عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 04:13 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (قوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ} كيف دلّ على فضل السّمع على البصر، حين جعل مع الصمم فقدان العقل، ولم يجعل مع العمى إلا فقدان النظر) ). [تأويل مشكل القرآن: 7]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصّمّ ولو كانوا لا يعقلون}
أي ظاهرهم ظاهر من يستمع، وهم لشدة عداوتهم وبغضهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسوء استماعهم بمنزله الصّم.
{ولو كانوا لا يعقلون} أي ولو كانوا مع ذلك جهّالا.
وهذا مثل قول الشّاعر:
أصم عما ساءه سميع). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو كانوا لا يعقلون}.
أي ولو كانوا مع هذا جهالا). [معاني القرآن: 3/296]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (قوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ} كيف دلّ على فضل السّمع على البصر، حين جعل مع الصمم فقدان العقل، ولم يجعل مع العمى إلا فقدان النظر) ). [تأويل مشكل القرآن: 7] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون}
أي يقبل عليك بالنظر وهو كالأعمى من بغضه لك وكراهته لما يراه من آياتك،
كما قال اللّه - جل ثناؤه -{ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت} ). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون}
ومنهم من ينظر إليك أي يديم النظر إليك كما قال تعالى: {ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت} ). [معاني القرآن: 3/296]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ اللّه لا يظلم النّاس شيئاً ولكنّ النّاس...}
للعرب في {لكن} لغتان: تشديد النون وإسكانها. فمن شدّدها نصب بها الأسماء، ولم يلها فعل ولا يفعل. ومن خفّف نونها وأسكنها لم يعملها في شيء اسمٍ
ولا فعل، وكان الذي يعمل في الاسم الذي بعدها ما معه، ينصبه أو يرفعه أو يخفضه؛ من ذلك قوله: {ولكن الناس أنفسهم يظلمون} {ولكن اللّه رمى} {ولكن الشياطين كفروا} رفعت هذه الأحرف بالأفافيل التي بعدها. وأمّا قوله: {ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول اللّه} فإنك أضمرت {كان} بعد {لكن} فنصبت بها، ولو رفعته على أن تضمر {هو}: ولكن هو رسول الله كان صوابا. ومثله {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون اللّه ولكن تصديق الذي بين يديه} و{تصديق}.
ومثله {ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه} و{تصديق}.
فإذا ألقيت من {لكن} الواو التي في أوّلها آثرت العرب تخفيف نونها. وإذا أدخلوا الواو وآثروا تشديدها. وإنما فعلوا ذلك لأنها رجوع عمّا أصاب أوّل الكلام، فشبّهت ببل إذ كان رجوعا مثلها؛ ألا ترى أنك تقول: لم يقم أخوك بل أبوك ثم تقول: لم يقم أخوك لكن أبوك، فتراهما بمعنى واحد، والواو لا تصلح في بل، فإذا قالوا ولكن) فأدخلوا الواو تباعدت من (بل) إذ لم تصلح الواو في (بل)، فآثروا فيها تشديد النون، وجعلوا الواو كأنها واو ودخلت لعطفٍ لا لمعنى بل.
وإنما نصبت العرب بها إذا شدّدت نونها لأن أصلها: إنّ عبد الله قائم، فزيدت على (إن) لام وكاف فصارتا جميعا حرفا واحدا؛
ألا ترى أن الشاعر قال:
* ولكنني من حبّها لكميد *
فلم تدخل اللام إلا لأن معناها إنّ.
وهي فيما وصلت به من أوّلها بمنزلة قول الشاعر:
لهنّك من عبسيّةٍ لوسيمةٌ =على هنواتٍ كاذبٍ من يقولها
وصل (إنّ) ها هنا بلام وهاء؛ كما وصلها ثمّ بلام وكاف. والحرف قد يوصل من أوّله وآخره. فما وصل من أوله (هذا)، (ها ذاك)، وصل بـ (ها) من أوّله. ومما وصل من آخره.
قوله: {إمّا ترينّي ما يوعدون}، وقوله: لتذهبن ولتجلسن. وصل من آخره بنون وبـ (ما). ونرى أن قول العرب: كم مالك، أنها (ما) وصلت من أولها بكاف، ثم إن الكلام كثر بـ (كم) حتى حذفت الألف من آخرها فسكنت ميمها؛ كما قالوا: لم قلت ذاك؟ ومعناه: لم قلت ذاك، ولما قلت ذاك؟
قال الشاعر:
يا أبا الأسود لم أسلمتني =لهموم طارقات وذكر
وقال بعض العرب في كلامه وقيل له: منذ كم قعد فلان؟ فقال: كمذ أخذت في حديثك، فردّه الكاف في (مذ) يدلّ على أن الكاف في (كم) زائدة.
وإنهم ليقولون: كيف أصبحت، فيقول: كالخير، وكخير. وقيل لبعضهم: كيف تصنعون الأقط؟ فقال: كهيّن). [معاني القرآن: 1/464-466]

رد مع اقتباس