عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 03:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين (57) فجعلهم جذاذًا إلا كبيرًا لهم لعلّهم إليه يرجعون (58) قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين (59) قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم (60) قالوا فأتوا به على أعين النّاس لعلّهم يشهدون (61) قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم (62) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون (63)}.
ثمّ أقسم الخليل قسمًا أسمعه بعض قومه ليكيدنّ أصنامهم، أي: ليحرصنّ على أذاهم وتكسيرهم بعد أن يولّوا مدبرين أي: إلى عيدهم. وكان لهم عيد يخرجون إليه.
قال السّدّيّ: لـمّا اقترب وقت ذلك العيد قال أبوه: يا بنيّ، لو خرجت معنا إلى عيدنا لأعجبك ديننا! فخرج معهم، فلمّا كان ببعض الطّريق ألقى نفسه إلى الأرض. وقال: إنّي سقيمٌ، فجعلوا يمرّون عليه وهو صريعٌ، فيقولون: مه! فيقول: إنّي سقيمٌ، فلمّا جاز عامّتهم وبقي ضعفاؤهم قال: {تاللّه لأكيدنّ أصنامكم} فسمعه أولئك.
وقال أبو إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: لـمّا خرج قوم إبراهيم، إلى عيدهم مرّوا عليه فقالوا: يا إبراهيم ألا تخرج معنا؟ قال: إنّي سقيمٌ. وقد كان بالأمس قال: {تاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} فسمعه ناسٌ منهم). [تفسير ابن كثير: 5/ 348-349]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فجعلهم جذاذًا} أي: حطامًا كسّرها كلّها {إلا كبيرًا لهم} يعني: إلّا الصّنم الكبير عندهم كما قال: {فراغ عليهم ضربًا باليمين} [الصّافّات:93].
وقوله: {لعلّهم إليه يرجعون} ذكروا أنّه وضع القدوم في يد كبيرهم، لعلّهم يعتقدون أنّه هو الّذي غار لنفسه، وأنف أن تعبد معه هذه الأصنام الصّغار، فكسّرها). [تفسير ابن كثير: 5/ 349]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين} أي: حين رجعوا وشاهدوا ما فعله الخليل بأصنامهم من الإهانة والإذلال الدّالّ على عدم إلهيّتها، وعلى سخافة عقول عابديها {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين} أي: في صنيعه هذا). [تفسير ابن كثير: 5/ 349]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم} أي: قال من سمعه يحلف أنّه ليكيدنّهم: {سمعنا فتًى} أي: شابًّا {يذكرهم يقال له إبراهيم}
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عوفٍ، حدّثنا سعيد بن منصورٍ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن قابوسٍ [عن أبيه]، عن ابن عبّاسٍ قال: ما بعث اللّه نبيًّا إلّا شابًّا، ولا أوتي العلم عالمٌ إلّا وهو شابٌّ، وتلا هذه الآية: {قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم}).[تفسير ابن كثير: 5/ 349]

رد مع اقتباس