عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:04 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 57 إلى 83]

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63) حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74) وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80) بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين هم من خشية ربّهم مشفقون} [المؤمنون: 57] خائفون). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والّذين هم بآيات ربّهم} [المؤمنون: 58] القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يؤمنون {58} والّذين هم بربّهم لا يشركون {59} والّذين يؤتون ما آتوا} [المؤمنون: 58-60] ممدّدةٌ.
{وقلوبهم وجلةٌ} [المؤمنون: 60] خائفةٌ.
{أنّهم إلى ربّهم راجعون} [المؤمنون: 60] حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن قال: كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البرّ ويخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربّهم.
نا سعيدٌ عن قتادة قال:.....
على خوفٍ من اللّه جلّ وعزّ ويعلمون أنّهم راجعون إلى ربّهم.
وحدّثني المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: يعملون ما عملوا من الخير وهم يخافون ألا يقبل منهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/406]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: وحدّثني عبد الرّحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة القرشيّ المكّيّ ابن أخي عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ وعائشة أنّهما كانا يقرآن هذا الحرف: والّذين يؤتون ما أتوا، خفيفةً بغير مدٍّ، أي: يعملون ما عملوا ممّا نهوا عنه {وقلوبهم وجلةٌ} [المؤمنون: 60] خائفةٌ أن يؤخذوا به). [تفسير القرآن العظيم: 1/406]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والّذين يؤتون ما آتوا...}

الفرّاء على رفع الياء ومدّ الألف في (آتوا) ... حدثني مندل قال حدثني عبد الملك عن عطاء عن عائشة أنها قرأت أو قالت ما كنا نقرأ إلاّ {يأتون ما أتوا} وكانوا أعلم بالله من أن توجل قلوبهم. ... يعني به الزكاة تقول: فكانوا أتقى لله من أن يؤتوا زكاتهم وقلوبهم وجلة.
وقوله: {وّقلوبهم وجلةٌ أنّهم}: وجلة من أنهّم. فإذا ألقيت (من) نصبت. وكل شيء في القرآن حذفت منه خافضًا فإن الكسائيّ كان يقول: هو خفض على حاله.
وقد فسّرنا أنه نصب إذا فقد الخافض). [معاني القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يؤتون ما أتوا}: يعطون ما أعطوا). [غريب القرآن وتفسيره: 266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والّذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنّهم إلى ربّهم راجعون}
ويقرأ يأتون ما أتوا - بالقصر - وكلاهما جيّد بالغ، فمن قرأ (يؤتون ما آتوا) فإن معناه يعطون ما أعطوا وهم يخافون ألا يتقبل منهم. قلوبهم خائفة لأنهم إلى ربّهم راجعون،
أي لأنهم يوقنون بأنهم راجعون إلى اللّه - عز وجل -.
ومن قرأ (يأتون ما أتوا) أي يعملون من الخيرات ما يعملون وقلوبهم خائفة.
يخافون أن يكونوا مع اجتهادهم مقصرين). [معاني القرآن: 4/17-16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} إلى قوله جل وعز: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}
قال عبد الرحمن بن سعيد الهمذاني عن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الرجل يزني،
أو يسرق أو يشرب الخمر فقال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ألا يتقبل منه
وروى ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله جل وعز: {والذين يؤتون ما آتوا} قال يعطون ما أعطوا
قال أبو جعفر هكذا روي هذا وهكذا معنى يؤتون يعطون ولكن المعروف من قراءة ابن عباس والذين يأتون ما أتوا وهي القراءة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عائشة
ومعناها يعملون ما عملوا كما روي في الحديث). [معاني القرآن: 4/469-468]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أنهم إلى ربهم راجعون}
قال الفراء المعنى من أنهم
وقال أبو حاتم المعنى لأنهم إلى ربهم راجعون). [معاني القرآن: 4/470-469]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يؤتـون}: يعطـون). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أولئك يسارعون في الخيرات} [المؤمنون: 61] في الأعمال الصّالحة.
وقال الحسن: أي فيما افترض اللّه عليهم، يعني: {إنّ الّذين هم من خشية ربّهم مشفقون {57} والّذين هم بآيات ربّهم يؤمنون {58} والّذين هم بربّهم لا يشركون {59} والّذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ أنّهم إلى ربّهم راجعون {60}} [المؤمنون: 57-60]، قوله: {وهم لها سابقون} [المؤمنون: 61]، {وهم لها} [المؤمنون: 61] للخيرات، مدركون في تفسير الحسن.
وقال بعضهم: {لها سابقون} [المؤمنون: 61] بها سابقون أي بالخيرات). [تفسير القرآن العظيم: 1/406]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أولئك يسارعون في الخيرات...}

يبادرون بالأعمال {وهم لها سابقون} يقول: إليها سابقون. وقد يقال {وهم لها سابقون} أي سبقت لهم السّعادة). [معاني القرآن: 2/238]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}
وقال: {هم لها سابقون} يقول: من أجلها). [معاني القرآن: 3/12]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}
وجائز يسرعون في الخيرات، ومعناه معنى يسارعون.
يقال أسرعت، وسارعت في معنى واحد، إلا أن سارعت أبلغ من أسرعت.
وقوله: (وهم لها سابقون).
فيه وجهان أحدهما معناه إليها سابقون، كما قال: (بأنّ ربّك أوحى لها)
أي أوحى إليها.
ويجوز: (وهم لها سابقون) أي من أجل اكتسابها، كما تقول: أنا أكرم فلانا لك، أي من أجلك). [معاني القرآن: 4/17]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {أولئك يسارعون في الخيرات}
قال أبو جعفر سارع وأسرع بمعنى واحد
ثم قال جل وعز: {وهم لها سابقون}
فيه ثلاثة أقوال :
1 - المعنى وهم إليها سابقون كما قال بأن ربك أوحى لها أي أوحى إليها وأنشد سيبويه:

تجانف عن جو اليمامة ناقتي = وما قصدت من أهلها لسوائكا

2 - وقيل معنى وهم لها، من أجلها؛ أي من أجل اكتسابها كما تقول أنا أكرم فلانا لك أي من أجلك
3 - وقيل لما قال وهم لها سابقون دل على السبق كأنه قال سبقهم لها). [معاني القرآن: 4/471-470]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (وهم لها سابقون) أي: إليها سابقون). [ياقوتة الصراط: 374]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا نكلّف نفسًا إلا وسعها} [المؤمنون: 62] : إلا طاقتها.
قوله: {ولدينا} [المؤمنون: 62] أي: وعندنا.
{كتابٌ ينطق بالحقّ وهم لا يظلمون} [المؤمنون: 62]
- حدّثني نعيم بن يحيى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ قال: أوّل ما خلق اللّه القلم فقال: اكتب.
قال: ربّ ما أكتب قال: ما هو كائنٌ.
قال: فجرى القلم بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة.
قال: فأعمال العباد تعرض كلّ يوم اثنين وخميسٍ، فيجدونه على ما في الكتاب.
قال يحيى: وسمعت بعضهم يزيد فيه: تلا ابن عبّاسٍ هذه الآية: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقّ إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية: 29] ثمّ قال: ألستم قومًا عربًا؟ هل تكون النّسخة إلا من كتابٍ؟). [تفسير القرآن العظيم: 1/407]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ولا نكلّف نفسا إلّا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحقّ وهم لا يظلمون}

ويجوز: ولا يكلّف نفسا إلا وسعها، ولم يقرأ بها ولو قرئ بها لكانت النون أجود - لقوله عزّ وجلّ: (ولدينا كتاب ينطق بالحقّ) ). [معاني القرآن: 4/17]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا} [المؤمنون: 63] قال قتادة: يقول في غفلةٍ من هذا، ممّا ذكر من أعمال المؤمنين في الآية الأولى.
{ولهم} [المؤمنون: 63] يعني المشركين.
{أعمالٌ من دون ذلك} [المؤمنون: 63] دون أعمال المؤمنين هي شرٌّ من أعمال المؤمنين.
{هم لها عاملون} [المؤمنون: 63] لتلك الأعمال.
وتفسير مجاهدٍ: {في غمرةٍ من هذا} [المؤمنون: 63] يعني القرآن.
{ولهم أعمالٌ من دون ذلك} [المؤمنون: 63] : خطايا من دون ذلك، من دون الحقّ.
وبعضهم يقول: أعمالٌ لم يعملوهم، سيعملونها.
- نا بحرٌ السّقّاء، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب أنّ عمر بن
[تفسير القرآن العظيم: 1/407]
الخطّاب قال: يا رسول اللّه أنعمل لما قد فرغ منه أو لما نأتنف؟ قال: «لا، بل اعمل لما قد فرغ منه».
قال: ففيم العمل إذًا؟ قال: «اعملوا فكلٌّ لا ينال إلا بعملٍ».
قال: هذا حين نجتهد.
- نا درست، عن يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ أنّ عمر بن الخطّاب قال: يا رسول اللّه ما العمل اليوم، أشيءٌ مستأنفٌ أم شيءٌ قد فرغ منه؟ قال: «قد فرغ منه».
قال: ففيم العمل اليوم؟ فقال: كلّ عبدٍ موتًّى لما خلق له.
حدّثني حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير قال: لم تكلوا إلى القدر وإليه تصيرون). [تفسير القرآن العظيم: 1/408]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولهم أعمالٌ مّن دون ذلك هم لها عاملون...}

يقول: أعمال منتظرة ممّا سيعملونها، فقال {مّن دون ذلك} ). [معاني القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا} أي في غطاء وغفلة.
{ولهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون} قال قتادة: ذكر اللّه.
{الّذين هم من خشية ربّهم مشفقون والّذين هم بآيات ربّهم يؤمنون} ثم قال للكفار {بل قلوبهم في غمرةٍ من هذا} ثم رجع إلى المؤمنين فقال: {ولهم أعمالٌ من دون ذلك}
أي من دون الأعمال التي عدّد {هم لها عاملون}.
{يجأرون}: أي يضجّون ويستغيثون باللّه). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون}
يجوز أن يكون " هذا " إشارة إلى ما وصف من أعمال البرّ في قوله: {إنّ الّذين هم من خشية ربّهم مشفقون} - إلى قوله {يسارعون في الخيرات}.
أي قلوب هؤلاء في عماية من هذا، ويجوز أن يكون " هذا " إشارة إلى الكتاب، المعنى بل قلوبهم في غمرة من الكتاب الذي ينطق بالحق.
وأعمالهم محصاة فيه.
قوله: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون}.
أخبر اللّه - عزّ وجلّ - بما سيكون فيهم، فأعلم أنهم سيعملون أعمالا تباعد من الله غير الأعمال التي ذكروا بها). [معاني القرآن: 4/18-17]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {بل قلوبهم في غمرة من هذا}
أي في غفلة وغطاء متحيرة
ويقال غمره الماء إذا غطاه ونهر غمر يغطي من دخله ورجل غمر تغمره آراء الناس
وقيل غمرة لأنها تغطي الوجه ومنه دخل في غمار الناس في قول من قاله معناه فيما يغطيه من الجمع
وقوله من هذا فيه قولان:
أحدهما أن مجاهد قال بل قلوبهم في عماية من القرآن فعلى قول مجاهد هذا إشارة إلى القرآن
وقال قتادة وصف أهل البر فقال: {والذين هم من خشية ربهم مشفقون} والذين ... والذين.
ثم وصف أهل الكفر فقال بل قلوبهم في غمرة من هذا فالمعنى على قول قتادة من هذا البر
ثم قال تعالى: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون}
فيه قولان:
أحدهما أن الحسن قال ولهم أعمال ردية لم يعملوها وسيعملونها
قال مجاهد أي لهم خطايا لا بد أن يعملوها
وقال قتادة رجع إلى أهل البر فقال ولهم أعمال من دون ذلك قال أي سوى ما عدد). [معاني القرآن: 4/473-471]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {حتّى إذا} [المؤمنون: 64] يعني: فلمّا في تفسير السّدّيّ.
{أخذنا مترفيهم بالعذاب} [المؤمنون: 64] يعني أبا جهلٍ وأصحابه الّذين قتلوا يوم بدرٍ.
نزلت هذه الآية قبل ذلك بمكّة.
قال: {إذا هم يجأرون} [المؤمنون: 64] قال قتادة: يجزعون). [تفسير القرآن العظيم: 1/408]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الحسن: {يجأرون} [المؤمنون: 64] يصرخون إلى اللّه بالتّوبة فلا يقبل منهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/408]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يجأرون...}:

يضجّون. وهو الجؤار). [معاني القرآن: 2/239]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إذا هم يجأرون} أي يرفعون أصواتهم كما يجأر الثور، قال عدي بن زيد:
إنّني والله فاسمع حلفي=بأبيل كلما صلّى جأر).
[مجاز القرآن: 2/60]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {حتّى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون}
وقال: {إذا هم يجأرون} من"جأر" "يجأر" "جؤاراً" و"جأراً"). [معاني القرآن: 3/12-13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يجأرون}: يرفعون أصواتهم). [غريب القرآن وتفسيره: 266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {حتّى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون}
أي: يضجّون، والعذاب الذي أخذوا به السيف، يقال جأر يجأر جؤارا، إذا ضجّ). [معاني القرآن: 4/18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون}
قال قتادة أي يجزعون
وحكى أهل اللغة جأر يجأر إذا رفع صوته
قال مجاهد والضحاك العذاب الذي أخذوا به السيف
قال مجاهد يوم بدر). [معاني القرآن: 4/473]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَجْأَرُونَ}: يضجون ويستغيثون بالله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَجْأَرُونَ}: يرفعون أصواتهم). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {لا تجأروا اليوم} [المؤمنون: 65] لا تجزعوا اليوم.
قال قتادة: ذكر لنا أنّها نزلت في الّذين قتل اللّه يوم بدرٍ.
{إنّكم منّا لا تنصرون} [المؤمنون: 65] أي: لا يمنعكم منّا أحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/408]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قد كانت آياتي تتلى عليكم} [المؤمنون: 66] يعني القرآن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/408]
{فكنتم على أعقابكم تنكصون} [المؤمنون: 66] قال ابن مجاهدٍ عن أبيه: أي تستأخرون عن الإيمان). [تفسير القرآن العظيم: 1/409]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {على أعقابكم تنكصون...}

وفي قراءة عبد الله (على أدباركم تنكصون) يقول: ترجعون وهو النكوص). [معاني القرآن: 2/239]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فكنتم على أعقابكم تنكصون " يقال لمن رجع من حيث جاء: نكص فلان على عقبيه). [مجاز القرآن: 2/60]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون}
وقال: {على أعقابكم تنكصون} و{تنكصون} مثل {يعكفون} و{يعكفون} ). [معاني القرآن: 3/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {على أعقابكم تنكصون}: ترجعون). [غريب القرآن وتفسيره: 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على أعقابكم تنكصون} أي ترجعون القهقري). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون} (تنكصون) أي: ترجعون). [معاني القرآن: 4/18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قد كانت آياتي تتلى عليكم} قال الضحاك: قبل أن تعذبوا بالقتل
ثم قال تعالى: {فكنتم على أعقابكم تنكصون} قال مجاهد: تستأخرون). [معاني القرآن: 4/474]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَنْكِصُون}: ترجعـون). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {مستكبرين به} [المؤمنون: 67] بالحرم.
{سامرًا تهجرون} [المؤمنون: 67] حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن قال: مستكبرين بحرمي، تهجرون رسولي.
وفي تفسير عمرٍو عن الحسن في قوله: {سامرًا} [المؤمنون: 67] يقول: قد بلغ من أمانكم أنّ سامركم يسمر بالبطحاء، يعني سمر اللّيل، والعرب تقتل بعضها بعضًا، وتسيء بعضها بعضًا، وأنتم في ذلك تهجرون كتابي ورسولي.
وقال الكلبيّ: وأنتم سمرًا حول البيت.
قال يحيى: مقرأ الكلبيّ في هذا الحرف: سمّرا.
نا سعيدٌ عن قتادة قال: {مستكبرين به} [المؤمنون: 67] بالحرم، يعني: أهل مكّة.
{سامرًا} [المؤمنون: 67] سامرهم لا يخاف شيئًا، كانوا يقولون: نحن أهل الحرم فلا نقرب، لما أعطاهم اللّه من الأمن.
{تهجرون} [المؤمنون: 67] تتكلّمون بالشّرك والبهتان في حرم اللّه.
نا عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: {سامرًا} [المؤمنون: 67] : مجلسًا.
قال: وحدّثني المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: هو منكر القول، وهجر القول). [تفسير القرآن العظيم: 1/409]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {مستكبرين به...}

(الهاء للبيت العتيق) تقولون: نحن أهله، وإذا كان الليل وسمرتم هجرتم القرآن والنبيّ فهذا من الهجران، أي تتركونه وترفضونه. وقرأ ابن عباس (تهجرون) من أهجرت. والهجر أنهم كانوا يسبّون النبي صلى الله عليه وسلم إذا خلوا حول البيت ليلاً. وإن قرأ قارئ (تهجرون) يجعله كالهذيان، يقال: قد هجر الرجل في منامه إذا هذي، أي إنكم تقولون فيه ما ليس فيه ولا يضرّه فهو كالهذيان). [معاني القرآن: 2/239]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سامراً تهجرون} مجازه: تهجرون سامراً وهو من سمر الليل، قال ابن أحمر:
من دونهم إن جئتهم سمراً=عزف القيان ومجلسٌ غمر
وسامر في موضع " سمار " بمنزل طفل في موضع أطفال). [مجاز القرآن: 2/60]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {السامر}: من السمر.
{تهجرون}: تهذون كما يقال هجر الرجل في منامه إذا هذي. وقرئت تهجرون أي تقولون الهجر وهو الفحش من القول. قد أهجرت يا هذا أي قلت فحشا). [غريب القرآن وتفسيره: 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مستكبرين} يعني بالبيت تفخرون به، وتقولون: نحن أهله وولاته.
{سامراً} أي متحدثين ليلا.
و(السّمر): حديث الليل. وأصل السّمر: الليل. قال ابن أحمر:
من دونهم إن جئتهم سمرا
أي ليلا. ويقال: هو جمع سامر. كما يقال: طالب وطلب وحارس وحرس. ويقال: هذا سامر الحيّ، يراد المتحدثون منهم ليلا. وسمر الحي.
(تهجرون) تقولون هجرا من القول. وهو اللغو منه والهذيان. وقرأ ابن عباس: «تهجرون» - بضم التاء وكسر الجيم - وهذا من الهجر وهو السّب والإفحاش في المنطق.
يريد سبهم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ومن اتبعه). [تفسير غريب القرآن: 299-298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {مستكبرين به سامرا تهجرون} منصوب على الحال، وقوله " به " أي بالبيت الحرام، يقولون: البيت لنا.
وقوله: {سامرا} بمعنى " سمّرا " ويجوز سمّارا، والسامر الجماعة الذين يتحدّثون ليلا.
وإنما سُمُّوا سُمّارا من السّمر، وهو ظل القمر، وكذلك السّمرة مثشقة من هذا.
وقوله: (تهجرون) أي : تهجرون القرآن، ويجوز تهجرون: تهذون. وقرئت: تهجرون أي تقولون الهجر، وقيل كانوا يسبون النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ويجوز أن تكون الهاء للكتاب.
ويكون المعنى فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين بالكتاب.
أي يحدث لكم بتلاوته عليكم استكبار، ويجوز تنكصون، ولا أعلم أحدا قرأ بها). [معاني القرآن: 4/19-18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {مستكبرين به}
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والحسن وأبو مالك مستكبرين بالحرم
قال أبو مالك لأمنهم والناس يتخطفون حولهم
قال أبو جعفر وقيل مستكبرين بالقرآن أي يحضرهم عند قراءته استكبار
والقول الأول أولى
والمعنى إنهم يفتخرون بالحرم فيقولون نحن أهل حرم الله عز وجل
ثم قال تعالى: {سامرا تهجرون}
قال أبو العباس يقال للجماعة يجتمعون للحديث سامر وسمار فسامر كما تقول باقر لجماعة البقر وجامل لجماعة الجمال
أي يجتمعون للسمر وأكثر ما يستعمل سامر للذين يسمرون ليلا
قال أبو العباس وأصل هذا من قولهم لا أكلمه السمر والقمر أي الليل والنهار
وقال الثوري يقال لظل القمر السمر
قال أبو إسحاق ومنه السمرة في اللون ويقال له الفخت ومنه فاخته
قال أبو جعفر وفي قوله: {تهجرون} قولان:
1 - قال الحسن تهجرون نبي وكتابي
2 - وقال غيره تهجرون تهذون يقال هجر المريض يهجر هجر إذا هذى
وقرأ ابن عباس تهجرون بضم التاء وكسر الجيم
وقال: يسمرون برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون الهُجر.
وقال عكرمة تهجرون تشركون
وقال الحسن تسبون النبي صلى الله عليه وسلم
وقال مجاهد تقولون القول السيئ في القرآن
قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة يقال أهجر يهجر إذا نطق بالفحش وقال الخنى والاسم منه الهجر ومعناه أنه تجاوز ومنه قيل الهاجرة إنما هو تجاوز الشمس من المشرق إلى المغرب
وقرأ أبو رجاء سمارا وهو جمع سامر كما قال الشاعر:
قالت سباك الله إنك فاضحي = ألست ترى السمار والناس أحوالي).
[معاني القرآن: 4/477-474]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ}: أي بالبيت العتيق، تفخرون به.
{تَهْجُرُونَ}: من الهجر، في قراءة من ضم التاء: وهو السب والإفحاش في المنطق، في سب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فتح التاء أراد: يهذون ويخلطون.
يقال: أهجر إذا أفحش في لفظه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَامِـراً}: من السمر.
{تَهْجُرونَ}: تهـذون). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفلم يدّبّروا القول} [المؤمنون: 68] يعني القرآن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/409]
{أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأوّلين} [المؤمنون: 68] أي: لم يأتهم إلا ما أتى آباءهم الأوّلين.
وقال السّدّيّ: {أم جاءهم ما لم يأت} [المؤمنون: 68] يعني الّذي لم يأت آباءهم الأوّلين، وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/410]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {أفلم يدّبّروا القول} أي يتدبّروا القرآن).
[تفسير غريب القرآن: 299]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أفلم يدبروا القول} أي القرآن). [معاني القرآن: 4/477]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم لم يعرفوا رسولهم} [المؤمنون: 69] أي: الّذي أرسلهم إليهم، يعني محمّدًا.
{فهم له منكرون} [المؤمنون: 69] سعيدٌ عن قتادة قال: بل يعرفون وجهه ونسبه). [تفسير القرآن العظيم: 1/410]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أم لم يعرفوا رسولهم...}
أي: نسب رسولهم). [معاني القرآن: 2/239]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم يقولون به جنّةٌ} [المؤمنون: 70] أي بمحمّدٍ جنونٌ.
أي قد قالوا ذلك.
قال اللّه: {بل جاءهم بالحقّ} [المؤمنون: 70] القرآن.
{وأكثرهم للحقّ كارهون} [المؤمنون: 70] يعني جماعة من لم يؤمن منهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/410]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" به جنّةٌ " مجازها مجاز الجنون وهما واحد).
[مجاز القرآن: 2/57]


تفسير قوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولو اتّبع الحقّ أهواءهم} [المؤمنون: 71] أهواء المشركين.
{لفسدت} [المؤمنون: 71] يعني لهلكت.
{السّموات والأرض ومن فيهنّ} [المؤمنون: 71] وتفسير الحسن: لو كان الحقّ في أهوائهم، لوقعت أهواؤهم على هلاك السّموات والأرض ومن فيهنّ.
وقال بعضهم: الحقّ هاهنا: اللّه، كقوله: {وتواصوا بالحقّ} [العصر: 3] يعني بالحقّ: اللّه {وتواصوا بالصّبر} [العصر: 3] على فرائضه.
قال: {بل أتيناهم بذكرهم} [المؤمنون: 71] : بشرفهم، شرفٌ لمن آمن به.
قال الحسن وقتادة: يعني القرآن، أنزلنا عليهم فيه ما يأتون، وما يتّقون، وما يحرّمون، وما يحلّون.
{فهم عن ذكرهم} [المؤمنون: 71] عمّا بيّنّا لهم.
{معرضون} [المؤمنون: 71] وقال قتادة: معرضون عن القرآن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/410]
وقال السّدّيّ: {بل أتيناهم بذكرهم} [المؤمنون: 71] : بشرفهم {فهم عن ذكرهم} [المؤمنون: 71] يعني عن شرفهم {معرضون} [المؤمنون: 71] قال يحيى: سمعت سفيان الثّوريّ يذكر في هذه الآية: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم} [الأنبياء: 10] : فيه شرفكم). [تفسير القرآن العظيم: 1/411]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولو اتّبع الحقّ أهواءهم...}

يقال: إن الحقّ هو الله. ويقال: إنه التنزيل، لو نزل بما يريدون {لفسدت السّماوات والأرض ومن فيهنّ} قال الكلبيّ (ومن فيهنّ) من خلقٍ.
وفي قراءة عبد الله (لفسدت السّموات والأرض وما بينهما) وقد يجوز في العربيّة أن يكون ما فيها ما بينهما لأن السماء كالسقف على الأرض،
وأنت قائل: في البيت كذا وكذا، وبين أرضه وسمائه كذا وكذا، فلذلك جاز أن تجعل الأرض والسّماء كالبيت.
وقوله: {بل أتيناهم بذكرهم}: بشرفهم). [معاني القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بل أتيناهم بذكرهم} أي بشرفهم). [تفسير غريب القرآن: 299]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ} أي أتيناهم بشَرَفِهم). [تأويل مشكل القرآن: 147]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولو اتّبع الحقّ أهواءهم لفسدت السّماوات والأرض ومن فيهنّ بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون}
جاء في التفسير أن الحق هو اللّه - عزّ وجلّ - ويجوز أن يكون الحق الأول في قوله: (بل جاءهم بالحق) التنزيل، أي بالتنزيل الذي هو الحق.
ويكون تأويل: {ولو اتّبع الحقّ أهواءهم} أي لو كان التنزيل بما يحبّون لفسدت السّماوات والأرض.
وقوله: {بل أتيناهم بذكرهم}.
أي بما فيه فخرهم وشرفهم، ويجوز أن يكون بذكرهم، أي بالذكر الذي فيه حظ لهم لو اتبعوه). [معاني القرآن: 4/19]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولو اتبع الحق أهواءهم}
روى سفيان عن إسماعيل عن أبي صالح ولو اتبع الحق قال الله عز وجل
وقيل المعنى بل جاءهم بالقرآن ولو اتبع القرآن أهواءهم أي لو نزل بما يحبون لفسدت السموات والأرض ومن فيهن
ثم قال الله تعالى: {بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون}
روى معمر عن قتادة بذكرهم قال بالقرآن
قال أبو جعفر والمعنى على قوله بل آتيناهم بما لهم فيه ذكر ما يوجب الجنة لو اتبعوه
وقيل الذكر ههنا الشرف). [معاني القرآن: 4/479-478]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِذِكْرِهِمْ}: بشرفهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم تسألهم خرجًا} [المؤمنون: 72] قال قتادة: أم تسألهم على ما أتيتهم به جعلا، أي إنّك لا تسألهم عليه أجرًا.
قال: {فخراج ربّك خيرٌ} [المؤمنون: 72] أجر ربّك أي ثوابه في الآخرة خيرٌ من أجرهم لو أعطوك في الدّنيا أجرًا.
قال: {وهو خير الرّازقين} [المؤمنون: 72] وقد يجعل اللّه رزق العباد بعضهم من بعضٍ، يرزق اللّه إيّاهم، يقسّم رزق هذا على يدي هذا {وهو خير} [المؤمنون: 72] أفضل {الرّازقين} [المؤمنون: 72].
وهو تفسير السّدّيّ.
- عبد الرّحمن بن يزيد الشّاميّ، عن عثمان بن حيّان، عن أمّ الدّرداء قالت: ما بال أحدكم يقول: اللّهمّ ارزقني، وقد علم أنّ اللّه لا يمطر عليه من السّماء دنانير ولا دراهم، وإنّما يرزق بعضكم من بعضٍ، فمن ساق اللّه إليه رزقًا فليقبله، وإن لم يكن إليه محتاجًا فليعطه في أهل الحاجة من إخوانه، وإن كان محتاجًا استعان به على حاجته، ولا يردّ على اللّه
رزقه الّذي رزقه.
- الخليل بن مرّة، عن عمران القصير قال: لقيت مكحولًا بمكّة، فأعطاني شيئًا فانقبضت عنه فقال: خذه فإنّي سأحدّثك فيه بحديثٍ.
فقلت: حدّثني به فإنّه أحبّ إليّ منه.
فقال: أعطى رسول اللّه عمر شيئًا، فكأنّه انقبض عن أخذه، فقال له رسول اللّه: «إذا أتاك اللّه بشيءٍ لم تطلبه ولم تعرض له فخذه، فإن كنت محتاجًا إليه فأنفقه، وإن لم تكن إليه محتاجًا فضعه في أهل الحاجة».
- ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، عن قبيصة بن ذؤيبٍ أنّ عمر بن الخطّاب دفع إلى عبد اللّه بن سعدٍ، رجلٍ من قريشٍ، ألف دينارٍ، فقال: لا إرب لي بها يا أمير المؤمنين، ستجد من هو أحوج إليها منّي.
فقال خذها، فإنّما قلت لي كما قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «يا عمر، ما أتاك من عطاءٍ غير مشرفةٍ له نفسك ولا سائلةٍ فاقبله» ). [تفسير القرآن العظيم: 1/411]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أم تسألهم خرجاً...}

يقول: على ما جئت به، يريد: أجراً، فأجر ربّك خير). [معاني القرآن: 2/240]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أم تسألهم خرجاً} أي أتاوة وغلةً كخرج العبد إلى مولاه، أو الرعية إلى الوالي، والخرج أيضاً من السحاب، ومنه يرى اشتق هذا أجمع، قال أبو ذؤيب:
إذا همّض بالإقلاع هبّت له الصّبا=وأعقب نوءٌ بعدها وخروج
قال أبو عمرو الهذلي: إنما سمي خروجاً الماء يخرج منه). [مجاز القرآن: 2/61]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أم تسألهم خرجاً} أي خراجا، فهم يستثقلون ذلك.
{فخراج ربّك خيرٌ} أي رزقه). [تفسير غريب القرآن: 299]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (أم تسألهم خرجا فخراج ربّك خير وهو خير الرّازقين}
أي (أم تسألهم) على ما أتيتهم به أجرا.
ويقرأ: {خراجا فخراج ربّك خير}.
ويجوز {خراجا فخراج ربّك خير} ). [معاني القرآن: 4/19]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير}
قال الحسن خرجا أي أجزأ
قال أبو حاتم الخراج الجعل والخراج العطاء إن شاء الله أو نحو ذلك). [معاني القرآن: 4/479]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّك لتدعوهم إلى صراطٍ مستقيمٍ} [المؤمنون: 73] إلى دينٍ مستقيمٍ، وهو الطّريق إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/412]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة} [المؤمنون: 74] يعني بالبعث يوم القيامة.
وهو تفسير السّدّيّ.
{عن الصّراط لناكبون} [المؤمنون: 74] لجائرون في تفسير قتادة.
وقال الحسن: تاركون له.
وقال الكلبيّ: معرضون عنه.
قال يحيى: وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/412]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لناكبون...}

يقول: لمعرضون عن الدين. والصراط ها هنا الدين). [معاني القرآن: 2/240]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( " عن الصّراط لنا كبون " أي لعادلون، يقال نكب عنه، ويقال: نكب عن فلان، أي عدل عنه،
ويقال: نكب عن الطريق، أي عدل عنه). [مجاز القرآن: 2/61]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لناكبون}: عادلون. نكب عنه ينكب نكوبا أي عدل عنه). [غريب القرآن وتفسيره: 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {عن الصّراط لناكبون} أي عادلون، يقال: نكب عن الحق: أي عدل عنه). [تفسير غريب القرآن: 299]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصّراط لناكبون}
معناه لعادلون عن القصد). [معاني القرآن: 4/19]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون}
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول عن الصراط لناكبون عن الحق لعادلون
قال أبو جعفر والصراط في اللغة الطريق المستقيم
ويقال نكب عن الحق إذا عدل عنه
والمعنى إنهم عن القصد لعادلون). [معاني القرآن: 4/480-479]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (لناكبون) أي: لعادلون). [ياقوتة الصراط: 374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَنَاكِبُونَ}: أي عادلون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَنَاكِبُون}: عادلـون). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضرٍّ} [المؤمنون: 75] يعني أهل مكّة، وذلك حيث أخذوا بالجوع سبع سنين حتّى أكلوا الميتة والعظام، وأجهدوا حتّى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السّماء دخانًا {فارتقب يوم تأتي السّماء بدخانٍ مبينٍ} [الدخان: 10] نزلت هذه قبل أن يؤخذوا بالجوع، ثمّ أخذوا بالجوع فقال اللّه وهم في ذلك الجوع: {ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضرٍّ للجّوا في
طغيانهم} [المؤمنون: 75] في ضلالتهم.
{يعمهون} [المؤمنون: 75] يتمادون في تفسير الحسن.
وقال قتادة: يلعبون). [تفسير القرآن العظيم: 1/412]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد أخذناهم بالعذاب} [المؤمنون: 76] يعني ذلك الجوع في السّبع السّنين.
{فما استكانوا لربّهم وما يتضرّعون} [المؤمنون: 76] يقول: لم يؤمنوا.
وقد سألوا أن يرفع ذلك عنهم فيؤمنوا فقالوا: {ربّنا اكشف عنّا العذاب} [الدخان: 12] وهو ذلك الجوع {إنّا مؤمنون} [الدخان: 12] فكشف عنهم فلم يؤمنوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ولقد أخذناهم بالعذاب} يريد: نقض الأموال والثمرات.

{فما استكانوا لربّهم} أي ما خضعوا). [تفسير غريب القرآن: 299]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربّهم وما يتضرّعون}
أي ما تواضعوا. والذي أخذوا به الجوع). [معاني القرآن: 4/19]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}
ولقد أخذناهم بالعذاب أي بالخوف ونقص الأموال والأنفس
فما استكانوا لربهم أي فما خضعوا). [معاني القرآن: 4/480]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ}: أي نقص الأموال والثمرات.
{فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ}: فما خضعوا لربهم وما تضرعوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {حتّى إذا فتحنا عليهم بابًا ذا عذابٍ شديدٍ} [المؤمنون: 77] يعني يوم بدرٍ، القتل بالسّيف.
نزلت بمكّة قبل الهجرة، فقتلهم اللّه يوم بدرٍ.
قال: {إذا هم فيه مبلسون} [المؤمنون: 77] يائسون). [تفسير القرآن العظيم: 1/412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ)
: ( {مبلسون}: المبلس: المنقطع به السيء الظن).
[غريب القرآن وتفسيره: 267]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {حتّى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذابٍ شديدٍ} يعني الجوع.
{إذا هم فيه مبلسون} أي يائسون من كل خير). [تفسير غريب القرآن: 299]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حتّى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون}قيل السيف والقتل.
(إذا هم فيه مبلسون) المبلس الساكن المتحيّر). [معاني القرآن: 4/20-19]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد}
قيل يعني الجوع وقيل السيف
إذا هم فيه مبلسون أي متحيرون يائسون من الخير). [معاني القرآن: 4/480]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ}: يعني الجوع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 165]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}: أي: يائسون من كل خير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 165]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (المُبْلِـسُ): المتحيّر المنقطع عن حجته). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهو الّذي أنشأ لكم} [المؤمنون: 78] خلق لكم.
{السّمع والأبصار والأفئدة} [المؤمنون: 78] يعني سمعهم، وأبصارهم، وأفئدتهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/412]
{قليلا ما تشكرون} [المؤمنون: 78] أقلّكم من يشكر، أي يؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وهو الّذي ذرأكم في الأرض} [المؤمنون: 79] خلقكم في الأرض.
{وإليه تحشرون} [المؤمنون: 79] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وهو الّذي يحيي ويميت وله اختلاف اللّيل والنّهار أفلا تعقلون} [المؤمنون: 80] يقوله للمشركين يذكر نعمته عليهم.
يقول: فالّذي أنشأ لكم السّمع والأبصار والأفئدة، ويحيي ويميت، وله اختلاف اللّيل والنّهار، قادرٌ على أن يحيي الموتى). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وله اختلاف اللّيل والنّهار...}

يقول: هو الذي جعلهما مختلفين، كما تقول في الكلام: لك الأجر والصلة أي إنك تؤجر وتصل). [معاني القرآن: 2/240]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله تعالى: {وله اختلاف الليل والنهار}
قال الفراء معنى وله اختلاف الليل والنهار هو خالقها كما تقول لك الأجر والصلة). [معاني القرآن: 4/481-480]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {بل قالوا مثل ما قال الأوّلون} [المؤمنون: 81] ثمّ أخبر بذلك القول فقال: {قالوا أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون {82} لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل} [المؤمنون: 82-83] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82)}

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ أخبر بذلك القول فقال: {قالوا أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون {82} لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل} [المؤمنون: 82-83] أي وعدنا أن نبعث نحن وآباؤنا فلم نبعث.
كقوله: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} [الدخان: 36] قوله: {إن هذا إلا أساطير الأوّلين} [المؤمنون: 83] كذب الأوّلين وباطلهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]


رد مع اقتباس