عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 12:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّاس أنتم الفقراء إلى اللّه واللّه هو الغنيّ الحميد}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: يا أيّها النّاس أنتم أولو الحاجة والفقر إلى ربّكم، فإيّاه فاعبدوا، وفي رضاه فسارعوا، يغنكم من فقركم، وتنجح لديه حوائجكم {واللّه هو الغنيّ} عن عبادتكم إيّاه، وعن خدمتكم، وعن غير ذلك من الأشياء منكم ومن غيركم {الحميد} يعني: المحمود على نعمه، فإنّ كلّ نعمةٍ بكم وبغيركم فمنه، فله الحمد والشّكر بكلّ حالٍ). [جامع البيان: 19/352]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ (16) وما ذلك على اللّه بعزيزٍ (17) ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه وإلى اللّه المصير}.
يقول تعالى ذكره: إنّ يشأ يهلككم أيّها النّاس ربّكم، لأنّه أنشأكم من غير ما حاجةٍ به إليكم {ويأت بخلقٍ جديدٍ} يقول: ويأت بخلقٍ سواكم يطيعونه، ويأتمرون لأمره، وينتهون عمّا نهاهم عنه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ} أي ويأت بغيركم). [جامع البيان: 19/352-353]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} يقول: وما إذهابكم والإتيان بخلقٍ سواكم على اللّه بشديدٍ، بل ذلك عليه يسيرٌ سهلٌ، يقول: فاتّقوا اللّه أيّها النّاس، وأطيعوه قبل أن يفعل بكم ذلك). [جامع البيان: 19/353]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني عبد الرحمن بن شريح عن عبد الكريم بن الحارث قال: يمر الوالد بولده يوم القيامة وهو يحمل ما عليه فيقول لابنه: يا بني، ادن مني خفف عني مما أحمل، فيقول ابنه: إليك عني يا أبتاه، فإن علي ما شغلني وأثقلني؛ فهذا تفسير قول الله تبارك وتعالى: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها ولا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى}). [الجامع في علوم القرآن: 2/108-109]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مثقلةٌ} [فاطر: 18] : مثقّلةٌ). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مثقلةٌ مثقّلةٌ سقط هذا لأبي ذرٍّ وهو قول مجاهدٍ قال وإن تدع مثقلةٌ أي مثقلة بذنوبها). [فتح الباري: 8/540]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد القطمير لفافة النواة مثقلة مثقلة وقال ابن عبّاس الحرور باللّيل والسموم بالنّهار وغرابيب سود سواد الغربيب الشّديد السواد
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 13 فاطر {ما يملكون من قطمير} قال لفافة النواة
وفي قوله 18 فاطر {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} قال إلى ذنوب لا تحمل منه شيء). [تغليق التعليق: 4/289-290] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مثقلة مثقلةٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} (فاطر: 18) ولم يثبت هذا في رواية أبي ذر. وهو قول مجاهد، ومثقلة الأولى بالتّخفيف من الإثقال، والثّانية بالتّشديد من التثقيل، أي: مثقلة بذنوبها). [عمدة القاري: 19/132]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (مثقلة) بالتخفيف أي (مثقلة) بالتشديد أي وإن تدع نفس مثقلة بالذنوب نفسًا إلى حملها فحذف المفعول به للعلم به). [إرشاد الساري: 7/311]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (مثقلة): بسكون المثلثة، ومثقلة الثاني بفتحها، وتشديد القاف، أي: تثقل بذنوبها). [حاشية السندي على البخاري: 3/66]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى} يقول تعالى ذكره: ولا تحمل آثمةٌ إثم أخرى غيرها {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} يقول تعالى: وإن تسأل ذات ثقلٍ من الذّنوب من يحمل عنها ذنوبها، وتطلب ذلك لم تجد من يحمل عنها شيئًا منها، ولو كان الّذي سألته ذا قرابةٍ من أبٍّ أو ابنٍ أو أخٍّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} يقول: يكون عليه وزرٌ لا يجد أحدًا يحمل عنه من وزره شيئًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وإن تدع مثقلةٌ} ذنوبًا {إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ} كنحو: {لا تزر وازرةٌ وزر أخرى}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها} إلى ذنوبها {لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} أي قريب القرابة منها، لايحمل من ذنوبها شيئًا، ولا تحمل على غيرها من ذنوبها شيئًا {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى}.
ونصب {ذا قربى} على تمام كان لأنّ معنى الكلام: ولو كان الّذي تسأله أن يحمل عنها ذنوبها ذا قربى لها؛ وأنّثت {مثقلةٌ}، لأنّه ذهب بالكلام إلى النّفس، كأنّه قيل: وإن تدع نفسٌ مثقلةٌ من الذّنوب إلى حمل ذنوبها وإنّما قيل كذلك لأنّ النّفس تؤدّي عن الذّكر والأنثى، كما قيل: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت} يعني بذلك: كلّ ذكرٍ وأنثى.
وقوله: {إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّما تنذر يا محمّد الّذين يخافون عذاب اللّه يوم القيامة من غير معاينةٍ منهم لذلك، ولكن لإيمانهم بما أتيتهم به، وتصديقهم لك فيما أنبأتهم عن اللّه؛ فهؤلاء الّذين ينفعهم إنذارك، ويتّعظون بمواعظك، لا الّذين طبع اللّه على قلوبهم فهم لا يفقهون.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب} أي يخشون النّار.
وقوله: {وأقاموا الصّلاة} يقول: وأدّوا الصّلاة المفروضة بحدودها على ما فرضها اللّه عليهم.
وقوله: {ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه} يقول تعالى ذكره: ومن يتطهّر من دنس الكفر والذّنوب بالتّوبة إلى اللّه، والإيمان به، والعمل بطاعته، فإنّما يتطهّر لنفسه، وذلك أنّه يكسبها به رضا اللّه، والفوز بجنانه، والنّجاة من عقابه، الّذي أعدّه لأهل الكفر به.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه} أي من يعمل صالحًا فإنّما يعمله لنفسه.
وقوله: {وإلى اللّه المصير} يقول: وإلى اللّه مصير كلّ عاملٍ منكم أيّها النّاس، مؤمنكم وكافركم، وبرّكم وفاجركم، وهو مجازٍ جميعكم بما قدّم من خيرٍ أو شرٍّ على ما هو أهلّ منه). [جامع البيان: 19/353-356]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإن تدع مثقلة أي مثقلة ذنوبا إلى حملها لا يحمل منه شيء قال هو كقوله لا تزر وازرة وزر أخرى). [تفسير مجاهد: 531-532]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا أبو الوليد، ثنا عبيد اللّه بن إياد بن لقيطٍ، حدّثني إياد بن لقيطٍ، عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فسلّم عليه أبي وجلسنا ساعةً فتحدّثنا فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لأبي: «ابنك هذا؟» قال: إي وربّ الكعبة. قال: «حقًّا» قال: أشهد به. فتبسّم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ضاحكًا من ثبت شبهي بأبي ومن حلف أبي على ذلك قال: ثمّ قال: «أما إنّ ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه» قال: وقرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم {ألّا تزر وازرةٌ وزر أخرى} [النجم: 38] إلى قوله تعالى {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} [النجم: 56] «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/461]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو أحمد الحسين بن عليٍّ التّميميّ، ثنا أبو بكرٍ محمّد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السّائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: لمّا نزلت سبّح اسم ربّك الأعلى قال: «كلّها في صحف إبراهيم» فلمّا نزلت والنّجم إذا هوى فبلغ {وإبراهيم الّذي وفّى} [النجم: 37] قال: وفي {ألّا تزر وازرةٌ وزر أخرى} [النجم: 38] إلى قوله تعالى: {هذا نذيرٌ من النّذر الأولى} [النجم: 56] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 18 – 26
أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي، وابن ماجة عن عمرو بن الأحوص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في حجة الوداع ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده ولا مولود على والده). [الدر المنثور: 12/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن مردويه عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلما رأيته قال لأبي: ابنك هذا قال: أي ورب الكعبة قال: أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ). [الدر المنثور: 12/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله {وإن تدع مثقلة إلى حملها} قال: إن تدع نفس مثقلة من الخطايا ذا قرابة أو غير ذي قرابة {لا يحمل} عنها من خطاياها شيء). [الدر المنثور: 12/272-273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} يكون عليه وزر لا يجد أحدا يحمل عنه من وزره شيئا). [الدر المنثور: 12/273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} كنحو {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ). [الدر المنثور: 12/273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: إن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول: يا رب سل هذا لم كان يغلق بابه دوني وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة فيقول له: يا مؤمن إن لي عندك يدا قد عرفت كيف كنت في الدنيا وقد احتجت إليك اليوم فلا يزال المؤمن يشفع له إلى ربه حتى يرده إلى منزلة دون منزلة وهو في النار، وأن الوالد يتعلق بولده يوم القيامة فيقول: يا بني أي والد كنت لك فيثني خيرا فيقول: يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما ترى فيقول له ولده: يا أبت ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا أتخوف مثل الذي تخوفت فلا أستطيع أن أعطيك شيئا، ثم يتعلق بزوجته فيقول: يا فلانة أي زوج كنت لك فتثني خيرا فيقول لها: فإني أطلب إليك حسنة واحدة تهبيها لي لعلي أنجو مما ترين، قالت: ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا أتخوف مثل الذي تخوفت، يقول الله {وإن تدع مثقلة إلى حملها}، ويقول الله (يوم لا يجزي والد عن ولده) (لقمان 133) و(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه) (عيسى 34) ). [الدر المنثور: 12/273-274]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وإن تدع مثقلة إلى حملها} أي إلى ذنوبها {لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} قال: قرابة قريبة لا يحمل من ذنوبه شيئا ويحمل عليها غيرها من ذنوبها شيئا {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب} أي يخشون النار والحساب، وفي قوله {ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه} أي من عمل عملا صالحا فإنما يعمل لنفسه، وفي قوله {وما يستوي}، قال: خلق فضل بعضه على بعض فأما المؤمن فعبد حي الأثر حي البصر حي النية حي العمل، والكافر عبد ميت الأثر ميت البصر ميت القلب ميت العمل). [الدر المنثور: 12/274-275]


رد مع اقتباس