عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2 محرم 1432هـ/8-12-2010م, 02:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 65 إلى 87]

(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72) وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87) )

تفسير قوله تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإلى عادٍ أخاهم هوداً...} ). [معاني القرآن: 1/384]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم مّن إله غيره أفلا تتّقون}
وقال: {وإلى عادٍ أخاهم هوداً} {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} [73] فكل هذا - والله أعلم - نصبه على الكلام الأول على قوله: {لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} [59] وكذلك {لوطاً} [80]، وقال بعضهم: "واذكر لوطاً". وإنما يجيء هذا النصب على هذين الوجهين، أو يجيء على أن يكون الفعل قد عمل فيما قبله وقد سقط بعده فعل على شيء من سببه فيضمر له فعلا. فإنما يكون على أحد هذه الثلاثة وهو في القرآن كثير.
وقال: {خلائف الأرض} وقال: {خلفاء} [69] وكل جائز وهو جماعة "الخليفة"). [معاني القرآن: 2/12]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره أفلا تتّقون (65)
المعنى: لقد أرسلنا نوحا إلى قومه، وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا.
وقيل للأنبياء أخوهم وإن كانوا كفرة، يعني به أنّه قد أتاهم بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم، وهو أرجح عليهم.
وجائز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم ليكون أفهم لهم بأن يأخذوا عن رجل منهم). [معاني القرآن: 2/347]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال الملأ...}
هم الرجال لا يكون فيهم امرأة. وكذلك القوم، والنفر والرّهط). [معاني القرآن: 1/384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّا لنراك في سفاهةٍ} أي في جهل). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (قال الملأ الّذين كفروا من قومه إنّا لنراك في سفاهة وإنّا لنظنّك من الكاذبين (66)
السفاهة خفة الحلم والرأي، يقال ثوب سفيه إذا كان خفيفا.
وقوله: (وإنّا لنظنّك من الكاذبين).
وكفروا به ظانّين لا مستيقنين). [معاني القرآن: 2/347]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة} [آية: 66]
السفاهة رقة الحلم والطيش يقال ثوب سفيه إذا كان خفيفا). [معاني القرآن: 3/47]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكنّي رسول من ربّ العالمين (67)
هذا موضع أدب للخلق في حسن الجوار وفي المخاطبة، أنه دفع ما نسبوه إليه من السفاهة بأن قال ليس بي سفاهة، فدفعهم بنفي ما قالوا فقط.
وقوله: (ولكنّي رسول من ربّ العالمين).
أي الذي أنبئكم به من عند الله، لأنه أمرهم بعبادة اللّه جلّ وعزّ وتوحيده). [معاني القرآن: 2/347]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {جوابا لهم قال يا قوم ليس بي سفاهة} [آية: 67]
وهذا أدب في الاحتمال). [معاني القرآن: 3/47]

تفسير قوله تعالى: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنا لكم ناصحٌ أمينٌ...}
يقول: قد كنت فيكم أمينا قبل أن أبعث. ويقال: أمين على الرسالة). [معاني القرآن: 1/384]

تفسير قوله تعالى: (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (آلاّء الله) (68) أي نعم الله، وواحدها في قول بعضهم ألى تقديرها قفاً، وفي قول بعضهم إلى تقديرها معي.
جعل الأعشى واحدها إلى خفيف فقال:

أبيض لا يرهب الهذال ولا.=.. يقطع رحماً ولا يخون إلا
). [مجاز القرآن: 1/217-218]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أو عجبتم أن جاءكم ذكرٌ مّن رّبّكم على رجلٍ مّنكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوحٍ وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء اللّه لعلّكم تفلحون}
وقال: {وزادكم في الخلق بسطةً} أي: انبساطاً. وهو في موضع آخر {بسطةً في العلم والجسم} وهو مثل الأول). [معاني القرآن: 2/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({آلاء الله}: نعم الله وحدها إلى وإلو). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آلاء اللّه}: نعمة. واحدها ألى. ومثله في التقدير {غير ناظرين إناه}: أي وقته. وجمعه: آناء). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربّكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء اللّه لعلّكم تفلحون (69)
وخلفاء جمع خليفة على التذكير لا على اللفظ، مثل ظريف وظرفاء.
وجائز أن يجمع خلائف على اللفظ، مثل طريفة وطرائف.
وقوله - جلّ وعزّ -: (وزادكم في الخلق بسطة).
في التفسير أنّه كان أقصرهم، طوله ستون ذراعا وأطولهم مائة ذراع.
وقوله: (فاذكروا آلاء اللّه).
معناه نعم اللّه، واحدها إلى.
قال الشاعر:

أبيض لا يرهب الهزال ولا..=. يقطع رحما ولا يخون إلاّ
ويجوز أن يكون واحدها إلي وإليّ). [معاني القرآن: 2/347-348]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آلاءَ اللَّهِ} نعمه، واحده إلي، مثل حمل وأحمال، ويجوز أن يكون واحده ألي مثل ثوب وأثواب، و(ألى وإلى) مثل واحد
(آناء الليل) وآناء الليل: أوقاته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آلاء اللّهِ}: نعم الله). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) )

تفسير قوله تعالى: (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (رجسٌ) (70) أي عذاب وغضب). [مجاز القرآن: 1/218]

تفسير قوله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72) )

تفسير قوله تعالى: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً...}
منصوب بضمير أرسلنا. ولو رفع إذ فقد الفعل كان صوابا؛ كما قال: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} وقال أيضا: {فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفا ألوانها}
ثم قال: {ومن الجبال جددٌ بيض} فالوجه ها هنا الرفع؛ لأن الجبال لا تتبع النبات ولا الثمار. ولو نصبتها على إضمار: جعلنا لكم (من الجبال جددا بيضا) كما قال الله تبارك وتعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةً} أضمر لها جعل إذا نصبت؛ كما قال: {وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} والرفع في غشاوة الوجه. وقوله: {ومن الناس والدوابّ والأنعام مختلف ألوانه} ولم يقل: ألوانهم، ولا ألوانها. وذلك لمكان (من) والعرب تضمر من فتكتفي بمن من من، فيقولون: منا من يقول ذلك ومنا لا يقوله. ولو جمع على التأويل كان صوابا مثل قول ذي الرمّة:

فظلّوا ومنهم دمعه سابق له= وآخر يثني دمعة العين بالمهل
وقوله: {وزادكم في الخلق بسطة} كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعا). [معاني القرآن: 1/384-385]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم مّن إله غيره قد جاءتكم بيّنةٌ مّن رّبّكم هذه ناقة اللّه لكم آيةً فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تم سّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ أليمٌ}
وقال: {فذروها تأكل في أرض اللّه} جزم إذا جعلته جوابا ورفع إذا أردت "فذروها آكلةً" وقال: {وأمر قومك يأخذوا بأحسنها} وقال: {قل لّلّذين آمنوا يغفروا للّذين} و{فذرهم يخوضوا ويلعبوا} فصار جواباً في اللفظ وليس كذلك في المعنى). [معاني القرآن: 2/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ} [النمل: 12]. أراد في تسع آيات إلى هذه الآية، أي معها. ثم قال: إلى فرعون ولم يقل مرسلا ولا مبعوثا، لأن ذلك معروف.
ومثله: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف: 73]. أي: أرسلنا.
قال الشاعر:
رأتني بحبلَيْها فصدَّتْ مَخافةً = وفي الحبلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَرُوقُ
أراد مقبلا بحبليها). [تأويل مشكل القرآن: 217-218] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بيّنة من ربّكم هذه ناقة اللّه لكم آية فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم (73)
أي أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا.
وثمود في كتاب اللّه مصروف وغير مصروف.
فأما المصروف فقوله: (ألا إن ثمودا كفروا ربّهم ألا بعدا لثمود).
الثاني غير مصروف، فالذي صرفه جعله اسما للحي، فيكون مذكرا سمي به مذكر ومن لم يصرفه جعله اسما للقبيلة.
وقوله: (ما لكم من إله غيره).
وتقرأ غيره، فمن رفع فالمعنى ما لكم إله غيره، ودخلت " من " مؤكدة.
ومن جرّ جعله صفة لإله.
وأجاز بعضهم النصب في غير وهو جائز في غير القرآن، على النصب على الاستثناء وعلى الحال من النكرة.
ولا يجوز في القرآن لأنه لم يقرأ به.
وأجاز الفراء.. ما جاءني غيرك بنصب غير، وهذا خطأ
بيّن، إنما أنشد الخليل وسيبويه بيتا أجازا فيه نصب غير، فاستشهد هو بذلك البيت واستهواه اللفظ في قولهما إن الموضع موضع رفع.
وإنما أضيفت غير في البيت إلى شيء غير متمكن فبنيت على الفتح كما يبنى يوم إذا أضيف إلى إذ على الفتح.
والبيت قول الشاعر:
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت.=.. حمامة في غصون ذات أوقال
وأكثرهم ينشده غير أن نطقت، فلما أضاف غير إلى " أن " فتح غير، ولو قلت: ما جاء في غيرك لم يجز. ولو جاز هذا لجاز ما جاءني زيدا.
وقوله: (قد جاءتكم بيّنة من ربكم).
دعاهم إلى التوحيد ودلهم على نبوته بالناقة فقال:
(هذه ناقة اللّه لكم آية).
(آية) انتصب على الحال، أي أنظروا إلى هذه الناقة آية أي علامة.
وقد اختلف في خبرها، فقيل في بعض التفسير: إن الملأ من قوم صالح كانوا بين يديه فسألوه آية وكانت بين يديه صفاة - وهي الصخرة - فأخرج الله منها ناقة معها سقبها أي ولدها.
وجاء في بعض التفسير أنه أخذ ناقة من سائر النوق، وجعل الله لها
شربا يوما ولهم شرب يوم. وذكرت قصته في غير هذا الموضع فقال:
(هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم (155).
فكانت تشرب يوما ثم تفحج يوما آخر في واد فلا تزال تحتلب ولا ينقطع حلبها ذلك اليوم.
فجائز أن يكون أمر خروجها من الصخرة صحيحا، وجائز أن يكون أمر حلبها صحيحا. وكل منهما آية معجزة تدل على النبوة.
وجائز أن تكون الرّوايتان صحيحتين فيجمع أنّها خرجت من صخرة وأن حلبها على ما ذكرنا.
ولم يكن ليقول: (قد جاءتكم بيّنة من ربّكم) فتكون آية فيها لبس). [معاني القرآن: 2/348-350]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} [آية: 73]
قيل إنما قال جل وعز أخاهم لأنه بشرا مثلهم من بني آدم يفهمون عنه فهو أوكد عليهم في الحجة
وقيل إنما قال أخاهم لأنه من عشيرتهم
وقوله جل وعز: {قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم} [آية: 6] [آية: 73]
يروى أنها خرجت من صخرة صماء). [معاني القرآن: 3/47-48]

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (وبوّأكم) (73) أي أنزلكم قال ابن هرمة:
وبوّئت في صميم معشرها... فتمّ في قومها مبوّؤها
وزوّجكم). [مجاز القرآن: 1/218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بوأكم}: أنزلكم). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وبوّأكم في الأرض} أي أنزلكم). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوّأكم في الأرض تتّخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء اللّه ولا تعثوا في الأرض مفسدين (74)
أي لما أهلكهم وورثكم الأرض.
(وبوّأكم في الأرض).
أي أنزلكم.
قال الشاعر:
وبوّئت في صميم معشرها..=. وتمّ في قومها مبوّؤها
أي أنزلت من الكرم في صميم النسب.
وقوله: (وتنحتون من الجبال).
يقال: نحت ينحت، ويقال أيضا نحت ينحت، لأن فيه حرفا من حروف ويروى أنهم لطول أعمارهم كانوا يحتاجون أن ينحتوا بيوتا في الجبال،
لأن السقوف والأبنية كانت تبلى قبل فناء أعمارهم). [معاني القرآن: 2/350-351]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وبوأكم في الأرض} [آية: 74]
أي أنزلكم وقال الشاعر:
وبوئت في صميم معشرها = فنم في قومها مبوؤها
وقيل إنما كانوا ينحتون من الجبال بيوتا لطول أعمارهم لأن السقف والحيطان كانت تنهدم قبل فناء أعمارهم
ثم قال جل وعز: {فاذكروا آلاء الله} [آية: 74]
قال قتادة الآلاء النعم
وحكى أبو عبيدة واحدها إلى وإلى
وزاد غيره إلي). [معاني القرآن: 3/48-49]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَبَوَّأَكُمْ} أي أنزلكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَوَّأَكُمْ}: أنزلكم). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) )

تفسير قوله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) )

تفسير قوله تعالى: (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (وعتوا عن أمر ربّهم) (76) أي تكبروا وتجبروا، يقال جبّار عاتٍ). [مجاز القرآن: 1/218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وعتوا}: من العتو وهي الجبرية). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (فعقروا النّاقة وعتوا عن أمر ربّهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين (77)
(وعتوا عن أمر ربّهم).
أي جاوزوا المقدار في الكفر). [معاني القرآن: 2/351]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وعتوا عن أمر ربهم} [آية: 77] أي تجاوزا في الكفر). [معاني القرآن: 3/49]

تفسير قوله تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأخذتهم الرّجفة...}
والرجفة هي الزلزلة. والصاعقة هي النار. يقال: أحرقتهم.
وقوله: {فأصبحوا في دارهم جاثمين} يقول: رمادا جاثما). [معاني القرآن: 1/385]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (جاثمين) (77) أي بعضهم على بعض جثوم، وله موضع آخر جثوم على الرّكب، قال جرير:
عرفت المنتأى وعرفت منها.=.. مطايا القدر كالحدأ الجثوم
). [مجاز القرآن: 1/218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جاثمين}: لا يتحركون كجثوم الأرنب). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جاثمين} الأصل في الجثوم للطير والأرنب وما يجثم.
والجثوم البروك على الركب). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (فأخذتهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين (78)
والرجفة: الزلزلة الشديدة.
ويروى أنه لما قال لهم: (تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّام)
أصبحوا في أول يوم مصفرة وجوههم، وفي اليوم الثاني محمرة وجوههم وفي اليوم الثالث مسودّة وجوههم، وفي اليوم الرابع أتاهم العذاب.
ويقال إن ابتداء عقرهم الناقة كان في يوم الأربعاء، وأخذهم العذاب في يوم السبت.
وقوله: (فأصبحوا نادمين).
أي في وقت لا ينفعهم الندم.
وأصبحوا جاثمين. في اليوم الذي أخذتهم فيه الرجفة.
ومعنى (جاثمين) قد خمدوا من شدة العذاب.
وقال بعضهم أصبحوا كالرماد الجاثم). [معاني القرآن: 2/351]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأخذتهم الرجفة} [آية: 78]
الرجفة في اللغة الزلزلة الشديدة
ثم قال تعالى: {فأصبحوا في دارهم جاثمين} [آية: 78] أي ساقطين على ركبهم ووجوهم
وأصل الجثوم للأرانب وما أشبهها والموضع مجثم قال الشاعر:

بها العين والآرام يمشين خلفة = وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وروى معمر عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أنه قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فأخذتهم الصيحة فأهمد الله من تحت السماء منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه). [معاني القرآن: 3/49-50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصيحة) و(الرجفة) الموت.
{جَاثِمِينَ} لا تتحركون، وأصله الطير والأرنب تجثم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جَاثِمِينَ}: لا يتحركون). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتولّى عنهم...}
يقال: إنه لم يعذب أمّة ونبيّها فيها حتى يخرج عنها). [معاني القرآن: 1/386]

تفسير قوله تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين (80)
أي وأرسلنا لوطا إذ قال لقومه.
وقال الأخفش ويجوز أن يكون منصوبا على واذكر لوطا إذ قال لقومه. والوجه أن يكون معطوفا على الإرسال.
وقال بعض أهل اللغة: لوط مشتق من لطت الحوض إذا ملّسته بالطين.
وهذا غلط. لأن لوطا من الأسماء الأعجمية ليس من العربية، فأما لطت
الحوض وهذا ألوط بقلبي من هذا، فمعناه ألصق بقلبي. واللّيط القشر. وهذا صحيح في اللغة.
ولكن الاسم أعجمي كإبراهيم وإسحاق، لا نقول إنه مشتق من السّحق وهو البعد. وهو كتاب الله الذي لا ينبغي أن يقدم على تفسيره إلا برواية صحيحة وحجة واضحة.
وقوله: (أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين).
هذا دليل أن فاحشة اللواط لم يفعلها أحد قبل قوم لوط.
وقد اختلف الناس في حدّ اللّوطي، فقال بعضهم هو كالزاني.
وروي أن أبا بكر حرق رجلا يقال له الفجاءة بالنار في اللواط.
وقال بعضهم: يجب أن يقتل محصنا أو غير محصن، لأن الله تبارك وتعالى قتل فاعليه بالحجارة.
فخاطبهم لوط فقال: (أتأتون الفاحشة).
وقال في موضع آخر: (إنكم لتأتون الفاحشة).
والفاحشة الشيء الغليظ القبيح). [معاني القرآن: 2/351-352]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} [آية: 80]
دل بهذا على أنه لم يتقدمهم أحد في اللواط ومعنى {إنهم أناس يتطهرون} أي يتطهرون عن الفاحشة). [معاني القرآن: 3/51]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) )

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أخرجوهم...}
يعني لوطا أخرجوه وابنتيه.
وقوله: {إنّهم أناسٌ يتطهّرون} يقولون: يرغبون عن أعمال قوم لوط ويتنزهون عنها). [معاني القرآن: 1/386]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وما كان جواب قومه إلّا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنّهم أناس يتطهّرون (82)
يجوز أن يكون " جواب " مرفوعا. (وما كان جواب قومه إلّا أن قالوا)
والأجود النصب وعليه القراءة.
(إلّا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنّهم أناس يتطهّرون).
أي يتطهرون عن عملكم). [معاني القرآن: 2/352-353]

تفسير قوله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (امرأته كانت من الغابرين) (82) أي كانت قد غبرت من كبرها في الغابرين، في الباقين حتى هرموا وهرمت وهي قد أهلكت مع قومها فلم تغبر بعدهم فتبقى ولكنها كانت قبل ذلك من الغابرين، وجعلها من الرجال والنساء
وقال: من الغابرين، لأن صفة النساء مع صفة الرجال تذكّر إذا أشرك بينهما وقال العجاج:
فما ونى محمدٌ مذ أن غفر..=. له الإله ما مضى وما غبر
أي ما بقى وقال الأعشى:

عض بما أبقى المواسي له..=. من أمّه في الزّمن الغابر
ولم يختّن فيما مضى فبقى من الزمن الغابر أي الباقي ألا ترى أنه قد قال:
وكنّ قد أبقين منها أذىً..=. عند الملاقى وافر الشافر
). [مجاز القرآن: 1/218-219]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الغابرين}: الباقين يقال ما مضى وما غبر). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الغابرين}: الباقين. يقال: من مضى ومن غبر أي ومن بقي). [تفسير غريب القرآن: 170]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (فأنجيناه وأهله إلّا امرأته كانت من الغابرين (83)
في التفسير أنّ أهله ابنتاه.
(إلّا امرأته كانت من الغابرين)
قيل في الغابرين ههنا قولان.
قال أهل اللغة: من الغابرين من الباقين.
أي من الباقين في الموضع الذي عذبوا فيه.
وأنشد أبو عبيدة معمر بن المثنى.

فما ونى محمد مذ أن غفر.=.. له الإله ما مضى وما غبر
أي ما بقي.
وقال بعضهم: (من الغابرين) أي من الغائبين عن النجاة.
وكلاهما وجه. واللّه أعلم). [معاني القرآن: 2/353]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين} [آية: 83]
قال قتادة الباقين
والغابر عند أهل اللغة من الأضداد يقال لما بقي غابر ولما ذهب وغاب غابر
وقد قيل في الآية إن معناها من الغابرين عن النجاة
قيل من الباقين مع قوم لوط في الموضع الذي عذبوا فيه
و أبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى من المعمرين أي أنها قد هرمت
وقال حذيفة رفع جبريل مدينتهم ثم قلبها فسمعت
امرأته الوجبة فالتفتت فأهلكت معهم
والأكثر في اللغة أن يكون الغابر الباقي قال الراجز:
فما ونى محمد مذ أن غفر = له الإله ما مضى وما غبر
أي وما بقي). [معاني القرآن: 3/51-52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْغَابِرِينَ} الباقين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) )

تفسير قوله تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها...}
وإصلاحها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالحلال وينهى عن الحرام. فذلك صلاحها. وفسادها العمل - قبل أن يبعث النبي - بالمعاصي.
وقوله شعيب: {قد جاءتكم بيّنةٌ مّن رّبّكم} لم يكن له آية إلا النبوّة. وكان لثمود الناقة، ولعيسى إحياء الموتى وشبهه). [معاني القرآن: 1/386]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (ولا تّبخسوا النّاس أشياءهم) (84) مجازه: لا تظلموا الناس حقوقهم ولا تنقصوها وقالوا في المثل: (نحسبها حمقاء وهي باخسة) أي ظالمة). [مجاز القرآن: 1/219]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم مّن إله غيره قد جاءتكم بيّنةٌ مّن رّبّكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خيرٌ لّكم إن كنتم مّؤمنين}
وقال: {فأوفوا الكيل والميزان} ). [معاني القرآن: 2/13]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بيّنة من ربّكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين (85)
مدين لا ينصرف لأنه اسم للقبيلة أو البلدة، وجائز أن يكون أعجميا.
وقوله: (قد جاءتكم بيّنة من ربّكم فأوفوا الكيل والميزان).
قال بعض النحويين؛ لم يكن لشعيب آية إلا النبوة، وهذا غلط فاحش.
قال قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل فجاء بالفاء جوابا للجزاء، فكيف يقول: قد جاءتكم بينة من ربكم ولم يكن له آية إلا النبوة، فإن كان مع النبوة آية فقد جاءهم بها.
وقد أخطأ القائل بقوله: لم تكن له آية، ولو ادّعى مدّع النبوة بغير آية لم تقبل منه، ولكن القول في شعيب أن آيته كما قال بينة.
إلا
أن الله جل ثناؤه ذكر بعض آيات الأنبياء في القرآن وبعضهم لم يذكر آيته، فمن لم تذكر آيته لا يقال: لا آية له.
وآيات محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تذكر كلها في القرآن ولا أكثرها.
وقوله: (ولا تبخسوا النّاس أشياءهم)
البخس النقص والقلّة، يقال بخست أبخس بالسين، وبخصت عينه بالصاد لا غير مثل فقأت عينيه.
(ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
أي لا تعملوا فيها بالمعاصي وبخس الناس بعد أن أصلحها الله بالأمر بالعدل وإرسال الرسل). [معاني القرآن: 2/353-354]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} [آية: 85]
البخس النقصان). [معاني القرآن: 3/52]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} [آية: 85] أي بعد أن أصلحها الله بالأمر بالعدل وإرسال الرسل). [معاني القرآن: 3/52]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تقعدوا بكلّ صراطٍ توعدون...}
كانوا يقعدون لمن آمن بالنبيّ على طرقهم يتوعّدونهم بالقتل. وهو الإيعاد والوعيد. إذا كان مبهما فهو بألف، فإذا أوقعته فقلت: وعدتك خيرا أو شرا كان بغير ألف؛ كما قال تبارك وتعالى: {النار وعدها الله الذين كفروا} ). [معاني القرآن: 1/386]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (تبغونها عوجاً) (85) مكسورة الأول مفتوح ثاني الحروف وهو الإعوجاج في الدين وفي الأرض، وفي آية أخرى:
(لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً) (20/107) والعوج إذا فتحوا أوله والحرف الثاني فهو الميل فيما كان قائماً نحو الحائط والقناة والسّن ونحو ذلك). [مجاز القرآن: 1/219-220]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولا تقعدوا بكلّ صراطٍ توعدون وتصدّون عن سبيل اللّه من آمن به وتبغونها عوجاً واذكروا إذ كنتم قليلاً فكثّركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين}
ثم قال: {ولا تقعدوا بكلّ صراطٍ توعدون} تقول: "هم في البصرة" و"بالبصرة" و"قعدت له في الطّريق" و"بالطّريق"). [معاني القرآن: 2/13-14]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ولا تقعدوا بكلّ صراط توعدون وتصدّون عن سبيل اللّه من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثّركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين (86)
أي بكل طريق.
ومعنى توعدون أي توعدون من آمن بشعيب بالعذاب والتهدد يقال: وعدته خيرا، ووعدته شرّا، فإذا لم تذكر واحدا منهما.
قلت في الخير وعدته وفي الشر أوعدته.
وقوله: (وتصدّون عن سبيل اللّه).
أي عن الطريق التي آمن اللّه من آمن بها.
(وتبغونها عوجا).
أي وتريدون الاعوجاج والعدول عن القصد.
يقال في الدين وفيما يعلم إذا كان على غير استواء عوج بكسر العين وفي الحائط والعود عوج بفتح العين.
وقوله: (واذكروا إذ كنتم قليلا فكثّركم).
جائز أن يكون (فكثّركم) جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء، وجائز أن يكون كان عددهم قليلا فكثرهم، وجائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة وأقدار فكثرهم، إلا أنه ذكرهم بنعمة الله عليهم كما قال: (فاذكروا آلاء اللّه) أي نعم اللّه). [معاني القرآن: 2/354-355]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} [آية: 86]
قال قتادة أي توعدون من أتى شعيبا وغشية وأراد الإسلام بالأذى
ويقال وعدته خيرا أو شرا فإذا قلت وعدته لم يكن إلا للخير وإذا قلت أوعدته لم يكن إلا للشر
ثم قال جل وعز: {وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا} [آية: 86]
قال قتادة أي وتبغون السبيل عوجا عن الحق
والسبيل الطريق والمذهب
ثم قال جل وعز: {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم} [آية: 86]
1 - يجوز أن يكونوا قليلي العدد.
2-ويجوز أن يكونوا فقراء فكثرهم بالغنى.
3-ويجوز أن يكونوا غير ذوي مقدرة
والله أعلم بما أراد إلا أنه ذكرهم نعمة من نعم الله جل وعز كما قال تعالى: {فاذكروا آلاء الله} ). [معاني القرآن: 3/54]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87) )


رد مع اقتباس