عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 11:08 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة * يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش * فأمّا من ثقلت موازينه * فهو في عيشةٍ رّاضيةٍ * وأمّا من خفّت موازينه * فأمّه هاويةٌ * وما أدراك ما هيه * نارٌ حاميةٌ}
قرأ: {القارعة * ما القارعة} ـ بالنصب ـ عيسى، قال جمهور المفسّرين: القارعة: القيامة نفسها؛ لأنّها تقرع القلوب بهولها. وقال قومٌ من المتأوّلين: القارعة: صيحة النفخة في الصّور؛ لأنّها تقرع الأسماع، وفي ضمن ذلك القلوب). [المحرر الوجيز: 8/ 677]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما أدراك} تعظيمٌ لأمرها، وقد تقدّم مثله). [المحرر الوجيز: 8/ 677]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{يوم} ظرفٌ، والعامل فيه {القارعة}. وأمال أبو عمرٍو: (القارعة).
و(الفراش) طيرٌ دقيقٌ يتساقط في النار ويقصدها، ولا يزال يتقحّم على المصباح ونحوه حتى يحترق، ومنه قول النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:
«وأنا آخذٌ بحجزكم عن النّار، وأنتم تتقحّمون فيها تقاحم الفراش والجنادب».
وقال الفرّاء:
«الفراش في الآية غوغاء الجراد، وهو صغيره الذي ينتشر في الأرض والهواء».
و(المبثوث) معناه: المتفرّق جمعه وجملته موجودةٌ متّصلةٌ. وقال بعض العلماء: الناس أوّل قيامهم من القبور كالفراش المبثوث؛ لأنهم يجيئون ويذهبون على غير نظامٍ، ثمّ يدعوهم الداعي فيتوجّهون إلى ناحية المحشر، فهم حينئذٍ كالجراد المنتشر؛ لأنّ الجراد إنّما توجّهه أبدًا إلى ناحيةٍ مقصودةٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 677-678]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف اللّغويّون في (العهن)؛ فقيل: هو الصّوف عامًّا. وقيل: هو الصوف الأحمر. وقيل: هو الصوف الملوّن ألوانًا. واحتجّ هؤلاء بقول زهيرٍ:
كأنّ فتات العهن في كلّ منزلٍ ....... نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم
والفنا: عنب الثّعلب، وحبّه قبل التحطيم منه: الأخضر، والأحمر، والأصفر، وكذلك الجبال جددٌ بيضٌ وحمرٌ وصفرٌ وسودٌ، فجاء التشبيه ملائمًا، وكون الجبال كالعهن إنما هو قبل وقت التفتيت وقبل النّسف ومصيرها هنا، وهي درجاتٌ.
و(النّفش) خلخلة الأجزاء وتفريقها عن تراصّها، وفي قراءة ابن مسعودٍ وابن جبيرٍ: (كالصّوف المنفوش) ). [المحرر الوجيز: 8/ 678]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الموازين) هي التي في القيامة، قال جمهور العلماء والفقهاء والمحدّثين: ميزان القيامة بعمودٍ وكفّتين؛ ليبيّن اللّه تعالى أمر العباد بما عهدوه وتيقّنوه.
وقال مجاهدٌ:
«ليس ثمّ ميزانٌ إنما هو العدل مثّل ذكره بالميزان؛ إذ هو أعدل ما يدري الناس، وجمعت الموازين للإنسان لمّا كانت له موزوناتٌ كثيرةٌ متغايرةٌ، وثقل هذا الميزان هو بالإيمان والأعمال، وخفّته بعدمها وقلّتها، ولن يخفّ خفّةً موبقةً ميزان مؤمنٍ»). [المحرر الوجيز: 8/ 678]

تفسير قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(عيشةٌ راضيةٌ) معناه: ذات رضًى، على النّسب. هذا قول الخليل وسيبويه). [المحرر الوجيز: 8/ 678]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فأمّه هاويةٌ} قال كثيرٌ من المفسّرين: المراد بالأمّ نفس الهاوية، وهي دركٌ من أدراك النار، وهذا كما يقال للأرض: (أمّ الناس)؛ لأنها تؤويهم، وكما قال عتبة بن أبي سفيان في الحرب: (فنحن بنوها وهي أمّنا).
فجعل اللّه تعالى الهاوية أمّ الكافر لمّا كانت مأواه.
وقال آخرون: هذا تفاؤلٌ بشرٍّ فيه تجوّزٌ، كما قالوا: (أمّه ثاكلٌ) و(هوى نجمه).
وقال أبو صالحٍ وغيره: المراد: أمّ رأسه؛ لأنهم يهوون على رؤوسهم. وقرأ طلحة: (فإمّه) بكسر الهمزة وضمّ الميم مشدّدةً). [المحرر الوجيز: 8/ 678-679]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قرّر تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم على دراية أمرها وتعظيمه، ثمّ أخبره أنها نارٌ حاميةٌ.
وقرأ (ما هي) بطرح الهاء في الوصل ابن أبي إسحاق والأعمش. وروى المبرّد أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لرجلٍ:
«لا أمّ لك». فقال: يا رسول اللّه، تدعوني إلى الهدى وتقول: لا أمّ لك. فقال: «إنّما أريد: لا نار لك»؛ قال اللّه تعالى: {فأمّه هاويةٌ}). [المحرر الوجيز: 8/ 679]


رد مع اقتباس