عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 06:58 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

غرائب الإدغام (مذاهب القراء في الإدغام)

كلام السخاوى: {
...كره ابن مجاهد أيضا إدغام {يحزنك كفره}، {ومن يبتغ غير الإسلام} وبابه...}

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
روى ابن جبير عن اليزيدى {الموت تحبسونهما} و{الموت توفته رسلنا} بإظهار التاء في ذلك، وقد نسب ابن جبير في ذلك إلى الغلط عن اليزيدي.
وكان ابن مجاهد يكره إدغام الواو من نحو: {هو ومن} و{هو والملائكة}، وذلك رأى منه في ظاهر الأمر. وقد روى ابن سعدان وابن جبير عن اليزيدي إدغام ذلك عن أبي عمرو، وكذلك روى محمد بن عمرو بن رومي، عن اليزيدى، عن أبي عمرو أنه قرأ {هو والذين آمنوا معه} مدغمة.
وحكى القاسم بن عبد الوارث، عن أبي عمر، عن اليزيدى: {من أنصار * ربنا} بالإدغام، وذلك مردود.
وكان ابن مجاهد يكره أيضا إدغام {آل لوط} ولم يرو ذلك ولا عزاه إلى أحد، وقياس قول اليزيدي يقتضي الإدغام.
وكره ابن مجاهد أيضا إدغام {يحزنك كفره}، {ومن يبتغ غير الإسلام} وبابه. والذي روى أبو عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي عمرو الإدغام في {يبتغ غير الإسلام} وكذلك روى الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي.
وحكى الخزاعي عن أصحابه {يلهث ذلك} بالإدغام عن ابن كثير. وقال ابن مجاهد: قرأتها على قنبل بالإظهار، وكذلك روى حفص عن عاصم.
وروى الحلواني عن القواس {اتخذتم} بالإدغام. وعن حفص فيما رواه أبو عمرو عن أبي عمارة عنه: {غربت تقرضهم} بالإظهار، وفي رواية الأعشى عن أبي بكر إظهار {اتخذتم} و{اتخذت} و{تخذت}، وفي قوله عزوجل: {ثم أخذت الذين كفروا} في سورة فاطر، ويدغم {أخذتم} في كل القرآن. وقد روي عن الأعشى أيضا أنه أدغم {أخذت الذين كفروا}.
وعن الأعشى {حملت ظهورهما} و{بعدت ثمود} و{كذبت ثمود} و{كانت ظالمة} و{لقد ظلمك}، {ولقد ضل}، {ولقد صرفنا} يدغم جميع ذلك. وروي عنه: {ودت طائفة} بإظهار التاء.
وحكى ابن جبير عن الكسائي عن عاصم أنه يدغم {قالت طائفة} و{ودت طائفة} لا يقطع التاء قطعا شديدا.
قال: {ومن يرد ثواب} و{لقد صدقكم} يقرأ عاصم على قريب من الإدغام، وقال مثل ذلك عن عاصم في قوله عز وجل: {قد سمع الله}، {إذ ظلموا}، {حرمت ظهورها}، {كهيعص * ذكر}، {ولقد ذرأنا}، {وجاءت سكرة الموت}، {اثقلت دعوا}، {نضجت جلودهم}، {حصرت صدورهم}، {لهدمت صوامع}، {كما بعدت ثمود}، {إذ دخلوا عليه}، {ولقد زينا}، {أجيبت دعوتكما}، {خبت زدناهم}، {قد شغفها}، {فهل ترى لهم}، {هل ترى من فطور} أهل المدينة على قريب من الإدغام، وعاصم أشد إظهارا، ولا يفحش عاصم الإظهار.
وحكى ابن جبير عن الكسائي عن عاصم أيضا إدغام نحو {لقد جئناهم}، و{قد ضلوا}، وبين الذال في {اتخذتم} وهذا غريب.
وكان حمزة – رحمه الله – فيما ذكر عبد الواحد لا يدغم في الصلاة، قال: وحدثنا القطيعي، حدثنا أبو هشام، ثنا سليم عن حمزة رحمه الله أنه كان يكره الإدغام في الصلاة ويقرأ: {والصافات صفا * فالزجرات زجرا * فالتاليات ذكرا}، {والذاريات ذروا} يبين التاء ويخفض.
وروى نصير عن الكسائي في: {أوعظت} و{نخسف بهم} لا يظهر الفاء والظاء إظهارا بينا ولا يدغم إدغاما حتى لا يبقى منهما شيء، ولكن يخفيهما، ولم يرو عن أحد أنه أدغم هذا غير الكسائي – أعني الفاء في الباء.
وقال أبو طاهر في رواية أبي الحارث عن الكسائي: {ومن يفعل ذلك} بإدغام اللام في الذال، هذا لا يليق بمذهب الكسائي رحمه الله، فإنه قد أظهر هذه اللام – أعني التي سكونها غير لازم عند حرف هو أقرب إليه من الذال، وهو قوله عز وجل: {ومن يبدل نعمة الله} قال: فلو كان يرى إدغامها في الذال لكان قد أدغمها فيما هو أشبه بمخرجها من الذال، قال: وذلك أن الفراء وقطربا زعما أن اللام والنون مخرجهما واح د، ولم نره أدغم لاما أصلها الحركة في حرف يقرب منها غير ما ذكرنا عن أبي الحارث، قال. ولست أشك أنه وهم منه.
قلت: ليست القراءة بقياس، إنما ترجع إلى النقل. وقول أبي طاهر غير محقق.
وروى ابن سعدان عن المسيبي عن نافع أنه أدغم النون الساكنة والتنوين عند الغين والخاء، وروى أيضا – أعني ابن سعدان – عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغمها عند الخاء. وحكى أبو عبد الرحمن عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغم الحاء في العين في قوله عز وجل: {فمن زحزح عن النار} وحدها، وحكى أبو عمر في رواية أبي الزعراء عنه عن اليزيدي عن أبي عمرو قال: من العرب من يدغم الحاء في العين كقوله: {فمن زحزح عن النار} قال: وكان أبو عمرو لا يرى ذلك.
وحكى قاسم بن عبد الوارث عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغم: {المسيح عيسى} ،{فلا جناح عليهما}.
وحكى البرمكي عن أبي عمر عن اليزيدي أن أبا عمرو أدغم {بِوَرِقِكُم}. وحكى ابن واصل عن اليزيدي أنه أدغم {ميثاقكم} و{خلقكم}.
وقال ابن جبير: إن اليزيدي أدغم {أنظر إليك} قال: وحكي أيضا عن اليزيدي عن أبي عمرو إظهار {ونحن له} وإدغام {بعد ذلك}.
وحكى أبو عبد الرحمن عن أبيه {داود ذا الأيد}، وكذلك حكى ابن عبد الوارث، عن أبي عمر، عن اليزيدي، عن أبي عمرو، وزاد ابن عبد الوارث في روايته: {لداود سليمان} و{داود زبورا} بالإدغام.
وحكى ابن جبير عن اليزيدي: {بعد ضراء مسته} وكذلك روى الأصبهاني عن ابن سعدان، عن اليزيدي.
وحكى ابن عبد الوارث عن أبي عمر، عن اليزيدي، عن أبي عمرو أنه أدغم {ببعض ذنوبهم} و{ملء الأرض ذهبا}.
وروى العباس عن أبي عمرو إدغام الباء في الفاء في قوله عز وجل: {لا ريب فيه} في جميع القرآن.
وحكى أبو عبد الرحمن عن أبيه أنه قال: يلزم أبا عمرو أن يدغم {طلقكن}.
قال الشيخ عبد الواحد: وإلزامه ذلك أبا عمرو يؤدي بأنه لم يكن يرى إدغامه، قال: وكان أبو بكر رحمه الله لا يرى إدغامه – يعني ابن مجاهد.
قال أبو طاهر: ولم يلتق في القرآن غين مع غين إلا قوله عز وجل: {ومن يبتغ غير الإسلام} قال: وإدغامه عندنا قبيح لسقوط الياء بعد الغين، وقد روى أبو عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي عمرو إدغامه، وكذلك روى الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي. ولم يلتق في القرآن خاءان.
فإن قلت: فما وجه إدغام التنوين والنون عند الغين والخاء فيما روي عن نافع، وعن أبي عمرو؟
قلت: الإدغام لغة بعض العرب، والبيان أشهر وأجود وأكثر، وإنما أخفاها بعض العرب عند الغين والخاء إجراء لهما مجرى القاف لأنهما من المخرج الثالث وهو أدنى مخارج الحلق إلى اللسان).[جمال القراء:2/485 -497](م)

رد مع اقتباس