عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزّقّوم (62) إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين (63) إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنّه رءوس الشّياطين (65) فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون}.
يقول تعالى ذكره: أهذا الّذي أعطيت هؤلاء المؤمنين الّذين وصفت صفتهم من كرامتي في الجنّة، ورزقتهم فيها من النّعيم خيرٌ، أو ما أعددت لأهل النّار من الزّقّوم؟
وعنى بالنّزل: الفضل، وفيه لغتان: نزلٌ ونزلٌ؛ يقال للطّعام الّذي له ريعٌ: هو طعامٌ له نزلٌ ونزلٌ.
وقوله: {أم شجرة الزّقّوم} ذكر أنّ اللّه تعالى لمّا أنزل هذه الآية قال المشركون: كيف ينبت الشّجر في النّار، والنّار تحرق الشّجر؟). [جامع البيان: 19/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 62 - 68.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل: يزعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فتزقموا فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجر {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} أي غذيت بالنار ومنها خلقت {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} قال: يشبهها بذلك). [الدر المنثور: 12/416-417]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى فتنة للظالمين قال زادهم تكذيبا حين أخبرهم أن في النار شجرة فقالوا يخبركم أن في النار شجرة والنار تحرق الشجر فأخبرهم أن غذاءها من النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقال اللّه: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} يعني لهؤلاء المشركين الّذين قالوا في ذلك ما قالوا، ثمّ أخبرهم بصفة هذه الشّجرة فقال {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزّقّوم} حتّى بلغ {في أصل الجحيم} قال: لمّا ذكر شجرة الزّقّوم افتتن الظّلمة، فقالوا: ينبئكم صاحبكم هذا أنّ في النّار شجرةً، والنّار تأكل الشّجر، فأنزل اللّه ما تسمعون: إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم، غذّيت بالنّار ومنها خلقت.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: قال أبو جهلٍ: لمّا نزلت {إنّ شجرة الزّقّوم} قال: تعرفونها في كلام العرب: أنا آتيكم بها، فدعا جاريةً، فقال: ائتيني بتمرٍ وزبدٍ، فقال: دونكم تزقّموا، فهذا الزّقّوم الّذي يخوّفكم به محمّدٌ، فأنزل اللّه تفسيرها: {أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزّقّوم (62) إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} قال: لأبي جهلٍ وأصحابه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} قال: قول أبي جهلٍ: إنّما الزّقّوم التّمر والزّبد أتزقّمه). [جامع البيان: 19/551-552]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنا جعلناها فتنة للظالمين قال هو قول أبي جهل إنما الزقوم التمر والزبد نتزقمه). [تفسير مجاهد: 542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إنا جعلناها فتنة للظالمين} قال: قول أبي جهل: إنما الزقوم التمر والزبد أتزقمه). [الدر المنثور: 12/417]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقال اللّه: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} يعني لهؤلاء المشركين الّذين قالوا في ذلك ما قالوا، ثمّ أخبرهم بصفة هذه الشّجرة فقال {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزّقّوم} حتّى بلغ {في أصل الجحيم} قال: لمّا ذكر شجرة الزّقّوم افتتن الظّلمة، فقالوا: ينبئكم صاحبكم هذا أنّ في النّار شجرةً، والنّار تأكل الشّجر، فأنزل اللّه ما تسمعون: إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم، غذّيت بالنّار ومنها خلقت). [جامع البيان: 19/551-552] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 62 - 68.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل: يزعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فتزقموا فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجر {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} أي غذيت بالنار ومنها خلقت {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} قال: يشبهها بذلك). [الدر المنثور: 12/416-417] (م)

تفسير قوله تعالى: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} يقول تعالى ذكره: كأنّ طلع هذه الشّجرة يعني شجرة الزّقّوم في قبحه وسماجته رءوس الشّياطين في قبحها وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: إنّها شجرةٌ نابتةٌ في أصل الجحيم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} قال: شبّهه بذلك.
فإن قال قائلٌ: وما وجه تشبيهه طلع هذه الشّجرة برءوس الشّياطين في القبح، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشّياطين، وإنّما يمثّل الشّيء بالشّيء تعريفًا من الممثّل الممثّل له قرب اشتباه الممثّل أحدهما بصاحبه مع معرفة الممثّل له الشّيئين كليهما أو أحدهما، ومعلومٌ أنّ الّذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين، لم يكونوا عارفين شجرة الزّقّوم، ولا برءوس الشّياطين، ولا كانوا رأوهما، ولا واحدًا منهما؟
قيل له: أمّا شجرة الزّقّوم فقد وصفها اللّه تعالى ذكره لهم وبيّنّها حتّى عرفوها ما هي وما صفتها، فقال لهم: {شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} فلم يتركهم في عماءٍ منها وأمّا في تمثيله طلعها برءوس الشّياطين، فأقول لكلٍّ منها وجهٌ مفهومٌ: أحدها أن يكون مثّل ذلك برءوس الشّياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أنّ استعمال النّاس قد جرى بينهم في مبالغتهم، إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشّيء، قال: كأنّه شيطانٌ، فذلك أحد الأقوال والثّاني أن يكون مثّل برأس حيّةٍ معروفةٍ عند العرب تسمّى شيطانًا، وهي حيّةٌ لها عرفٌ فيما ذكر قبيح الوجه والمنظر، وإيّاه عنى الرّاجز بقوله:
عنجردٌ تحلف حين أحلف = كمثل شيطان الحماط أعرف
ويروى: عجيّزٌ والثّالث: أن يكون مثل نبتٍ معروفٍ برءوس الشّياطين، ذكر أنّه قبيح الرّأس {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون} يقول تعالى ذكره: فإن هؤلاء المشركين الّذين جعل اللّه هذه الشّجرة لهم فتنةً، لآكلون من هذه الشّجرة الّتي هي شجرة الزّقّوم فمالئون من زقّومها بطونهم). [جامع البيان: 19/553-554]
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل: يزعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فتزقموا فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجر {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} أي غذيت بالنار ومنها خلقت {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} قال: يشبهها بذلك). [الدر المنثور: 12/416-417] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله {طلعها كأنه رؤوس الشياطين}
قال: شعور الشياطين قائمة إلى السماء). [الدر المنثور: 12/417]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} يقول تعالى ذكره: كأنّ طلع هذه الشّجرة يعني شجرة الزّقّوم في قبحه وسماجته رءوس الشّياطين في قبحها وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: إنّها شجرةٌ نابتةٌ في أصل الجحيم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} قال: شبّهه بذلك.
فإن قال قائلٌ: وما وجه تشبيهه طلع هذه الشّجرة برءوس الشّياطين في القبح، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشّياطين، وإنّما يمثّل الشّيء بالشّيء تعريفًا من الممثّل الممثّل له قرب اشتباه الممثّل أحدهما بصاحبه مع معرفة الممثّل له الشّيئين كليهما أو أحدهما، ومعلومٌ أنّ الّذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين، لم يكونوا عارفين شجرة الزّقّوم، ولا برءوس الشّياطين، ولا كانوا رأوهما، ولا واحدًا منهما؟
قيل له: أمّا شجرة الزّقّوم فقد وصفها اللّه تعالى ذكره لهم وبيّنّها حتّى عرفوها ما هي وما صفتها، فقال لهم: {شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} فلم يتركهم في عماءٍ منها وأمّا في تمثيله طلعها برءوس الشّياطين، فأقول لكلٍّ منها وجهٌ مفهومٌ: أحدها أن يكون مثّل ذلك برءوس الشّياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أنّ استعمال النّاس قد جرى بينهم في مبالغتهم، إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشّيء، قال: كأنّه شيطانٌ، فذلك أحد الأقوال والثّاني أن يكون مثّل برأس حيّةٍ معروفةٍ عند العرب تسمّى شيطانًا، وهي حيّةٌ لها عرفٌ فيما ذكر قبيح الوجه والمنظر، وإيّاه عنى الرّاجز بقوله:
عنجردٌ تحلف حين أحلف = كمثل شيطان الحماط أعرف
ويروى: عجيّزٌ والثّالث: أن يكون مثل نبتٍ معروفٍ برءوس الشّياطين، ذكر أنّه قبيح الرّأس {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون} يقول تعالى ذكره: فإن هؤلاء المشركين الّذين جعل اللّه هذه الشّجرة لهم فتنةً، لآكلون من هذه الشّجرة الّتي هي شجرة الزّقّوم فمالئون من زقّومها بطونهم). [جامع البيان: 19/553-554] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد، وابن المنذر عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال: بلغنا أن ابن آدم لا ينهش من شجرة الزقوم نهشه إلا نهشت منه مثلها). [الدر المنثور: 12/417]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة قي قوله تعالى لشوبا من حميم قال مزاجا من حميم). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {لشوبًا} [الصافات: 67] : «يخلط طعامهم، ويساط بالحميم» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم لشوبًا يخلط طعامهم ويساط بالحميم مدحورًا مطرودًا سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/543] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لشوبا يخلط طعامهم ويسلط بالحميم
أشار به إلى قوله تعالى: {ثمّ إن لهم عليها لشوبا من حميم} (الصافات: 67) وفسّر: (شوبا) بقوله: (يخلط) إلى آخره. قوله: (ويساط) أي: يخلط من ساطه يسوطه سوطًا أي: خلطه. وقال الجوهري: السّوط خلط الشّيء بعضه ببعض، والحميم: هو الماء الحار). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لشوبا}) أي (يخلط طعامهم ويساط) أي يخل (بالحميم) الماء الحار التشديد فإذا شربوه قطع أمعاءهم). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ (67) ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم (68) إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين (69) فهم على آثارهم يهرعون}.
يقول تعالى ذكره: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} ثمّ إنّ لهؤلاء المشركين على ما يأكلون من هذه الشّجرة شجرة الزّقّوم شوبًا، وهو الخلط من قول العرب: شاب فلانٌ طعامه فهو يشوبه شوبًا وشيابًا {من حميمٍ} والحميم: الماء المحموم، وهو الّذي أسخن فانتهى حرّه، وأصله مفعولٌ صرف إلى فعيلٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} يقول: لمزجًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} يعني: شرب الحميم على الزّقّوم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} قال: مزاجًا من حميمٍ.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّديّ {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} قال: الشّوب: الخلط، وهو المزج.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ثمّ إنّ لهم عليها لشوبًا من حميمٍ} قال: حميمٍ يشاب لهم بغسّاقٍ ممّا تغسق أعينهم، وصديدٍ من قيحهم ودمائهم ممّا يخرج من أجسادهم). [جامع البيان: 19/554-555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فلما نفد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى) (القيامة 34 - 35) فسمع أبو جهل فقال: من توعد يا محمد قال: إياك فقال: بم توعدني فقال: أوعدك بالعزيز الكريم فقال أبو جهل: أليس أنا العزيز الكريم فأنزل الله (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) (الدخان 43) إلى قوله (ذق إنك أنت العزيز الكريم) فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه جمع أصحابه فأخرج إليهم زبدا وتمرا فقال: تزقموا من هذا فو الله ما يتوعدكم محمدا إلا بهذا فأنزل الله {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} إلى قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} فقال: في الشوب إنها تختلط باللبن فتشوبه بها فإن لهم على ما يأكلون {لشوبا من حميم} ). [الدر المنثور: 12/417-418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم). [الدر المنثور: 12/418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا} قال: لمزجا). [الدر المنثور: 12/418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} قال: يختلط الحميم والغساق قال له: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا). [الدر المنثور: 12/418-419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لشوبا من حميم} قال: يخلط طعامهم ويشاب بالحميم). [الدر المنثور: 12/419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقبل هؤلاء وهؤلاء أهل الجنة وأهل النار وقرأ ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال: في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/419]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} قال: مزجا {ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} قال: فهم في عناء وعذاب بين نار وحميم، وتلا هذه الآية (يطوفون بينها وبين حميم آن) (الرحمن 44) ). [الدر المنثور: 12/419-420]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} يقول تعالى ذكره: ثمّ إنّ مآبهم ومصيرهم لإلى الجحيم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} فهم في عناءٍ وعذابٍ من نار جهنّم، وتلا هذه الآية: {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ}.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} قال: في قراءة عبد اللّه: (ثمّ إنّ منقلبهم لإلى الجحيم) وكان عبد اللّه يقول: والّذي نفسي بيده لا ينتصف النّهار يوم القيامة حتّى يقيل أهل الجنّة في الجنّة، وأهل النّار في النّار، ثمّ قال: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًا وأحسن مقيلاً}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ثمّ إنّ مرجعهم لإلى الجحيم} قال: موتهم). [جامع البيان: 19/556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} قال: مزجا {ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} قال: فهم في عناء وعذاب بين نار وحميم، وتلا هذه الآية (يطوفون بينها وبين حميم آن) (الرحمن 44) ). [الدر المنثور: 12/419-420] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين} يقول: إنّ هؤلاء المشركين الّذين إذا قيل لهم: قولوا لا إله إلاّ اللّه يستكبرون، وجدوا آباءهم ضلالاً عن قصد السّبيل، غير سالكين محجّة الحقّ). [جامع البيان: 19/556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 69 - 74.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إنهم ألفوا آباءهم} قال: وجدوا آباءهم). [الدر المنثور: 12/420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إنهم ألفوا آباءهم} قال: وجدوا آباءهم {ضالين (69) فهم على آثارهم يهرعون} أي مسرعين). [الدر المنثور: 12/420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إنهم ألفوا آباءهم ضالين} قال: جاهلين {فهم على آثارهم يهرعون} قال: كهيئة الهرولة). [الدر المنثور: 12/420]

تفسير قوله تعالى: (فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله يهرعون قال يسرعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يهرعون} [الصافات: 70] : «كهيئة الهرولة»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يهرعون كهيئة الهرولة وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ كذلك). [فتح الباري: 8/543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} من كل مكان {ويقذفون من كل جانب} يرمون {واصب} دائم {لازب} لازم {تأتوننا عن اليمين} يعني الجنّ الكفّار تقول للشّيطان {غول} وجع بطن {ينزفون} لا تذهب عقولهم {قرين} شيطان {يهرعون} كهيئة الهرولة {يزفون} النسلان في المشي {وبين الجنّة نسبا} قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجنّ قال الله 158 الصافات ولقد {علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} ستحضر للحساب وقال ابن عبّاس {لنحن الصافون} الملائكة {صراط الجحيم} سواء الجحيم وسط الجحيم {لشوبا} يخلط طعامهم ويساط بالحميم {مدحورًا} مطرودا {بيض مكنون} اللّؤلؤ المكنون {وتركنا عليه في الآخرين} يذكر بخير {يستسخرون} يسخرون {بعلا} ربًّا {الأسباب} السّماء
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 53 سبأ {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} قولهم هو ساحر هو كاهن بل هو ساحر
وبه في قوله 11 الصافات {إنّا خلقناهم من طين لازب} قال لازم
وبه في قوله 28 الصافات {إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال الكفّار يقولونه للشياطين
وبه في قوله 51 الصافات {إنّي كان لي قرين} قال شيطان
وفي قوله 70 الصافات {فهم على آثارهم يهرعون} قال كهيئة الهرولة). [تغليق التعليق: 4/292-293]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يهرعون: كهيئة الهرولة
أشار به إلى قوله تعالى: {فهم على آثارهم يهرعون} (الصافات: 70) وفسره بقوله: (كهيئة الهرولة) أراد أنهم يسرعون كالمهرولين، والهرولة الإسراع في المشي). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يهرعون}) في قوله: {فهم على آثارهم يهرعون} [الصافات: 70] (كهيئة الهرولة) والمعنى أنهم يتبعون آباءهم اتباعًا في سرعة كأنهم مزجون على الإسراع على أثرهم فكأنهم بادروا إلى ذلك من غير توقف على نظر وبحث). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فهم على آثارهم يهرعون} يقول: فهؤلاء يسرع بهم في طريقهم، ليقتفوا آثارهم وسنّتهم؛ يقال منه: أهرع فلانٌ: إذا سار سيرًا حثيثًا فيه شبهٌ بالرّعدة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين} أي وجدوا آباءهم ضالّين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّهم ألفوا آباءهم} أي وجدوا آباءهم.
وبنحو الّذي قلنا في (يهرعون) - أيضًا - قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فهم على آثارهم يهرعون} قال: كهيئة الهرولة.
- حدّثنا بشرٌ، قال حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فهم على آثارهم يهرعون} أي يسرعون إسراعًا في ذلك.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {يهرعون} قال: يسرعون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يهرعون إليه} قال: يستعجلون إليه). [جامع البيان: 19/556-557]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يهرعون يعني كهيئة الهرولة أي يهرولون). [تفسير مجاهد: 542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إنهم ألفوا آباءهم} قال: وجدوا آباءهم {ضالين (69) فهم على آثارهم يهرعون} أي مسرعين). [الدر المنثور: 12/420] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إنهم ألفوا آباءهم ضالين} قال: جاهلين {فهم على آثارهم يهرعون} قال: كهيئة الهرولة). [الدر المنثور: 12/420] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين (71) ولقد أرسلنا فيهم منذرين (72) فانظر كيف كان عاقبة المنذرين (73) إلاّ عباد اللّه المخلصين}.
يقول تعالى ذكره: ولقد ضلّ يا محمّد عن قصد السّبيل ومحجّة الحقّ قبل مشركي قومك من قريشٍ أكثر الأمم الخالية من قبلهم). [جامع البيان: 19/558]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ولقد أرسلنا فيهم منذرين} يقول: ولقد أرسلنا في الأمم الّتي خلت من قبل أمّتك ومن قبل قومك المكذّبيك منذرين تنذرهم بأسنا على كفرهم بنا، فكذّبوهم ولم يقبلوا منهم نصائحهم، فأحللنا بهم بأسنا وعقوبتنا). [جامع البيان: 19/558]

تفسير قوله تعالى: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} يقول: فتأمّل وتبيّن كيف كان غبّ أمر الّذين أنذرتهم أنبياؤنا، وإلام صار أمرهم، وما الّذي أعقبهم كفرهم باللّه، ألم نهلكهم فنصيّرهم للعباد عبرةً ولمن بعدهم عظةً؟). [جامع البيان: 19/558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} قال: كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب الله). [الدر المنثور: 12/420]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} يقول تعالى: فانظر كيف كان عاقبة المنذرين، إلاّ عباد اللّه الّذين أخلصناهم للإيمان باللّه وبرسله؛ واستثنى عباد اللّه من المنذرين، لأنّ معنى الكلام: فانظر كيف أهلكنا المنذرين إلاّ عباد اللّه المؤمنين، فلذلك حسن استثناؤهم منهم.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} قال: الّذين استخلصهم اللّه). [جامع البيان: 19/558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {إلا عباد الله المخلصين} قال: الذين استخلصهم الله سبحانه وتعالى). [الدر المنثور: 12/420-421]


رد مع اقتباس