عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 04:29 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وذكّرهم بأيّام اللّه...}
يقول: خوّفهم بأيّام عاد وثمود وأشباههم بالعذاب وبالعفو عن آخرين. وهو في المعنى كقولك: خذهم بالشدّة واللين). [معاني القرآن: 2/68]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وذكرهم بأيام الله}: أيامه: نعمه). [غريب القرآن وتفسيره: 196]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وذكّرهم بأيّام اللّه} أي بأيام النّعم). [تفسير غريب القرآن: 230]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور وذكّرهم بأيّام اللّه إنّ في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور} أي البرهان الذي دل على صحة نبوته، نحو إخراج يده بيضاء وكون العصا حيّة.
وقوله عزّ وجلّ: {أن أخرج قومك}.
أي بأن أخرج قومك. المعنى أرسلناه بأن يخرج قومه {من الظلمات إلى النور}، أي من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.
و " أن " ههنا يصلح أن يكون لي معنى " أن " المخففة، وتكون مفسّرة، ويكون المعنى ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أي أخرج قومك، كأن المعنى قلنا له: أخرج قومك، ومثل هذا: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} أي امشوا. والتأويل: قالوا لهم: امشوا.
قال سيبويه تقول كتبت إليه أن قم، وأمرته أن قم، إن شئت كانت " أن " وصلت بالأمر، والتأويل تأويل الخبر، المعنى كتبت إليه أن يقوم وأمرته أن يقوم، إلا أنها وصلت بلفظ الأمر للمخاطب، والمعنى معنى الخبر، كما تقول، أنت الذي فعلت، والمعنى أنت الذي فعل، قال: ويجوز أن يكون في معنى أي، ومثله أرسلت إليه أن ما أنت وذا.
وقوله: {وذكّرهم بأيّام اللّه}.
{وذكّرهم} عطف على {اخرج}، وتذكيرهم بأيام اللّه، أي تذكيرهم بنعم أيام الله عليهم، وبنقم اللّه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود، أي ذكرهم بالأيام التي سلفت لمن كفر وما نزل بهم فيها، وذكرهم. بنعم اللّه.
والدليل على أن التذكير مشتمل على الإنذار والتّحذير مما نزل بمن قبلهم قوله عزّ وجلّ بعد هذه الآية: {ألم يأتكم نبأ الّذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والّذين من بعدهم لا يعلمهم إلّا اللّه جاءتهم رسلهم بالبيّنات فردّوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنّا كفرنا بما أرسلتم به وإنّا لفي شكّ ممّا تدعوننا إليه مريب}. [معاني القرآن: 3/155-154]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا}
قال مجاهد أي بالآيات البينات يعني قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات}
وقوله تعالى: {وذكرهم بأيام الله}
قال أبي بن كعب أي بنعم الله
وقال غيره بإهلاكه من قبلهم وبانتقامه منهم بكفرهم). [معاني القرآن: 3/515]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وذكرهم بأيام الله} أي بنعمة الله. وقيل: أيامه في القرون الخالية، أي: كيف أهلكهم بكفرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 121]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِأَيَّامِ اللهِ}: نعم الله). [العمدة في غريب القرآن: 169]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله ها هنا: {ويذبّحون...}
وفي موضع آخر {يذبّحون} بغير واو وفي موضع آخر {يقتّلون} بغير واو. فمعنى الواو أنهم يمسّهم العذاب غير التذبيح كأنه قال: يعذبونكم بغير الذبح وبالذبح. ومعنى طرح الواو كأنه تفسير لصفات العذاب.
وإذا كان الخبر من العذاب أو الثواب مجملاً في كلمة ثم فسرته فاجعله بغير الواو. وإذا كان أوّله غير آخره فبالواو.
فمن المجمل قول الله عز وجل: {ومن يفعل ذلك يلق آثاماً} فالآثام فيه نيّة العذاب قليله وكثيره. ثم فسّره بغير الواو فقال {يضاعف له العذاب يوم القيامة} ولو كان غير مجمل لم يكن ما ليس به تفسيراً له،
ألا ترى أنك تقول عندي دابّتان بغل وبرذون ولا يجوز عندي دابّتان وبغل وبرذونٌ وأنت تريد تفسير الدّابتين بالبغل والبرذون، ففي هذا كفاية عمّا نترك من ذلك فقس عليه.
وقوله: {وفي ذالكم بلاءٌ مّن رّبّكم عظيمٌ} يقول: فيما كان يصنع بكم فرعون من أصناف العذاب بلاء عظيم من البليّة. ويقال: في ذلكم نعم من ربّكم عظيمة إذ أنجاكم منها. والبلاء قد يكون نعماً، وعذاباً.
ألا ترى أنك تقول: إن فلاناً لحسن البلاء عندك تريد الإنعام عليك). [معاني القرآن: 2/69-68]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يسومونكم} أي يولونكم ويبلونكم). [مجاز القرآن: 1/335]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم}
وفي موضع آخر يذبحون بغير واو
ومعنى الواو يوجب انه قد أصابهم من العذاب شيء سوى التذبيح وإذا كان بغير واو فإنما هو تبيين الأول). [معاني القرآن: 3/516]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويستحيون نساءكم} أي لا يقتلونهن من الحياة أي يدعونهن يحيين
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم). [معاني القرآن: 3/517-516]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
قال المعنى في إنجائه إياكم منهم نعمة عظيمة ويكون البلاء ههنا النعمة
وقيل فيما جرى منهم عليكم بلاء أي بلية
وقيل البلاء ههنا الاختبار). [معاني القرآن: 3/517]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذ تأذّن ربّكم...}
معناه: أعلم ربّكم وربما قالت العرب في معنى أفعلت تفعّلت فهذا من ذلك والله أعلم. أوعدني وتوعّدني وهو كثير). [معاني القرآن: 2/69]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإذ تأذّن ربّكم} مجازه: وآذنكم ربكم، وإذ من حروف الزوائد، وتأذن تفعل من قولهم: أذنته). [مجاز القرآن: 1/335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذ تأذّن ربّكم} مبين في سورة الأعراف). [تفسير غريب القرآن: 230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}
تأذن بمعنى أعلم من قولهم آذنه فأذن بالأمر وهذا كما يقال توعدته وأوعدته بمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/517]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}

رد مع اقتباس