عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 11:21 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137)}

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا للّه بزعمهم...}
وبرعمهم، وزعمهم، ثلاث لغات. ولم يقرأ بكسر الزاي أحد نعلمه. والعرب قد تجعل الحرف في مثل هذا؛ فيقولون: الفتك والفتك والفتك، والودّو الودّو الودّ، في أشباه لها. وأجود ذلك ما اختارته القرّاء الذين يؤثر عنهم القراءة. وفي قراءة عبد الله "وهذا لشركائهم" وهو كما تقول في الكلام: قال عبد الله: إنّ له مالا، وإنّ لي مالا، وهو يريد نفسه. وقد قال الشاعر:
رجلان من ضبّة أخبرانا ....... إنا رأينا رجلا عريانا
ولو قال: أخبرانا أنهما رأيا كان صوابا). [معاني القرآن: 1/ 357]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ذرأ} بمنزلة برأ، ومعناهما خلق). [مجاز القرآن: 1/ 206]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الأعمش ويحيى بن وثاب {بزعمهم} برفع الزاي.
وحكي عن أبي عمرو: الزعم والزعم والزعم، وهي لغات ثلاثها.
[وزاد محمد بن صالح في روايته]
والضم فيها أسدية، والفتح حجازية، والكسر بعض قيس وتميم.
وقالوا: زعم الرجل زعما: طمع، وأزعمته؛ وقالوا: الزعم أيضًا.
قال عنترة:
علقتها عرضا وأقتل قومها = زعما لعمرو أبيك ليس بمزعم). [معاني القرآن لقطرب: 529]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {مما ذرأ من الحرث} ذرأ الخلق يذرأهم ذرءًا؛ مثل ذرعًا؛ وقوله {يذرؤكم} من ذلك؛ وهو خلقه إياهم.
[وزاد محمد]:
وقال: ذرئ: إذا شاب الرجل، وذرؤ فعل لغة.
وقال:
[معاني القرآن لقطرب: 552]
وقد علتني ذرأة بادي بدي). [معاني القرآن لقطرب: 553]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذرأ}: وبرأ خلق). [غريب القرآن وتفسيره: 143]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ممّا ذرأ من الحرث والأنعام} أي: مما خلق من الحرث وهو الزرع. والأنعام الإبل والبقر والغنم. نصيباً أي حظا.
وكانوا إذا زرعوا خطّوا خطا فقالوا: هذا للّه، وهذا لآلهتنا. فإذا حصدوا ما جعلوا للّه فوقع منه شيء فيما جعلوا لآلهتهم تركوه. وقالوا: هي إليه محتاجة.
وإذا حصدوا ما جعلوا لألهتهم فوقع منه شيء فيما جعلوه للّه، أعادوه إلى موضعه.
وكانوا يجعلون من الأنعام شيئا للّه. فإذا ولدت إناثها ميتا أكلوه. وإذا جعلوا لآلهتهم شيئا من الأنعام فولد ميتا، عظموه ولم يأكلوه فقال اللّه:
{وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون}). [تفسير غريب القرآن: 160-161]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا}
في الكلام حذف والمعنى وجعلوا لأصنامهم نصيبا ودل عليه فقالوا {هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا}. قال مجاهد: كانوا يجعلون لله جزء ولشركائهم جزءا فإذا ذهب ما لشركائهم عوضوا منه مما لله وإذا ذهب ما لله لم يعوضوا منه شيئا، قال الأنعام البحيرة والسائبة. وقال قتادة: كانوا يجعلون لله نصيبا ولشركائهم نصيبا فإذا هلك بعير لشركائهم أخذوا مما لله فجعلوه لشركائهم وإذا هلك بعير مما لله جل وعز تركوه وقالوا الله مستغن عن هذا وإذا أصابهم سنة أخذوا ما لله جل وعز فنحروه وأكلوه). [معاني القرآن: 2/ 493-494]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقال الله عز وجل: {ساء ما يحكمون} فذم الله ذلك من فعلهم ويقال ذرأ يذرأ ذرء أي خلق). [معاني القرآن: 2/ 495]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَجَعَلُواْ ُلِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا ... الآية}.. كانوا إذا زرعوا خطوا خطوطا، فقالوا: هذا لله وهذا لآلهتنا، فإذا حصدوا ما جعلوا لله، فوقع منه شيء فيما جعلوا لآلهتهم، تركوه وقالوا: هي إليه محتاجة، وإذا حصدوا ما جعلوا لآلهتهم فوقع شيء منه فيما جعلوا لله أعادوه إلى موضعه، وكانوا يجعلون من الأنعام شيئا لله، فإذا ولدت إناثها ميتًا أكلوه، وإذا ولدت ما لآلهتهم ميتا عظموه ولم يأكلوه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 80]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ذَرَأَ}: خلق). [العمدة في غريب القرآن: 131]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكذلك زيّن لكثيرٍ مّن المشركين قتل أولادهم شركآؤهم...}
وهم قوم كانوا يخدمون آلهتهم، فزيّنوا لهم دفن البنات وهنّ أحياء. وكان أيضا أحدهم يقول: لئن ولد لي كذا وكذا من الذكور لأنحرنّ واحداً. فذلك قتل أولادهم. والشركاء رفع؛ لأنهم الذين زيّنوا.
وكان بعضهم يقرأ: "وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتلُ أولادهم" فيرفع القتل إذا لم يسمّ فاعله، ويرفع (الشركاء) بفعل ينويه؛ كأنه قال: زيّنه لهم شركاؤهم.
ومثله قوله: (يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال) ثم قال: {رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ}.
وفي بعض مصاحف أهل الشام (شركايهم) بالياء، فإن تكن مثبتة عن الأوّلين فينبغي أن يقرأ (زيّن) وتكون الشركاء هم الأولاد؛ لأنهم منهم في النسب والميراث. فإن كانوا يقرءون (زيّن) فلست أعرف جهتها؛ إلا أن يكونوا فيها آخذين بلغة قوم يقولون: أتيتها عشايا ثم يقولون في تثنية (الحمراء: حمرايان) فهذا وجه أن يكونوا قالوا: "زَيَّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادِهم شركايُهُمْ" وإن شئت جعلت (زيّن) إذا فتحته فعلا لإبليس ثم تخفض الشركاء بإتباع الأولاد. وليس قول من قال: إنما أرادوا مثل قول الشاعر:
فزججتها متمكّنا ....... زجّ القلوص أبي مزاد
بشيء. وهذا مما كان يقوله نحويّو أهل الحجاز، ولم نجد مثله في العربية). [معاني القرآن: 1/ 358-359]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وكذلك زيّن لكثيرٍ مّن المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء اللّه ما فعلوه فذرهم وما يفترون}
وقال: {وكذلك زيّن لكثيرٍ مّن المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} لأن الشركاء زينوا.
ثم قال: {ليردوهم} من "أردى" "إرداء"). [معاني القرآن: 1/ 249]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة القراء {وكذلك زين}.
أبو عبد الرحمن السلمي "زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم" يرفع "القتل" فيكون ذلك على معنيين:
كأنه قال: شركاؤهم زينوا لهم؛ لقوله {زين} على ما قرأ الحسن "عليهم لعنة الله والملائكة والناس"؛ كأنه قال: وتلعنهم الملائكة.
[معاني القرآن لقطرب: 529]
والوجه الثاني: "وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم" فيكون الشركاء هم الذين قتلوا، كقولك: حبب إلي شرب اللبن زيد، وأكل اللحم عمرو؛ فيكون "زيد" مرفوعًا بالشرب والأكل). [معاني القرآن لقطرب: 530]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ليردوهم} أي ليهلكوهم. والرّدى: الهلاك). [تفسير غريب القرآن: 161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد كان بعض القراءة يقرأ: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ}، أي: قتل شركائهم أولادهم). [تأويل مشكل القرآن: 207-208]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} يعني الموءودة قال مجاهد زين لهم الشياطين قتل البنات وخوفوهم العيلة قال غير مجاهد شركاؤهم ههنا الذين يخدمون الأصنام). [معاني القرآن: 2/ 495]


رد مع اقتباس