عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 04:54 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن...}
يريد: ومن يعرض عنه، ومن قرأها: (ومن يَعْشَ عن), يريد: يعم عنه). [معاني القرآن: 3/32]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطاناً}: تظلم عينه عنه, كأن عليها غشاوة، يقول: من يمل عنه عاشياً إلى غيره، وهو أن يركبه على غير تبين .
قال الحطيئة:

متـى تأتـه تعشـو إلـى ضـوء نــاره = تجد خير نارٍ عندها خير موقد ).
[مجاز القرآن: 2/204]


قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرينٌ}
وقال: {ومن يعش عن ذكر الرحمن}: وهو ليس من "أعشى" , و"عشو": إنما هو في معنى قول الشاعر:
إلى مالكٍ أعشو إلى مثل مالك

كأن "أعشو": أضعف, لأنه حين قال "اعشو إلى مثل مالك" كان "العشو": الضعف لأنه حين قال: "اعشو" , "إلى مثل مالك" أخبر أنه يأتيه غير بصير ولا قوي, كما قال:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره = تجد حطباً جزلاً وناراً تأجّجا
أي: متى ما تفتقر , فتقصد إلى ضوء ناره يغنك.). [معاني القرآن: 4/13-14]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {ومن يعش عن ذكر الرحمن}: يعرض عنه. يتعاشى والعشى ضعف البصر ).[غريب القرآن وتفسيره: 333-334]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({ومن يعش عن ذكر الرّحمن} أي: يظلم بصره, هذا قول أبي عبيدة.
قال الفراء: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن}: أي: يعرض عنه. ومن قرأ: {ومن يعش} بنصب الشين أراد: من يعم عنه, وقال في موضع آخر: {الّذين كانت أعينهم في غطاءٍ عن ذكري}
ولا أرى القول إلا قول أبي عبيدة. ولم أر أحدا يجيز «عشوت عن الشيء»: أعرضت عنه، إنما يقال: «تعاشيت عن كذا»: أي : تغافلت عنه، كأني لم أره, ومثله: «تعاميت».
والعرب تقول: «عشوت إلى النار»: إذا استدللت إليها ببصر ضعيف.
قال الخطيئة:
متـى تأتـه تعشـو إلــى ضــوء نــاره = تجد خير نار عندها خير موقد
ومنه حديث ابن المسيب: «إن إحدى عينيه ذهبت، وهو يعشو بالأخرى»: أي: يبصر بها بصرا ضعيفا). [تفسير غريب القرآن: 397-398]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين}
ويقرأ: {ومن يعش}: بفتح الشين من عشي يعشى، أي من يعم عن ذكر الرحمن.
{نقيّض له شيطانا}: نسبب له شيطانا، يجعل اللّه له ذلك جزاءه.). [معاني القرآن: 4/411-412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين}
روى سعيد , عن قتادة قال:
{يعش}: يعرض.
وقال أبو عبيدة: {يعش}: تظلم عينه.
وروى عكرمة, عن ابن عباس: يعمى.
قال أبو جعفر: يجب على قول ابن عباس أن تكون القراءة, و{من يعش} بفتح الشين.
وأما قول قتادة: (يعش): يعرض, وهو قول الفراء, فغير معروف في اللغة إنما يقال: عشا, يعشو: إذا مشى ببصر ضعيف.
قال الحطيئة:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره = تجد خير نار عندها خير موقد
ونظير هذا: عرج الرجل, يعرج, أي: مشى مشية الأعرج, وعرج يعرج: صار أعرج.
وأصح ما في هذا قول أبي عبيدة قال الله جل وعز: {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري}
وفي الحديث: أن سعيد بن المسيب ذهبت إحدى عينيه , وكان يعشو بالأخرى, أي : يبصر بها بصرا ضعيفا.
وقوله جل وعز: {نقيض له شيطانا فهو له قرين}
قيل: جزاء على ما فعل.
وقال سعيد الجريري في قوله تعالى: {نقيض له شيطانا}, قال: بلغنا أن الكافر إذا خرج من قبره سفع شيطان بيده فلا يزال معه حتى يدخله الله عز وجل النار, فذلك قوله جل وعز: {قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}, ويوكل بالمؤمن ملك فلا يزال معه حتى يقضي الله بين الخلق, أو يصير إلى ما شاء الله).
[معاني القرآن: 6/355-358]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَن يَعْشُ}: أي: يعرض, ومن فتح الشين, فمعناه: يعمى عنه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 222]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَعْشُ}: يعرض). [العمدة في غريب القرآن: 268]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل...}.
يريد الشيطان , وهو في مذهب جمع، وإن كان قد لفظ به واحدا يقول: {وإن الشياطين ليصدونهم عن السبيل ويحسبون هم أنهم مهتدون}).
[معاني القرآن: 3/32]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون}
أي: الشياطين, تصدهم عن السبيل، ويحسب الكفار أنّهم مهتدون).
[معاني القرآن: 4/412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون}
أي: وإن الشياطين ليصدون الكافر عن السبيل, و{يحسبون} أي: ويحسب الكفار أنهم مهتدون).
[معاني القرآن: 6/359]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين...}.
فيقال: {جاءنا}: لأحدهما، وجاءنا الإنسي وقرينه، فقرأها (جاءانا) بالتثنية عاصم, والسّلمي, والحسن.

وقرأها أصحاب عبد الله يحيى بن وثاب, وإبراهيم بن يزيد النخعي {جاءنا}على التوحيد، وهو ما يكفي واحده من اثنيه, ومثله قراءة من قرأ (كلاّ لينبذانّ): يقول: ينبذ هو وماله: {ولينبّذنّ}, والمعنى واحد.
وقوله: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين...}.
يريد: ما بين مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ويقال: إنه أراد المشرق والمغرب: فقال المشرقين، وهو أشبه الوجهين بالصواب؛ لأن العرب قد تجمع الاسمين على تسمية أشهرهما، فيقال:قد جاءك الزهدمان، وإنما أحدهما زهدم.
قال الشاعر:
أخذنا بآفاق السماء عليكم = لنـا قمراهـا والنجـوم الطوالـع
يريد: الشمس والقمر.
وقال الآخر:

قسموا البلاد فما بها لمقيلهم = تضغيـث مفتصـل يبـاع فصيـلـه
فقرى العراق مسير يوم واحد = فالبـصـرتـان فـواســط تكـمـيـلـه
يريد: البصرة والكوفة.
قال، وأنشدني رجل من طيء:
فبصـرة الأزد منـا، والعـراق لنـا = والموصلان ومنا مصر فالحرم
يريد: الجزيرة، والموصل). [معاني القرآن: 3/33-34]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}
ويقرأ: {جاءانا}, فمن قرأ {جاءانا} فالمعنى: حتى إذا جاء الكافر وشيطاته, ومن قرأ {حتّى إذا جاءنا}: فعلى الكافر وحده.
{قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}
معنى {المشرقين} ههنا: بعد المشرق والمغرب، فلما جعلا اثنين غلب لفظ المشرق كما قال:
لنا قمراها والنجوم الطوالع

يريد الشمس والقمر، وكما قالوا سنة العمرين: يراد سنة أبي بكر وعمر رحمة اللّه عليهما). [معاني القرآن: 4/412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}
قال قتادة:{حتى إذا جاءنا }, قال الكافر: وقرينه جميعا .
قال أبو جعفر: ويقرأ:{ حتى إذا جاءنا }: يراد به الكافر في الظاهر, والمعنى لهما جميعا, لأنه قد عرف ذلك بما بعده كما قال:
وعيـن لـهـا حــدرة بــدرة = شقت مآقيهما من أخر
وقوله تعالى: {قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} في معناه قولان:
أحدهما: أنه يراد مشرق الشتاء, ومشرق الصي .
والآخر: أنه يراد المشرق والمغرب, فجاء على كلام العرب؛ لأنهم إذا اجتمع الشيئان في معنى غلب أحدهما كما قال الشاعر:
أخذنا بآفاق السماء عليكم = لنا قمراها والنجـوم الطوالـع
وأنشد أبو عبيدة بيت جرير:
ما كان يرضى رسول الله فعلهم = والـطـيـبـان أبــــو بــكـــر ولا عــمـــر
وأنشد سيبويه:
قدني من نصر الخبيبين قدي
يريد عبد الله, ومصعبا ابني الزبير, وإنما أبو خبيب عبد الله
وفي الحديث: أن أصحاب الجمل قالوا لعلي بن أبي طالب عليه السلام: أعطنا سنة العمرين, يعنون: أبا بكر وعمر). [معاني القرآن: 6/359-362]

تفسير قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظّلمتم أنّكم في العذاب مشتركون}.
يقول: لن ينفعكم اشتراككم يعني الشيطان وقرينه, وأنكم في موضع رفع). [معاني القرآن: 3/34]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنّكم في العذاب مشتركون}
المعنى: لن تنفعكم الشركة في العذاب.
قال محمد بن يزيد في جواب هذه الآية: إنّهم منعوا روح التّأسّي لأن التّأسّي يسهّل المصيبة، فأعلموا أن لن ينفعهم الاشتراك في العذاب, وأن اللّه عزّ وجلّ لا يجعل فيه أسوة.
قال: وأنشدني في المعنى للخنساء:

ولـولا كـثـرة الباكـيـن حـولـي = على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكـن = أعـزي النّفـس عنـه بالتّـأسّـي ).
[معاني القرآن: 4/412-413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون}
المعنى: إن الله عز وجل حرم أهل النار هذا المقدار من الفرح, وهو التأسي, وهو أن ذا البلاء إذا رأى من قد ساواه في المصيبة, سكن ذلك من حزنه كما قالت الخنساء:

فــلـــولا كــثـــرة الـبـاكــيــن حـــولـــي = عــلــى إخـوانـهــم لـقـتـلـت نـفـســي
ومـــــــــا يـــبـــكـــون مــــثـــــل أخــــــــــي = ولكن أعزي النفسي منه بالتأسي ).
[معاني القرآن: 6/362]

رد مع اقتباس