عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 9 محرم 1432هـ/15-12-2010م, 05:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 50 إلى 79]

{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}

تفسير قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم * وأنّ عذابي هو العذاب الأليم }
يروى في التفسير أن العبد لو علم قدر عفو اللّه - لما أمسك عن ذنب.
ولو علم مقدار عقوبة لبخع نفسه في العبادة، ولما قدم على ذنب). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} أي أخبر
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يضحكون فقال أتضحكون وبين أيديكم الجنة والنار فشق ذلك عليهم
فأنزل الله: {نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم} ). [معاني القرآن: 4/29]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم * وأنّ عذابي هو العذاب الأليم }
يروى في التفسير أن العبد لو علم قدر عفو اللّه - لما أمسك عن ذنب.
ولو علم مقدار عقوبة لبخع نفسه في العبادة، ولما قدم على ذنب). [معاني القرآن: 3/180] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)}

تفسير قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجلون} أي خائفون). [مجاز القرآن: 1/351]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وجلون}: خائفون). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنّا منكم وجلون}
{فقالوا سلاما} قال سلام.
{سلاما} منصوب على المصدر كأنهم قالوا سلّمنا سلاما.
وقوله: {قال إنّا منكم وجلون} أي خائفون، فإنما وجل لما قدّم إليهم العجل فرآهم لا يأكلون منه وجل). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَجِلونَ}: خائفون). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا لا توجل} ويقال: لا تيجل، ولا تأجل بغير همز، ولا تأجل يهمز يجتلبون فيها همزة وكذلك كل ما كان من قبيل وجل يوجل ووحل يوحل، ووسخ يوسخ). [مجاز القرآن: 1/351]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا لا توجل إنّا نبشّرك بغلامٍ عليمٍ}
وقال: {قالوا لا توجل} لأنه من "وجل" "يوجل". وما كان على "فعل" فـ"هو يفعل" تظهر فيه الواو ولا تذهب كما تذهب من "يزن" لأنّ "وزن" "فعل" وأمّا بنو تميم فيقولون (تيجل) لأنهم يقولون في "فعل" "تفعل" فيكسرون التاء في "تفعل" والألف من "أفعل" والنون من "تفعل" ولا يكسرون الياء لأنّ الكسر من الياء فاستثقلوا اجتماع ذلك. وقد كسروا الياء في باب "وجل" لأن الواو قد تحولت إلى الياء مع التاء والنون والألف. فلو فتحوها استنكروا الواو ولو فتحوا الياء لجاءت الواو، فكسروا الياء فقالوا "ييجل" ليكون الذي بعدها ياء [إذ] كانت الياء أخف مع الياء من الواو مع الياء لأنه يفر إلى الياء من الواو ولا يفر إلى الواو من الياء. قال بعضهم (ييجل) فقلبها ياء وترك التي قبلها مفتوحة كراهة اجتماع السكرة والياءين). [معاني القرآن: 2/63-62]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا لا توجل إنّا نبشّرك بغلام عليم}
يقال وجل يوجل، وياجل ييجل ويجل، إذا خاف). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا لا توجل} معناه لا تفزع والقانطون اليائسون). [معاني القرآن: 4/29]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أبشّرتموني على أن مّسّني الكبر...}
لو لم يكن فيها (على) لكان صواباً أيضاً. ومثله {حقيقٌ على أن لا أقول}. وفي قراءة عبد الله (حقيقٌ بأن لا أقول) ومثله في الكلام أتيتك أنك تعطى فلم أجدك تعطى،
تريد: أتيتك على أنك تعطى فلا أراك كذلك.
وقوله: {فبم تبشّرون} النون منصوبة؛ لأنه فعل لهم لم يذكر مفعول. وهو جائز في الكلام.
وقد كسر أهل المدينة يريدون أن يجعلوا النون مفعولا بها. وكأنهم شدّدوا النون فقالوا {فبم تبشّرونّ قالوا} ثم خفّفوها والنّيّة على تثقيلها كقول عمرو بن معدي كرب:


رأته كالثّغام يعلّ مسكاً = يسوء الفاليات إذا فليني
فأقسم لو جعلت عليّ نذراً = بطعنة فارس لقضيت ديني
وقد خففت العرب النون من أنّ الناصبة ثم أنفذوا لها نصبها، وهي أشدّ من ذا.
قال الشاعر:

فلو أنك في يوم الرخاء سألتني = فراقك لم أبخل وأنت صديق
فما ردّ تزويج عليه شهادة = وما ردّ من بعد الحرار عتيق
وقال آخر:

لقد علم الضّيف والمرملون = إذا اغبرّ أفقٌ وهبّت شمالا
بأنك الربيع وغيث مريع = وقدماً هناك تكون الثّمالا).
[معاني القرآن: 2/90-89]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فبم تبشّرون} قال: قوم يكسرون النون، وكان أبو عمرو ويفتحها
ويقول: إنها إن أضيفت لم تكن إلاّ بنونين لأنها في موضع رفع، فاحتج من أضافها بغير أن يلحق فيها نوناً أخرى بالحذف حذف أحد الحرفين إذا كانا من لفظ واحد،
قال أبو حيّة النّميريّ.
أبالموت الذي لا بدّ أني= ملاقٍ لا أباك تخّوفيني
ولم يقل تخوفينني؛ لا أباك: أي لا أبا لك، فجاء بقول أهل المدينة.
وقال عمرو بن معد يكرب:
تراه كالثّغام يعلّ مسكاً= يسوء الفاليات إذا فليني
أراد فلينني فخذف إحدى النونين). [مجاز القرآن: 1/353-352]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال أبشّرتموني على أن مسّني الكبر فبم تبشّرون}
{فبم تبشّرون} بفتح النون وهو أجود في القراءة، وقرئت: فبم تبشّرون - بكسر النون - قرأ بها نافع، والأصل (فبم تبشرونن) فاستثقل النونان، فحذفت إحداهما
وقيل الحذف من الإدغام، كأنّها فبم تبشرن، بتشديد النون، فحذفت إحدى النونين لثقل التضعيف، كما قالوا ربما، وربّما.
قال الشاعر في حذف النون:
رأته كالنعام يعلّ مسكا= يسوء الغاليات إذا فليني
يريد فلينني). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلا تكن من القانطين} أي اليائسين). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من القانطين} أي من اليائسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال ومن يقنط من رحمة ربّه} أي ييأس، يقال: قنط يقنط وقنط يقنط قنوطاً). [مجاز القرآن: 1/353]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ومن يقنط من رّحمة ربّه إلاّ الضّآلّون}
وقال: {ومن يقنط من رّحمة ربّه} لأنها من "قنط" "يقنط" وقال بعضهم (يقنط) مثل "يقتل" و"يقنط" مثل "علم" يعلم"). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يقنط}: ييأس). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال ومن يقنط من رحمة ربّه إلّا الضّالّون}
يقال قنط يقنط، وقنط يقنط، وهما جميعا جائزتان، والقنوط بمعنى اليأس). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَقْنَطُ}: ييئس). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال فما خطبكم أيّها}أي فما أمركم). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا إنّا أرسلنا إلى قومٍ مّجرمين * إلاّ آل لوطٍ إنّا لمنجّوهم أجمعين}
وقال: {إلى قومٍ مّجرمين * إلاّ آل لوطٍ} استثناء من المجرمين أي: لا يدخلون في الإجرام). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا آل لوط إنّا لمنجّوهم أجمعين }
استثناء ليس من الأول، المعنى: {قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين * إلّا آل لوط إنّا لمنجّوهم أجمعين}
المعنى إنا أرسلنا بالعذاب إلى قوم لوط). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا امرأته قدّرنا إنّها لمن الغابرين}
المعنى علمنا أنّها لمن الغابرين، وقيل دبرنا إنها لمن الغابرين، وقدرنا ههنا لا يحتاج إلى تفسير، المعنى إلا امرأته قدرنا أنها لمن الباقين في العذاب، والغابر الباقي،
قال الشاعر:
فما ونى محمد مذ أن غفر= له الإله ما مضى وما غبر
المعنى وما بقي). [معاني القرآن: 3/182-181]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله جل وعز: {إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين} قيل قدرنا بمعنى علمنا وقدرنا على بابه أي هو في تقديرنا وفيما أخبرناه به هكذا والغابر الباقي وقد يستعمل للذاهب والمعنى إنها لمن الباقين في الهلاك
وأنشد أهل اللغة:
لا تكسع الشول بأغبارها = إنك لا تدري من الناتج
الأغبار بقايا اللبن). [معاني القرآن: 4/30]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال إنكم قوم منكرون} قال مجاهد أنكرهم لوط صلى الله عليه وسلم
وقيل أنكرهم إبراهيم صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يأكلوا من طعامه وكانوا ينكرون أمر الضيف إذا لم يأكل). [معاني القرآن: 4/31-30]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون }
أي جئناك بالعذاب الذي كانوا يشكون في نزوله). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}
قال مجاهد بالعذاب قال أبو جعفر المعنى بل جئناك بما كانوا يشكون من نزول العذاب بهم). [معاني القرآن: 4/31]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأسر بأهلك بقطع من اللّيل واتّبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون}
وتقول: فأسر بأهلك - بقطع الألف ووصلها. وسير الليل يقال فيه أسرى وسرى ومعنى بقطع من اللّيل، أي بعدما يمضي شيء صالح من الليل
{ولا يلتفت منكم أحد} أمر - صلى الله عليه وسلم - بترك الالتفات لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم من العذاب - واللّه أعلم -). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} السرى لا يكون إلا بالليل إلا أن قوله تعالى: {بقطع}
يدل على ذهاب كثير من الليل). [معاني القرآن: 4/31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد}
قيل نهى عن الالتفات إلى ما في المنازل لئلا يقع الشغل به عن المضي). [معاني القرآن: 4/32-31]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ...}
أنّ مفتوحة على أن تردّ على الأمر فتكون في موضع نصب بوقع القضاء عليها. وتكون نصباً آخر بسقوط الخافض منها أي قضينا ذلك الأمر بهذا.
وهي في قراءة عبد الله (وقلنا إنّ دابر) فعلى هذا لو قرئ بالكسر لكان وجهاً. وأما {مّصبحين} إذا أصبحوا، ومشرقين إذا أشرقوا. وذلك إذا شرقت الشمس.
والدابر: الأصل. شرقت: طلعت، وأشرقت: أضاءت). [معاني القرآن: 2/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ} أي آخرهم مجتذّ مقطوع مستأصل). [مجاز القرآن: 1/353]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مّصبحين}
وقال: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء} لأن قوله: {أنّ دابر} بدل من (الأمر) ). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أن دابر هؤلاء}: آخرهم). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقضينا إليه}: أخبرناه). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}
موضع (أن) نصب. وهو بدل من قوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر}
ثم فسر ما الأمر، فالمعنى وقضينا إليه {أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}.
{مصبحين} منصوب على الحال). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقضينا إليه ذلك الأمر} أي أخبرناه به ثم بينه فقال تعالى: {أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}
أي أن آخرهم مستأصل وقال الفراء الدابر الأصل). [معاني القرآن: 4/32]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقضينا إليه} أي أعلمناه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَابِرَ}: استؤصل بالهلاك). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ هؤلاء ضيفي} اللفظ لفظ الواحد والمعنى على الجميع كما قال لبيد:
وخصمٍ كنادي الجنّ أسقطت شأوهم= بمستحصدٍ ذي مرّةٍ وصدوع
شأوهم: ما تقدموا وفاقوا به من كل شئ. المستحصد المحكم الشديد، وأمر محكم، وصدوع ألوان، يقال ذو صدعين: ذو أمرين). [مجاز القرآن: 1/353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ضيفي}: الضيف يكون واحدا ويكون جمعا). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ}، وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور).
[تأويل مشكل القرآن: 285-284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ هؤلاء ضيفي فلا تفضحون}
الضيف يوحّد وإن وصفت به الجماعة، تقول: هذا ضيف، وهذان ضيف وهؤلاء ضيف. كما تقول: هؤلاء عدل، وإن شئت قلت أضياف وضيفان. فمن وحّد فلأنه مصدر وصف به الاسم، فلذلك وحّد، وإنما وحّد المصدر في قولك: ضربت القوم ضربا، لأن الضرب صنف واحد. وإذا كان أصنافا وجمعت، فقلت ضربتهم ضربن، وضربتهم ضروبا، أي أجناسا من الضرب، والضيف مصدر ضفت الرجل أضيفه ضيفا. فأنا ضائف، والرجل مضيف إذا كان مفعولا، وأضفته إذا أنزلته). [معاني القرآن: 3/183-182]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا أولم ننهك عن العالمين} أي [أو] لم ننهك [عن] أن تضيف أحدا؟!. وكانوا نهوه عن ذلك). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا أولم ننهك عن العالمين} معناه: ألم ننهك عن ضيافة العالمين). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {قالوا أولم ننهك عن العالمين} يروى أنهم كانوا نهوه أن يضيف أحد). [معاني القرآن: 4/32]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين}
فالجواب محمول على المعنى، لأنّهم أرادوا الضيفان للفساد، فقال لهم لوط: هؤلاء بناتي لأن نساء أمة كل نبيّ بمنزلة بناته وأزواجه بمنزلة أمّهاتهم، المعنى النساء على جهة التزويج أطهر لكم.
ومعنى {إن كنتم فاعلين} أي إن كنتم مريدين لهذا الشأن فعليكم بالتزويج ببناتي). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين}
هذا الجواب محمول على المعنى والمعنى أنهم أرادوهم للفساد فقال لهم لوط صلى الله عليه وسلم هؤلاء بناتي فتزوجوا وأحسن ما قيل في هذا أن أزواج كل نبي بمنزلة أمهات أمته وأولاد أمته بمنزلة أولاده). [معاني القرآن: 4/33-32]

تفسير قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يعمهون} أي يجورون ويضلّون،
قال رؤبة.
ومهمهٍ أطرافه في مهمه= أعمى الهدى بالجاهلين العمّه).
[مجاز القرآن: 1/353]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لعمرك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون}
وقال: {لعمرك إنّهم لفي} و(لعمرك) - والله أعلم - و"وعيشك" إنما يريد به العمر. و"العمر" و"العمر" لغتان). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {لعمرك}، ولعمر الله: هو العمر. ويقال: أطال الله عمرك، وعمرك، وهو قسم بالبقاء). [تأويل مشكل القرآن: 562]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لعمرك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون}
هذه الآية آية عظيمة في تفضيل النبي عليه السلام أعني قوله سبحانه {لعمرك}، جاء في التفسير أنه قسم بحياة محمد - صلى الله عليه وسلم - كذلك أكثر التفسير،
وقد جاء في بعض التفسير: {لعمرك} كلمة من كلام العرب، ولست أحبّ هذا التفسير، لأن قوله: كلمة من كلام العرب لا فائدة فيه، لأن القرآن كله عربي مبين،
وكلمه من كلام العرب، فلا بد من أن يقال ما معناها.
وقال سيبويه والخليل وجميع أهل اللغة: العمر والعمر بمعنى واحد.
فإذا استعمل في القسم فتح أوله لا غير، لا تقول العرب إلا لعمرك، وإنما آثروا الفتح في القسم لأن الفتح أخف عليهم وهم يكثرون القسم بلعمري.
ولعمرك، فلما كثر استعمالهم إياه لزموا الأخفّ عليهم.
وقال النحويون ارتفع لعمرك بالابتداء والخبر محذوف، المعنى لعمرك قسمي، ولعمرك ما أقسم به. وحذف الخبر لأنّ في الكلام دليلا عليه.
المعنى أقسم إنهم لفي سكرتهم يعمهون، ومعنى يعمهون يتحيّرون.
وباب القسم قد يحذف معه الفعل، تقول: واللّه لأفعلنّ وتاللّه لأفعلنّ، والمعنى أحلف باللّه، وأحلف واللّه، فيحذف أحلف لعلم المخاطب بأنك حالف،
وكذلك يحذف خبر الابتداء كما ذكرنا). [معاني القرآن: 3/184-183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل عز: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}
روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال لعمرك لعيشك
وروى أبو الجوزاء عن ابن عباس قال لحياتك وروى أن إبراهيم النخعي كره أن يقول الرجل لعمري قال لأن معناه وحياتي وكذلك هو عند أهل اللغة
قال سيبويه العمر والعمر واحد ولا يستعملون في القسم إلا الفتح لخفته وحكى لعمري وكله بمعنى العمر وهذه فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم أقسم الله جل وعز بحياته
قال أبو الجوزاء ما سمعت الله جل وعز حلف بحياة أحد غيره صلى الله عليه وسلم.
قال سفيان سألت الأعمش عن قوله تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} فقال أقسم بالنبي صلى الله عليه وسلم إنهم لفي غفلتهم يترددون). [معاني القرآن: 4/33-34]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لعمرك إنهم} أي: وعيشك إنهم، فأقسم بعيش محمد - صلى الله عليه وسلم - إكراما منه له). [ياقوتة الصراط: 289]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يعمهون} يتحيرون، يقال منه: فعل يفعل فعلا). [ياقوتة الصراط: 290]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأخذتهم الصّيحة مشرقين}
أي أخذت قوم لوط الصيحة بالعذاب مشرقين، يقال أشرقنا فنحن مشرقون، إذا صادفوا شروق الشمس، وهو طلوعها، كما تقول أصبحنا إذا صادفوا الصبح.
يقال شرقت الشمس إذا طلعت وأشرقت بمعنى واحد، إلا أن معنى " مشرقين " في معنى مصادفين لطلوع الشمس). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأخذتهم الصيحة مشرقين} أي فأخذتهم الصيحة بالعذاب وقت إشراق الشمس). [معاني القرآن: 4/35-34]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مشرقين} أي: مصبحين، يقال: رجل مشرق، إذا أصبح، وشارق مع طلوع الشمس). [ياقوتة الصراط: 290]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجّيل}
معنى {من سجّيل} من طين عليه كتاب. واشتقاق ذلك من السجل.
ودليل هذا التفسير قوله: {حجارة من طين * مسوّمة عند ربّك}.
فأعلم أنها من طين وأنها مسومة أي معلّمة لعلامات الكتاب). [معاني القرآن: 3/184]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين...}
يقال: للمتفكرين. ويقال للناظرين المتفرسين). [معاني القرآن: 2/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {للمتوسّمين} أي المتبصرين المتثبّتين). [مجاز القرآن: 1/354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {للمتوسمين}: للمفترسين). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {للمتوسّمين} المتفرّسين. يقال: توسمت في فلان الخير، أي تبينته). [تفسير غريب القرآن: 239]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين} قيل المتوسّمون المتفرسون، وقيل المتفكرون.
وحقيقته في اللغة المتوسمون النظّار المتثبّتون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سمة الشيء تقول توسّمت في فلان كذا وكذا، أي عرفت وسم ذلك فيه). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال مجاهد أي للمتفرسين قال الضحاك أي للناظرين
قال أبو جعفر وحقيقته توسمت الشيء نظرت نظر متثبت حتى تثتب حقيقة سمة الشيء). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {للمتوسمين} أي: المتفرسين المميزين العقلاء). [ياقوتة الصراط: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {للمتوسمين} المتفرسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المُتَوَسِّمينَ}: المتفرّسين). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإنّها لبسبيلٍ مقيمٍ} أي بطريق). [مجاز القرآن: 1/354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لسبيل مقيم}: أي طريق). [غريب القرآن وتفسيره: 202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّها لبسبيل مقيم} أي لبطريق واضح بيّن). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {وإنها لبسبيل مقيم} يجوز أن يكون المعنى وإن الآيات ويجوز أن يكون المعنى وإن مدينة قوم لوط
قال مجاهد لبسبيل مقيم لبطريق معلم أي واضح). [معاني القرآن: 4/36-35]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (السَّبيلُ): الطريق). [العمدة في غريب القرآن: 174]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقولهم: وأين قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ} من قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}.
ولم يرد الله في هذا الموضع معنى الصبر والشكر خاصة، وإنما أراد: إن في ذلك لآيات لكل مؤمن. والصبر والشكر أفضل ما في المؤمن من خلال الخير،
فذكره الله عز وجل في هذا الموضع بأفضل صفاته.
وقال في موضع آخر: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}.
وفي موضع آخر: {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} و{لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} و{إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} يعني المؤمنين.
ومثله قوله تعالى في قصة سبإ: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}. وهذا كما تقول: أن في ذلك لآية لكل موحّد مصلّ، ولكلّ فاصل تقيّ.
وإنما تريد المسلمين). [تأويل مشكل القرآن: 75] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ في ذلك لآية للمؤمنين} أي لعلامة بيّنة للمصدقين). [معاني القرآن: 3/185]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {الأيكة...}
قرأها الأعمش وعصم والحسن البصريّ: {الأيكة} بالهمز في كل القرآن. وقرأها أهل المدينة كذلك إلا في الشعراء وفي ص فإنهم جعلوها بغير ألف ولام ولم يجروها.
ونرى - والله أعلم - أنها كتبت في هذين الموضعين على ترك الهمز فسقطت الألف لتحرك اللام. فينبغي أن تكون القراءة فيها بالألف واللام لأنها موضع واحد في قول الفريقين، والأيكة: الغيضة). [معاني القرآن: 2/91]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين}
أي أصحاب الشجر، والأيك الشجر وهؤلاء أهل موضع كان ذا شجر.
فانتقم اللّه منهم بكفرهم، قيل إنه أخذهم الحر أياما ثم اضطرم عليهم المكان نارا فهلكوا عن آخرهم. ومعنى " إن واللام " التوكيد). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين} قال الضحاك الأيكة الغيضة ذات الشجر
قال أبو جعفر وكذلك هو في اللغة يقال للشجرة أيكة وجمعها أيك ويروى أن شجرهم كان دوما
وأما رواية من روى أن ليكة أسم القرية التي كانوا فيها والأيكة البلاد كلها فلا يعرف في اللغة ولا يصح). [معاني القرآن: 4/36]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين} قال ثعلب: معناه: وما
كان أصحاب الأيكة إلا ظالمين). [ياقوتة الصراط: 290-291]

تفسير قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّهما لبإمامٍ مّبينٍ...}
يقول: بطريق لهم يمرون عليها في أسفارهم. فجعل الطريق إماما لأنه يؤمّ ويتّبع). [معاني القرآن: 2/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإنّهما لبإمامٍ مبينٍ} الإمام كلما ائتممت واهتديت به). [مجاز القرآن: 1/354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإنّهما لبإمامٍ مبينٍ} أي لبطريق واضح بين.
وقيل للطريق: إمام، لأن المسافر يأتم به، حتى يصير إلى الموضع الذي يريده). [تفسير غريب القرآن: 239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد يجعل الطريق إماما، لأنّ المسافر يأتم به ويستدل.
قال الله تعالى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} أي: بطريق واضح). [تأويل مشكل القرآن: 459]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فانتقمنا منهم وإنّهما لبإمام مبين}أي لبطريق يؤتمّ أي يقصد فيبيّن، وأصحاب الحجر أصحاب واد يقال له الحجر). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين} [معاني القرآن: 4/36]
قال الضحاك أي لبطريق مستبين أي يمرون عليها في أسفارهم قال أبو جعفر ومعروف في اللغة أن يقال للطريق إمام لأنه يؤتم به ويتبع). [معاني القرآن: 4/37]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وإنهما لبإمام مبين} أي: بطريق بين). [ياقوتة الصراط: 291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وإنهما لبإمام مبين} أي بطريق واضح بين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]


رد مع اقتباس