عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 05:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 69 إلى 76]

{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سلاماً قال سلم...}
قرأها يحيى ابن وثّاب وإبراهيم النخعي. وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بها. وهو في المعنى سلام كما قالوا حلّ وحلال، وحرم وحرام لأن التفسير جاء: سلّموا عليه فردّ عليهم. فترى أن معنى سلم وسلام واحد والله أعلم. وأنشدني بعض العرب:

مررنا فقلنا إيه سلم فسلّمت=كما اكتلّ بالبرق الغمام اللوائح
فهذا دليل على أنهم سلّموا فردّت عليهم. وقرأه العامّة {قالوا سلاماً قال سلامٌ} نصب الأول ورفع الثاني. ولو كانا جميعاً رفعاً ونصباً كان صواباً.
فمن رفع أضمر (عليكم) وإن لم يظهرها كما قال الشاعر:
فقلنا السلام فاتّقت من أميرها=فما كان إلاّ ومؤها بالحواجب
والعرب تقول: التقينا فقلنا: سلامٌ سلام. وحجّة أخرى في رفعه الآخر أن القوم سلّموا، فقال حين أنكرهم: هو سلام إن شاء الله فمن أنتم لإنكاره إيّاهم. وهو وجه حسن.
ويقال في هذا المعنى: نحن سلم لأن التسليم لا يكون من قومٍ عدوًّ. وقوله: {فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذٍ} أن في موضع نصب توقع (لبث) عليها، كأنّك قلت: فما أبطأ عن مجيئه بعجل: فلمّا ألقيت الصفة وقع الفعل عليها. وقد تكون رفعاً تجعل لبث فعلا لأن كأنك قلت فما أبطأ مجيئه بعجلٍ حنيذ: والحنيذ: ما حفرت له في الأرض ثم غممته. وهو من فعل أهل البادية معروف. وهو محنوذ في الأصل فقيل: حنيذ، كما قيل: طبيخ للمطبوخ، وقتيل للمقتول). [معاني القرآن: 2/21-20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا سلاماً قال سلامٌ}، قالوا: لا يتمكن في النصب وله موضعان: موضع حكاية، وموضع آخر يعمل فيما بعده فينصب، فجاء قوله: قالوا سلاماً، منصوباً لأن قالوا: عمل فيه فنصب، وجاء قوله سلام مرفوعاً على الحكاية، ولم يعمل فيه فينصبه.
{أن جاء بعجلٍ حنيذٍ} في موضع محنوذ وهو المشوىّ، يقال: حنذت فرسي، أي سخنته وعرّقته، قال العجّاج:
ورهبا من حنذه أن يهرجا). [مجاز القرآن: 1/292-291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بعجل حنيئذ}: محنوذ وهو المشوي الذي لم يبلغ شيه وقال بعضهم هو الذي يشوي ثم يغم غما وما غمتته فقد حنذته، وكل شيء دفنته أو غممته أو خددت له تشويه فهو حنيذ ومحنوذ. والخيل تحنذ إذا ألقيت عليها الجلال بعضها على بعض. وبعضهم يقول الحنيذ الذي لم ينعم انضاجه).
[غريب القرآن وتفسيره: 175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بعجلٍ حنيذٍ} أي مشويّ. يقال: حنذت الجمل: إذا شويته في خدّ من الأرض بالرّضف، وهي الحجارة المحماة.
وفي الحديث: أن خالد بن الوليد أكل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فأتي بضب محنوذ). [تفسير غريب القرآن: 205]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ -: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ}
بالبشرى، بالولد.
{قالوا سلاما قال سلام}.
وقالوا سلام، يقرأ أن جميعا، فأما قوله (سلاما) فمنصوب على سلمنا سلاما، وأما سلام فمرفوع على معنى أمري سلام (ومن قرأ سلام) فمرفوع على أمري سلام.
أي لست مريدا غير السلامة والصفح
{فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} أي ما أقام حتى جاء بعجل حنيذ.
والحنيذ : المشويّ بالحجارة
وقيل: الحنيذ المشوي حتّى يقطر.
والعرب تقول: احنذ الفرس أي اجعل عليه الجلّ حتّى يقطر عرقا.
وقيل الحنيذ المشوي فقط.
وقيل: الحنيذ السّميط.
ويقال حنذته الشمس والنار إذا شوته). [معاني القرآن: 3/61-60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى}
أي بالبشرى بالولد
ثم قال جل وعز: {قالوا سلاما قال سلام}
ويقرأ قال سلم
قال الفراء سلم وسلام واحد كما يقال حل وحلال
ثم قال جل وعز: {فما لبث أن جاء بعجل حنيذ}
روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال هو النضيج وكذلك قال قتادة
وقال الضحاك هو الموقد عليه حتى ينضج
وقول أبو عبيدة حينذ بمعنى محنوذ أي مشوي يقال حنذت فرسي أي عرقته
والمعنى فما أبطأ إذ تضيفوه بأن جاءهم بعجل ثم حذف الباء من أن
وقيل الرسل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام بالبشرى البشارة بإسحاق
وقيل البشارة بهلاك قوم لوط). [معاني القرآن: 3/362-361]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بعجل حنيذ} اختلف الناس، فقالوا: الحنيذ: المشوي
الكبيس، وقالت طائفة: الحنيذ: يكون السمين مشويا كبيسا وغير كبيس). [ياقوتة الصراط: 266-265]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَنِيذٍ} أي مشوي نضيج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَنِيذٍ}: مدفون في النار). [العمدة في غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم...}
أي إلى الطعام. وذلك أنها كانت سنّة في زمانهم إذا ورد عليهم القوم فأتوا بالطعام فلم يمسّوه ظنّوا أنهم عدوٌّ أو لصوص. فهناك أوجس في نفسه خيفة فرأوا ذلك في وجهه،
فقالوا: لا تخف، فضحكت عند ذلك امرأته وكانت قائمة وهو قاعد (وكذلك هي في قراءة عبد الله: وامرأته قائمة وهو قاعد) مثبتة فضحكت فبشرت بعد الضحك.
وإنما ضحكت سروراً بالأمن فأتبعوها البشرى بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب. وقد يقول بعض المفسّرين: هذا مقدّم ومؤخّر. والمعنى فيه: فبشّرناها بإسحاق فضحكت بعد البشارة وهو ممّا قد يحتمله الكلام والله أعلم بصوابه). [معاني القرآن: 2/22-21]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {نكرهم} وأنكرهم سواء،
قال الأعشى:
فأنكرتني وما كان الذي نكرت= من الحوادث إلاّ الشّيب والصّلعا
قال أبو عبيدة: قال يونس: قال أبو عمرو: أنا الذي زدت هذا البيت في شعر الأعشى إلى آخره فذهب فأتوب إلى الله منه، وكذلك استنكرهم.
{وأوجس منهم خيفة} أي أحسّ وأضمر في نفسه خوفاً). [مجاز القرآن: 1/293]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفةً قالوا لا تخف إنّا أرسلنا إلى قوم لوطٍ}
وقال: {نكرهم} لأنك تقول "نكرت الرجل" و"أنكرته"). [معاني القرآن: 2/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {نكرهم}: استنكرهم.
{وأوجس}: أضمر خوفا). [غريب القرآن وتفسيره: 176]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلمّا رأى أيديهم لا تصل إليه} أي إلى العجل، يريد رآهم لا يأكلون.
{نكرهم} أنكرهم. يقال: نكرتك، وأنكرتك، واستنكرتك.
{وأوجس منهم خيفةً} أي أضمر في نفسه خوفا). [تفسير غريب القرآن: 205]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنّا أرسلنا إلى قوم لوط}
لم يأكلوا لأنهم ملائكة، ويقال إنهم كانت العلامة لديهم في الضيفان إذا قصدوا لخير الأكل.
يقال: نكرت الشيء وأنكرت، ويقل في اللغة أنكر ويقل منكور.
والكلام أنكر ومنكور.
و {أوجس منهم خيفة}.
معناه أضمر منهم خوفا
{قالوا لا تخف إنّا أرسلنا إلى قوم لوط}.
ألا تراه قال في موضع آخر:
{إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين * لنرسل عليهم حجارة من طين} ). [معاني القرآن: 3/61]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم}
يقال نكر وأنكر واستنكر بمعنى
قال قتادة كان الضيف إذا نزل ولم يأكل رأوا أنه لم يأت بخير وأنه قد أتى بشر
ثم قال جل وعز: {وأوجس منهم خيفة}
أي أضمر قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط أي أرسلنا بالعذاب وامرأته قائمة وهو قاعد). [معاني القرآن: 3/363-362]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَوْجَسَ} أضمر في نفسه خوفا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَوْجَسَ}: أضمر خوفاً). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم...}
أي إلى الطعام. وذلك أنها كانت سنّة في زمانهم إذا ورد عليهم القوم فأتوا بالطعام فلم يمسّوه ظنّوا أنهم عدوٌّ أو لصوص. فهناك أوجس في نفسه خيفة فرأوا ذلك في وجهه،
فقالوا: لا تخف، فضحكت عند ذلك امرأته وكانت قائمة وهو قاعد (وكذلك هي في قراءة عبد الله: وامرأته قائمة وهو قاعد) مثبتة فضحكت فبشرت بعد الضحك.
وإنما ضحكت سروراً بالأمن فأتبعوها البشرى بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب. وقد يقول بعض المفسّرين: هذا مقدّم ومؤخّر. والمعنى فيه: فبشّرناها بإسحاق فضحكت بعد البشارة وهو ممّا قد يحتمله الكلام والله أعلم بصوابه. وأما قوله (فضحكت): حاضت فلم نسمعه من ثقة وقوله (يعقوب) يرفع وينصب وكان حمزة ينوي به الخفض يريد: (ومن وراء إسحاق بيعقوب). ولا يجوز الخفض إلاّ بإظهار الباء. ويعقوب ها هنا ولد الولد والنصب في يعقوب بمنزلة قول الشاعر:

جئني بمثل بني بدر لقومهم=أو مثل أسرة منظور بن سيّار
أو عامر بن طفيل في مركّبه=أو حارثا يوم نادى القوم يا حار
وأنشدني بعض بني باهلة:
لو جيت بالخبز له ميسّرا=والبيض مطبوخاً معاً والسّكّرا
* لم يرضه ذلك حتى يسكرا *
فنصب على قولك: وجئت بالسكّر، فلمّا لم يظهر الفعل مع الواو نصب كما تأمر الرجل بالمرور على أخيه فتقول: أخاك أخاك تريد: امرر به). [معاني القرآن: 2/23-21] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وامرأته قائمةٌ فضحكت فبشّرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}
وقال: {فبشّرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} رفع على الابتداء وقد فتح على {ويعقوب من وراء إسحاق} ولكن لا ينصرف). [معاني القرآن: 2/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فضحكت} قال عكرمة: حاضت، من قولهم: ضحكت الأرنب: إذا حاضت.
وغيره من المفسرين يجعله الضحك بعينه. وكذلك هو في التوراة، وقرأت فيها: «أنها حين بشّرت بالغلام ضحكت في نفسها وقالت: من بعد ما بليت أعود شابة، وسيدي إبراهيم قد شاخ؟ فقال اللّه لإبراهيم عليه السلام: لم ضحكت سرا - وسرا اسمها في التوراة. يعني سارة - وقالت أحقّ أن ألد وقد كبرت؟ فجحدت سرّا وقالت: لم أضحك. من أجل أنها خشيت. فقال: بلى لقد ضحكت».
{ومن وراء إسحاق يعقوب} أي بعد إسحاق. قال أبو عبيدة: لوراء: ولد الولد.
{سيء بهم} فعل، من السوء). [تفسير غريب القرآن: 206-205]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ} أي: بشرناها بإسحاق فضحكت). [تأويل مشكل القرآن: 206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وامرأته قائمة فضحكت فبشّرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب }
يروى أنها ضحكت لأنها كانت قالت لإبراهيم: اضمم لوطا ابن أخيك إليك، فإني أعلم أنه سينزل بهؤلاء القوم عذاب، فضحكت سرورا لمّا أتى الأمر على ما توهّمت.
فأما من قال: ضحكت: حاضت فليس بشيء
{فبشّرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}.
يقرأ يعقوب ويعقوب - بالرفع والنصب وفي هذه البشارة بشارة بالولد وولد الولد، يقال هذا ابني من الوراء.
أي هذا ابن ابني.
فبشرناها بأنها تلد إسحاق وأنها تعيش حتى ترى ولده.
وروينا في التفسير أن عمرها كان تسعا وثمانين، وأن عمر إبراهيم كان تسعا وتسعين في وقت البشارة.
فأما من قرأ: (ومن وراء إسحاق يعقوب)، فيعقوب في موضع نصب محمول على موضع فبشرناها بإسحاق، محمول على المعنى، المعنى: وهبنا لها إسحاق ووهبنا لها يعقوب.
ومن قرأ يعقوب فرفعه على ضربين، أحدهما الابتداء مؤخّرا، معناه التّقديم، والمعنى ويعقوب محدث لها من وراء إسحاق.
ويجوز أن يكون مرفوعا بالفعل الذي يعمل في " من وراء " كأنّه قال وثبت لها من وراء إسحاق يعقوب.
ومن زعم أن يعقوب في موضع جر فخطأ زعمه، ذلك لأن الجارّ لا يفصل بينه وبين المجرور، ولا بينه وبين الواو العاطفة، لا يجوز مررت بزيد في الدار، والبيت عمرو ولا في البيت عمرو، حتى تقول وعمرو في البيت). [معاني القرآن: 3/63-61]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {فضحكت فبشرنا ها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}
فيه أقوال أحسنها أنه لما لم يأكلوا نكرهم وخافهم فلما قالوا لا تخف وخبروه أنهم رسل فرح بذلك فضحكت امرأته سرورا بفرحه
وروى الفراء أن بعض المفسرين قال المعنى فبشرناهم بإسحاق فضحكت
قال أبو جعفر وهذا القول لا يصح لأن التقديم والتأخير لا يكون في الفاء
وقيل فضحكت فحاضت
وهذا قول لا يعرف ولا يصح
وقيل إنها كانت قالت له أحسب أن هؤلاء القوم سينزل بهم عذاب فضم لوطا إليك فلما جاء الرسل بما قالته سرت به فضحكت وهذا إن صح إسناد فهو حسن
وقال قتادة ضحكت من غفلة القوم وقد أتاهم العذاب
وقوله جل وعز: {ومن وراء إسحاق يعقوب}
قال الشعبي الوراء ولد الولد
وقال بعض أهل النظر في هذا دليل على أن إسماعيل هو الذبيح لأنها بشرت بأنها تعيش حتى يولد إسحاق وحتى يولد لإسحاق يعقوب وكيف يؤمر بذبحه وقد بشرت بأن يولد له). [معاني القرآن: 3/365-363]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فضحكت} اختلف الناس فيه، ووسمعت أبا موسى يسأل ثعلبا - قال: جاء في الخبر: فضحكت: أي حاضت، فقال ثعلب: نسلم للتفسير كما جاء، وليس في كلام العرب: ضحكت إلا من الضحك، الذي هو ضد البكاء، وإنما ضحكت تعجبا من الغلام بعد الكبر،
فقال له أبو موسى: فأنت أنشدتنا: تضحك الضبع لقتلى هذيل قال: تضحك - هاهنا - تكشر، ويقال للضاحك: قد كشر، قال: وذلك أن الذئب ينازع الضبع على القتيل، فتكشر الضبع في وجهه تهددا ووعيدا، فيتركها ويمر). [ياقوتة الصراط: 268-266]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَضَحِكَتْ} قيل: حاضت.
وقيل: الضحك بعينه تعجبا من أن يلد مثلها. وقيل: تعجبا من حياة العجل المشوي بأمر الله.
وقيل: تعجبا من غفلة قوم لوط، مما ينزل بهم.
وقيل: تعجبا من امتناع الأضياف من الأكل.
وقيل: تعجبا من فزع إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
{وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} أي من بعده، وهو ولد الولد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا ويلتى أألد وأنا عجوزٌ وهذا بعلي شيخاً...}
وفي قراءة عبد الله (شيخٌ) فذكروا أنها كانت بنت ثمان وتسعين سنة، وكان عليه السّلام أكبر منها بسنة. ويقال في قوله: {رحمة اللّه وبركاته عليكم} البركات: السعادة).
[معاني القرآن: 2/23]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوزٌ وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لشيءٌ عجيبٌ} [معاني القرآن: 2/43]
وقال: {قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوزٌ} فإذا وقفت قلت (يا وليتاه) لأن هذه الألف خفيفة وهي مثل ألف الندبة؛ فلطفت من أن يكون في السكت وجعلت بعدها الهاء ليكون أبين لها وأبعد للصوت. وذلك أن الألف إذا كانت بين حرفين كان لها صدى كنحو الصوت يكون في جوف الشيء فيتردد فيه فيكون أكثر وأبين. ولا تقف على ذا الحرف في القرآن كراهية خلاف الكتاب. وقد ذكر أنه يوقف على ألف الندبة فإن كان هذا صحيحا وقفت على الألف.
وقال: {وهذا بعلي شيخاً} وفي قراءة ابن مسعود (شيخٌ) ويكون على أن تقول "هو شيخ" كأنه فسر بعد ما مضى الكلام الأول أو يكون اخبر عنهما خبرا واحداً كنحو قولك "هذا أخضر أحمر" أو على أن تجعل قولها (بعلى) بدلاً من (هذا) فيكون مبتدأ ويصير "الشيخ" خبره وقال الشاعر:
من يك ذابتٍّ فهذا بتّى = مقيّظٌ مصيّفٌ مشتّى).
[معاني القرآن: 2/44]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إنّ هذا لشيء عجيب}
المصحف فيه يا ويلتي بالياء، والقراءة بالألف، إن شئت على التضخيم، وإن شئت على الإمالة.
والأصل يا ويلتي فأبدل من الياء والكسرة الألف، لأن الفتح والألف أخف من الياء والكسرة.
ويجوز الوقف عليه بغير الهاء.
والاختيار أن يوقف عليه بالهاء، يا ويلتاه.
فأمّا المصحف فلا يخالف، ولا يوقف عليه بغير الهاء، فإن اضطر واقف وقف بغير الهاء.
فأمّا الهمزتان بعد " يا ويلتى " ففيهما ثلاثة أوجه، إن شئت حقّقت الأولى وخفّفت الثانية، فقلت يا ويلتى أألد، وإن شئت - وهو الاختيار خفّفت الأولى وخفّفت الثانية فقلت يا ويلتى آلد، وإن شئت حقّقتهما جميعا فقلت أألد وتحقيق الهمزتين مذهب ابن أبي إسحاق.
{وهذا بعلي شيخا}.
القراءة النصب وكذلك هي في المصحف المجمع عليه، وهو منصوب على الحال، والحال ههنا نصبها من لطيف النحو وغامضه.
ذلك أنك إذا قلت هذا زيد قائما، فإن كنت تقصد أن تخبر من يعرف زيدا أنه زيد لم يجز أن تقول: هذا زيد قائما، لأنه يكون زيدا ما دام قائما، فإذا زال عن القيام فليس بزيد، وإنما تقول ذاك للذي يعرف زيدا: هذا زيد قائما فيعمل في الحال التنبيه، والمعنى انتبه لزيد في حال قيامه.
وأشير لك إلى زيد حال قيامه، لأن " هذا " إشارة إلى ما حضر، فالنصب الوجه كما ذكرنا ويجوز الرفع.
وزعم سيبويه والخليل أن النصب من أربعة أوجه:
فوجه منها أن تقول: هذا زيد قائم فترفع زيدا بهذا وترفع قائما خبر
ثانيا، كأنك قلت: هو قائم أو هذا قائم.
ويجوز أن تجعل زيدا وقائما جميعا خبرين عن هذا فترفعهما جميعا خبرا بهذا، كما تقول: هذا حلو حامض تريد أنه جمع الطعمين.
ويجوز أن تجعل زيدا بدلا من هذا، كأنك قلت زيد قائم.
ويجوز أن تجعل زيدا مبيّنا عن هذا، كأنك أردت: هذا قائم، ثم بينت من هو بقولك زيد.
فهذه أربعة أوجه). [معاني القرآن: 3/64-63]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالت يا ويلتى أالد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا}
قال الفراء يروى أنه كان لها حين بشرت ثمان وتسعون سنة وإبراهيم أكبر منها بسنة). [معاني القرآن: 3/365]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (حميدٌ مجيدٌ) أي محمود ماجد). [مجاز القرآن: 1/293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مجيد}: ماجد). [غريب القرآن وتفسيره: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَّجِيدٌ}: يعني ماجد). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ...}
ولم يقل: جادلنا. ومثله في الكلام لا يأتي إلاّ بفعل ماض كقولك. فلمّا أتاني أتيته. وقد يجوز فلمّا أتاني أثب عليه كأنه قال: أقبلت أثب عليه. وجداله إيّاهم أنه حين ذهب عنه الخوف قال: ما خطبكم أيّها المرسلون، فلمّا أخبروه أنهم يريدون قوم لوط قال: أتهلكون قوماً فيهم لوط قالوا: نحن أعلم بمن فيها). [معاني القرآن: 2/23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {عن إبراهيم الروع} أي الذّعر والفزع). [مجاز القرآن: 1/293]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ}
وقال: {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع} وهو الفزع. ويقال "أفرخ روعك" و"ألقي في روعي" أي: في خلدي. [فـ] "الروع" القلب والعقل. و"الرّوع": الفزع). [معاني القرآن: 2/44]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الروع}: الفزع). [غريب القرآن وتفسيره: 176]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا ذهب عن إبراهيم الرّوع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط}
الرّوع: الفزغ. يعني ارتياعه لمّا نكرهم حين لم يأكلوا من العجل.
والرّوع - بضم الراء - النفس.
يقال وقر ذلك في روعي، أي في نفسي ومن خلدي.
{وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط}.
يجادلنا حكاية حال قد مضت لأن " لمّا " جعلت في الكلام، لما قد وقع لوقوع غيره. تقول: لما جاء زيد جاء عمرو.
ويجوز لمّا جاء زيد يتكلم وعمرو، على ضربين:
أحدهما أن إن لما كانت شرطا للمستقبل وقع الماضي فيها في معنى المستقبل، نحو إن جاء زيد جئت.
والوجه الثاني - وهو الذي أختاره – أن يكون حالا لحكاية قد مضت.
المعنى فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى أخذ يجادلنا في قوم لوط، وأقبل يجادلنا. ولم يذكر في الكلام أخذ وأقبل، لأن في كل كلام يخاطب به المخاطب معنى أخذ وأقبل إذا أردت حكاية الحال، لأنك إذا قلت: قام زيد، دللت على فعل ماض.
وإذا قلت أخذ زيد يقول دللت على حال ممتدة من أجلها ذكرت أخذ وأقبل. وكذلك جعل زيد يقول كذا وكذا، وكرب يقول كذا وكذا وقد ذكرنا (الأوّاه) في غير هذا الموضع، وهو المبتهل إلى اللّه المتخشع في ابتهاله، الرحيم الذي يكثر من التأوه خوفا وإشفاقا من الذنوب.
ويروى أن مجادلته في قوم لوط أنه قال للملائكة وقد أعلموه أنهم مهلكوهم، فقال أرأيتم إن كان فيها خمسون من المؤمنين أتهلكونهم معهم إلى أن بلغ خمسة،
فقالوا لا، فقال اللّه - عزّ وجلّ -: {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}.
ويروى أنهم كانوا جمعا كثيرا، أكثر ما روي فيهم أنهم كانوا أربعة آلاف). [معاني القرآن: 3/66-64]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع}
قال قتادة أي الفزع
وقوله جل وعز: {وجاءته البشرى}
قال قتادة بشروه بأنهم إنما أتوا بالعذاب إلى قوم لوط وأنه لا يخاف
قال معمر وقال غير قتادة بشروه بإسحاق
وروى حميد بن هلال عن جندب عن حذيفة قال المجادلة ههنا أنه قال لهم أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم قالوا لا قال فإن كان فيهم أربعون قالوا لا قال فإن كان فيهم ثلاثون قالوا لا قال فإن كان فيهم عشرون قالوا لا قال فإن كان فيهم عشرة أو خمسة شك حميد قالوا لا قال قتادة نحوا منه قال فقال يعني إبراهيم قوم ليس فيهم عشر من المسلمين لا خير فيهم قال عبد الرحمن بن سمرة كانوا أربعمائة ألف). [معاني القرآن: 3/366-365]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرَّوْعُ}: الفزع). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أوّاهٌ...}
دعّاء ويقال: هو الذي يتأوّه من الذنوب. فإذا كانت من يتأوّه من الذنوب فهي من أوّه له وهي لغة في بني عامر أنشدني أبو الجراح:
فأوّه من الذكرى إذا ما ذكرتها = ومن بعد أرض بيننا وسماء
أوّه على فعّل يقول في يفعل: يتأوّه. ويجوز في الكلام لمن قال: أوّه مقصوراً أن يقول في يتفعّل يتأوّى ولا يقولها بالهاء). [معاني القرآن: 2/24-23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {منيب} أي راجع تائب). [مجاز القرآن: 1/293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أواه}: قالوا الرحيم وقالوا الدعاء وقالوا الموقن وقالوا المتأوه من الخوف.
{منيب}: راجع). [غريب القرآن وتفسيره: 176]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {منيب}: تائب، يقال أناب وتاب - عندي - واحد). [ياقوتة الصراط: 268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الأَوَّاهٌ}: المتأوه
{منيب}: راجع). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذاب غير مردود}
المعنى جادلنا فقلنا يا إبراهيم أعرض عن هذا.
ويروى أن إبراهيم لمّا جاءته الملائكة كان يعمل في أرض له وكلما عمل دبرة من الدّبار وهي التي تسمى المشارات غرّز بالته وصلّى، فقالت الملائكة حقيق على اللّه أن يتّخذ إبراهيم خليلا). [معاني القرآن: 3/66]


رد مع اقتباس