عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 11:13 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) }

قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (مطلب شرح مادة ذرأ مهموزًا ومعتلًا
وقال أبو نصر: عن الأصمعي: ذرىء رأس الرجل يذرأ ذرًا، وقد علته ذرأة، أي بياض، وأنشد:
وقد علتني ذرأة بادي بدى
وأنشد أبو بكر بن دريد بعد هذا البيت:
ورثية تنهض في تشدّد
وقوله: بادي بدى، أي في أول الأمر، ويقال: حدي أذرأ، وعناق ذراء إذا كان في رأسه ورأسها بياض، ومنه قيل: ملح ذرآنيّ، أي شديد البياض، وقال غيره وذرآنيّ أيضًا.
وقالاللحياني: يقال: ذرأ الله الخلق يذرؤهم، والله البارئ الذارئ، والحلق مذروءون ومبروءون.
وقال أبو نصر: ذرا يذرو ذروًا إذا مرّ مرًّا سريعًا، وذرا ناب الجمل يذرو ذروًا إذا انكسر حدّه، وقال أوس بن حجر:
وإن مقرم منّا ذرا حدّ نابه ....... تخمّط فينا ناب آخر مقرم
وذرت الريح التراب تذروه ذروًا، ومنه قيل: ذري الناس الحنطة، قال: ويقال: ذرت الريح التراب تذريه، بمعنى ذرته تذروه، وطعنه فأذراه عن فرسه، أي رمى به وقلعه عن السّرج، وقال الأصمعيّ: أذرته إذا قلعته من أصله قلعًا، وذرته طيّرته، قال ابن أحمر:
لها منخل تذري إذا عصفت به ....... أهابيّ سفساف من التّرب توأم
وقال اللحياني: ذرت الريح التراب تذروه وتذريه إذا سحفته وأذهبته.
قال: وقال الكسائي: ذروت وذريت وذرّيت بمعنى واحد، أي نقّيتها في الريح.
قال أبو نصر: فلان يذّري فلانًا، أي يرفع من شأنه ويمدحه، قال الراجز.
عمدًا أذرّي حسبي إن يشتما ....... بهدر هدّار يمجّ البلغما
وقال أبو زيد: ذرّيت الشاة إذا جززتها وتركت على ظهرها شيئًا منه لتعرف به، ولا يكون ذلك إلا في الضأن، وقال أبو نصر وغيره: ذروة كلّ شيء أعلاه، ويقال: فلان في ذرى فلان، أي في دفئه وظلّه.
ويقال: استذر بهذه الشجرة، أي كن في دفئها، وهو الذرى مقصور.
ويقال: جاء ينقض مذرويه، إذا جاء باغيًا يتهدّد، قال: والمذروان: الناحيتان، قال بعض هذيل يذكر القوس:
على كلّ هتافة المذروين ....... صفراء مضجعة في الشّمال
يعني: الجانبين اللذين يقع عليهما الوتر من أسفل ومن أعلي.
: وهذا القول مشتمل على من سمّى ناحيتي الرأس مذروين، وعلى ما رواه أبو عبيد، عن أبي عبيدة أن المذروين أطراف الأليتين، وأنشد لعنترة:
أحولي تنقض استك مذرويها ....... لتقتلني فهأنذا عمارا
قال: وليس لهما واحد، لأنه لو كان لهما واحد فقيل مذري لقيل في التثنية مذريان بالياء وما كانت بالواو، وقال أبو نصر: يقال: بلغني عنه ذرء من خبر، أي طرف ولم يتكامل). [الأمالي: 1/ 200-202]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقد يجوز أن تقول ألا رجل إمّا زيدٌ وإمّا عمرو كأنه قيل له من هذا المتمنّى؟ فقال زيدٌ أو عمروٌ:
ومثل ليبك يزيد قراءة بعضهم: (وكذلك زُيِّن لكثير من المشركين قتلُ أولادهم شركاؤهم) رفع الشّركاء على مثل ما رفع عليه ضارعٌ). [الكتاب: 1/ 289-290]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: ما جاءني من أحدٍ عاقلٌ. رفعت العاقل، ولو خفضته كان أحسن. وإنما جاز الرفع؛ لأن المعنى: ما جاءني أحد. ومن ذلك قراءة بعض الناس: (زُين لكثيرٍ من المشركين قتلَ أولادهم شركاؤهم). لما قال: قتل أولادهم، تم الكلام، فقال: شركاؤهم على المعنى؛ لأنه علم أن لهذا التزيين مزيناً فالمعنى: زينه شركاؤهم. ومثل ذلك قول الشاعر:
ليبك يزيد ضارعٌ لخصومةٍ ....... ومختبطٌ مما تطيح الطوائح
لما قال: ليبكي يزيد علم أن له باكيا. فكأنه قال: ليبكه ضارعٌ لخصومة. ومن هذا قولهم:
قد سالم الحيات منه القدمـا ....... الأفعوان والشجاع الشجعما
فنصب الأفعوان؛ لأنك تعلم أن القدم مسالمة؛ كما أنها مسالمة فكأنه قال: قد سالمت القدم الأفعوان والشجاع. ومن ذلك قول الله عز وجل: {انتهوا خيراً لكم} ). [المقتضب: 3/ 281-283]


رد مع اقتباس