عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 09:09 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك من أنباء الغيب} الآية. "ذلك" إشارة إلى ما تقدم من قصة يوسف، وهذه الآية تعريض لقريش، وتنبيه على آية صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وفي ضمن ذلك الطعن على مكذبيه. والضمير في "لديهم" عائد إلى إخوة يوسف، وكذلك الضمائر إلى آخر الآية. و"أجمعوا" معناه: عزموا وجزموا، و"الأمر" هنا هو إلقاء يوسف في الجب، و"المكر" هو أن تدبر على الإنسان تدبيرا يضره ويؤذيه، والخديعة هي أن تفعل بإنسان وتقول له ما يوجب أن يفعل هو فعلا فيه عليه ضرر. وحكى الطبري عن أبي عمران الجوني أنه قال: "والله ما قص الله نبأهم ليعيرهم بذلك، إنهم لأنبياء من أهل الجنة، ولكن قص الله علينا نبأهم لئلا يقنط عبيده"). [المحرر الوجيز: 5/157]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}
[المحرر الوجيز: 5/157]
هاتان الآيتان تدلان أن الآية التي قبلهما فيها تعريض لقريش ومعاصري محمد صلى الله عليه وسلم، كأنه قال: فإخبارك بالغيوب دليل قائم على نبوتك، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون وإن كنت أنت حريصا على إيمانهم، أي: يؤمن من شاء الله، وقوله: {ولو حرصت} اعتراض فصيح). [المحرر الوجيز: 5/158]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وما تسألهم} الآية، توبيخ للكفرة وإقامة للحجة عليهم، أي: ما أسفههم في أن تدعوهم إلى الله دون أن تبتغي منهم أجرا فيقول قائل: بسبب الأجر يدعوهم، وقرأ مبشر بن عبيد: "وما نسألهم" بالنون.
ثم ابتدأ الله تبارك وتعالى الإخبار عن كتابه العزيز أنه ذكر وموعظة لجميع العالم، نفعنا الله به، ووفر حظنا منه بعزته). [المحرر الوجيز: 5/159]

تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت الجماعة: "وكأين" بهمز الألف وشد الياء، قال سيبويه: هي كاف التشبيه اتصلت بـ "أي"، ومعناها معنى (كم) في التكثير، وقرأ ابن كثير: "وكائن" بمد الألف وهمز الياء، وهو من اسم الفاعل من "كان" فهو كائن، ولكن معناه معنى (كم) أيضا. وقد تقدم استيعاب القراءات في هذه الكلمة في قوله: {وكأين من نبي قاتل}.
و"الآية" هنا: المخلوقات المنصوبة للاعتبار، والحوادث الدالة على الله سبحانه في مصنوعاته، ومعنى يمرون عليها الآية: إذا جاء منها ما يحس أو يعلم في الجملة لم يتعظ الكافر به، ولا تأمله، ولا اعتبر به بحسب شهواته وعمهه، فهو لذلك- كالمعرض، ونحو هذا المعنى قول الشاعر:
تمر الصبا صفحا بساكن ذي الغضا ... ويصدع قلبي أن يهب هبوبها
[المحرر الوجيز: 5/158]
وقرأ السدي: "والأرض" بالنصب بإضمار فعل، والوقف -على هذا- في "السموات"، وقرأ عكرمة، وعمرو بن فائد: "والأرض" بالرفع على الابتداء، والخبر قوله: "يمرون"، وعلى القراءة بخفض "الأرض" فـ "يمرون" نعت لـ "الآية"، وفي مصحف عبد الله: "والأرض يمشون عليها"). [المحرر الوجيز: 5/159]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وما يؤمن أكثرهم} الآية. قال ابن عباس: هي في أهل الكتاب الذين يؤمنون بالله ثم يشركون من حيث كفروا بنبيه، أو من حيث قالوا: عزير ابن الله، والمسيح ابن الله، وقال عكرمة، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد: هي في كفار العرب، وإيمانهم هو إقرارهم بالخالق والرازق والمميت، فسماه إيمانا وإن أعقبه إشراكهم بالأوثان والأصنام، فهذا الإيمان لغوي فقط من حيث هو تصديق ما. وقيل: هذه الآية نزلت بسبب قول قريش في الطواف والتلبية: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع أحدهم يقول: "لا شريك لك" يقول له: (قط قط)، أي: قف هنا ولا تزد: "إلا شريك هو لك"). [المحرر الوجيز: 5/159]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وهذه الآية من قوله: "وكأين" وإن كانت في الكفار بحكم ما قبلها، فإن العصاة يأخذون من ألفاظها بحظ، ويكون الإيمان حقيقة والشرك لغويا كالرياء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "الرياء الشرك الأصغر"). [المحرر الوجيز: 5/159]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الغاشية": ما يغشى ويغطي ويغم، وقرأ أبو حفص، وبشر بن عبيد: "أو يأتيهم الساعة بغتة" بالياء. و"بغتة" معناها: فجأة، وذلك أصعب). [المحرر الوجيز: 5/159]

رد مع اقتباس