عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:57 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)}


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)}

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ألم تر كيف ضرب اللّه مثلاً كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء}
وقال: {ضرب اللّه مثلاً كلمةً طيّبةً} منصوبة على (ضرب) كأنه قال "وضرب الله كلمةً طيّبةً مثلاً"). [معاني القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألم تر كيف ضرب اللّه مثلًا كلمةً طيّبةً} شهادة أن لا إله إلّا اللّه، {كشجرةٍ طيّبةٍ} يقال: هي النخلة.
{أصلها ثابتٌ} في الأرض، {وفرعها}: أعلاها، {في السّماء} ). [تفسير غريب القرآن: 232]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر كيف ضرب اللّه مثلا كلمة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء}
ضرب اللّه - عزّ وجلّ - للإيمان به مثلا، وللكفر به مثلا، فجعل مثل المؤمن في نطقه بتوحيده والإيمان بنبيه واتباع شريعته، كالشجرة الطيبة.
فجعل نفع الإقامة على توحيده كنفع الشجرة الطيبة التي لا ينقطع نفعها وثمرها، وجاء في التفسير أن الشجرة الطيبة النخلة، والدليل على أن هذا المثل يراد به توحيد اللّه،
والإيمان بنبيّه وشريعته قوله - عزّ وجلّ -: {يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} ). [معاني القرآن: 3/160]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة}
حدثنا محمد بن جعفر الفاريابي قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهب بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ذات يوم لأصحابه ((أنبئوني بشجرة تشبه المسلم لا يتحات ورقها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)) قال فوقع في قلبي أنها النخلة قال فسكت القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((هي النخلة)) فقلت لأبي لقد كان وقع في قلبي أنها النخلة
فقال فما منعك أن تكون قلته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن تكون قلته أحب إلي من كذا وكذا فقلت كنت في القوم وأبو بكر فلم تقولا شيئا فكرهت أن أقول، وروى الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال هي النخلة
وكذلك وروى الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس
وروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله جل وعز: {وضرب الله مثلا كلمة طيبة} قال لا إله إلا الله {كشجرة طيبة} قال المؤمن {أصلها ثابت} لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن
{ومثل كلمة خبيثة} قال الشرك {كشجرة خبيثة} قال المشرك {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} أي ليس للمشرك أصل يعمل عليه
وروى شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك كشجرة طيبة قال النخلة قال والشجرة الخبيثة الحنظلة). [معاني القرآن: 3/527-525]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كلمة طيبة} قول لا إله إلا الله.
{كشجرة طيبة} قيل: هي النخل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]

تفسير قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تؤتي أكلها كلّ حينٍ} أي تخرج تمرتها، والحين ها هنا ستة أشهر أو نحو ذلك). [مجاز القرآن: 1/340]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها ويضرب اللّه الأمثال للنّاس لعلّهم يتذكّرون}
وقال: {تؤتي أكلها} ومثل ذلك {أكلها دائمٌ} و"الأكل" هو: الطعام و"الأكل" هو: "الفعل"). [معاني القرآن: 2/60-59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تؤتي أكلها كلّ حينٍ} يقال: كلّ ستة أشهر، ويقال: كلّ سنة). [تفسير غريب القرآن: 232]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها ويضرب اللّه الأمثال للنّاس لعلّهم يتذكّرون }اختلف الناس بتفسير الحين،
فقال بعضهم كل سنة،
وقال بعضهم: كل ستة أشهر،
وقال بعضهم: غدوة وعشية.
وقال بعضهم: الحين شهران.
وجميع من شاهدنا من أهل اللغة يذهب إلى أنّ الحين اسم كالوقت.
يصلح لجميع الأزمان كلها طالت أو قصرت.
فالمعنى في قوله تعالى {تؤتي أكلها كلّ حين} أنها ينتفع بها في كل وقت، لا ينقطع نفعها ألبتّة، والدّليل على أن الحين بمنزلة الوقت قول النابغة، أنشده الأصمعي في صفة الحيّة والملدوغ.
تناذرها الراقون من سوء سمها... تطلقه حينا وحينا تراجع
فالمعنى أن السم يخفّ ألمه في وقت ويعود وقتا). [معاني القرآن: 3/161-160]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها}
روى ابن أبي نجيح وابن جريج عن مجاهد قال كل سنة
وروى عطاء بن السائب وطارق بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كل ستة أشهر
وروى أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس قال الحين حينان حين يعرف مقداره وحين لا يعرف مقداره فأما الذي يعرف مقداره فقوله: {تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها}
وقال عكرمة هو ستة أشهر
وروى الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال الحين يكون غدوة وعشية
وقال الضحاك في قوله: {تؤتى أكلها كل حين} قال في الليل والنهار وفي الشتاء والصيف وكذلك المؤمن ينتفع بعمله كل وقت
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة غير متناقضة لأن الحين عند جميع أهل اللغة إلا من شذ منهم بمعنى الوقت يقع لقليل الزمان وكثيره وأنشد الأصمعي بيت النابغة:
تناذرها الراقون من سوء سمها = تطلقه حينا وحينا تراجع
فهذا يبين لك أن الحين بمعنى الوقت
غير أن الأشبه في الآية أن يكون الحين السنة لأن إدراك الثمرة كل عام وكذا طلعها
وقد روي عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه أنه قال أدنى الحين سنة
وروى سفيان عن الحكم وحماد قالا الحين سنة ومعنى اجتثت قطعت جثتها بكمالها). [معاني القرآن: 3/529-527]

تفسير قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت...}
رفعت المثل بالكاف التي في شجرة. ولو نصبت المثل. تريد: وضرب الله مثل كلمةٍ خبيثة. وهي في قراءة أبيّ {وضرب مثلاً كلمة خبيثة} كشجرة خبيثة وكل صواب). [معاني القرآن: 2/76]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {اجتثّت من فوق الأرض} أي استؤصلت، يقال اجتث الله دابرهم، أي أصلهم). [مجاز القرآن: 1/340]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {كشجرة خبيثة اجتثت} فقالوا في التفسير: {كشجرة طيبة} النخلة؛ والشجرة الخبيثة: الأكشوث.
ويقال: اجتثت الشيء اجتثاثًا؛ أي استأصلته). [معاني القرآن لقطرب: 780]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اجتثت من فوق الأرض}: استؤصلت، يقال اجتث الله دابرهم أي أصلهم). [غريب القرآن وتفسيره: 197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ} يعني: الشرك {كشجرةٍ خبيثةٍ} قال أنس بن مالك: هي الحنظلة.
{اجتثّت من فوق الأرض} أي استؤصلت وقطعت.
{ما لها من قرارٍ} أي فما لها من أصل.
فشبّه كلمة الشرك، بحنظلة قطعت: فلا أصل لها في الأرض، ولا فرع لها في السماء، ولا حمل). [تفسير غريب القرآن: 232]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار }
قيل إن الشجرة الخبيثة الحنظل وقيل الكوث.
{اجتثّت من فوق الأرض}.
معنى {اجتثّت} استؤصلت من فوق الأرض، ومعنى اجتثّت في اللغة أخذت جثّته بكمالها:
{ما لها من قرار}.
فالمعنى أنّ ذكر اللّه بالتّوحيد يبقى أبدا ويبقى نفعه أبدا، وأن الكفر والضلال لا ثبوت له). [معاني القرآن: 3/161]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( و{كلمة خبيثة} الشرك بالله. وقيل: هي الحنظلة.
{اجتثت} استؤصلت وقطعت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجتُثَّتْ}: قطعت). [العمدة في غريب القرآن: 170]

تفسير قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة...}
يقال: بلا إله إلا الله فهذا في الدنيا. وإذا سئل عنها في القبر بعد موته قالها إذا كان من أهل السّعادة، وإذا كان من أهل الشقاوة لم يقلها.
فذلك قوله - عزّ وجلّ - {ويضلّ اللّه الظّالمين} عنها أي عن قول لا إله إلا الله {ويفعل اللّه ما يشاء} أي لا تنكروا له قدرةً ولا يسأل عما يفعل). [معاني القرآن: 2/77]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة ويضلّ اللّه الظّالمين ويفعل اللّه ما يشاء }
روي أن هذه الآية نزلت في عذاب القبر، فإذا مات الميّت قيل له: من ربّك وما دينك ومن نبيك، فإذا قال: اللّه ربي ومحمد نبي والإسلام ديني.
فقد ثبّته الله بالقول الثابت في الآخرة لأن هذا بعد وفاته، وتثبيته في - الدنيا، لأنه لا يوفقه في الآخرة إلا أن يكون ذلك عقدة في الدنيا). [معاني القرآن: 3/162]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}
روى معمر عن طاووس عن أبيه في يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال لا إله إلا الله وفي الآخرة عند المساءلة في القبر
وقال البراء بن عازب وأبو هريرة هذا عند المساءلة إذا صار في القبر
وروى شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعيد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر إذا سئل
وروى معمر عن قتادة قال بلغني أن هذه الأمة تبتلى في قبورها فيثبت الله الذين آمنوا
ويروى أنه يقال له من ربك وما دينك ومن نبيك فمن ثبته الله قال الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي
فهذا تثبيت في الآخرة
والتثبيت في الدنيا أنه لم يوفق لها إلا وقد كان اعتقاده في الدنيا). [معاني القرآن: 3/531-530]


رد مع اقتباس