عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 03:15 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه واللّه شهيدٌ على ما تعملون (98) قل يا أهل الكتاب لم تصدّون عن سبيل اللّه من آمن تبغونها عوجًا وأنتم شهداء وما اللّه بغافلٍ عمّا تعملون (99)}
هذا تعنيفٌ من اللّه تعالى لكفرة أهل الكتاب، على عنادهم للحقّ، وكفرهم بآيات اللّه، وصدّهم عن سبيله من أراده من أهل الإيمان بجهدهم وطاقتهم مع علمهم بأنّ ما جاء به الرّسول حقٌّ من اللّه، بما عندهم من العلم عن الأنبياء الأقدمين، والسّادة المرسلين، صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين، وما بشّروا به ونوّهوا، من ذكر النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] الأمّيّ الهاشميّ العربيّ المكّيّ، سيّد ولد آدم، وخاتم الأنبياء، ورسول ربّ الأرض والسّماء. وقد توعّدهم [اللّه] تعالى على ذلك بأنّه شهيدٌ على صنيعهم ذلك بما خالفوا ما بأيديهم عن الأنبياء، ومقاتلتهم الرّسول المبشر بالتّكذيب والجحود والعناد، وأخبر تعالى أنّه ليس بغافلٍ عمّا يعملون، أي: وسيجزيهم على ذلك يوم لا ينفعهم مالٌ ولا بنون). [تفسير القرآن العظيم: 2/85]


تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا إن تطيعوا فريقًا من الّذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين (100) وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات اللّه وفيكم رسوله ومن يعتصم باللّه فقد هدي إلى صراطٍ مستقيمٍ (101)}
يحذّر تعالى عباده المؤمنين عن أن يطيعوا طائفةً من الّذين أوتوا الكتاب، الّذين يحسدون المؤمنين على ما آتاهم اللّه من فضله، وما منحهم به من إرسال رسوله كما قال تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّارًا حسدًا من عند أنفسهم} [البقرة:109] وهكذا قال هاهنا: {إن تطيعوا فريقًا من الّذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/86]

تفسير قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات اللّه وفيكم رسوله} يعني: أنّ الكفر بعيدٌ منكم وحاشاكم منه؛ فإنّ آيات اللّه تنزل على رسوله ليلًا ونهارًا، وهو يتلوها عليكم ويبلّغها إليكم، وهذا كقوله تعالى: {وما لكم لا تؤمنون باللّه والرّسول يدعوكم لتؤمنوا بربّكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين} [الحديد:8] والآية بعدها. وكما جاء في الحديث: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال يومًا لأصحابه: "أيّ المؤمنين أعجب إليكم إيمانًا؟ " قالوا: الملائكة. قال: "وكيف لا يؤمنون وهم عند ربّهم؟! " وذكروا الأنبياء قال: "وكيف لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟ " قالوا: فنحن. قال: "وكيف لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟! ". قالوا: فأيّ النّاس أعجب إيمانًا؟ قال: "قومٌ يجيؤون من بعدكم يجدون صحفًا يؤمنون بما فيها". وقد ذكرت سند هذا الحديث والكلام عليه في أوّل شرح البخاريّ، وللّه الحمد.
ثمّ قال تعالى: {ومن يعتصم باللّه فقد هدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} أي: ومع هذا فالاعتصام باللّه والتّوكّل عليه هو العمدة في الهداية، والعدّة في مباعدة الغواية، والوسيلة إلى الرّشاد، وطريق السّداد، وحصول المراد). [تفسير القرآن العظيم: 2/86]

رد مع اقتباس