عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 09:42 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي} [الشعراء: 52]، أي: ليلا.
وقد قال في آيةٍ أخرى: {فأسر بعبادي ليلا} [الدخان: 23] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه أنّ موسى وبني إسرائيل لمّا خرجوا تلك اللّيلة كسف (بالقمر) وأظلمت الأرض.
قال: {إنّكم متّبعون} [الشعراء: 52]، أي: يتّبعكم فرعون وقومه). [تفسير القرآن العظيم: 2/503]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون}

يقال: أسرى يسري إذا سار ليلا، وسرى يسرى، قيل هو في معنى أسرى يسري أيضا). [معاني القرآن: 4/91]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي}
يقال سرى وأسرى إذا سار بالليل
قال مجاهد خرج موسى صلى الله عليه وسلم ليلا
قال عمرو بن ميمون قالوا لفرعون إن موسى قد خرج ببني إسرائيل فقال لا تكلموهم حتى يصيح الديك فلم يصيح ديك تلك الليلة فلما أصبح أحضر شاة فذبحت وقال لا يتم سلخها حتى يحضر خمس مائة ألف فارس من القبط فحضروا
وروى يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تعهدنا فأتنا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما حاجتك فقال ناقة أرتحلها وأعنز يحتلبها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجز هذا أن يكون مثل عجوز بني إسرائيل قالوا وما عجوز بني إسرائيل قال إن موسى صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج ببني إسرائيل ضل عن الطريق فقال ما هذا فقال له علماء بني إسرائيل إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ألا نخرج إلا بعظامه فقال أين قبره فقالوا ما يعرفه إلا عجوز بني إسرائيل فسألوها فقالت حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت أن أكون معك في الجنة فكره ذلك فأوحى الله جل وعز إليه أن أعطها ففعل فأتت بهم إلى بحيرة فقالت أنضبوا هذا الماء فأنضبوه واستخرجوا عظام يوسف صلى الله عليه وسلم فتبينت له الطريق كضوء النهار
ثم قال جل وعز: {إنكم متبعون}
روى عكرمة عن ابن عباس قال اتبعه فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث وكان موسى صلى الله عليه في ستمائة ألف من بني إسرائيل فقال فرعون إن هؤلاء لشرذمة قليلون
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله إن هؤلاء لشرذمة قليلون قال ستمائة ألف وسبعون ألفا
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود وإنا لجميع حاذرون قال مؤدون
قال أبو جعفر المؤدون الذين معهم أداة وهي السلاح والسلاح أداة الحرب
وأبو عبيدة يذهب إلى أن حاذرين وحذرين وحذرين بضم الذال بمعنى واحد
قال أبو جعفر وحقيقة هذا أن الحاذر هو المستعد والحذر المتيقظ كأن ذلك فيه خلقة ولهذا قال أكثر النحويين لا يتعدى حذر
وروى حميد الأعرج عن أبي عمار أنه قرأ وإنا لجميع حادرون الدال غير معجمة يقال جمل حادر إذا كان غليظا ممتليا ومنه قول الشاعر:
وعين لها حدرة بدرة = شقت مآقيهما من أخر).
[معاني القرآن: 5/81-77]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين}
أي أرسل من جمع له الجيش، معناه فجمع جمعه، فقال:{إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون} ). [معاني القرآن: 4/91]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون {54}} [الشعراء: 54]
[تفسير القرآن العظيم: 2/503]
يعني هم قليلٌ في كثيرٍ، وكان أصحاب موسى ستّ مائة ألفٍ، وفرعون وأصحابه ستّة آلاف ألفٍ، هذا تفسير السّدّيّ.
وعن سعيدٍ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ بني إسرائيل الّذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستّ مائة ألف مقاتلٍ، بني عشرين سنةً فصاعدًا.
وقال الحسن: سوى الحشم.
قال قتادة: كان مقدّمة فرعون ألف ألف حصانٍ ومائتي ألف ألف حصانٍ.
قال يحيى: وبلغني أنّ جميع جنوده كانوا أربعين ألف ألفٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/504]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون...}

يقول عصبةٌ قليلة وقليلون وكثيرون وأكثر كلام العرب أن يقولوا: قومك قليل وقومنا كثير. وقليلون وكثيرون جائز عربيّ وإنما جاز لأن القلّة إنما تدخلهم جميعاً.
فقيل: قليلٌ، وأوثر قليل على قليلين. وجاز الجمع إذ كانت القلّة تلزم جميعهم في المعنى فظهرت أسماؤهم على ذلك. ومثله أنتم حيّ واحد وحيّ واحدون.
ومعنى واحدون واحدٌ كما قال الكميت:
فردّ قواصي الأحياء منهم =قد رجعوا كحيّ واحدينا).
[معاني القرآن: 2/280]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون} أي طائفة وكل بقية قليلة فهي شرذمة قال:
يحذين في شراذم النّعال
أي قطع النعال وبقاياها، وهي ها هنا في موضع الجماعات ألا ترى أنه قال شرذمة قليلون). [مجاز القرآن: 2/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {شرذمة}: طائفة). [غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ} أي طائفة). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون}
والشرذمة في كلام العرب القليل.
يروى أن هؤلاء الذين سمّاهم شرذمة كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا، وكانت مقدمة فرعون سبعمائة ألف كل رجل منهم على حصان، وعلى رأسه بيضة،
فاستقل من مع موسى عليه السلام عند كثرة جمعه.
وقال {قليلون} فجمع " قليلا " كما يقال: هؤلاء واحدون فيجمع الواحد،
كما قال الكميت:
فقد رجعوا كحيّ واحدينا). [معاني القرآن: 4/91]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (شِرْذِمَةٌ): طريقة). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّهم لنا لغائظون}
يقال قد غاظني فلان، ومن قال أغاظني فقد لحن). [معاني القرآن: 4/92-91]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّا لجميعٌ حاذرون {56}} [الشعراء: 56] متسلّحون.
عن أبيه قال: وحدّثني يونس بن إسحاق عن أبيه، قال: سمعت الأسود بن يزيد يقرأ هذا الحرف: {وإنّا لجميعٌ حاذرون} [الشعراء: 56].
وفي حديث نعيم بن يحيى، عن ذكريّاء، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد {حاذرون} [الشعراء: 56] يقول: مقوّون.
قال يحيى: وسمعت بعضهم يقول: {حاذرون} [الشعراء: 56] في القوّة والسّلاح). [تفسير القرآن العظيم: 2/504]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حاذرون...}

وحذرون ... حدثني أبو ليلى السجستانيّ عن أبي جرير قاضي سجستان أن ابن مسعود قرأ {وإنّا لجميعٌ حاذرون}
يقولون: مؤدون في السّلاح. يقول: ذوو أداةٍ من السّلاح. و{حذرون} وكأن الحاذر: الذي يحذرك الآن، وكأنّ الحذر: المخلوق حذراً لا تلقاه إلاّ حذراً). [معاني القرآن: 2/280]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإنّا لجميع حذرون}
قال ابن أحمر:
هل أنسأن يوماً إلى غيره=أنّى حوالي وأنّى حذر
حذر وحذر وحاذر، قوم حذرون وحاذرون، حوالي ذو حيلة،
قال عباس بن مرداس:
وإني حاذر أنمى سلاحي=إلى أوصال ذيّالٍ منيع
الذيال الفرس الطويل الذنب). [مجاز القرآن: 2/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (وإنا لجميع حذرون): فرقون، ومن قال حاذرون، المعنى: مؤدون في السلاح). [غريب القرآن وتفسيره: 282-281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّا لجميع حاذرون} ويقرأ: حاذرون، وجاء في التفسير أن معنى حاذرون، مؤدون.
أي ذوو أداة، أي ذوو سلاح والسلاح أداة الحرب، فالحاذر المستعذ، والحذر المتيقظ). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (حَذِرُونَ): فرقون
{حَاذِرُونَ}: في السلاح). [العمدة في غريب القرآن: 226-225]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأخرجناهم من جنّاتٍ وعيونٍ {57} وكنوزٍ} [الشعراء: 57-58]، أي: وأموالٍ.
{ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، أي: منزلٍ حسنٍ.
وقال قتادة: {ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، أي: في الدّنيا.
وقال السّدّيّ: {ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، يعني: مسكنًا حسنًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(ثم قال جل وعز: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم}

حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني ابن لهيعة عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو أنه نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب وذللـه له فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده فمدته الأنهار بمائها وفجر الله له من الأرض عيونا فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره
وقال في وقوله الله جل وعز: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم}
قال كانت الجنات بحافتي هذا النيل من أوله إلى آخره في الشقين جميعا من أسوان إلى رشيد وكان له سبعة خلج خليج الإسكندرية وخليج دمياط وخليج سردوس وخليج منف وخليج الفيوم وخليج المنهى متصلة لا ينقطع منها شيء من شيء وزروع ما بين الجبلين كله من أول مصر إلى آخرها ما يبلغه الماء فكانت جميع أرض مصر كلها تروى من ست عشرة ذراعا بما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها
قال ومقام كريم المنابر كان بها ألف منبر
قال أبو جعفر المقام في اللغة الموضع من قولك قام يقوم وكذلك المقامات واحدها مقامة كما قال الشاعر:
وفيهم مقامات حسان وجوهها=وأندية ينتابها القول والفعل
والمقام أيضا المصدر والمقام بالضم الموضع من أقام يقيم والمصدر أيضا من أقام يقيم إلا أن ابن لهيعة قال سمعت أن المقام الكريم الفيوم). [معاني القرآن: 5/83-81]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {كذلك} [الشعراء: 59]، أي: كذلك كان الخبر، في تفسير الحسن.
وقال بعضهم: كذلك، أي: هكذا، ثمّ انقطع الكلام ثمّ قال: {وأورثناها بني إسرائيل} [الشعراء: 59] رجعوا إلى مصر بعدما أهلك اللّه فرعون وقومه في تفسير الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]

رد مع اقتباس