عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 01:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وتالله لأكيدن} الآية. روي أنهم حضرهم عيد لهم فعزم قوم منهم على حضور إبراهيم عليه السلام معهم طمعا منهم أن يستحسن شيئا من أخبارهم، فمشى معهم، فلما كان في الطريق عزم على التخلف عنهم، فقعد وقال لهم: إني سقيم، فمر به جمهورهم، ثم قال في خلوة من نفسه: {وتالله لأكيدن أصنامكم}، وسمعه قوم من ضعفتهم ممن كان يسير في آخر الناس. وقوله: {بعد أن تولوا مدبرين} معناه: إلى عيدهم، ثم انصرف إبراهيم عليه السلام إلى بيت أصنامهم وحده فدخل ومعه قدوم، فوجد الأصنام وقفت، أكبرها في الأول ثم الذي يليه فالذي يليه، وقد جعلوا أطعمتهم في ذلك اليوم بين يدي الأصنام تبركا بها لينصرفوا من ذلك العيد إلى أكله، فجعل عليه السلام يقطعها بذلك القدوم ويهشمها، حتى أفسد أشكالها كلها، حاشى الكبير فإنه تركه بحاله وعلق القدوم من يده وخرج عنها). [المحرر الوجيز: 6/175]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"جذاذا" معناه قطعا صغارا، والجذ: القطع، وقرأ الجمهور: "جذاذا" بضم الجيم، وقرأ الكسائي وحده بكسرها، وقرأ ابن عباس، وأبو نهيك، وأبو السماك بفتحها، وهي لغات، والمعنى واحد.
وقوله تعالى: "فجعلهم" ونحوه معاملة للأصنام بحال من يعقل من حيث كانت تعبد وتنزل منزلة من يعقل، والضمير في "إليه" أظهر ما فيه أنه عائد على إبراهيم عليه السلام، أي فعل هذا كله توخيا منه أن يعقب ذلك منهم رجعة إليه وإلى شرعه،
[المحرر الوجيز: 6/175]
ويحتمل أن يعود الضمير على الكسر المتروك، ولكن يضعف ذلك دخول الترجي في الكلام). [المحرر الوجيز: 6/176]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}
المعنى: فانصرفوا من عيدهم فرأوا ما حدث بآلهتهم فأكبروا ذلك، وحينئذ قالوا: من فعل هذا على جهة البحث والإنكار). [المحرر الوجيز: 6/176]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"قالوا" الثانية الضمير فيها يعود للقوم الضعفة الذين سمعوا إبراهيم عليه السلام حين قال: وتالله لأكيدن، واختلف الناس في وجه رفع قوله: " إبراهيم " فقالت فرقة: هو مرتفع بتقدير النداء، كأنهم أرادوا: الذي يقال له عند ما يدعى: يا إبراهيم، وقالت فرقة: رفعه على إضمار الابتداء، تقديره: هو إبراهيم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأول أرجح. وقال الأستاذ أبو الحجاج الإشبيلي الأعلم: هو رفع على الإهمال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
لما رأى وجوه الرفع كأنها لا توضح المعنى الذي قصدوه ذهب إلى رفعه بغير شيء، كما قد يرفع التجرد والعرو عن العوامل الابتداء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والوجه عندي أنه مفعول لم يسم فاعله، على أن يجعل " إبراهيم " غير دال على الشخص، بل تجعل النطق به دالا على بناء هذه اللفظة، وهذا كما تقول: "زيد وزن فعل"، أو "زيد ثلاثة أحرف"، فلم تدل بوجه على الشخص بل دللت بنطقها على نفس اللفظة، وعلى هذه الطريقة تقول: "قلت إبراهيم "، ويكون مفعولا صحيحا أنزلته منزلة قول وكلام فلا يتعذر بعد ذلك أن يبنى الفعل فيه للمفعول). [المحرر الوجيز: 6/176]

رد مع اقتباس