عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:38 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وتاللّه} [الأنبياء: 57] يمينٌ أقسم به.
{لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} [الأنبياء: 57] قال قتادة: نرى أنّه قال ذلك حيث لا يسمعون.
استنفعوه ليوم عيدٍ لهم
[تفسير القرآن العظيم: 1/321]
يخرجون فيه من المدينة فأبى، فقال: {إنّي سقيمٌ} [الصافات: 89] اعتلّ لهم بذلك ثمّ قال لمّا ولّوا: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} [الأنبياء: 57] فسمع وعيده لأصنامهم رجلٌ منهم استأخر من القوم، وهو الّذي قال: {سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم} [الأنبياء: 60] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/322]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين...}

كانوا أرادوا الخروج إلى عيد لهم، فاعتلّ عليهم إبراهيم، فتخلّف (وقال): إني سقيم، فلمّا مضوا كسر آلهتهم إلاّ أكبرها، فلمّا رجعوا قال قائل منهم: أنا سمعت إبراهيم يقول:
وتالله لأكيدنّ أصنامكم. وهو قوله: {سمعنا فتيً يذكرهم يقال له إبراهيم}: يذكرهم بالعيب (والشتم) وبما قال من الكيد). [معاني القرآن: 2/206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين }
معناه - واللّه أعلم - وواللّه لأكيدن، ولا تصلح التاء في القسم إلا في الله، تقول: وحق اللّه لأفعلنّ، ولا يجوز تحق اللّه لأفعلن، وتقول وحق زيد لأفعلن، والتاء بدل من الواو،
ويجوز وباللّه لأكيدنّ أصنامكم.
وقراءة أهل الأمصار تاللّه، ولا نعلم أحدا من أهل الأمصار قرأ بالباء، ومعناها صحيح جيّد). [معاني القرآن: 3/395]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فجعلهم جذاذًا} [الأنبياء: 58] قال قتادة: قطعًا، قطّع أيديها وأرجلها
وفقأ أعينها، ونجر وجوهها.
{إلا كبيرًا لهم} [الأنبياء: 58] قال قتادة: يعني للآلهة وأعظمها في أنفسهم، ثمّ أوثق الفأس في يد كبير تلك الأصنام.
{لعلّهم إليه يرجعون} [الأنبياء: 58] قال قتادة: كادهم بذلك لعلّهم يبصرون فيؤمنوا.
وقال مجاهدٌ: ثمّ جعل إبراهيم الفأس الّتي أهلك اللّه بها أصنامهم مسندةً إلى صدر كبيرهم الّذي ترك.
فلمّا رجعوا فرأوا ما صنع بأصنامهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/322]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فجعلهم جذاذاً...}

قرأها يحيى بن وثاب (جذاذاً) وقراءة الناس بعد (جذاذاً) بالضم فمن قال (جذاذاً) فرفع الجيم فهو واحد مثل الحطام والرفات. ومن قال (جذاذاً) بالكسر فهو جمع؛
كأنه جذيذ وجذاذ مثل خفيف وخفاف). [معاني القرآن: 2/206]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فجعلهم جذاذاً} أي مستأصلين قال جرير:
بني المهلّب جذّ الله دابرهم= أمسوا رمادا فلا أصلٌ ولا طرف
لم يبق منهم شيء ولفظ " جذاذ " يقع على الواحد والاثنين والجميع من المؤنث والمذكر سواء بمنزلة المصدر).[مجاز القرآن: 2/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فجعلهم جذاذا}: أي استأصلهم. ويقال: جذ الله أصلهم، والجذاذ مثل الرفات مصدر،
وقد قرئت {جذاذا} وكأنه جمع جذيذ، بمعنى مجذوذ كالقتيل والجريح). [غريب القرآن وتفسيره: 255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فجعلهم جذاذاً} أي فتاتا. وكلّ شيء كسرته: فقد جذذته.
ومنه قيل للسّويق: جذيذ). [تفسير غريب القرآن: 286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فجعلهم جذاذا إلّا كبيرا لهم لعلّهم إليه يرجعون}
وجذاذا تقرأ بالضمّ والكسر فمن قرأ (جذاذا) فإن بنية كل ما كسّر وقطّع على فعال نحو الجذاذ والحطام والرفات، ومن قال جذاذ فهو جمع جذيذ وجذاذ نحو ثقيل وثقال وخفيف وخفاف.
ويجوز جذاذا على معنى القطاع والحصاد، ويجوز نجذذ على معنى جذيد وجذذ مثل جديد وجدد.
وقوله: {إلّا كبيرا لهم} أي كسّر هذه الأصنام إلّا أكبرها، وجائز أن يكون أكبرها عندهم في تعظيمهم إياه، لا في الخلقة، ويجوز أن يكون أعظمها خلقة.
ومعنى (لعلّهم إليه يرجعون) أي لعلهم باحتجاج إبراهيم عليهم به يرجعون فيعلمون وجوب الحجة - عليهم). [معاني القرآن: 3/396-395]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جُذَاذًا}: أي فتاتاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 156]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جُذَاذاً}: استأصلهم). [العمدة في غريب القرآن: 207]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين {59} قالوا} [الأنبياء: 59-60] قال الّذي استأخر منهم وسمع وعيد إبراهيم أصنامهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/322]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قالوا سمعنا فتًى يذكرهم} أي: يغييهم وهذا كما يقال: لئن ذكرتني لتندمنّ يريد: بسوء). [تفسير غريب القرآن: 286]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( قوله: {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم}
أي يذكرهم بالعيب، وقالوا للأصنام يذكرهم لأنهم جعلوها في عبادتهم إياها بمنزله ما يعقل، وإبراهيم يرتفع على وجهين:
أحدهما على معنى يقال له هو إبراهيم، والمعروف به إبراهيم، وعلى النداء على معنى يقال له يا إبراهيم). [معاني القرآن: 3/396

رد مع اقتباس