عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإلى عادٍ أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره إن أنتم إلا مفترون (50) يا قوم لا أسألكم عليه أجرًا إن أجري إلا على الّذي فطرني أفلا تعقلون (51) ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم ولا تتولّوا مجرمين (52)}
يقول تعالى: ولقد أرسلنا، {إلى عادٍ أخاهم هودًا} آمرًا لهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له، ناهيًا لهم عن [عبادة] الأوثان الّتي افتروها واختلقوا لها أسماء الآلهة، وأخبرهم أنّه لا يريد منهم أجرةً على هذا النّصح والبلاغ من اللّه، إنّما يبغي ثوابه [على ذلك وأجره] من اللّه الّذي فطره {أفلا تعقلون} من يدعوكم إلى ما يصلحكم في الدّنيا والآخرة من غير أجرةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 329]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أمرهم بالاستغفار الّذي فيه تكفير الذّنوب السّالفة، وبالتّوبة عمّا يستقبلون [من الأعمال السّابقة] ومن اتّصف بهذه الصّفة يسّر اللّه عليه رزقه، وسهّل عليه أمره وحفظ [عليه] شأنه [وقوّته] ؛ ولهذا قال: {يرسل السّماء عليكم مدرارًا} [نوح:11]، و[كما جاء] في الحديث: "من لزم الاستغفار جعل اللّه له من كلّ هم فرجًا، ومن كلّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 329]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنةٍ وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين (53) إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون (54) من دونه فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون (55) إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ (56)}
يخبر تعالى [إخبارًا عن قوم هودٍ] أنّهم قالوا لنبيّهم: {ما جئتنا ببيّنةٍ} أي: بحجّةٍ [ولا دلالة] [ولا] وبرهان على ما تدّعيه، {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك} أي: بمجرّد قولك: "اتركوهم" نتركهم، {وما نحن لك بمؤمنين} [أي] بمصدّقين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 329]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} يقولون: ما نظنّ إلّا أنّ بعض الآلهة أصابك بجنونٍ وخبل في عقلك بسبب نهيك عن عبادتها وعيبك لها {قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا} [أي أنتم أيضًا] {أنّي بريءٌ ممّا تشركون * من دونه}. يقول: إنّي بريءٌ من جميع الأنداد والأصنام، {فكيدوني جميعًا} أي: أنتم وآلهتكم إن كانت حقًّا، [ف ذروها تكيدني]، {ثمّ لا تنظرون} أي: طرفة عينٍ [واحدةً]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 329-330]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها} أي: [هي] تحت قهره وسلطانه، وهو الحاكم العادل الّذي لا يجور في حكمه، فإنّه على صراطٍ مستقيمٍ.
قال الوليد بن مسلمٍ، عن صفوان بن عمرٍو عن أيفع بن عبدٍ الكلاعيّ أنّه قال في قوله تعالى: {ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ} قال: فيأخذ بنواصي عباده فيلقى المؤمن حتّى يكون له أشفق من الوالد لولده ويقال للكافر: {ما غرّك بربّك الكريم} [الانفطار: 6].
وقد تضمّن هذا المقام حجّةً بالغةً ودلالةً قاطعةً على صدق ما جاءهم به، وبطلان ما هم عليه من عبادة الأصنام الّتي لا تنفع ولا تضرّ، بل هي جماد لا تسمع ولا تبصر، ولا توالي ولا تعادي، وإنّما يستحقّ إخلاص العبادة اللّه وحده لا شريك له، الّذي بيده الملك، وله التّصرّف، وما من شيءٍ إلّا تحت ملكه وقهره وسلطانه، فلا إله إلّا هو، ولا ربّ سواه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 330]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإن تولّوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربّي قومًا غيركم ولا تضرّونه شيئًا إنّ ربّي على كلّ شيءٍ حفيظٌ (57) ولمّا جاء أمرنا نجّينا هودًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ونجّيناهم من عذابٍ غليظٍ (58) وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربّهم وعصوا رسله واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ (59) وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة ألا إنّ عادًا كفروا ربّهم ألا بعدًا لعادٍ قوم هودٍ (60)}
يقول لهم [رسولهم] هودٌ: فإن تولّوا عمّا جئتكم به من عبادة اللّه ربّكم وحده لا شريك له، فقد قامت عليكم الحجّة بإبلاغي إيّاكم رسالة اللّه الّتي بعثني بها، {ويستخلف ربّي قومًا غيركم} يعبدونه وحده لا يشركون به [شيئًا] ولا يبالي بكم: فإنّكم لا تضرّونه بكفركم بل يعود وبال ذلك عليكم، {إنّ ربّي على كلّ شيءٍ حفيظٌ} أي: شاهدٌ وحافظٌ لأقوال عباده وأفعالهم ويجزيهم عليها إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 330]


رد مع اقتباس