عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 12:03 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لكلّ أجلٍ كتابٌ...}
جاء التفسير: لكل كتاب أجل. ومثله {وجاءت سكرة الموت بالحقّ} وذلك عن أبي بكر الصّديق رحمه الله: {وجاءت سكرة الموت بالحقّ} لأن الحقّ أتى بها وتأتّى به.
فكذلك تقول: لكل أجلٍ مؤجّل ولكل مؤجّل أجل والمعنى واحد والله أعلم). [معاني القرآن: 2/66-65]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لكلّ أجلٍ كتابٌ} أي وقت قد كتب). [تفسير غريب القرآن: 228]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لكل أجل كتاب} أي وقت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 120]

تفسير قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت...}
(ويثبّت) مشدّد قراءة أصحاب عبد الله وتقرأ و(يثبت) خفيف. ومعنى تفسيرها أنه - عزّ وجلّ - ترفع إليه أعمال العبد صغيرها وكبيرها، فيثبت ما كان فيه عقاب أو ثواب ويمحو ما سوى ذلك). [معاني القرآن: 2/66]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يمحوا الله ما يشاء} محوت تمحو، وتمحي: لغة). [مجاز القرآن: 1/334]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {يمحو الله ما يشاء ويثبت} من أثبت، وأصحاب عبد الله {ويثبت} من ثبت). [معاني القرآن لقطرب: 763]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله: {يمحو الله ما يشاء} لغة مضر: محا يمحو محوًا ويمحا، قد قالوا أيضًا: محيت أمحا محيا؛ إلا أن الكتاب متبع لأن الآية جاءت بالواو). [معاني القرآن لقطرب: 770]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يمحو اللّه ما يشاء} أي ينسخ من القرآن ما يشاء {ويثبت} أي يدعه ثابتا فلا ينسخه، وهو المحكم {وعنده أمّ الكتاب} أي جملته وأصله.
وفي رواية أبي صالح: أنه يمحو من كتب الحفظة ما تكلم به الإنسان مما ليس له ولا عليه، ويثبت ما عليه وما له). [تفسير غريب القرآن: 229-228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب}
أي يمحو الله ما يشاء مما يكتبه الحفظة على العباد ويثبت.
قال بعضهم: يمحو الله ما يشاء ويثبت، أي من أتى أجله محي، ومن لم يأت أجله أثبت.
وقيل يمحو اللّه ما يشاء ويثبت أي ينسخ مما أمر به ما يشاء ويثبت أي ويبقي من أمره ما يشاء.
{وعنده أمّ الكتاب} أي أصل الكتاب.
وقيل يمحو الله ما يشاء ويثبت أي من قدّر له رزقا وأجلا محا ما يشاء من ذلك وأثبت ما يشاء). [معاني القرآن: 3/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت}
وقرأ ابن عباس ويثبت
روي عنه يحكم الله جل وعز أمر السنة في شهر رمضان فيمحو ما يشاء ويثبت إلا الحياة والموت والشقوة والسعادة
وفي رواية أبي صالح يمحو الله مما كتب الحفظة ما ليس للإنسان وليس عليه ويثبت ما له وعليه
وحدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يمحو الله ما يشاء} يقول يبدل الله من القرآن ما يشاء فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله
وعنده أم الكتاب يقول جملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وكذلك قال قتادة
وقال ابن جريج يمحو الله ما يشاء أي ينسخ وكأن معنى ويثبت عنده لا ينسخه فيكون محكما
ويثبت بالتشديد على التكثير
قال أبو جعفر ويثبت بالتخفيف أجمع لهذه الأقوال من يثبت
وكان أبو عبيد قد اختار ويثبت على أن أبا حاتم قد أومأ إلى أن معناهما واحد
وروى عوف عن الحسن قال يمحو من جاء أجله ويثبت من لم يجيء أجله بعد إلى أجله). [معاني القرآن: 3/503-502]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أم الكتاب}: اللوح الحفوظ). [ياقوتة الصراط: 283]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن مّا نرينّك بعض الّذي نعدهم...}وأنت حيّ.
{أو نتوفّينّك} يكون بعد موتك {فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب}). [معاني القرآن: 2/66]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإمّا نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك} ألف إما مكسورة لأنه في موضع أحد الأمرين). [مجاز القرآن: 1/334]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}.
فإنه لم يرد أن عليك البلاغ بعد الوفاة كما ظنّوا، وإنما أراد: إن أريناك بعض الذي نعدهم في حياتك، أو توفيناك قبل أن نريك ذلك- فليس عليك إلا أن تبلّغ، وعلينا أن نجازي.
ومثل هذا: رجل بعثته واليا وقلت له: سر إلى بلد كذا فادعهم، فإن استجابوا لك فأحسن فيهم السيرة، وابسط المعدلة، وإن عصوك فعظهم وحذّرهم عقاب المعصية، فإن أقاموا على الغَواية أعلمتني ليأتيهم النّكير؛ فصار إليهم فمانعوه، ووعظهم فخالفوه، وأقام حينا مستبطئا ما أوعدتهم به، فقلت: إن أريناك ما وعدناهم من العقوبة أو عزلناك قبل أن نريك ذلك- فليس لك أن تستبطئنا، إنما عليك التّبليغ والعظة، وعلينا الجزاء والمكافأة). [تأويل مشكل القرآن: 84-85]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وإن ما نرينّك بعض الّذي نعدهم أو نتوفّينّك فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب }
" إن " أدخلت عليها (ما) لتوكيد الشرط.
دخلت النون مؤكدة للفعل.
{أو نتوفّينّك}.
عطف على (نرينّك) وجواب الجزاء: {فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب} أي علينا الحساب لنجزي كل نفس بما عملت.
والمعنى إما أريناك بعض الذي وعدناهم من إظهار دين الإسلام على الدين كله، أو توفيناك قبل ذلك، فليس عليك إلّا البلاغ - كفروا هم به أو آمنوا). [معاني القرآن: 3/151-150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله عز وجل: {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}
أي إما نرينك بعض ما وعدناك من إظهار دين الإسلام على الدين كله أو نتوفينك قبل ذلك فإنما عليك أن تبلغهم وعلينا أن نحاسبهم فنجازيهم بأعمالهم). [معاني القرآن: 3/504]


رد مع اقتباس