عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 09:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{يا أيّها الّذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثباتٍ أو انفروا جميعاً...}
يقول: عصباً إذا دعيتم إلى السرايا، أو دعيتم لتنفروا جميعا). [معاني القرآن: 1/275]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فانفروا ثباتٍ}: واحدتها ثبة، ومعناها: جماعات في تفرقة؛ وقال زهير بن أبي سلمى:

وقد أغدو على ثبةٍ كرام... نشاوى واجدين لما نشاء
وتصديق ذلك{أو انفروا جميعاً) (71)، وقد تجمع ثبة: ثبين، قال عمرو بن كلثوم:

فأمّا يوم خشيتنا عليهم... فتصبح خيلنا عقبا ثبينا). [مجاز القرآن: 1/132]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({انفروا ثبات}: جماعات، واحدها: ثبة). [غريب القرآن وتفسيره: 121]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ثباتٍ} جماعات، واحدتها: ثبة، يريد: جماعة بعد جماعة.

{أو انفروا جميعاً} أي: بأجمعكم جملة واحدة).
[تفسير غريب القرآن: 130]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{يا أيّها الّذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا}
أمر اللّه أن لا يلقي المؤمنون بأيديهم إلى التهلكة وأن يحذروا عدوهم وأن يجاهدوا في الله حق الجهاد، ليبلو الله الأخيار وضمن لهم مع ذلك النصر، لأنه لو تولى اللّه تعالى قتل أعدائه بغير سبب للآدميين لم يكونوا مثابين، ولكنه أمر أن يؤخذ الحذر.
وقال: {فانفروا ثبات أو انفروا جميعا} والثبات الجماعات المتفرقة، واحدها: ثبة.

قال زهير ابن أبي سلمى:
وقد أغدو على ثبة كرام... نشاوى واجدين لما نشاء
قال سيبويه ثبة تجمع ثبون وثبين، في الرفع والنصب والجر وإنما جمعت بالواو والنون - وكذلك عزة وعضة - كقوله عزّ وجلّ {الّذين جعلوا القرآن عضين} - لأنّ الواو والنون جعلتا عوضا من حذف آخر الكلمة.

وثبة: التي هي الجماعة محذوف آخرها؛ تصغّر ثبيّة، وثبة الحوض: وسطه حيث يثوب الماء إليه تصغّر ثوبية، لأن هذا محذوفة منه عين الفعل، وإنما اشتقت ثبة الجماعة من ثبيت على الرجل إذا أثنيت عليه في حياته، وتأويله: أنك جمعت ذكر محاسنه، فأما الثبة الجماعة من فرقة، فتأويله: انفروا جماعات متفرقة أو انفروا بعضكم إلى بعض).
[معاني القرآن: 2/74-75]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا}

قال قتادة:
الثبات الفرق.
وقال الضحاك: الثبات العصب والجميع المجتمعون.
وقال أهل اللغة: "الثبات" الجماعات في تفرقة، والمعنى: انفروا جماعة بعد جماعة أو انفروا بأجمعكم وواحد الثبات ثبة وهي مشتقة من قولهم ثبيت الرجل إذا أثنيت عليه في حياته لأنك كأنك جمعت محاسنه). [معاني القرآن: 2/130-131]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {فانفروا ثبات} أي: فرقا).
[ياقوتة الصراط: 199]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {أَو انْفِرُوا جَمِيعاً} أي: انفروا مجتمعين).
[ياقوتة الصراط: 200]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ثُبَاتٍ} أي: جماعات، الواحدة: ثُبة).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 62]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ثُبَاتٍ}: جماعة متفرقة).
[العمدة في غريب القرآن: 113]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{وإنّ منكم لمن لّيبطّئنّ...}
اللام التي في (من) دخلت لمكان (إنّ) كما تقول: إنّ فيها لأخاك.

ودخلت اللام في {ليبطّئنّ} وهي صلة لمن على إضمار شبيه باليمين؛ كما تقول في الكلام: هذا الذي ليقومنّ؛ وأرى رجلا ليفعلنّ ما يريد.
واللام في النكرات إذا وصلت أسهل دخولا منها في من وما والذي؛ لأن الوقوف عليهن لا يمكن.
والمذهب في الرجل والذي واحد إذا احتاجا إلى صلة.

وقوله: {وإنّ كلاّ لما ليوفّينّهم} من ذلك، دخلت اللام في (ما) لمكان إنّ، ودخلت في الصلة كما دخلت في ليبطئن، ولا يجوز ذلك في عبد الله، وزيد أن تقول: إن أخاك ليقومنّ؛ لأن الأخ وزيدا لا يحتاجان إلى صلة، ولا تصلح اللام أن تدخل في خبرهما وهو متأخر؛ لأن اليمين إذا وقعت بين الاسم والخبر بطل جوابها؛ كما نقول: زيد والله يكرمك، ولا تقول زيد والله ليكرمك). [معاني القرآن: 1/275-276]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): (
{وإنّ منكم لمن لّيبطّئنّ فإن أصابتكم مّصيبةٌ قال قد أنعم اللّه عليّ إذ لم أكن مّعهم شهيداً}
قال:
{وإنّ منكم لمن لّيبطّئنّ} فاللام الأولى: مفتوحة لأنها للتوكيد نحو: "إنّ في الدّار لزيداً"
واللام الثانية: للقسم كأنه قال: "وإن منكم من واللّه ليبطئنّ"). [معاني القرآن: 1/206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقال:
{وإنّ منكم لمن ليبطّئنّ فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم اللّه عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا} أي: ممن أظهر الإيمان لمن يبطئ عن القتال، يقال قد أبطأ الرجل، وبطوء بمعنى: أبطأ تأخر، ومعنى بطوء: ثقل، إبطاء، وبطئا.
واللام الأولى التي في " لمن ": لام إن، واللام التي في ليبطئن: لام القسم، ومن موصولة بالجالب للقسم، كان هذا لو كان كلاما لقلت إن منكم لمن أحلف واللّه ليبطئن.

والنحويون يجمعون على أن: من وما والذي لا يوصلن بالأمر والنهي إلا بما يضمر معها من ذكر الخبر، وأن لام القسم إذا جاءت مع هذه الحروف فلفظ القسم وما أشبه لفظه مضمر معها.
وقوله:
{فإن أصابتكم مصيبة قال} هذا المبطّئ: {قد أنعم اللّه عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا} أي: لم أشركهم في مصيبتهم). [معاني القرآن: 2/75-76]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي} أي: يبطئ عن القتال ويبطئ على التكثير، يعنى به: المنافقون {فإن أصابتكم مصيبة} أي: هزيمة).
[معاني القرآن: 2/131]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {
يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً...}
العرب تنصب ما أجابت بالفاء في ليت؛ لأنها تمنّ، وفي التمني معنى يسّرني أن تفعل فأفعل، فهذا نصب كأنه منسوق؛ كقولك في الكلام: وددت أن أقوم فيتبعني الناس: وجواب صحيح: يكون لجحد ينوي في التمنّي؛ لأنّ ما تمنّى مما قد مضى فكأنه مجحود؛ ألا ترى أن قوله: {يا ليتني كنت معهم فأفوز} فالمعنى: أكن معهم فأفوز، وقوله في الأنعام {يا ليتنا نردّ ولا نكذّب} هي في قراءة عبد الله بالفاء {نردّ فلا نكذب بآيات ربّنا} فمن قرأها كذلك جاز النصب على الجواب، والرفع على الاستئناف، أي: فلسنا نكذب، وفي قراءتنا بالواو، فالرفع في قراءتنا أجود من النصب، والنصب جائز على الصرف؛ كقولك: لا يسعني شيء ويضيق عنك).
[معاني القرآن: 1/276]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (
{ولئن أصابكم فضل من اللّه ليقولنّ كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} أي: ظفرتم وغنمتم.
{ليقولنّ كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة يا ليتني كنت معهم}
{كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة} جائز أن يكون: وقع ههنا معترضا.

المعنى: {ولئن أصابكم فضل من اللّه ليقولنّ}
{يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما}
ويكونّ:
{إن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم اللّه عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا}
{كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة} ومعنى المودّة ههنا، أي: كأنّه لم يعاقدكم على الإيمان، أي: كأنّه لم يظهر لكم المودة.

وجائز أن يكون - واللّه أعلم -: ليقولنّ يا ليتني كنت معهم كأن لم تكن بينكم وبينه مودة، أي: كأنّه لم يعاقدكم على أن يجاهد معكم، فلا يكون في العربيّة فيه عيب ولا ينقص معنى.. واللّه أعلم.
{فأفوز فوزا عظيما}
{فأفوز} منصوب على جواب التمني بالفاء). [معاني القرآن: 2/76]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (
{ولئن أصابكم فضل من الله} أي: غنيمة، {ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة} لله وقرأ الحسن (ليقولن) بضم اللام وهو محمول على المعنى لأن من لجماعة فهذا معترض، والمعنى هو: قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا كأن لم يكن بينكم وبينه مودة، أي: كأن لم يعاقدكم على الجهاد.

ويجوز أن يكون المعنى: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما كأن لم يكن بينكم وبينه مودة). [معاني القرآن: 2/132]


رد مع اقتباس