عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {الم (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الم (1) أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون (2) ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين (3) أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (4)}
أمّا الكلام على الحروف المقطّعة فقد تقدّم في أوّل سورة "البقرة"). [تفسير ابن كثير: 6/ 263]

تفسير قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} استفهام إنكارٍ، ومعناه: أنّ اللّه سبحانه وتعالى لا بدّ أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان، كما جاء في الحديث الصّحيح: "أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء ثمّ الصّالحون، ثمّ الأمثل فالأمثل، يبتلى الرّجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابةٌ زيد في البلاء". وهذه الآية كقوله: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين} [آل عمران: 142]، ومثلها في سورة "براءةٌ" وقال في البقرة: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ} [البقرة: 214]؛ ولهذا قال هاهنا: {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} أي: الّذين صدقوا في دعواهم الإيمان ممّن هو كاذبٌ في قوله ودعواه. واللّه سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون. وهذا مجمعٌ عليه عند أئمّة السّنّة والجماعة؛ ولهذا يقول ابن عبّاسٍ وغيره في مثل: {إلا لنعلم} [البقرة: 143]: إلّا لنرى؛ وذلك أنّ الرّؤية إنّما تتعلّق بالموجود، والعلم أعمّ من الرّؤية، فإنّه [يتعلّق] بالمعدوم والموجود). [تفسير ابن كثير: 6/ 263]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون} أي: لا يحسبنّ الّذين لم يدخلوا في الإيمان أنّهم يتخلّصون من هذه الفتنة والامتحان، فإنّ من ورائهم من العقوبة والنكال ما هو أغلظ من هذا وأطمّ؛ ولهذا قال: {أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا} أي: يفوتونا، {ساء ما يحكمون} أي: بئس ما يظنّون). [تفسير ابن كثير: 6/ 263-264]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من كان يرجو لقاء اللّه فإنّ أجل اللّه لآتٍ وهو السّميع العليم (5) ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه إنّ اللّه لغنيٌّ عن العالمين (6) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون (7)}
يقول تعالى: {من كان يرجو لقاء اللّه} أي: في الدّار الآخرة، وعمل الصّالحات رجاء ما عند اللّه من الثّواب الجزيل، فإنّ اللّه سيحقّق له رجاءه ويوفّيه عمله كاملًا موفورًا، فإنّ ذلك كائنٌ لا محالة؛ لأنّه سميع الدّعاء، بصيرٌ بكلّ الكائنات ؛ ولهذا قال: {من كان يرجو لقاء اللّه فإنّ أجل اللّه لآتٍ وهو السّميع العليم}). [تفسير ابن كثير: 6/ 264]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه}، كقوله: {من عمل صالحًا فلنفسه} [فصّلت: 46] أي: من عمل صالحا فإنّما يعود نفع عمله على نفسه، فإنّ اللّه غنيٌّ عن أفعال العباد، ولو كانوا كلّهم على أتقى قلب رجلٍ [واحدٍ] منهم، ما زاد ذلك في ملكه شيئًا؛ ولهذا قال: {ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه إنّ اللّه لغنيٌّ عن العالمين}.
قال الحسن البصريّ: إنّ الرّجل ليجاهد، وما ضرب يومًا من الدّهر بسيفٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 264]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ أخبر أنّه مع غناه عن الخلائق جميعهم من إحسانه وبرّه بهم يجازي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أحسن الجزاء، وهو أنّه يكفّر عنهم أسوأ الّذي عملوا، ويجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون، فيقبل القليل من الحسنات، ويثيب عليها الواحدة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، ويجزي على السّيّئة بمثلها أو يعفو ويصفح، كما قال تعالى: {إنّ اللّه لا يظلم مثقال ذرّةٍ وإن تك حسنةً يضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا} [النّساء: 40]، وقال هاهنا: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 264]

رد مع اقتباس