عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 04:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 53 إلى 70]

(وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) )

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ويستنبئونك أحقٌّ هو قل إي وربّي إنّه لحقٌّ وما أنتم بمعجزين}
وقال: {ويستنبئونك أحقٌّ هو} كأنه قال "ويقولون أحقّ هو"). [معاني القرآن: 2/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (إي): بمعنى بلى، قال الله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} ولا تأتي إلا قبل اليمين، صلة لها).
[تأويل مشكل القرآن: 562]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويستنبئونك أحقّ هو قل إي وربّي إنّه لحقّ وما أنتم بمعجزين}
أي لستم ممن يعجز أن يجازى على كفره). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويستنبئونك أحق هو}
المعنى ويستخبرونك فيقولون أحق هو
{قل أي وربي إنه لحق} أي المعنى نعم
وقوله جل وعز: {وما أنتم بمعجزين}
أي ما أنتم ممن يعجز عن أن يجازى بكفره). [معاني القرآن: 3/299]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ويستنبئونك أحق هو} أي: يستخبرونك). [ياقوتة الصراط: 256]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قل إي وربي} أي: نعم). [ياقوتة الصراط: 256]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب...}
يعني الرؤساء من المشركين، أسرّوها من سفلتهم الذين أضلّوهم، فأسرّوها أي أخفوها). [معاني القرآن: 1/469]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولو أنّ لكلّ نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون}
{وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب}.
هؤلاء الدّعاة الرؤساء الكفرة، أسروا ندامتهم). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأسروا الندامة لما رأوا العذاب}
في معناه قولان:
أحدهما أن الرؤساء الدعاة إلى الكفر أسروا الندامة لما رأوا العذاب والآخر أن أسروا بمعنى أظهروا
وقال أبو العباس إن كان هذا صحيحا فمعناه بدت الندامة في أسرة وجوههم وواحدها سرار وهي الخطوط التي في الجبهة). [معاني القرآن: 3/299-300]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}

تفسير قوله تعالى: {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

تفسير قوله تعالى: ريَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)ؤ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظة من ربّكم وشفاء لما في الصّدور وهدى ورحمة للمؤمنين}
{قد جاءتكم موعظة من ربّكم} يعني القرآن). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم} يعني القرآن). [معاني القرآن: 3/300]

تفسير قوله تعالى: رقُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا...}
هذه قراءة العامة. وقد ذكر عن زيد بن ثابت أنه قرأ {فبذلك فلتفرحوا} أي يا أصحاب محمد، بالتاء.
وقوله: {هو خيرٌ مّمّا يجمعون}: يجمع الكفار. وقوّى قول زيد أنها في قراءة أبيّ {فبذلك فافرحوا} وهو البناء الذي خلق للأمر إذا واجهت به أو لم تواجه؛ إلا أن العرب حذفت اللام من فعل المأمور المواجه لكثرة الأمر خاصّة في كلامهم؛ فحذفوا؛ اللام كما حذفوا التاء من الفعل. وأنت تعلم أن الجازم أو الناصب لا يقعان إلا على الفعل الذي أوّله الياء والتاء والنون والألف. فلما حذفت التاء ذهبت باللام وأحدثت الألف في قولك: اضرب وافرح؛ لأن الضاد ساكنة فلم يستقم أن يستأنف بحرف ساكن، فأدخلوا ألفا خفيفة يقع بها الابتداء؛ كما قال: {ادّاركوا}. {واثّاقلتم}. وكان الكسائيّ يعيب قولهم (فلتفرحوا) لأنه وجده
قليلا فجعله عيبا، وهو الأصل. ولقد سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض المشاهد {لتأخذوا مصافّكم} يريد به خذوا مصافّكم). [معاني القرآن: 1/469-470]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مّمّا يجمعون}
وقال: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مّمّا يجمعون} وقال بعضهم (تجمعون) أي: تجمعون يا معشر الكفار. وقال بعضهم (فلتفرحوا) وهي لغة العرب ردية لأن هذه اللام إنما تدخل في الموضع الذي لا يقدر فيه على "أفعل"؛ يقولون: "ليقل زيدٌ" لأنك لا تقدر على "أفعل". ولا تدخل اللام إذا كلمت الرجل فقلت "قل" ولم تحتج إلى اللام. وقوله: {فبذلك} بدل من قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته}). [معاني القرآن: 2/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قل بفضل اللّه وبرحمته} فضله: الإسلام. ورحمته: القرآن). [تفسير غريب القرآن: 197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممّا يجمعون}
اللام أصلها الكسر. و {فبذلك} بدل من قوله.. {بفضل اللّه وبرحمته}.
وهو يدل على أنه يعني به القرآن أيضا). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا}
قال الحسن فضله الإسلام ورحمته القرآن
وقال أبو التياح بفضل الله يعني الإسلام وبرحمته يعني القرآن فبذلك فلتفرحوا يا أصحاب محمد هو خير مما يجمعون قال يعني الكفار
وروى عكرمة عن ابن عباس بفضل الله القرآن وبرحمته أن جعلنا من أهله). [معاني القرآن: 3/300-301]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قُلْ بِفَضْلِ اللّه} أي بالإسلام، {وِبِرَحْمَتِهِ} أي بالقران). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 102]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل أرأيتم ما أنزل اللّه لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آللّه أذن لكم أم على اللّه تفترون}
{ما} في موضع نصب بـ {أنزل}، والمعنى إنكم جعلتم البحائر والسوائب حراما واللّه لم يحرّم ذلك). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا}
قال مجاهد يعني البحائر والسوائب
وقال الضحاك يعني بقوله: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} ). [معاني القرآن: 3/301]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما تكون في شأنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ ولا تعملون من عملٍ إلاّ كنّا عليكم شهوداً...}
يقول: الله تبارك وتعالى شاهد على كل شيء. {وما} ها هنا جحد لا موضع لها. وهي كقوله: {ما يكون من نّجوى ثلاثةٍ إلا هو رابعهم} يقول: إلا هو شاهدهم.
{وما يعزب عن رّبّك من مّثقال ذرّةٍ في الأرض ولا في السّماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} و{أصغر وأكبر}. فمن نصبهما فإنما يريد الخفض: يتبعهما المثقال أو الذرّة.
ومن رفعهما أتبعهما معنى المثقال؛ لأنك لو ألقيت من المثقال {من} كان رفعا. وهو كقولك: ما أتاني من أحد عاقلٍ وعاقلٌ.
وكذلك قوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}). [معاني القرآن: 1/470]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إذ تفيضون فيه} أي تكثرون وتلغطون وتخلطون.
{وما يعزب عن ربّك} أي ما يغيب عنه، ويقال: أين عزب عقلك عنك.
{مثقال ذرّةٍ} أي زنة نملة صغيرة، ويقال خذ هذا فإنه أخف مثقالاً، أي وزناً). [مجاز القرآن: 1/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وما تكون في شأنٍ وما تتلوا منه من قرآنٍ ولا تعملون من عملٍ إلاّ كنّا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن رّبّك من مّثقال ذرّةٍ في الأرض ولا في السّماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلاّ في كتابٍ مّبينٍ}
وقال: {وما يعزب عن رّبّك من مّثقال ذرّةٍ في الأرض ولا في السّماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} أيّ: "ولا يعزب عنه أصغر من ذلك ولا أكبر" بالرفع. وقال بعضهم (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) بالفتح أي: "ولا من أصغر من ذلك ولا من أكبر" ولكنه "أفعل" ولا ينصرف وهذا أجود في العربية وأكثر في القراءة وبه نقرأ). [معاني القرآن: 2/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {إذ تفيضون فيه}: تكثرون وتلغطون.
{وما يعزب عن ربك}: يغيب عزب الشيء إذا غاب). [غريب القرآن وتفسيره: 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ تفيضون فيه} أي تأخذون فيه. يقال: أفضنا في الحديث.
{وما يعزب عن ربّك} أي ما يبعد ولا يغيب {من مثقال ذرّةٍ} أي وزن نملة صغيرة). [تفسير غريب القرآن: 197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلّا كنّا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربّك من مثقال ذرّة في الأرض ولا في السّماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلّا في كتاب مبين}
أي أيّ وقت تكون في شأن من عبادة اللّه، وما تلوت به - من الشأن من قرآن.
{إذ تفيضون فيه}أي إذ تنتشرون فيه، يقال: أفاض القوم في الحديث إذا انتشروا فيه وخاضوا.
{وما يعزب عن ربّك من مثقال ذرّة}.
يقرأ يعزب ويعزب - بضم الزاي وكسرها - ومعناه ما يبعد، والمثقال: والثقل في معنى واحد.
{ولا أصغر من ذلك ولا أكبر}.
فالفتح على.. ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ولا مثقال أصغر من ذلك ولا أكبر، والموضع موضع جر إلا أنه فتح لأنه لا يصرف.
ومن رفع فالمعنى: ما يعزب عن ربك مثقال ذرّة ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
والخبر قوله: {إلا في كتاب مبين} ). [معاني القرآن: 3/26]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه}
معنى {وما تكون في شأن} أي وأي وقت تكون في شأن من عبادة أو غيرها {وما تتلو منه من قرآن} قال أبو إسحاق المعنى من الشأن
وقوله جل وعز: {إذ تفيضون فيه} أي تأخذون فيه ومنه أفاض في الحديث
وقوله جل وعز: {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة} أي وما يبعد ولا يغيب
ومثقال الشيء وزنه والذرة النملة الصغيرة). [معاني القرآن: 3/301-302]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{تتلو} تقرأ). [ياقوتة الصراط: 255]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إذ تفيضون فيه} أي: إذ تأخذون في حديثه وأمره). [ياقوتة الصراط: 256]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وما يعزب} أي: وما يغرب: أي وما يبعد). [ياقوتة الصراط: 256]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} أي تأخذون.
{وَمَا يَعْزُبُ} أي يبعد ويغيب.
{مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} أي وزن مثقال ذرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُفِيضُونَ}: تكثرون القول
{يَعْزُبُ}: يغيب). [العمدة في غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: رأَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
يروى أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم من أولياء الله فقال الذين إذا رؤوا ذكر الله
حدثنا أبو جعفر قال نا الحسين بن عمر الكوفي ببغداد قال نا العلاء بن عمرو قال نا يحيى بن اليمان عن أشعث بن إسحاق القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال يذكر الله جل وعز برؤيتهم). [معاني القرآن: 3/302]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون...الّذين آمنوا وكانوا يتّقون...}
{الذين} في موضع رفع؛ لأنه نعت جاء بعد خبر إن؛ كما قال {إن ذلك لحقٌّ تخاصم أهل النار} وكما قال {قل إنّ ربّي يقذف بالحقّ علاّم الغيوب} والنصب في كل ذلك جائز على الإتباع للاسم الأوّل وعلى تكرير {إنّ}.
وإنما رفعت العرب النعوت إذا جاءت بعد الأفاعيل في {إنّ} لأنهم رأوا الفعل مرفوعا، فتوهّموا أن صاحبه مرفوع في المعنى - لأنهم لم يجدوا في تصريف المنصوب اسما منصوبا وفعله مرفوع - فرفعوا النعت. وكان الكسائيّ يقول: جعلته - يعني النعت - تابعا للاسم المضمر في الفعل؛ وهو خطأ وليس بجائز؛ لأن (الظريف) وما أشبهه أسماء ظاهرة، ولا يكون الظاهر نعتا لمكنيّ إلا ما كان مثل نفسه وأنفسهم، وأجمعين، وكلهم؛ لأن هذه إنما تكون أطرافا لأواخر الكلام؛ لا يقال مررت بأجمعين، كما يقال مررت بالظريف.
وإن شئت جعلت قوله: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون} رفعا.
بقوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا}). [معاني القرآن: 1/470-471]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {لهم البشرى في الحياة الدّنيا}.
وذكر أن البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنة. وقد يكون قوله: {لهم البشرى} ما بشّرهم به في كتابه من موعوده،
فقال {ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات} في كثير من القرآن.
ثم قال لهم {لا تبديل لكلمات اللّه} أي لا خلف لوعد الله). [معاني القرآن: 1/471]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} يقال: الرؤيا الصالحة.
{في الآخرة}: الجنة. {لا تبديل لكلمات اللّه} أي لا خلف لمواعيده). [تفسير غريب القرآن: 197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللّه ذلك هو الفوز العظيم}
جاء في أكثر التفسير. البشرى، الرؤيا الصالحة يراها المؤمن في منامه.
وفي الآخرة، الجنة، وهو - واللّه أعلم - أن البشرى ما بشرهم الله به، وهو
قوله: {يبشّرهم ربّهم برحمة منه ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم}.
وهذا يدل عليه: {لا تبديل لكلمات اللّه} ). [معاني القرآن: 3/26-27]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}
قال عبادة بن الصامت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله جل وعز: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فقال هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له وفي الآخرة الجنة
وفيها قول آخر رواه شعبة عن ابن عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قلت للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يعمل لنفسه خيرا ويحبه الناس فقال تلك عاجل بشرى المؤمنين في الدنيا
وقوله جل وعز: {لا تبديل لكلمات الله} أي لا خلف لوعده
وقيل معنى لا تبديل لكلمات الله لا تبديل لأخباره أي لا ينسخها شيء ولا تكون إلا كما قال). [معاني القرآن: 3/303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} في الرؤيا الصالحة، وقيل: ما يراه عند الموت. {وَفِي الآخِرَةِ} الجنة.
{لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ} أي لا خلف لمواعيده). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يحزنك قولهم إنّ العزّة للّه...}
المعنى الاستئناف. ولم يقولوا هم ذاك، فيكون حكاية. فأمّا قوله: {وقولهم إنا قتلنا المسيح} فإنها كسرت لأنها جاءت بعد القول، وما كان بعد القول من {إن}
فهو مكسور على الحكاية في قال ويقولون وما صرّف من القول. وأمّا قوله: {ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به أن اعبدوا اللّه ربّي} فإنك فتحت (أن) لأنها مفسّرة لـ (ما)، (وما) قد وقع عليها القول فنصبها وموضعها نصب. ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاما حسنا: أن أباك شريف وأنك عاقل، فتحت (أنّ) لأنها فسّرت الكلام، والكلام منصوب. ولو أردت تكرير القول عليها كسرتها. وقد تكون (أنّ) مفتوحة بعد القول إذا كان القول رافعا لها أو رافعة له؛ من ذلك أن تقول: قولك مذ اليوم أن الناس خارجون؛ كما تقول: قولك مذ اليوم كلام لا يفهم. وقوله: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله} المعنى: لا تقولنّ لشيء: إني فاعل ذلك غدا إلا بالاستثناء: إلا أن تقول: إن شاء الله. ولو أردت: لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك: لا تقل إلا أن يشاء الله كان كأنه أمر أن يقول إن شاء الله وحدها، فلا بدّ من أن مفتوحة بالاستثناء خاصة؛ ألا ترى أنك قد تأمره إذا خلف فتقول: قل إن شاء الله، فلمّا أريدت الكلمة وحدها لم تكن إلا مكسورة). [معاني القرآن: 1/471-472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله {ولا يحزنك قولهم إنّ العزّة للّه جميعا هو السّميع العليم}
أي لا يحزنك إيعادهم وتكذيبهم وتظاهرهم عليك.
{إنّ العزّة للّه}.إن الغلبة للّه فهو ناصرك وناصر دينه). [معاني القرآن: 3/27]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا يحزنك قولهم}
أي لا يحزنك إيعادهم وتكذيبهم واستطالتهم عليك
وقوله جل وعز: {إن العزة لله جميعا} أي إن الغلبة لله). [معاني القرآن: 3/304]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإن هم إلّا يخرصون} أي يحدسون ويحزرون). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ألا إنّ للّه من في السّماوات ومن في الأرض وما يتّبع الّذين يدعون من دون اللّه شركاء إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإن هم إلّا يخرصون}
يفعل فيهم ما يشاء). [معاني القرآن: 3/27]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون}
أي يحدسون ويحزرون). [معاني القرآن: 3/304]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يخرصون} أي: يكذبون). [ياقوتة الصراط: 256]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} أي يحدسون ويحزرون ويكذبون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: رهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والنّهار مبصراً} له مجازان أحدهما: أن العرب وضعوا أشياء من كلامهم في موضع الفاعل، والمعنى: أنه مفعول، لأنه ظرف يفعل فيه غيره لأن النهار لا يبصر ولكنه يبصر فيه الذي ينظر، وفي القرآن: {في عيشةٍ راضيةٍ } [61: 21] وإنما يرضى بها الذي يعيش فيها، قال جرير:

لقد لمتنا يا أمّ غيلان في السّرى= ونمت وما ليل المطيّ بنائم
والليل لا ينام وإنما ينام فيه،
وقال رؤبة:
فنام ليلى وتجلّى همّي). [مجاز القرآن: 1/279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {النهار مبصرا}: يبصر فيه). [غريب القرآن وتفسيره: 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} [الفرقان: 47]: أي سترا وحجابا لأبصاركم.
قال ذو الرّمة:

وَدَوِّيَّةٍ مثل السّماء اعتسفتها = وقد صبغ اللّيل الحصى بسواد
أي لمّا ألبسه الليل سواده وظلمته، كان كأنّه صبغه.
وقد يكنون باللباس والثوب عما ستر ووقى، لأنّ اللباس والثوب واقيان ساتران.
وقال الشاعر:

كثوب ابن بِيضٍ وَقَاهُم بهِ = فَسَدَّ على السَّالِكِينَ السَّبيلا
قال الأصمعي: (ابن بيض) رجل نحر بعيرا له على ثنيّة فسدّها فلم يقدر أحد أن يجوز، فضرب به المثل فقيل: سدّ ابن بيض الطريق.
وقال غير الأصمعي: (ابن بيض) رجل كانت عليه إتاوة فهرب بها فاتّبعه مطالبه، فلما خشي لحاقه وضع ما يطالبه به على الطريق ومضى، فلما أخذ الإتاوة رجع
وقال: (سدّ ابن بيض الطريق) أي منعنا من اتباعه حين وفى بما عليه، فكأنه سدّ الطريق.
فكنَى الشاعر عن البعير- إن كان التفسير على ما ذكر الأصمعي.
أو عن الإِتَاوَةِ- إن كان التفسير ما ذكر غيره- بالثوب، لأنهما وقيا كما يقي الثوب.
وكان بعض المفسرين يقول في قوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} أي سكنا، وفي قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} أي سكن لكم.
وإنما اعتبر ذلك من قوله: {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ} ومن قوله: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 144-145] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا}
أي مبصرا فيه على النسب كما قال في عيشة راضية أي ذات رضى أي يرضى بها). [معاني القرآن: 3/304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُبْصِرًا}: ينظر فيه). [العمدة في غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إن عندكم من سلطانٍ بهذا} مجازه: ما عندكم سلطان بهذا، ومن حروف الزوائد، ومجاز سلطان ها هنا: حجّةٌ وحقٌّ وبرهان). [مجاز القرآن: 1/279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({إن عندكم من سلطان بهذا}: أي ما عندكم به حق ولا حجة). [غريب القرآن وتفسيره: 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن عندكم من سلطانٍ بهذا} أي ما عندكم من حجة). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا اتّخذ اللّه ولدا سبحانه هو الغنيّ له ما في السّماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على اللّه ما لا تعلمون}
{إن عندكم من سلطان بهذا} المعنى ما عندكم من حجة بهذا). [معاني القرآن: 3/27]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن عندكم من سلطان بهذا}
أي ما عندكم من حجة بهذا). [معاني القرآن: 3/305]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِّن سُلْطَانٍ} أي من حجة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُلْطَان}: حجة). [العمدة في غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون}
هذا وقف التمام). [معاني القرآن: 3/27]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}
تم الكلام
ثم قال متاع في الدنيا أي ذلك متاع في الدنيا). [معاني القرآن: 3/305]

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل إنّ الّذين يفترون على اللّه...}
وقوله: {متاعٌ في الدّنيا...}
أي ذلك متاع في الدنيا. والتي في النحل مثله، وهو كقوله: {لم يلبثوا إلا ساعة من نهارٍ بلاغ} كله مرفوع بشيء مضمر قبله إمّا (هو) وإما (ذاك) ). [معاني القرآن: 1/472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {متاع في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد بما كانوا يكفرون}
مرفوع على معنى ذلك متاع في الدنيا، ولو كانت نصبا لجازت، إلا أنه لا يقرأ بها لمخالفة المصحف). [معاني القرآن: 3/27]


رد مع اقتباس