عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:29 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قل أغير اللّه أتّخذ وليّاً فاطر السّماوات...}: مخفوض في الإعراب؛ تجعله صفة من صفات الله -تبارك وتعالى- ولو نصبته على المدح كان صوابا، وهو معرفة ولو نويت الفاطر الخالق نصبته على القطع؛ إذ لم يكن فيه ألف ولام. ولو استأنفته فرفعته كان صوابا؛ كما قال: {ربّ السموات والأرض وما بينهما الرحمن}). [معاني القرآن: 1/ 328-329]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فاطر السّموات} أي خالق السموات.
{هل ترى من فطور}: أي من صدوع، ويقال: انفطرت زجاجتك أي انصدعت، ويقال: فطر ناب الجمل: أي انشقّ فخرج). [مجاز القرآن: 1/ 187]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل أغير اللّه أتّخذ وليّاً فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكوننّ من المشركين}، وقال: {أغير اللّه أتّخذ وليّاً فاطر السّماوات والأرض} على النعت.
وقال بعضهم: {فاطر} بالرفع على الابتداء أي: هو فاطر.
وقال بعضهم: {وهو يطعم ولا يطعم}.
وقال بعضهم: {ولا يطعم} و{يطعم} هو الوجه، لأنك إنّما تقول: {هو يطعم} لمن يطعم فتخبر أنّه لا يأكل شيئا.
وإنّما تقرأ {يطعم} لاجتماع الناس عليها.
وقال: {إنّي أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكوننّ} أي: وقيل لي {لا تكوننّ}.
وصارت {أمرت} بدلاً من ذلك لأنه حين قال: {أمرت} قد أخبر أنّه قد قيل له). [معاني القرآن: 1/ 234-235]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {وهو يطعم ولا يطعم}.
بعض أهل البصرة - في الغالب على قطرب - "ولا يطعم" ). [معاني القرآن لقطرب: 509]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {فاطر السماوات} ففطرها يفطرها فطورًا أي خلقها، و{فطرت الله} فطرها. يفطرها فطرًا وفطرة: خلقها، وفطرت الثوب: شققته؛ و{هل ترى من فطور} مصدر فطرتهن، يريد: شققتهن؛ ويكون جمع الفطر، والفطر: الشق؛ والفطار: المنكسر.
وقال النابغة الجعدي:
ألا إن حبي أم البنين كالصدع في الحجر المنفطر
المنشق.
و{تكاد السماوات ينفطرن} من ذلك، أي ينشققن.
قال: وأخبرنا بعض أهل العلم عن مجاهد: أن رجلين اختصما إلى ابن عباس رحمه الله في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها؛ فقال ابن عباس: ما تعني بـ"فطرتها"؟ فقال: بدأتها؛ فقال ابن عباس رحمه الله: {الذي فطرن} و{فاطر السماوات} أي مبتدئ.
وحدثت: أن فاطرًا في هذا المعنى لغة لحمير خاصة). [معاني القرآن لقطرب: 536]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فاطر السموات}: خالقها). [غريب القرآن وتفسيره: 134]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فاطر السّماوات والأرض} أي: مبتدئهما. ومنه قول النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «كل مولود يولد على الفطرة»
أي :على ابتداء الخلقة. يعني الإقرار باللّه حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم). [تفسير غريب القرآن: 151]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ({قل أغير اللّه أتّخذ وليّا فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين} أي: خالق السّماوات والأرض.
فإن قال قائل فقوله: {إذا السّماء انفطرت} معناه: انشقت فكيف يكون الفطر في معنى الخلق والانفطار في معنى الانشقاق؛ فإنهما يرجعان إلى شيء واحد، لأن معنى فطرهما خلقهما خلقا قاطعا، - والانفطار والفطور تقطع وتشقق.
وقوله: {وهو يطعم ولا يطعم}.
ويقرأ (ولا يَطْعَمُ)، والاختيار عند البصراء بالعربية، وهو يطعم ولا يطعم بفتح الياء في الثاني.
قالوا معناه: وهو يرزق ويطعم ولا يأكل لأنه الحي الذي ليس كمثله شيء،
ومن قرأ (ولا يُطْعَمُ) فالمعنى أنه المولى الذي يرزق ولا يرزق، كما أن بعض العبيد يرزق مولاه.
والاختيار في {فاطر} الجر لأنّه من صفة الله جلّ وعزّ، والرفع والنصب جائزان على المدح لله جلّ وعزّ والثّناء عليه.
فمن رفع فعلى إضمار هو المعنى هو فاطر السّماوات والأرض، وهو يطعم ولا يطعم، ومن نصب فعلى معنى اذكر، وأعني بهذا الاحتجاج عليهم، لأن من فطر السّماوات والأرض وأنشأ ما فيهما وأحكم - تدبيرهما وأطعم من فيهما فهو الذي ليس كمثله شيء). [معاني القرآن: 2/ 232-233]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهو يطعم ولا يطعم}: كما تقول هو يرزق ولا يرزق ويعول ولا يعال وروي عن الأعمش أنه قرأ {وهو يطعم ولا يطعم} وهي قراءة حسنة أي: ولا يأكل). [معاني القرآن: 2/ 405]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فاطر السماوات}: خالق). [ياقوتة الصراط: 218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَاطِرِ}: خالق). [العمدة في غريب القرآن: 125]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن البصري {من يصرف عنه يومئذ}.
أهل المدينة وأبو عمرو {من يصرف عنه} ). [معاني القرآن لقطرب: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين}: أي من يصرف اللّه عنه العذاب يومئذ - يعني يوم القيامة الذي ذكر أنهم يجمعون فيه، وتقرأ أيضا {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه}: أي من يصرف عنه العذاب يومئذ). [معاني القرآن: 2/ 233]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه} المعنى من يصرف عنه العذاب ثم حذف لعلم السامع وكذلك معنى من يصرف). [معاني القرآن: 2/ 405-406]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الضَرّ: بفتح الضاد- ضد النفع، قال الله عز وجل: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ}
وقال: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} أي: لا أملك جرّ نفع ولا دفع ضرّ؟.
والضُّرّ: الشدة والبلاء، كقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ}، {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}). [تأويل مشكل القرآن: 483](م)

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو القاهر فوق عباده...}: كلّ شيء قهر شيئا فهو مستعلٍ عليه). [معاني القرآن: 1/ 329]


رد مع اقتباس