الموضوع: سورة النساء
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 02:28 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قال تعالى {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا(22)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة النساء)
قوله تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم} ثم نسخت بالاستثناء بقوله تعالى: {إلا ما قد سلف} [23 / النساء / 4] أي من أفعالهم فقد عفوت عنه.)[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 31-35]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة النساء)
قوله تعالى {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلّا ما قد سلف}
النّاس فيه قائلان فقالت طائفة هي محكمة وقالت طائفة هي منسوخة فمن جعلها محكمة قال معناها لكن ما قد سلف فقد عفوت عنه ومن قال إنّها منسوخة قال يكون معناها ولا ما قد سلف فانزلوا عنه وعلى هذا العمل)
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 65-78]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قوله تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلاّ ما قد سلف}.
هذا كلامٌ محكمٌ عند عامّة العلماء، ومعنى قوله: {إلاّ ما قد سلف} أي: بعد ما قد سلف في الجاهليّة، فإنّ ذلك معفوٌّ عنه. وزعم بعض من قلّ فهمه: أنّ الاستثناء نسخ ما قبله. وهذا تخليطٌ لا حاصل له ولا يجوز أن يلتفت إليه من جهتين: أحدهما: أنّ الاستثناء ليس بنسخٍ.
والثّاني: أنّ الاستثناء عائدٌ إلى مضمرٍ تقديره: فإن فعلتم عوقبتم إلا ما قد سلف، فإنّكم لا تعاقبون عليه، فلا معنى للنّسخ ههنا.)
[نواسخ القرآن: 247-296]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة النساء) قوله عز وجل: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف} الآية [النساء: 22]، قال قوم: هي منسوخة، والمعنى: ولا ما قد سلف فانزلوا عنه.
وقال قوم: هي محكمة، والمعنى: إلا ما قد سلف فقد عفوت عنه.
وأما من قال هي منسوخة، والمعنى: ولا ما قد سلف، فلا يخلو أن يريد: ولا ما قد سلف من نكاح حلائل الآباء فانزلوا عنه، فإن أراد هذا فكيف تكون منسوخة، بل أولى بأن تكون محكمة.
وإن أراد بقوله: ولا ما قد سلف من الأنكحة الفاسدة التي كانت في الجاهلية فأقرهم الإسلام عليها إذا أسلموا، فاقتضت الآية نزولهم عن النساء ثم نسخت فليس كذلك، وليس في العربية إلا بمعنى "ولا" ، والآية محكمة والاستثناء منقطع، والمعنى: ولكن ما قد سلف فإنه مغفور.
وقيل: ولكن ما قد سلف إنه كان فاحشة.
وقال الطبري: المعنى: ولا تنكحوا من النساء نكاخ آبائكم، فـ {ما} بمعنى المصدر، والاستثناء منقطع كما سبق.
وقال الزمخشري في هذا الاستثناء: هو مثل قوله:
.... غير أن سيوفهم ......................
حيث استثنى من قوله:
ولا عيب فيهم..... ............
قال: يعني إن أمكنكم أن تنكحوا ما قد سلف فانكحوه فلا يحل لكم غيره وذلك غير ممكن، والغرض المبالغة في تحريمه وسد الطريق إلى إباحته، كما يعلق بالمحال في التأبيد في قولهم: حتى يبيض القار، و{حتى يلج الجمل في سم الخياط} الآية [الأعراف: 40]، وقال في قوله عز وجل: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف} الآية [النساء: 23]، ولكن ما مضى مغفور بدليل قوله: {إن الله كان غفورا رحيما} الآية [النساء: 23].
[جمال القراء:1/276-294]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس