عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:09 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم} [الأنبياء: 41] كذّبوهم واستهزءوا بهم، فحاق بهم.
{ما كانوا به يستهزئون} [الأنعام: 5] العذاب الّذي كانوا يكذّبون به، ويستهزئون بالرّسل إذا خوّفوهم به). [تفسير القرآن العظيم: 1/314]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل من يكلؤكم} [الأنبياء: 42]....
قال: من يحفظكم وهو قول قتادة.
قال: {باللّيل والنّهار من الرّحمن} [الأنبياء: 42] أي: هم من الملائكة كقوله: {يحفظونه من أمر اللّه} [الرعد: 11] أي: هم من أمر اللّه، وهم ملائكة اللّه، هم حفظةٌ من اللّه لبني آدم ولأعمالهم، يتعاقبون فيهم باللّيل والنّهار، ملائكةٌ باللّيل وملائكةٌ بالنّهار، فيجتمعون عند صلاة الصّبح، وعند صلاة العصر، فيسألهم ربّهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم
وهم يصلّون وتركناهم وهم يصلّون، يحفظون العباد ممّا لم يقدّر لهم، ويحفظون عليهم أعمالهم.
عبد القدّوس بن مسلمٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قال: ما من آدميٍّ إلا ومعه ملكان يحفظانه في ليله، ونهاره، ونومه، ويقظته من الجنّ، والإنس، والدّوابّ، والسّباع والهوامّ، وأحسبه قال: والطّير، كلّما أراده شيءٌ قال: إليك حتّى يأتي القدر.
حدّثني حمّادٌ، عن أبي غالب بن أبي أمامة قال: ما من آدميٍّ إلا ومعه ملكان أحدهما يكتب عمله، والآخر يقيه ممّا لم يقدّر عليه.
وتفسير الحسن أنّهم أربعة أملاكٍ يتعاقبونهم باللّيل والنّهار، يعني يصعد هذان، وينزل هذان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/314]
قوله: {بل هم عن ذكر ربّهم معرضون} [الأنبياء: 42] يعني المشركين، معرضون عن القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/315]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قل من يكلؤكم...}.

مهموز (ولو) تركت همز مثله في غير القرآن قلت: يكلوكم بواو ساكنةٍ أو يكلاكم بألفٍ ساكنة؛ مثل يخشاكم: ومن جعلها واواً ساكنةً قال كلان بالألف تترك منها النّبرة.
ومن قال: يكلاكم قال: كليت مثل قضيت. وهي من لغة قريش. وكلٌّ حسن، إلا أنهم يقولون في الوجهين مكلوّةٌ بغير همز، ومكلوٌّ بغير همز أكثر ممّا يقولون مكليّة. ولوقيل مكلي في قول الذين يقولون كليت كان صواباً.
وسمعت بعض العرب ينشد قول الفرزدق:
وما خاصم الأقوام من ذي خصومةٍ =كورهاء مشني إليها حليلها
فبني على شنيت بترك النبرة. وقوله: {من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن} يريد: من أمر الرحمن، فحذف الأمر وهو يراد كما قال في موضع آخر {فمن ينصرني من الله}
يريد: من يمنعني من عذاب الله. وأظهر المعنى في موضع آخر فقال {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} ). [معاني القرآن: 2/204]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" قل من يكلؤكم " مجازه: يحفظكم ويمنعكم،
قال ابن هرمة:
إنّ سليمى والله يكلؤها= ضنّت بشيء ما كان يرزؤها).
[مجاز القرآن: 2/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يكلؤكم}: يحفظكم ويحرسكم). [غريب القرآن وتفسيره: 255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي الكلام على مذهب الاستفهام وهو تقرير كقوله سبحانه: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}، و{مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}، {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ}). [تأويل مشكل القرآن: 279] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن بل هم عن ذكر ربّهم معرضون}
معناه - واللّه أعلم - من يحفظكم من بأس الرحمن، كما قال: {فمن ينصرني من اللّه} أي من عذاب الله). [معاني القرآن: 3/393]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يكلؤكم} أي: يحفظكم). [ياقوتة الصراط: 361]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَكْلَؤُكم}: يحفظكم). [العمدة في غريب القرآن: 207]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا} [الأنبياء: 43] أي: قد اتّخذوا آلهةً لا تمنعهم من دوننا.
{لا يستطيعون نصر أنفسهم} [الأنبياء: 43] لا تستطيع الآلهة لأنفسها نصرًا.
{ولا هم منّا يصحبون} [الأنبياء: 43] لا يصحبون من اللّه بخيرٍ في تفسير قتادة.
وقال الكلبيّ: {ولا هم منّا يصحبون} [الأنبياء: 43] ولا من عبدها منّا يجارون.
أي ليس لهم من يجيرهم، أي يمنعهم منّا.
وقال الحسن: لا تمنعهم من دون اللّه إن أراد عذابهم {ولا هم منّا يصحبون} [الأنبياء: 43] ولا من يعبدها منّا يجارون، أي ليس لهم من يجيرهم، أي يمنعهم منّا إن أراد اللّه عذابهم.
وكان يقول: إنّما تعذّب الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأصنام، ولا تعذّب الأصنام.
قوله: {لا يستطيعون نصر أنفسهم} [الأنبياء: 43] لا يستطيعون تلك الأصنام نصر أنفسها إن أراد أن يعذّبها). [تفسير القرآن العظيم: 1/315]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لا يستطيعون نصر أنفسهم...}

يعني الآلهة لا تمنع أنفسها {ولا هم مّنّا يصحبون} يعني الكفار يعني يجارون (وهي منّا لا تجار) ألا ترى أن العرب تقول (كان لنا جاراً) ومعناه يجيرك ويمنعك فقال (يصحبون) بالإجازة). [معاني القرآن: 2/205]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا هم منّا يصحبون} أي لا يجيرهم منها أحد، لأن المجير صاحب لجاره). [تفسير غريب القرآن: 286]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يصحبون} أي: يحفظون، ويمنعون). [ياقوتة الصراط: 361]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {بل متّعنا هؤلاء وآباءهم} [الأنبياء: 44] يعني: قريشًا.
{حتّى طال عليهم العمر} [الأنبياء: 44] لم يأتهم رسولٌ حتّى جاءهم محمّدٌ.
{أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44] قال ابن عبّاسٍ: موت علمائها وفقهائها.
[تفسير القرآن العظيم: 1/315]
قال يحيى: وبلغني عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ قال: موت عالمٍ أحبّ إلى إبليس من موت ألف عابدٍ.
- نا عمّارٌ، عن الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدّها شيءٌ أبدًا».
نا سفيان الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ قال: ننقصها من أطرافها، قال: الموت.
وقال عكرمة وقتادة: ننقصها من أطرافها بالموت.
وقال الحسن في تفسير سعيدٍ: {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44] بالفتوح على النّبيّ أرضًا فأرضًا أفلا تسمعه يقول: {أفهم الغالبون} [الأنبياء: 44] أي: ليسوا بالغالبين ولكنّ رسول اللّه هو الغالب.
- عمّارٌ، عن الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «موت عالمٍ ثلمةٌ في الإسلام لا يسدّها شيءٌ أبدًا».
وقال السّدّيّ: {ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44] يعني: أرض مكّة.
وقوله: {ننقصها} [الأنبياء: 44] يعني: إذا أسلم أحدٌ من الكفّار نقص منهم وزاد في المسلمين.
وهو قوله: {أفهم الغالبون} [الأنبياء: 44].
وفي تفسير عمرٍو، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسٍ أنّ اللّه تبارك وتعالى يبعث نارًا قبل يوم القيامة تطرد النّاس من أطراف الأرض إلى
[تفسير القرآن العظيم: 1/316]
الشّام، تنزل معهم إذا نزلوا، وترتحل معهم إذا ارتحلوا، فتقوم عليهم القيامة بالشّام وهو قوله: {ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} أي نفتحها عليك.

{أفهم الغالبون} مع هذا ؟!). [تفسير غريب القرآن: 286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بل متّعنا هؤلاء وآباءهم حتّى طال عليهم العمر أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون}
{أفهم الغالبون} أي قد تبين لكم أنا ننقص الأرض من أطرافها، ولأن الغلبة لنا، وقد فسرنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها في سورة الرعد، أي فاللّه الغالب وهم المغلوبون،
أعني حزب الشيطان). [معاني القرآن: 3/393]

رد مع اقتباس