عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:46 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: والمرسلات عرفاً (1) فالعاصفات عصفاً (2) والنّاشرات نشراً (3) فالفارقات فرقاً (4) فالملقيات ذكراً (5) عذراً أو نذراً (6) إنّما توعدون لواقعٌ (7) فإذا النّجوم طمست (8) وإذا السّماء فرجت (9) وإذا الجبال نسفت (10) وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12) ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (15)
قال كثير من المفسرين: المرسلات، الرسل إلى الناس من الأنبياء كأنه قال: والجماعات المرسلات، وقال أبو صالح ومقاتل وابن مسعود: المرسلات الملائكة المرسلة بالوحي، وبالتعاقب على العباد طرفي النهار، وقال ابن مسعود أيضا وابن عباس ومجاهد وقتادة: المرسلات، الرياح، وقال الحسن بن أبي الحسن: المرسلات السحاب. وعرفاً معناه على القول الأول عرفاً من الله وإفضالا على عباده ببعثة الرسل.
ومنه قول الشاعر [الحطيئة]: [البسيط]
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه = لا يذهب العرف بين الله والناس
ويحتمل أن يريد بقوله عرفاً أي متتابعة على التشبيه بتتابع عرف الفرس وأعراف الجبال ونحو ذلك، والعرب تقول: الناس إلى فلان عرف واحد إذا توجهوا إليه، ويحتمل أن يريد بالعرف أي بالحق، والأمر بالمعروف، وهذه الأقوال في عرف تتجه في قول من قال في المرسلات إنها الملائكة، ومن قال إن المرسلات الرياح اتجه في العرف القول الأول على تخصيص الرياح التي هي نعمة وبها الأرزاق والنجاة في البحر وغير ذلك مما لا فقه فيه، ويكون الصنف الآخر من الرياح في قوله فالعاصفات عصفاً، ويحتمل أن يكون بمعنى والمرسلات الرياح التي يعرفها الناس ويعهدونها، ثم عقب بذكر الصنف المستنكر الضار وهي «العاصفات»، ويحتمل أن يريد بالعرف مع الرياح التتابع كعرف الفرس ونحوه، وتقول العرب هب عرف من ريح، والقول في العرف مع أن المرسلات هي الرياح يطرد على أن المرسلات السحاب، وقرأ عيسى «عرفا» بضم الراء، و «العاصفات» من الريح الشديدة العاصفة للشجر وغيره). [المحرر الوجيز: 8/ 501-502]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في قولهم والنّاشرات، فقال مقاتل والسدي هي الملائكة تنشر صحف العباد بالأعمال، وقال ابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة هي الرياح تنشر رحمة الله ومطره، وقال بعض المتأولين: النّاشرات الرمم الناشرات في بعث يوم القيامة يقال نشرت الميت، ومنه قول الأعشى:[السريع]
يا عجبا للميت الناشر
وقال آخرون: النّاشرات التي تجيء بالأمطار تشبه بالميت ينشر، وقال أبو صالح: النّاشرات الأمطار التي تحيي الأرض، وقال بعض المتأولين: النّاشرات طوائف الملائكة التي تباشر إخراج الموتى من قبورهم للبعث فكأنهم يحيونهم، وقال قوم: الناشرات الرمم في بعث يوم القيامة، يقال: نشر الميت، ومنه قول الأعشى:
... ... ... ... = يا عجبا للميت الناشر
وقيل: الناشرات البقاع التي تحيا بالأمطار، شبهت بالميت ينشر، وقال أبو صالح: الناشرات الأمطار تحيي الأرض). [المحرر الوجيز: 8/ 502-503]

تفسير قوله تعالى: {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : («فالفارقات» قال ابن عباس وابن مسعود وأبو صالح ومجاهد والضحاك: هي الملائكة تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام. وقال قتادة والحسن وابن كيسان:«الفارقات»، آيات القرآن). [المحرر الوجيز: 8/ 503]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقال قتادة والحسن وابن كيسان:«الفارقات»، آيات القرآن، وأما الملقيات ذكراً فهي في قول الجمهور الملائكة. قال مقاتل جبريل وقال آخرون هي الرسل، وقرأ جمهور الناس: «فالملقيات» بسكون اللام أي تلقيه من عند الله أو بأمره إلى الرسل.
وقرأ ابن عباس فيما ذكر المهدوي، «فالملقيات» بفتح اللام والقاف وشدها، أي تلقيه من قبل الله تعالى، وقرأ ابن عباس أيضا «فالملقيات» بفتح اللام وشد القاف وكسرها، أي تلقيه هي الرسل، و «الذكر» الكتب المنزلة والشرائع ومضمناتها. واختلف القراء في قوله تعالى: عذراً أو نذراً، فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر وشيبة بسكون الذال في «عذر» وضمها في «نذر»، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وإبراهيم التيمي بسكون الذال فيهما، وقرأ طلحة وعيسى والحسن بخلاف، وزيد بن ثابت وأبو جعفر وأبو حيوة والأعمش عن أبي بكر عن عاصم بضمها فيهما.
فإسكان الذال على أنهما مصدران يقال عذر وعذير ونذر ونذير كنكر ونكير، وضم الذال يصح معه المصدر، ويصح أن يكون جمعا لنذير وعاذر للذين هما اسم فاعل، والمعنى أن الذكر يلقي بإعذار وإنذار أو يلقيه معذورون ومنذرون، وأما النصب في قوله عذراً أو نذراً فيصح إذا كانا مصدرين أن يكون ذلك على البدل من الذكر، ويصح أن يكون على المفعول للذكر كأنه قال فالملقيات أن يذكر عذراً، ويصح أن يكون عذراً مفعولا لأجله أي يلقي الذكر من أجل الإعذار، وأما إذا كان عذراً أو نذراً جمعا فالنصب على الحال. وقرأ إبراهيم التيمي «عذرا ونذرا» بواو بدل أو). [المحرر الوجيز: 8/ 503-504]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّما توعدون لواقعٌ هو الذي وقع عليه القسم والإشارة إلى البعث). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«طمس النجوم»: إزالة ضوئها واستوائها مع سائر جرم السماء). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«فرج السماء»: هو بانفطارها حتى يحدث فيها فروج). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«نسف الجبال»: هو بعد التسيير وقيل كونها هباء وهو تفريقها بالريح). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: «أقتت» بالهمز وشد القاف، وقرأ بتخفيف القاف مع الهمزة عيسى وخالد، وقرأ أبو عمرو وحده «وقتت» بالواو، وأبو الأشهب وعيسى وعمرو بن عبيد، قال عيسى هي لغة سفلى مضر، وقرأ أبو جعفر بواو واحدة خفيفة القاف وهي قراءة ابن مسعود والحسن، وقرأ الحسن بن أبي الحسن «ووقت» بواوين على وزن فوعلت، والمعنى جعل لها وقت منتظر فجاء وحان. والواو في هذا كله الأصل والهمزة بدل). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: لأيّ يومٍ أجّلت تعجيب على عظم ذلك اليوم وهوله، ثم فسر تعالى ذلك الذي عجب منه بقوله ليوم الفصل يعني بين الخلق في منازعتهم وحسابهم ومنازلهم من جنة أو نار، وفي هذه الآية انتزع القضاة الآجال في الأحكام ليقع فصل القضاء عند تمامها). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم عظم تعالى يوم الفصل بقوله: وما أدراك ما يوم الفصل على نحو قوله تعالى: وما أدراك ما الحاقّة [الحاقة: 2] وغير ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 504]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أثبت الويل للمكذّبين في ذلك اليوم، والمعنى للمكذّبين به في الدنيا وبسائر فصول الشرع، و «الويل»: هو الحرب والحزن على نوائب تحدث بالمرء، ويروى عن النعمان بن بشير وعمار بن ياسر أن واديا في جهنم اسمه «ويل»). [المحرر الوجيز: 8/ 504]


رد مع اقتباس