عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 12:56 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى الر تلك آيات الكتاب المبين قال بين الله تعالى رشده وهداه). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({الر تلك آيات الكتاب المبين}
قال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ: قد ذكرنا اختلاف أهل التّأويل في تأويل قوله: {الر تلك آيات الكتاب المبين}، والقول الّذي نختاره في تأويل ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا.
وأمّا قوله: {تلك آيات الكتاب المبين} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله
فقال بعضهم: معناه: تلك آيات الكتاب المبين: بيّنٌ حلاله وحرامه، ورشده وهداه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا الوليد بن سلمة الفلسطينيّ، قال: أخبرني عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، في قول اللّه تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: بيّن حلاله وحرامه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} إي واللّه، لمبينٌ بركته هداه ورشده.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: بيّن اللّه رشده وهداه.
وقال آخرون في ذلك بما؛
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا الوليد بن سلمة، قال: حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذٍ، أنّه قال في قول اللّه عزّ وجلّ: {الكتاب المبين} قال بيّن الحروف الّتي سقطت عن ألسن الأعاجم، وهي ستّة أحرفٍ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: معناه: هذه آيات الكتاب المبين، لمن تلاه وتدبّر ما فيه من حلاله وحرامه ونهيه وسائر ما حواه من صنوف معانيه؛ لأنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر أنّه مبينٌ، ولم يخص إبانته عن بعض ما فيه دون جميعه، فذلك على جميعه، إذ كان جميعه مبينًا عمّا فيه). [جامع البيان: 13/5-6]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (الر تلك آيات الكتاب المبين (1)
قوله عزّ وجلّ: الر
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو غسّان، ثنا شريكٌ، ثنا عطاء بن السّائب، قال شريكٌ: لا أراه إلّا، عن أبي الضّحى يعني: مسلم بن صبيحٍ، عن ابن عبّاسٍ الر قال: أنا اللّه أرى وروي، عن الضّحّاك مثله.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا هدبة بن عبد الوهّاب، ثنا عليّ بن الحسين بن واقدٍ، عن أبيه، عن يزيد النّحويّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ الر: حروف الرّحمن مفرقهٌ، فحدّثت به الأعمش فقال: عندك مثل هذا ولا تخبرناه؟
- حدّثنا الحجّاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا مندلٌ العنزيّ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ أنّه قال: الر وحم ون هو الرّحمن مقطّعٌ- وروي عن سالم بن عبد اللّه مثله.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قال: الر اسمٌ من أسماء القرآن.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا عثمان، ثنا يحيى بن أبي زائدة، قال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: الر قال: هذا فواتح يفتتح اللّه بها القرآن، قال: قلت: ألم تكن تقول هي أسماءٌ؟ قال: لا
قوله تعالى: تلك آيات
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قوله: تلك يعني: هذه.
قوله تعالى: الكتاب
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ الصّبّاح، ثنا أسباط بن محمّدٍ، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن الحسن في قول اللّه: الكتاب قال: القرآن- وروي عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ، نحو ذلك.
قوله تعالى: المبين
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: الر تلك آيات الكتاب المبين أي: واللّه المبيّن بركته وهداه، ورشده). [تفسير القرآن العظيم: 7/2098-2099]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1.
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: أي والله يبين بركته وهداه ورشده، وفي لفظ يبين الله رشده وهداه). [الدر المنثور: 8/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: يبين حلاله وحرامه). [الدر المنثور: 8/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان عن معاذ رضي الله عنه أنه قال في قول الله {الر تلك آيات الكتاب المبين} قال: يبين الله الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف). [الدر المنثور: 8/177]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون}.
يقول تعالى ذكره: إنّا أنزلنا هذا الكتاب المبين قرآنًا عربيًّا على العرب، لأنّ لسانهم وكلامهم عربيّ، فأنزلنا هذا الكتاب بلسانهم ليعقلوه ويفقهوا منه، وذلك قوله عزّ وجلّ: {لعلّكم تعقلون}). [جامع البيان: 13/6]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون (2)
قوله تعالى: إنّا أنزلناه
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، أنا عمران أبو العوّام القطّان، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أنزل القرآن لأربعٍ وعشرين خلت من رمضان.
قوله تعالى: قرآنًا عربيًّا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد الرّحيم الرّزيقيّ، ثنا زيد بن الحباب، حدّثني سيف بن سليمان قال: سمعت مجاهدًا يقول: نزل القرآن بلسان قريشٍ، وهو كلامهم.
قوله تعالى: لعلّكم تعقلون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: لعلّكم يعني: لكي). [تفسير القرآن العظيم: 7/2099]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 2
أخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي). [الدر المنثور: 8/177-178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي). [الدر المنثور: 8/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم، عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا {قرآنا عربيا} ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاما). [الدر المنثور: 8/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: نزل القرآن بلسان قريش وهو كلامهم). [الدر المنثور: 8/178]

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}.
يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: نحن نقصّ عليك يا محمّد أحسن القصص بوحينا إليك هذا القرآن، فنخبرك فيه عن الأخبار الماضية، وأنباء الأمم السّالفة، والكتب الّتي أنزلناها في العصور الخالية. {وإن كنت من قبله لمن الغافلين} يقول تعالى ذكره: وإن كنت يا محمّد من قبل أن نوحيه إليك لمن الغافلين عن ذلك، لا تعلمه ولا شيئًا منه. كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} من الكتب الماضية، وأمور اللّه السّالفة في الأمم، {وإن كنت من قبله لمن الغافلين}.
وذكر أنّ هذه الآية نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ لمسألة أصحابه إيّاه أن يقصّ عليهم.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، قال: حدّثنا حكّام الرّازيّ، عن أيّوب، عن عمرو الملائيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا قال: فنزلت: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أيّوب بن سيّارٍ أبي عبد الرّحمن، عن عمرو بن قيسٍ، قال: قالوا: يا نبيّ اللّه، فذكر مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن المسعوديّ، عن عون بن عبد اللّه، قال: ملّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ملّةً، فقالوا: يا رسول اللّه حدّثنا فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {اللّه نزّل أحسن الحديث} ثمّ ملّوا ملّةً أخرى فقالوا: يا رسول اللّه حدّثنا فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص. فأنزل اللّه: {الر تلك آيات الكتاب المبين إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} فأرادوا الحديث فدلّهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلّهم على أحسن القصص.
- حدّثنا محمّد بن سعيدٍ العطّار، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: أخبرنا خلاّدٌ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ، قال: أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن، قال: فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا فأنزل اللّه: {الر تلك آيات الكتاب المبين}.. إلى قوله: {لعلّكم تعقلون}.. الآية. قال: ثمّ تلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه لو حدّثتنا فأنزل اللّه تعالى. {اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا}.
قال خلاّدٌ: وزاد فيه رجلاً آخر، قالوا: يا رسول اللّه، لو قال أبو يحيى: ذهبت من كتابي كلمةٌ، فأنزل اللّه: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه}). [جامع البيان: 13/7-9]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين (3)
قوله تعالى: نحن نقصّ عليك أحسن القصص
- حدّثنا أبو يحيى: محمّد بن سعيد بن غالبٍ العطّار، ثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا خلادٌ وهو ابن مسلمٍ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ قال: نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن، فتلاه عليهم زمانًا فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا، فأنزل اللّه: الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله: نحن نقصّ عليك أحسن القصص فتلاه عليهم زمانًا.
- حدّثنا أبي، ثنا إسماعيل بن الخليل، ثنا عليّ بن مسهرٍ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيسٍ، عن خالد بن عرفطة قال: كنت عند عمر ابن الخطّاب إذ أتى برجلٍ من عبد القيس، مسكنه بالسّوس، فقال له عمر: أنت فلانٌ ابن فلانٍ العبديّ؟ قال: نعم، قال: وأنت النّازل بالسّوس، فضربه بقناةٍ معه فقال العبديّ: مالي؟ فقرأ عليه: الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله: وإن كنت من قبله لمن الغافلين فقرأها عليه ثلاث مرّاتٍ فضربه ثلاث مرّاتٍ، ثمّ قال له عمر: أنت الّذي انتسخت كتاب دانيال؟ قال: نعم. قال: اذهب فامحه بالحميم والصّوف الأبيض، ولا تقرأه ولا تقرئه أحدًا من النّاس.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن أبي عمر العدنيّ، ثنا سفيان، عن المسعوديّ، عن القاسم قال: ملّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ملّةً فقالوا: حدّثنا يا رسول اللّه، فأنزل اللّه: نحن نقصّ عليك أحسن القصص ثمّ ملّوا ملّةً.
فقالوا: يا رسول اللّه: حدّثنا فنزلت: اللّه نزّل أحسن الحديث ثمّ ملّوا ملّةً، فقالوا: حدّثنا يا رسول اللّه فأنزل اللّه: ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: نحن نقصّ عليك أحسن القصص قال: في الكتب الماضية وأمور اللّه السّالفة في الأمم بما أوحينا إليك هذا القرآن.
قوله تعالى: وإن كنت من قبله لمن الغافلين
- وبه، عن قتادة: وإن كنت من قبله لمن الغافلين أي: من قبل هذا القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 7/2099-2100]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، أنبأ عمرو بن محمّدٍ القرشيّ، ثنا خلّاد بن مسلمٍ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} [يوسف: 3] الآية. قال: " نزل القرآن على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فتلا عليهم زمانًا فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا. فأنزل اللّه عزّ وجلّ {الر تلك آيات الكتاب المبين} [يوسف: 1] تلا إلى قوله {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} [يوسف: 3] الآية. فتلا عليهم زمانًا فقالوا: يا رسول اللّه، لو حدّثتنا. فأنزل اللّه عزّ وجلّ {اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا} [الزمر: 23] الآية كلّ ذلك يؤمر بالقرآن «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/376]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا عبد اللّه بن محمّدٍ الأزديّ حدّثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عمرو بن محمّد القرشي حدّثنا خلادٌ الصّفّار عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ عن عمرو بن مرّة عن مصعب بن سعدٍ عن أبيه قال أنزل القرآن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتلا عليهم زمانًا فقالوا يا رسول اللّه لو قصصت علينا فأنزل الله تبارك وتعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} فتلا عليهم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم زمانا فقالوا يا رسول اللّه لو حدّثتنا فأنزل اللّه {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً} الآية كلّ ذلك يؤمرون بالقرآن قال خلادٌ وزاد فيه حسن قالوا يا رسول اللّه ذكّرنا فأنزل اللّه {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/432]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا عمرو بن محمد، ثنا خلّادٌ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ عن سعدٍ- رضي اللّه عنه- "في قوله- عزّ وجلّ: (نحن نقصّ عليك أحسن القصص ... ) الآية. قال: أنزل اللّه القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا. فأنزل اللّه- تعالى-: الر. تلك آيات الكتاب المبين) إلى قوله (نحن نقص عليك أحسن القصص ... ) الآية. فتلاها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم زماناً. فقالوا: يا رسول الله، لوحدثتنا، فأنزل اللّه: (اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهاً ... ) الآية، كلّ ذلك يؤمرون بالقرآن، قال خلّادٌ: وزاد فيه آخر قال: قالوا: يا رسول اللّه، لو ذكّرتنا، فأنزل اللّه- تعالى: (ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ...) الآية". هذا حديثٌ حسنٌ.
- رواه ابن مردويه في تفسيره: عن أحمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه به.
والبزار
- ورواه أبو يعلى الموصليّ: ثنا الحسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا أبي، ثنا خلّاد بن مسلمٍ ... فذكره.
وسيأتي لفظه في كتاب المواعظ في باب قصص القرآن ومواعظه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/222-223]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا عمرو بن محمّدٍ، ثنا خلّادٌ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ في قول اللّه عزّ وجلّ: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} الآية. قال: أنزل اللّه (تعالى) القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا يا رسول اللّه: لو قصصت علينا فأنزل اللّه (تبارك و) تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين (1) } إلى قوله: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} الآية، فتلاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو حدّثتنا، فأنزل اللّه عز وجل: {نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا} الآية، كلّ ذلك يؤمرون بالقرآن.
قال خلّادٌ: وزاد فيه آخر قال: قالوا يا رسول اللّه لو ذكّرتنا.
فأنزل اللّه عز وجل: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه} الآية.
هذا حديثٌ (حسنٌ).
- رواه ابن مردويه في تفسيره: عن أحمد بن الحسن عن عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه.
- وقال أبو يعلى والبزّار جميعًا: حدثنا الحسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا أبي به.
- ورواه البزّار: أيضًا عن الحسين بن الأسود، وإسماعيل بن حفصٍ عن عمرو بن محمّدٍ، وقال: لا نعلمه عن سعدٍ إلّا بهذا الإسناد). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/738-739]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 3.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت {نحن نقص عليك أحسن القصص} ). [الدر المنثور: 8/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن راهويه والبزار وأبو يعلى، وابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: أنزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم القرآن فتلا عليهم زمانا فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله {الر تلك آيات الكتاب المبين} هذه السورة ثم تلا عليهم زمانا فأنزل الله (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) (الحديد الآية 16) ). [الدر المنثور: 8/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق عون بن عبد الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت {نحن نقص عليك أحسن القصص}). [الدر المنثور: 8/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى (الله نزل أحسن الحديث) (الزمر آية 23) ثم ملوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن - يعنون القصص - فأنزل الله {الر تلك آيات الكتاب المبين} هذه السورة فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص). [الدر المنثور: 8/179-180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم ونصر المقدسي في الحجة والضياء في المختارة عن خالد بن عرفطة قال: كنت جالسا عند عمر إذ أتاه رجل من عبد القيس فقال له عمر: أنت فلان العبدي قال نعم، فضربه بقناة معه فقال الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين قال اجلس فجلس فقرأ عليه بسم الله الرحمن الرحيم {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله {لمن الغافلين} فقرأها عليه ثلاثا وضربه ثلاثا فقال له الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين فقال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال، قال: مرني بأمرك أتبعه قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحدا من الناس فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة ثم قال: اجلس، فجلس بين يديه، فقال: انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا في يدك يا عمر فقلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا فغضب رسول الله حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة، فقالت الأنصار: أغضب نبيكم السلاح، فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون قال عمر رضي الله عنه: فقمت فقلت: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 8/180-181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف، وابن الضريس عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال: كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذلك الضرب فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يدفع إليه فلما قدم على عمر رضي الله عنه علاه بالدرة ثم جعل يقرأ عليه {الر تلك آيات الكتاب المبين} حتى بلغ {الغافلين} قال: فعرفت ما يريد فقلت يا أمير المؤمنين دعني، فوالله لا أدع عندي شيئا من تلك الكتب إلا حرقته، قال فتركه). [الدر المنثور: 8/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {نحن نقص عليك أحسن القصص} قال: من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الأمم {وإن كنت من قبله} أي من قبل هذا القرآن {لمن الغافلين} ). [الدر المنثور: 8/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {نحن نقص عليك أحسن القصص} قال القرآن). [الدر المنثور: 8/181]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر قال الكواكب أخوته والشمس والقمر أبواه قال معمر وقال بعض أهل العلم أبوه وخالته). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن أبي سنان عن عبد الله بن شداد بن الهادي قال كان بين رؤيا يوسف وتعبيرها أربعون سنة وذلك أقصى منتهى الرؤيا). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان عن سلمان قال كان بين رؤيا يوسف وتعبيره أربعون سنة). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن رجلٍ عن مجاهدٍ {إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} قال: أبوه وإخوته وخالته [الآية: 4].
قال سفيان [الثوري] وكان غيره يقول: أبوه وإخوته وخالته). [تفسير الثوري: 137]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية : قوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} ]
- حدّثنا سعيد بن منصورٍ، قال: نا الحكم بن ظهير، عن السّدّي، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ القرشيّ، عن جابر بن عبد اللّه، قال: أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجلٌ يقال له: بستاني اليهوديّ، فقال: يا محمّد، أخبرني عن النّجوم الّتي رآها يوسف أنّها ساجدةٌ له، ما أسماؤها؟ قال: فلم يجبه نبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم بشيءٍ، فنزل إليه جبريل عليه السّلام فأخبره، فبعث نبيّ اللّه إلى اليهوديّ فجاءه، قال: ((أرأيت، تسلم إن أخبرتك؟)). قال: نعم، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((حرثان، والطّارق، والذّيّال، وذو الكنفات، وذو الفرع، ووثّابٌ، وعمودان، وقابسٌ، والصّروح، والمصبّح، والفليق، والضّياء، والنّور، رآها في أفق السّماء أنّها ساجدةٌ له، فلمّا قصّ يوسف (رؤياه) على يعقوب قال له: هذا أمرٌ متشتّت يجمعه اللّه من بعد)). قال اليهوديّ: هذه واللّه أسماؤها. قال الحكم : الضّياء هو الشّمس وهو أبوه، والنّور القمر وهو أمه). [سنن سعيد بن منصور: 5/377-378]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإن كنت يا محمّد لمن الغافلين عن نبإ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، إذ قال لأبيه يعقوب بن إسحاق: يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا؛ يقول: إنّي رأيت في منامي أحد عشر كوكبًا.
وقيل: إنّ رؤيا الأنبياء كانت وحيًا
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} قال: كانت رؤيا الأنبياء وحيًا.
- وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن سماكٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} قال: كانت الرّؤيا فيهم وحيًا.
وذكر أنّ الأحد العشر، الكواكب الّتي رآها في منامه ساجدةً مع الشّمس والقمر
- ما: حدّثني عليّ بن سعيدٍ الكنديّ، قال: حدّثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ، قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من يهود يقال له بستانة اليهوديّ، فقال له: يا محمّد أخبرني عن الكواكب الّتي رآها يوسف ساجدةً له، ما أسماؤها؟ قال: فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم يجبه بشيءٍ، ونزل عليه جبرئيل وأخبره بأسمائها. قال: فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إليه، فقال: هل أنت مؤمنٌ إن أخبرتك بأسمائها؟ قال: نعم، فقال: جرثان والطّارق، والذّيّال، وذو الكنفان، وقابسٌ، ووثّاب وعمودان، والفليق، والمصبح، والصروح، وذو الفرع، والضّياء، والنّور. فقال اليهوديّ: واللّه إنّها لأسماؤها
وقوله: {والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} يقول: والشّمس والقمر رأيتهم في منامي سجودًا.
وقال {ساجدين} والكواكب والشّمس والقمر إنّما يخبر عنها بفاعلةٍ وفاعلات، لا بالواو والنّون، إنّما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم أو الجنّ أو الملائكة. وإنّما قيل ذلك كذلك، لأنّ السّجود من أفعال من يجمع أسماء ذكورهم بالياء والنّون، أو الواو والنّون، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك، كما قيل: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم}.
وقال: رأيتهم وقد قيل: إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا، فكرّر الفعل، وذلك على لغة من قال: كلّمت أخاك كلمته، توكيدًا للفعل بالتكرير. وقد قيل: إنّ الكواكب الأحد عشر كانت إخوته، والشّمس والقمر أبويه
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} إخوته أحد عشر كوكبًا، والشّمس والقمر، يعني بذلك: أبويه
- حدّثني الحارث، قال: ثني عبد العزيز، قال: حدّثنا شريكٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر}.. الآية، قال: رأى أبويه وإخوته سجودًا له. فإذا قيل له عمّن قال إن كان حقًّا، فإنّ ابن عبّاسٍ فسّره
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} قال: الكواكب: إخوته، والشّمس والقمر: أبواه
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} إخوته {والشّمس} أمّه {والقمر} أبوه
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: قال سفيان: كان أبويه وإخوته
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، قوله: {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} هم إخوة يوسف {والشّمس والقمر} هما أبواه
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا} ... الآية، قال: أبواه وإخوته. قال: فبغاه إخوته وكانوا أنبياء، فقالوا: ما رضي أن يسجد له إخوته حتّى سجد له أبواه حين بلغهم.
وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: الكواكب إخوته، والشّمس والقمر: أبوه وخالته، من وجهٍ غير محمودٍ، فكرهت ذكره). [جامع البيان: 13/9-13]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (4)
قوله تعالى: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا سفيان، عن سماكٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا قال: كانت رؤيا الأنبياء وحيًا.
قوله تعالى: أحد عشر كوكبًا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، أنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة: قوله: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا أي: إخوته، وروي عن السّدّيّ، مثل ذلك.
- حدّثنا أبو يزيد القراطيسيّ، فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال: أبواه وإخوته فبغاه إخوته، وكانوا أنبياء ، فقالوا: ما رضي أن يسجد له إخوته، حتّى سجد له أبواه، حين بلغهم.
قوله تعالى: والشّمس والقمر
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: والشّمس والقمر قال: والشّمس: يعقوب، والقمر، أمّ يوسف، راحيل رأيتهم لي ساجدين وروي، عن السّدّيّ مثل ذلك.
- قال الحسن بن عرفة، ثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابر بن عبد اللّه قال: أتي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، رجلٌ من اليهود، يقال له: بستانيّ، فقال: يا محمّد أخبرني، عن الكواكب الّتي رآها يوسف أنّها ساجدةٌ له ما أسماؤها؟ فلم يجبه نبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم بشيءٍ، ونزل جبريل عليه السّلام فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بأسمائها، قال: فبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى بستانيّ، فلمّا جاء، قال له: هل أنت مؤمنٌ إن أخبرتك بأسمائها؟ قال: نعم. قال: جربان وطارق والذّيّال وذو الكتفين وقابس ودثّابٌ وعمودان والفليق والمصبّح والضّروح وذو الفرع والضّياء والنّور رآها ساجدةً له في أفق السّماء، فلمّا قصّها يوسف على يعقوب. قال يعقوب: هذا أمرٌ مشتّتٌ يجمعه اللّه من بعد. قال: يقول بستانيّ: أي واللّه هذه لأسماؤها). [تفسير القرآن العظيم: 7/2101-2102]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، ثنا أبو عامرٍ العقديّ، ثنا موسى بن عليّ بن رباحٍ، عن أبيه، قال: استأذن رجلٌ على عمر رضي اللّه عنه، فقال: استأذنوا لابن الأخيار، فقال عمر رضي اللّه عنه: إيذنوا له. فلمّا دخل قال له عمر: من أنت؟ قال: أنا فلان، ابن فلان، ابن فلانٍ، قال: فجعل يعدّ رجالًا من أشراف الجاهليّة فقال له عمر: " أنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم؟ قال: لا. قال: ذاك ابن الأخيار، وأنت ابن الأشرار، إنّما تعدّ عليّ رجال أهل النّار «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه». «وعليّ بن رباحٍ تابعيٌّ كبيرٌ»). [المستدرك: 2/378]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن جابرٍ - يعني ابن عبد اللّه - قال: «جاء بشنان اليهوديّ إلى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال: يا محمّد، أخبرني عن أسماء النّجوم الّتي رآها يوسف تسجد له؟ قال: " الخرتان وطارقٌ والذّيّال وقابسٌ والمصحّ والصّروح وذو الكنفين وذو الفرغ والفيلق ووثّابٌ والعمودان رآها يوسف تسجد له، فقصّها على أبيه، فقال: هذا أمرٌ متفرّقٌ، ولعلّ اللّه يجمعه بعد» ".
رواه البزّار، وفيه الحكم بن ظهيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/39]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا عليّ بن سعيدٍ المسروقيّ، والحسن بن عرفة، قالا: ثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن ابن سابطٍ - وهو عبد الرّحمن - عن جابرٍ قال: جاء بسنان اليهوديّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد! أخبرني عن أسماء النّجوم الّتي رآها يوسف تسجد له، قال: " الحرثان، وطارقٌ، والذّيّال، وقابسٌ، والنّطح، والصّروح، وذو الكنفين، وذو الفرغ، والفليق، ووثّابٌ، والعمودان، رآها يوسف تسجد له، فقصّها على أبيه فقال: هذا أمرٌ متفرّقٌ ولعلّ اللّه يجمعه بعد ".
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، إلا بهذا الإسناد، والحكم فليس بالقويّ، وقد روى عنه جماعةٌ). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/53]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا زكريّا وأحمد بن إبراهيم الموصليّ ومحمّد بن حاتمٍ المؤدّب والمعلّى بن مهديٍّ- ونسخته من كتاب زكريّا لفظه-: ثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ- رضي اللّه عنه- قال: "أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من اليهود- يقال له: بستانيٌّ اليهوديّ- فقال: يا محمّد، أخبرني عن النّجوم الّتي رآها يوسف- عليه السّلام- ساجدةً له في أفق السّماء ما أسماؤها؟ فلم يجبه نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومئذٍ بشيءٍ فأتاه جبريل- عليه السّلام- فأخبره، فبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى بستاني اليهودي فقال له) : أتسلم أنت إن نبّأتك بأسمائها؟ ثمّ قال: هي خرتان والذّيّال والطّارق والكتفان وقابس ووثّاب وعمودان والفليق والمصبح والضروع وذا الفرع قال: يقول بستانيٌّ: واللّه إنّها أسماؤها. قال: وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لمّا رآها يوسف - عليه السّلام- قصّها على أبيه يعقوب، فقال له أبوه: هذا أمرٌ متشتّتٌ. فجمعه اللّه من بعد. قال: والشّمس أبوه، والقمر أمّه".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ منقطعٌ، عبد الرّحمن بن سابطٍ لم يسمع من جابرٍ. والحكم بن ظهير ضعيف، ضعفه يحيى بن معينٍ وأبو حاتمٍ وأبو زرعة والبخاريّ وأبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ وأبو أحمد الحاكم وابن عدي والسعدي. وقال ابن حبان: كان يروي عن الثّقات الموضوعات، وكان يشتم الصّحابة.
- ورواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في كتابه المستدرك: فقال: ثنا محمد بن إسحاق الصّفّار، ثنا أحمد بن محمّد بن نصرٍ، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة، ثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ به ... فذكره.
وقال فيه: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه. وليس كما زعم.
وروى الحاكم من حديث سلمان موقوفًا قال: "كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون عامًا"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/223-224]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا زكريّا بن يحيى، وأحمد بن إبراهيم الموصليّ، ومحمّد بن حاتمٍ المؤدّب، والمعلّى بن مهديٍّ، ونسخته من كتاب زكريّا وهو لفظه، قالوا: أنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ رضي الله عنه قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من اليهود، يقال له (نسابي) (اليهوديّ)، فقال: يا محمّد أخبرني عن النّجوم الّتي رآها يوسف ساجدةً له في أفق السّماء، ما اسمها؟ فلم يجبه نبي الله صلّى اللّه عليه وسلّم يومئذٍ بشيءٍ، فأتاه جبريل (عليه السّلام)، فأخبره فبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى (نسابي) اليهوديّ، فقال له: أتسلم إن أنبأتك بأسمائها؟ ثمّ قال صلّى اللّه عليه وسلّم هي: (خربان)، والذّيّال، والطّارق، واللسان، وقايس، ووثّاب، وعمودان، والفيلق، والمصبّح، والصّروح، وذو الفرع، قال: يقول: (نسابي) واللّه إنّها أسماؤها، قال وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لمّا رآها يوسف (عليه الصلاة والسلام) قصّها على أبيه، فقال له أبوه هذا أمرٌ مشتّتٌ يجمعه اللّه من بعد، قال: والشّمس أبوه والقمر أمّه.
أخرجه الحاكم من طريقٍ أخرى، عن السّدّيّ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/741]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 4.
أخرج أحمد والبخاري عن ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام). [الدر المنثور: 8/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إني رأيت أحد عشر كوكبا} قال رؤيا الأنبياء وحي). [الدر المنثور: 8/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبزار وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والعقيلي، وابن حبان في الضعفاء وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في دلائل النبوة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء بستاني يهودي إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام ساجدة له ما أسماؤها فسكت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يجبه بشيء، فنزل جبريل عليه السلام فأخبره بأسمائها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البستاني اليهودي فقال: هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها قال: نعم، قال: حرثان والطارق والذيال وذو الكفتان وقابس ودثان وهودان والفيلق والمصبح والضروح والفريخ والضياء والنور رآها في أفق السماء ساجدة له فلما قص يوسف على يعقوب قال: هذا أمر مشتت يجمعه الله من بعد فقال اليهودي: أي والله إنها لأسماؤها). [الدر المنثور: 8/182-183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أحد عشر كوكبا} قال: إخوته، والشمس: قال أمه والقمر: قال أبوه ولأمه راحيل ثلث الحسن). [الدر المنثور: 8/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أحد عشر كوكبا والشمس والقمر} قال: الكواكب أخوته والشمس والقمر أبواه). [الدر المنثور: 8/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنهفي قوله {إني رأيت أحد عشر كوكبا} الآية، قال: رأى أباه وإخوته سجودا له). [الدر المنثور: 8/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال: قال إخوته - وكانوا أنبياء - ما رضي أن يسجد له إخوته حتى سجد له أبواه حين بلغهم). [الدر المنثور: 8/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن منبه عن أبيه قال: كانت رؤيا يوسف عليه السلام ليلة القدر). [الدر المنثور: 8/184]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي قال لا تقصص رؤياك على امرأتك ولا تخبر بها حتى تطلع الشمس وقال صلى النبي الصبح ثم انفتل إليهم فقال من رأى منكم رؤيا صالحة فليحدثنا بها). [تفسير عبد الرزاق: 1/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ}.
يقول جلّ ذكره {قال} يعقوب لابنه يوسف: {يا بنيّ لا تقصص رؤياك} هذه {على إخوتك} فيحسدوك {فيكيدوا لك كيدًا} يقول: فيبغوك الغوائل، ويناصبوك العداوة، ويطيعوا فيك الشّيطان. {إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ} يقول: إنّ الشّيطان لآدم وبنيه عدوٌّ، وقد أبان لهم عداوته وأظهرها. يقول: فاحذر الشّيطان أن يغري إخوتك بك بالحسد منهم لك إن أنت قصصت عليهم رؤياك. وإنّما قال يعقوب ذلك له، لأنّه قد كان تبيّن له من إخوته قبل ذلك حسده. كما؛
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: نزل يعقوب الشّام، فكان همّه يوسف وأخاه، فحسده إخوته لمّا رأوا حبّ أبيه له، ورأى يوسف في المنام كأنّ أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رآهم له ساجدين، فحدّث بها أباه فقال: {يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا...} الآية.
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول اللاّم في قوله: {فيكيدوا لك كيدًا}.
فقال بعض نحويّي البصرة: معناه: فيتّخذوا لك كيدًا، وليست مثل: {إن كنتم للرّؤيا تعبرون} تلك أراد أن يوصل الفعل إليها باللاّم كما يوصل بالباء، كما تقول: قدّمت له طعامًا، تريد قدّمت إليه. وقال: {يأكلن ما قدّمتم لهنّ}، ومثله قوله: {قل اللّه يهدي للحقّ} قال: وإن شئت كان: فيكيدوا لك كيدًا، في معنى: فيكيدوك، وتجعل اللاّم مثل: {لربّهم يرهبون} وقد قال لربّهم يرهبون إنّما هو بمكان: ربّهم يرهبون.
وقال بعضهم: أدخلت اللاّم في ذلك، كما تدخل في قولهم: حمدت لك وشكرت لك، وحمدتك وشكرتك، وقال: هذه لامٌ جليها الفعل، فكذلك قوله: {فيكيدوا لك كيدًا} تقول: فيكيدوك، ويكيدوا لك فيقصدوك، ويقصدوا لك، قال: وكيدًا: توكيدٌ). [جامع البيان: 13/13-15]

قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ (5)
قوله تعالى: قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليّ بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: فكان الغلامان يوسف وبنيامين في حجر يعقوب، أحبّهما وعطف عليهما ليتمهما من أمّهما، وكان أحبّ الخلق إليه يوسف، فلمّا قدموا نحو الشّام قال يعقوب لرعاته وغلمانه: إن أتاكم أحدٌ يسألكم: من أنتم فقولوا: نحن ليعقوب عبد عيصا فلقيهم عيصا فقال: من أنتم؟ فقالوا نحن ليعقوب عبد عيصا، قال: فكفّ، عن يعقوب، فذلك حين قال: وإذ غلبتني على الدّعوة فلا تغلبني على القبر، فنزل يعقوب الشّام فكان ليس له همٌّ إلا يوسف وأخوه فحسده إخوته ممّا رأوا، من حبّ أبيه له ورأى يوسف في النّوم رؤيا أنّ: أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين فحدّث أباه بها فقال له يعقوب يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا فبلغ إخوة يوسف الرّؤيا فحسدوه.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق: يقول اللّه عزّ وجلّ في كتابه، لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يذكر له خبر يوسف وإخوته: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبا الآية، فعرف يعقوب تأويلها، وخشي عليه بغي إخوته فيما عرف من التّأويل أنّ الشّمس والقمر والأحد عشر كوكبًا أبوه وأمّه وإخوته، فقال: يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: إنّ الشّيطان للإنسان عدوٌّ مبينٌ قال: عادوه، فإنّه يحقّ على كلّ مسلمٍ عداوته، وعداوته، أن تعاديه بطاعة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 7/2102-2103]

تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) )

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق}
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ، حدّثنا عبد الصّمد، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينارٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم»). [صحيح البخاري: 6/76]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب الآية)
ذكر فيه حديث بن عمر الكريم بن الكريم الحديث وأخرج الحاكم مثله من حديث أبي هريرة وهو دالٌّ على فضيلةٍ خاصّةٍ وقعت ليوسف عليه السّلام لم يشركه فيها أحدٌ ومعنى قوله أكرم النّاس أي من جهة النّسب ولا يلزم من ذلك أن يكون أفضل من غيره مطلقًا وقوله في أوّل الإسناد حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ هو الجعفيّ شيخه المشهور ووقع في أطراف خلفٍ هنا وقال عبد اللّه بن محمّدٍ والأول أولى). [فتح الباري: 8/361]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} (يوسف: 6)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ويتم نعمته عليك} الآية. وليس في بعض النّسخ لفظ: باب قوله: (ويتم نعمته) أي: ويتم الله نعمته عليك، والخطاب ليوسف، عليه السّلام، وإتمام النّعمة بالنّبوّة، وقيل: بإعلاء الكلمة، وقيل: بأن أحوج إليك إخوتك قوله: (وعلى آل يعقوب) هم ولده، وقيل: هو وامرأته وأولاده الأحد عشر، وإتمام النّعمة: الجمع بين نعمة الدّنيا وهي الملك ونعمة الآخرة. قوله: (كما أتمها) أي: النّعمة فنعمته على إبراهيم أن أنجاه من النّار، وعلى إسحاق أن أنجاه من الذّبح.
- حدّثني عبد الله بن محمّدٍ حدّثنا عبد الصّمّد عن عبد الرّحمان بن عبد الله بن دينارٍ عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
مطابقته للتّرجمة من حيث أن المذكور فيهما هؤلاء الأنبياء الأربعة عليهم السّلام. قوله: (حدثني) ، ويروى: حدثنا بنون الجمع، ووقع في أطراف خلف. قال عبد الله بن محمّد. وبالتحديث أكثر، وعبد الله بن محمّد هو الجعفيّ البخاريّ المعروف بالمسندي، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، والحدث مضى في كتاب الأنبياء في باب قوله الله عز وجل: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} (يوسف: 7) ). [عمدة القاري: 18/303-304]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} [يوسف: 6]
(باب قوله) جل وعلا خطابًا ليوسف عليه الصلاة والسلام ({ويتم نعمته عليك}) بالنبوّة أو بسعادة الدارين ({وعلى آل يعقوب}) سائر بنيه بالنبوّة وكرر على ليمكن العطف على الضمير المجرور ({كما أتمها على أبويك}) جدك وجد أبيك بالرسالة ({من قبل}) أي من قبلك ({إبراهيم وإسحاق}) [يوسف: 6] بدل من أبويك أو عطف بيان وقيل إتمام النعمة على إبراهيم بالخلة وعلى إسحاق لإخراج يعقوب والأسباط من صلبه وسقط لأبي ذر إبراهيم إسحاق وقال بعد قوله من قبل الآية.
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ، حدّثنا عبد الصّمد، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينارٍ، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمر -رضي الله عنهما- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم».
وبه قال: (قال: حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر حدّثني (عبد الله بن محمد) المسندي وفي الفرع كأصله، وقال حدّثنا عبد الله بن محمد بواو العطف قبل قال وعند خلف في الأطراف كما نبه
عليه في الفتح، وقال عبد الله قال الحافظ ابن حجر: والأوّل أولى أي لأن الثاني يقتضي المذاكرة لا التحديث قال: (حدّثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث التنوري (عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه) عبد الله (عن عبد الله بن عمر) بن الخطاب (-رضي الله عنهما- عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) أنه (قال): (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف) رفع خبر المبتدأ وهو قوله الكريم (ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم). وقد جمع يوسف عليه الصلاة والسلام مكارم الأخلاق مع شرف النبوّة وكونه ابنًا لثلاثة أنبياء، وقد وقع قوله الكريم ابن الكريم الخ موزونًا مقفى وهو لا ينافي قوله تعالى: {وما علمناه الشعر} [يس: 69] إذ لم يقع هذا منه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قصدًا وسقط باب قوله لغير أبي ذر وسقط له إبراهيم إسحاق وقال بعد قوله من قبل الآية.
وسبق الحديث عند المؤلّف في باب الأنبياء). [إرشاد الساري: 7/176-177]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل يعقوب لابنه يوسف لمّا قصّ عليه رؤياه: {وكذلك يجتبيك ربّك} وهكذا يجتبيك ربّك. يقول: كما أراك ربّك الكواكب والشّمس والقمر لك سجودًا، فكذلك يصطفيك ربّك. كما؛
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو العنقزيّ، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن عكرمة، {وكذلك يجتبيك ربّك} قال: يصطفيك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث} فاجتباه واصطفاه وعلّمه من عبر الأحاديث، وهو تأويل الأحاديث
وقوله: {ويعلّمك من تأويل الأحاديث} يقول: ويعلّمك ربّك من علم ما يؤوّل إليه أحاديث النّاس عمّا يرونه في منامهم، وذلك تعبير الرّؤيا
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {ويعلّمك من تأويل الأحاديث} قال: عبارة الرّؤيا
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويعلّمك من تأويل الأحاديث} قال: تأويل الكلام: العلم والحلم، وكان يوسف أعبر النّاس. وقرأ: {ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكمًا وعلمًا}
وقوله: {ويتمّ نعمته عليك} باجتبائه إيّاك واختياره وتعليمه إيّاك تأويل الأحاديث. {وعلى آل يعقوب} يقول: وعلى أهل دين يعقوب وملّته من ذرّيّته وغيرهم. {كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} باتّخاذه هذا خليلاً، وتنجيته من النّار، وفدية هذا بذبحٍ عظيمٍ. كالّذي؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن عكرمة، في قوله: {ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} قال: فنعمته على إبراهيم أن نجّاه من النّار، وعلى إسحاق أن نجّاه من الذّبح
وقوله: {إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ} يقول: {إنّ ربّك عليمٌ} بمواضع الفضل، ومن هو أهلٌ للاجتباء والنّعمة، {حكيمٌ} في تدبيره خلقه). [جامع البيان: 13/15-16]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ (6)
قوله تعالى: وكذلك
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قوله: وكذلك يعني: هكذا.
قوله تعالى: يجتبيك ربّك
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وكذلك يجتبيك ربّك قال: يصطفيك بتأويل الأحاديث. قال أبو محمّدٍ: ليس عند أبي الجماهر.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، عن شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة: اجتباه: اصطفاه.
قوله تعالى: ويعلّمك من تأويل الأحاديث
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: من تأويل الأحاديث قال: عبارة الرّؤيا.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيبٌ، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: ويعلّمك من تأويل الأحاديث ففعل وعلّمه من عبر الأحاديث، وهي: تأويل الأحاديث.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ، فيما كتب إليّ، أنا أصبغ بن الفرج قال:
سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله تعالى: ويعلّمك من تأويل الأحاديث قال: تأويل الكلام: العلم والحكم، وكان يوسف أعبر النّاس، وقرأ: ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكما وعلما.
قوله تعالى: ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ، ثنا أبو داود، ثنا حمّادٌ، عن داود بن أبي هند عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: ويتمّ نعمته عليك قال: من تمام النّعمة، دخول الجنّة أنّ اللّه لم يتمّ على أحدٍ نعمه فيدخله النّار.
قوله تعالى: كمآ أتمهّا على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنّ ربّك عليمٌ حكيمٌ
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق، قوله: عليمٌ أي: عليمٌ بما تخفون.
- حدّثنا عصام بن رواد، ثنا آدم أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: حكيمٌ قال: حكيمٌ في أمره.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا أبو غسّان، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق، قوله: حكيمٌ، في عذره وحجّته إلى عباده). [تفسير القرآن العظيم: 7/2103-2104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 5 - 6.
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما {وكذلك يجتبيك ربك} قال يصطفيك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله). [الدر المنثور: 8/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ويعلمك من تأويل الأحاديث} قال: عبارة الرؤيا). [الدر المنثور: 8/184-185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {ويعلمك من تأويل الأحاديث} قال: تأويل العلم والحلم، قال: وكان يومئذ أعبر الناس). [الدر المنثور: 8/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} قال: فنعمته على إبراهيم نجاه من النار وعلى إسحاق أن نجاه من الذبح). [الدر المنثور: 8/185]


رد مع اقتباس