين فليس هاهنا لحن بحمد الله.
وإن كانت خطأ في الكتاب، فليس على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم، جناية الكاتب في الخط.
ولو كان هذا عيبا يرجع على القرآن، لرجع عليه كل خطأ وقع في كتابة المصحف من طريق التّهجّي: فقد كتب في الإمام: (إن هذان لساحران) بحذف ألف التثنية.
وكذلك ألف التثنية تحذف في هجاء هذا المصحف في كل مكان، مثل: قال رجلن و{فَآَخَرَنِ يَقُومَانِ } وكتبت كتّاب المصحف: الصلاة والزكوة والحيوة، بالواو، واتّبعناهم في هذه الحروف خاصة على التّيمّن بهم، ونحن لا نكتب: (القطاة والقناة والفلاة) إلا بالألف، ولا فرق بين تلك الحروف وبين هذه). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (10- {لولا أخرتني}: هلا). [غريب القرآن وتفسيره: 378]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
({وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصّالحين} أي من قبل أن يعاين ما يعلم معه أنه ميت.
{فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصّالحين} فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصّالحين وقرئت (فأصّدّق وأكون من الصالحين)، فجاء في التفسير أنه ما قصّر أحد في الزكاة أو في الحج إلا سأل الكرة؛ فمن قال (فأصّدّق وأكن من الصّالحين).(فأصّدّق) جواب (لولا أخّرتني) ومعناه هلّا أخّرتني.
وجزم (وأكن) على موضع (فأصّدّق)، لأنه على معنى إن أخرتني أصّدّق وأكن من الصالحين.
ومن قرأ وأكون فهو على لفظ (فأصّدّق) وأكون). [معاني القرآن: 5/177-178]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَوْلَا}: هلا). [العمدة في غريب القرآن: 306]

تفسير قوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}

رد مع اقتباس