عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 07:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 7]

{المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)}

تفسير قوله تعالى: {المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله قبل هذه الآية: {والّذي أنزل إليك من رّبّك الحقّ...}
فموضع (الذي) رفع تستأنفه على الحقّ، وترفع كلّ واحدٍ بصاحبه. وإن شئت جعلت (الذي) في موضع خفض تريد: تلك آيات الكتاب وآيات الذي أنزل إليك من ربك فيكون خفضاً، ثم ترفع (الحقّ) أي ذلك الحق، كقوله في البقرة {وإنّ فريقاً منهم ليكتمون الحقّ وهم يعلمون الحقّ من ربّك} فنرفع على إضمار ذلك الحقّ أو هو الحق. وإن شئت جعلت (الذي) خفضا فخفضت (الحقّ) فجعلته من صفة الذي ويكون (الذي) نعتاً للكتاب مردوداً عليه وإن كانت فيه الواو؛
كما قال الشاعر:

إلى الملك القرم وابن الهمام =وليث الكتيبة في المزدحم
فعطف بالواو وهو يريد واحداً. ومثله في الكلام: أتانا هذا الحديث عن أبي حفص والفاروق وأنت تريد عمر بن الخطّاب رحمه الله). [معاني القرآن: 2/58-57]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {المر تلك آيات الكتاب والّذي أنزل إليك من ربّك الحقّ ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون}
(المر) قد فسرنا في سورة البقرة ما قيل في هذا وأشباهه، وروي أنّ معناه أنا اللّه أرى، وروي أنا اللّه أعلم وأرى، وروي أن " المر " حروف تدل على اسم الرب جل جلاله
وقوله تعالى: {تلك آيات الكتاب} جاء في التفسير أنّ الذي أنزل قبل القرآن آيات الكتاب.
{والّذي أنزل إليك من ربّك الحقّ} أي والقرآن المنزل عليك الحقّ، ويجوز أن يكون موضع (الذي) رفعا على الابتداء، ويجوز أن يكون رفعا على العطف على (آيات) ويكون (الحقّ) مرفوعا على إضمار هو، ويجوز أن يكون موضع الذي خفضا، عطفا على الكتاب، المعنى تلك آيات الكتاب وآيات الذي أنزل إليك، ويكون الذي أنزل من نعت الكتاب وإن جاءت الواو، ويكون الحق مرفوعا على الإضمار، ويجوز أن يكون الحق صفة للذي.
المعنى: تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق، ولا أعلم أحدا قرأ بها). [معاني القرآن: 3/136-135]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {آلمر تلك آيات الكتاب} هذا تمام الكلام
ومن ذهب إلى أن كل حرف من هذه يؤدي عن معنى قال المعنى أنا الله أرى). [معاني القرآن: 3/467]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( روي عن ابن عباس أن التفسير {المر}: أنا الله الملك الرحمن. وروي عنه أن الألف: الله، واللام: جبريل، والميم: محمد،
والراء: رسول رحمة لجميع العالمين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 117]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المر}: أنا الله أعلم وأدري). [العمدة في غريب القرآن: 165]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قول الله عزّ وجلّ: {الّذي رفع السّماوات بغير عمدٍ ترونها...}.
جاء فيه قولان. يقول: خلقها مرفوعة بلا عمدٍ، ترونها: لا تحتاجون مع الرؤية إلى خبر. ويقال: خلقها بعمد لا ترونها، لا ترون تلك العمد. والعرب قد تقدم الحجة من آخر الكلمة إلى أوّلها: يكون ذلك جائزاً.
أنشدني بعضهم:

إذا أعجبتك الدهر حالٌ من امري =فدعه وواكل حاله واللياليا
يجئن على ما كان من صالحٍ به =وإن كان فيما لا يرى الناس آليا
معناه وإن كان (فيما يرى) الناس لا يألو.
وقال الآخر:
ولا أراها تزال ظالمةً= تحدث لي نكبةً وتنكؤها
ومعناها: أراها لا تزال). [معاني القرآن: 2/57]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بغير عمدٍ} متحرك الحروف بالتفحى، وبعضهم يحركها بالضمة لأنها جميع عمود وهو القياس لأن كل كلمة هجاؤها أربعة أحرف الثالث منها ألف أو ياء أو واو فجميعه متحرك مضموم نحو رسول والجميع رسل، وصليب والجميع صلب، وحمار والجميع حمر، غير أنه جاءت أسامي منه استعملوا جميعه بالحركة بالفتحة نحو عمود وأديم وإهاب قالوا: أدم وأهب؛ ومعنى عمد أي سوارى ودعائم وما يعمد البناء،
قال النّابغة الذّبيانيّ:
وخيّس الجنّ أنّي قد أذنت بهم= يبنون تدمر بالصّفّاح والعمد
{وسخّر الشّمس والقمر} أي ذللّها فانطاعا.
(كلٌّ يجري) مرفوع على الاستئناف وعلى يجري ولم يعمل فيه وسخّر ولكن انقطع منه. وكل يجري في موضع كلاهما إذا نوّنوا فيه، فلذلك جاءت للشمس وللقمر لأن التنوين بدل من الكناية). [مجاز القرآن: 1/321-320]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {اللّه الّذي رفع السّماوات بغير عمدٍ ترونها ثمّ استوى على العرش وسخّر الشّمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مّسمًّى يدبّر الأمر يفصّل الآيات لعلّكم بلقاء ربّكم توقنون}
قال: {كلٌّ يجري} يعني كلّه كما تقول: "كلّ منطلقٌ" أي: كلّهم). [معاني القرآن: 2/54]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وسخّر الشّمس والقمر} ذلّلهما وقصرهما على شيء واحد). [تفسير غريب القرآن: 224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {اللّه الّذي رفع السّماوات بغير عمد ترونها ثمّ استوى على العرش وسخّر الشّمس والقمر كلّ يجري لأجل مسمّى يدبّر الأمر يفصّل الآيات لعلّكم بلقاء ربّكم }
لمّا ذكر أنهم لا يؤمنون عرف الدليل الذي يوجب التصديق بالخالق عزّ وجلّ - فقال: {اللّه الّذي رفع السّماوات بغير عمد}، وفي ذلك من القدرة والدلالة ما لا شيء أوضح منه أن السماء محيطة بالأرض متبرية منها.
بغير عمد. والمعنى بغير عمد وأنتم ترونها كذلك، ويجوز أن تكون (ترونها) من نعت العمد، المعنى بغير عمد مرئية، وعلى هذا تعمدها قدرة الله عزّ وجلّ.
{وسخّر الشّمس والقمر كلّ يجري لأجل مسمّى}.
كل مقهور مدبّر لا يملك لنفسه ما يخلصه من القهر، فذلك معنى السّخرة، فالشمس والقمر مسخران يجريان مجاريهما التي سخرا جاريين عليها.
(يدبّر الأمر) يحكمه.
{يفصّل الآيات لعلّكم بلقاء ربّكم توقنون} أي يبين الآيات التي تدل على قدرته على بعثكم، لعلكم توقنون.
لأنهم كانوا يجحدون البعث، فاعلموا أن الذي خلق السّماوات وأنشأ الإنسان ولم يكن شيئا، قادر على إعادته). [معاني القرآن: 3/136]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها} المعنى ترونها بغير عمد
ويجوز أن يكون الضمير يعود على العمد
ثم قال جل وعز: {وسخر الشمس والقمر} أي أنهما مقهوران مدبران فهذا معنى التسخير في اللغة). [معاني القرآن: 3/468-467]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {وهو الّذي مدّ الأرض...} أي بسط الأرض عرضاً وطولا.
وقوله: {زوجين اثنين} الزوجان اثنان الذكر والأنثى والضربان. يبيّن ذلك قوله: {وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى} فتبيّن أنهما اثنان بتفسير الذكر والأنثى لهما). [معاني القرآن: 2/58]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وهو الّذي مدّ الأرض} أي بسطها في الطول والعرض، {وجعل فيها رواسي} أي جبالاً ثابتاتٍ؛ يقال: أرسيت الوتد،
قال:
به خالداتٌ ما يرمن وهامدٌ= وأشعث أرسته الوليدة بالفهر
أي أثيبته في الأرض.
(ومن كلّ الثّمرات جعل فيها زوجين اثنين) مجازه: من لك ذكر وكل أنثى اثنين، فكأنه أربعة منهما: من هذا اثنين ومن هذا اثنين، وللزوج موضعان:
أحدهما أن يكون واحداً ذكراً،
والثاني أن يكون واحدةً اثنين أيضاً.
(يغشى اللّيل والنّهار) مجازه: يحلّل الليل بالنهار والنهار بالليل). [مجاز القرآن: 1/322-321]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وهو الّذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كلّ الثّمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي اللّيل النّهار إنّ في ذلك لآياتٍ لّقومٍ يتفكّرون}
وقال: {رواسي} فواحدتها "راسيةٌ"). [معاني القرآن: 2/54]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مد الأرض}: بسطها.
{جعل فيها رواسي}: جبالا ثابتات.
{من كل زوجين اثنين}: يكون الزوج واحدا واثنين وهو ها هنا واحد.
{يغشى الليل النهار}: يجلل النهار بالليل والليل بالنهار). [غريب القرآن وتفسيره: 189]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جعل فيها زوجين اثنين} أي من كل الثمرات لونين حلوّ وحامضا. والزّوج: هو اللون الواحد). [تفسير غريب القرآن: 224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وهو الّذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كلّ الثّمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي اللّيل النّهار إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون}
دلّهم - بعد أن بين آيات السماء - بآيات الأرض، فقال - عزّ وجلّ -: {وهو الّذي مدّ الأرض} روي في التفسير أنها كانت مدورة فمدّت.
ومعناه بسط الأرض.
{وجعل فيها رواسي} أي جبالا ثوابت، يقال: قد رسا الشيء يرسو رسوّا فهو راس إذا ثبت
{وأنهارا ومن كلّ الثّمرات جعل فيها زوجين اثنين} جعل فيها نوعين، والزوج الواحد الذي ليس له قرين
{يغشّي اللّيل النّهار} وتقرأ (يغشي اللّيل النّهار) ثم أي أم أنّ ما ذكر من هذه؛ الأشياء فيه برهان وعلامات بينات فقال: (إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون).
ثم زادهم من البرهان فقال: {وفي الأرض قطع متجاورات وجنّات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضّل بعضها على بعض في الأكل إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون}.[معاني القرآن: 3/137-136]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وهو الذي مد الأرض} أي بسطها
وجعل فيها رواسي أي جبالا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين أي صنفين وكل صنف زوج). [معاني القرآن: 3/468]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زوجين اثنين} أي جعل من كل الثمرات حلوا وحامضا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 117]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَوَاسِيَ}: الجبال {يُغْشِي}: يغطي). [العمدة في غريب القرآن: 165]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {وفي الأرض قطعٌ مّتجاوراتٌ...}
يقول: فيها اختلاف وهي متجاورات: هذه طيّبة تنبت وهذه سبخة لا تخرج شيئاً.
ثم قال: {وجنّاتٌ مّن أعنابٍ وزرعٌ} فلك في الزرع وما بعده الرفع. ولو خفضت كان صوابا. فمن رفع جعله مردوداً على الجنّات ومن خفض جعله مردوداً على الأعناب أي من أعناب ومن كذا وكذا.
وقوله: {صنوانٌ وغير صنوانٍ} الرفع فيه سهل؛ لأنه تفسير لحال النخل. والقراءة بالخفض ولو كان رفعاً كان صواباً. تريد: منه صنوان ومنه غير صنوان.
والصّنوان النّخلات يكون أصلهنّ واحداً. وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن عمّ الرجل صنو أبيه
ثم قال: {تسقى بماء واحدٍ} و(يسقى) فمن قال بالتاء ذهب إلى تأنيث الزروع والجنّات والنخل. ومن ذكّر ذهب إلى النبت: ذلك كلّه يسقى بماء واحدٍ، كلّه مختلف: حامض وحلو. ففي هذه آية). [معاني القرآن: 2/59-58]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌ} أي متدانيات متقاربات غير جنات ومنهن جنّاتٌ.
{ونخيلٌ صنوانٌ وغير صنوانٍ} أي يكون أصله واحداً وفرعه متفرقٌ، وواحد صنوٌ والأثنان صنوانٌ النون مجرورةٌ في موضع الرفع والنصب والجر كنون الأثنين، فإذا جمعته قلت: صنوانٌ كثير، والإعراب في نونه يدخله النصب والرفع والجّر ولم نجد جمعاً يجرى مجراه غير قنو وقنوان والجميع قنوان وغير صنوانٍ مجازه: أن يكون الأصل والفرع واحداً، لا يتشعب من أعلاه آخر يحمل: {يسقى بماءٍ واحدٍ} لأنه يشرب من أسفله فيصل الماء إلى فروعه المتشعبة من أعلاه.
{ونفضّل بعضها على بعضٍ في الأكل} في الثمرة والأكل.
(الأغلال) واحدها غلّ لا يكون إلاّ في العنق). [مجاز القرآن: 1/322]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وفي الأرض قطعٌ مّتجاوراتٌ وجنّاتٌ مّن أعنابٍ وزرعٌ ونخيلٌ صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحدٍ ونفضّل بعضها على بعضٍ في الأكل إنّ في ذلك لآياتٍ لّقومٍ يعقلون}
وقال: {يسقى بماء واحدٍ} فهذا التأنيث على "الجنّات" وإنّ شئت على "الأعناب" لأنّ "الأعناب" جماعة من غير الإنس فهي مؤنثة إلاّ أنّ بعضهم قرأها (يسقى بماءٍ واحدٍ) فجعله على الأعناب كما ذكر "الأنعام" فقال: {مّمّا في بطونه} ثم أنث بعد فقال: {وعليها وعلى الفلك تحملون} فمن قال (يسقى) بالياء جعل "الأعناب" مما يؤنثّ ويذكّر مثل "الأنعام"). [معاني القرآن: 2/55-54]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {صنوان}: واحدها صنو والإثنان صنوان والمعنى أن يكون الأصل واحدا فيتشعب من الرؤوس فيصير نخلا.
{وغير صنوان}: أي متفرق.
{في الأكل}: في الثمر). [غريب القرآن وتفسيره: 190-189]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌ} يعني قرى متجاورات.
و{الصّنوان} من النخل: النخلتان أو النخلات يكون أصلها واحدا.
{وغير صنوانٍ} يعني متفرق الأصول. ومن هذا قيل: بعض الرجل صنو أبيه.
{ونفضّل بعضها على بعضٍ في الأكل} أي في الثمر). [تفسير غريب القرآن: 224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وفكّر في قوله تعالى حين ذكر جنات الأرض فقال: {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} كيف دلّ على نفسه ولطفه، ووحدانيته، وهدى للحجّة على من ضلّ عنه، لأنه لو كان ظهور الثمرة بالماء والتربة، لوجب في القياس ألا تختلف الطعوم، ولا يقع التّفاضل في الجنس الواحد،
إذا نبت في مغرس واحد، وسقي بماء واحد، ولكنّه صنع اللطيف الخبير). [تأويل مشكل القرآن: 4]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وفي الأرض قطع متجاورات وجنّات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضّل بعضها على بعض في الأكل إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون}
يروى في التفسير أنها تتجاور، بعضها عامر، وبعضها غير عامر، وكذا في التفسير أيضا أن معناه قطع متجاورات.
{وجنّات من أعناب}.
الأجود رفع جنات، المعنى وفي الأرض قطع متجاورات، وبينهما جنات، ويجوز النصب في جنات، ويقرأ وجنات من أعناب، المعنى جعل فيها رواسي وجعل فيها جنات من أعناب، ويجوز أن يكون وجنات خفضا.
ويكون نسقا على كل، المعنى: ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين، ومن جنات من أعناب (وزرع)، فأما (وزرع) فيجوز فيه الرفع والخفض.
وكذلك {صنوان وغير صنوان} والصّنوان جمع صنو وصنو، ومعنى الصنوان أن يكون الأصل واحدا وفيه النخلتان والثلاث والأكثر، ويجوز في جمع صنو أصناء، مثل عدل وأعدال، وكذلك صنو فإذا كثرت فهي الصّنى والصّنيّ.
{يسقى بماء واحد} ويجوز تسقى بالتاء، بماء واحد
(ونفضّل بعضها على بعض في الأكل) والأكل: الثمر الّذي يؤكل، ويجوز، ويفضل بعضها على بعض لأنه جرى ذكر اللّه، فالمعنى يفضل اللّه،
وكذلك إذا قال: ونفضل بالنون لأن الإخبار عن اللّه بلفظ الجماعة كما قال: {إنا نحنّ نحيي ونميت} وهذا خوطب به العرب لأنهم يستعملون فيمن يبجّلونه لفظ الجماعة).
[معاني القرآن: 3/138-137]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وفي الأرض قطع متجاورات}
وفي هذا قولان:
قال ابن عباس يعني الطيب والخبيث والسباخ والعذاب وكذلك قال مجاهد
والقول الآخر أن في الكلام حذفا والمعنى وفي الأرض قطع متجاورات وغير متجاورات كما قال سرابيل تقيكم الحر والمعنى وتقيكم البرد ثم حذف ذلك لعلم السامع
و المتجاورات المدن وما كان عامرا وغير متجاورات الصحارى وما كان غير عامر
ثم قال تعالى: {وجنات من أعناب} أي وفيها جنات {من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان }
وقرأ صنوان بضم الصاد أبو رجاء وأبو عبد الرحمن وطلحة
وروى أبو إسحاق عن البراء قال الصنوان المجتمع وغير صنوان المتفرق
حدثنا زهير بن شريك قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا زهير بن معاوية قال أبو إسحاق عن البراء في قوله: {صنوان وغير صنوان}
قال الصنوان ما كان أصلحه واحدا وهو متفرق وغير صنوان التي تنبت وحدها
وكذلك هو في اللغة يقال للنخلة إذا كانت فيها نخلة أخرى أو أكثر صنوان فإذا تفرقت قيل غير صنوان
ثم قال جل وعز: {يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل} أي في الثمر،
أي هي تأتي مختلفة وإن كان الهواء واحدا فقد علم أن ذلك ليس من أجل الهواء ولا الطبع وأن لها مدبرا
وروى سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال الحلو والحامض والفارسي والدقل).
[معاني القرآن: 3/471-468]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {صنوان وغير صنوان} والصنوان: نخلتان في أصل واحد وثلاث وأكثر. والصنوان الجمع، وغير الصنوان،
أي: نخلة واحدة. والصنوان: يكون أمثالا على قدر واحد، ومنه: "عم الرجل صنو أبيه" أي: مثله). [ياقوتة الصراط: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وفي الأرض قطع} أي قرى.
{والصنوان} من النخل: النخلتان وأكثر أصلها واحد.
{وغير صنوان} متفرق الأصول، وهو جمع بلفظ التثنية، مثل قنوان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 118-117]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإن تعجب فعجبٌ قولهم أإذا كنّا تراباً أإنّا لفي خلقٍ جديدٍ أولئك الّذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}
وقال: {أإذا كنّا تراباً أإنّا لفي خلقٍ جديدٍ} وفي موضع آخر {أإذا كنّا تراباً وآباؤنا أإنّا لمخرجون} فالآخر هو الذي وقع عليه الاستفهام والأول حرف، كما تقول "أيوم الجمعة زيدٌ منطلقٌ". ومن أوقع استفهاما آخر جعل قوله: {أإذا متنا وكنّا تراباً} ظرفا لشيء مذكور قبله، ثم جعل هذا الذي استفهم عنه استفهاما آخر وهذا بعيد.
وإن شئت لم تجعل في قولك (أإذا) استفهاما وجعلت الاستفهام في اللفظ على "أإنّا"، كأنك قلت "يوم الجمعة أعبد الله منطلق" وأضمرت فيه. فهذا موضع قد ابتدأت فيه "إذا" وليس بكثير في الكلام ولو قلت "اليوم إنّ عبد الله منطلقٌ" لم يحسن وهو جائز. وقد قالت العرب "ما علمت إنّه لصالح" يريد: إنّه لصالحٌ ما علمت).[معاني القرآن: 2/55]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنّا ترابا أإنّا لفي خلق جديد أولئك الّذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}هذا خطاب للنبي عليه السلام.
{أإذا كنّا ترابا أإنّا لفي خلق جديد} أي هذا موضع عجب، لأنهم أنكروا البعث، وقد بين لهم من عظم خلق السّماوات والأرض ما يدل على أنّ البعث أسهل في القدرة مما قد تبيّنوا.
فأمّا موضع {أإذا كنّا ترابا أإنّا لفي خلق جديد} فموضع إذا نصب فمن قرأ: {أإذا كنّا ترابا} على لفظ الاستفهام،
ثم قرأ {أإنّا لفي خلق جديد} فإذا منصوبة بمعنى نبعث ويجدّد خلقنا.
المعنى إذا كنا ترابا نبعث ودل على إرادتهم {أإنّا لفي خلق جديد}.
ومن قرأ إذا كنا ترابا إنا لفي خلق جديد أدخل ألف الاستفهام على جملة الكلام، وكانت إذا نصبا بـ (كنّا)، لكن الكلام يكون في معنى الشرط والجزاء،
ولا يجوز أن تعمل " جديد " في إذا، لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها.
لا اختلاف بين النحويين أنّ ما بعد إن وإذا لا يعمل فيما قبلهما.
ثم أعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن المستفهم بعد البيان والبرهان عن هذا على جهة الإنكار كافر، فقال:
{أولئك الّذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم}.
جاء في التفسير أن الأغلال الأعمال في أعناقهم يوم القيامة، والدليل على ذلك في القرآن قوله: {إذ الأغلال في أعناقهم والسّلاسل يسحبون * في الحميم}.
وقيل أولئك الأغلال في أعناقهم، أي الأغلال التي هي الأعمال، وهي أيضا مؤدية إلى كون الأغلال في أعناقهم يوم القيامة، لأن قولك للرجل: هذا كل في عنقك للعمل السيئ
معناه أنه لازم لك وأنّك مجازى عليه بالعذاب يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/139-138]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم}
أي إن تعجب من إنكارهم البعث بعد هذه الدلائل فإن ذلك ينبغي أن يتعجب منه). [معاني القرآن: 3/471]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات...}
يقول: يستعجلونك بالعذاب وهم آمنون له، وهم يرون العقوبات المثلات في غيرهم ممّن قد مضى هي المثلات وتميم تقول: المثلات، وكذلك قوله: {وآتوا النّساء صدقاتهنّ} حجازية. وتميم: صدقات، واحدها صدقة.
قال الفراء: وأهل الحجاز يقولون: أعطها صدقتها، وتميم تقول: أعطها صدقتها في لغة تميم). [معاني القرآن: 2/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({خلت من قبلهم المثلات} واحدتها مثلة ومجازها مجاز الأمثال). [مجاز القرآن: 1/323]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المثلات}: الأمثال والأشباه، واحدها مثلة). [غريب القرآن وتفسيره: 190]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ويستعجلونك بالسّيّئة} أي بالعقوبة.
وأصل المثلة: الشّبه والنظير وما يعتبر به. يريد من خلا من الأمم). [تفسير غريب القرآن: 225-224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإنّ ربّك لذو مغفرة للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب}
أي يطلبون العذاب بقولهم: {فأمطر علينا حجارة من السّماء}.
{وقد خلت من قبلهم المثلات} والمثلات - بضم الميم وفتحها، فمن قرأ المثلات، فهي جمع مثلة.
ومن قرأ المثلات فهي جمع مثلة.
ويجوز في المثلات ثلاثة أوجه:
يجوز " خلت المثلات " بإسكان الثاء، ويجوز فتح الثاء المثلات، ومن قرأ المثلات تضمّ الثاء والميم، وهي في الواحدة ساكنة مضمومة في الجمع فهذه الضمة عوض من حذف تاء التأنيث، ومن فتح فلأن الفتحة أخفّ الحركات،
روت الرواة:
ولما رأونا باديا ركباتنا= على موطن لا نخلط الجدّ بالهزل
ومن قرأ المثلات بإسكان الثاء فلأن كل ما كان مضموما أو مكسورا نحو رسل وعضد وفخذ فإسكانه جائز لنقل الضمة والكسرة.
والمعنى أنّهم يستعجلون بالعذاب وقد تقدم من العذاب ما هو مثلة وما فيه نكال لهم لو اتعظوا). [معاني القرآن: 3/140-139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة}
روى معمر عن قتادة قال بالعقوبة قبل العافية
قال غيره يعني قولهم: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء}
ثم قال تعالى: {وقد خلت من قبلهم المثلات}
قال مجاهد يعني المثال الأمثال
وقال قتادة يعني العقوبات
قال أبو جعفر وهذا القول أولى لأنه معروف في اللغة أن يقال للعقوبة الشديدة مثلة ومثلة وروى عن الأعمش أنه قرأ المثلات بضم الميم والثاء وهذا جمع مثله
وروي عنه أنه قرأ المثلات بضم الميم وإسكان الثاء
وهذا أيضا جمع مثلة
ويجوز المثلات تبدل من الضمة فتحة لثقلها
وقيل تأتي بالفتحة عوضا من الهاء
وروي عن الأعمش أيضا أنه قرأ المثلات بفتح الميم وإسكان الثاء فهذا جمع مثلة ثم حذف الضمة لثقلها
وقوله جل وعز: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم}
روى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال لما نزلت {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب}،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لولا عفو الله ورحمته وتجاوزه لما هنا أحدا عيش ولولا عقابه ووعيده وعذابه لاتكل كل واحد)) ). [معاني القرآن: 3/473-471]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المثلات} العقوبات). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 118]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ...}
قال بعضهم: نبيّ. وقال بعضهم: لكل قوم هادٍ يتّبعونه، إمّا بحق أو بباطل). [معاني القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولكلّ قومٍ هادٍ} أي نبي يدعوهم). [تفسير غريب القرآن: 225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنها إرشاد بالدعاء، كقوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، أي نبيّ يدعوهم.
وقوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}، أي يدعون،
{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، أي تدعو). [تأويل مشكل القرآن: 444-443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربّه إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد}
معناه هلّا أنزل عليه وإنّما طلبوا غير الآيات التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو انشقاق القمر.
والقرآن الذي دعوا أن يأتوا بسورة من مثله - وما أشبه هذا النحو، فالتمسوا مثل آيات عيسى وموسى، فأعلم اللّه عزّ وجلّ - أنّ لكل قوم هاديا،
فقال جلّ وعزّ:{إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد} أي نبي وداع إلى اللّه يدعوهم بما يعطى من الآيات لا بما يريدون ويتحكمون فيه). [معاني القرآن: 3/140]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}
قال مجاهد وقتادة وهذا معنى كلامهما {إنما أنت منذر} يعني النبي صلى الله عليه وسلم {ولكل قوم هاد} أي نبي يدعوهم
وروى سفيان عن أبي الضحى {إنما أنت منذر} قال النبي صلى الله عليه وسلم {ولكل قوم هاد} قال الله جل وعز
وروى علي بن الحكم عن الضحاك ولكل قوم هاد قال الله عز وجل
وقال أبو صالح المعنى لكل قوم داعي هدى أو داعي ضلالة
والذي يذهب إليه جماعة من أهل اللغة أن المعنى أنهم لما اقترحوا الآيات أعلم الله جل وعز أن لكل قوم نبيا يهديهم ويبين لهم وليس عليه أن يأتيهم من الآيات بما يقترحون
وروى سفيان عن عطاء عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {إنما أنت منذر} قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكل قوم هاد قال الله جل ذكره
وروى سفيان عن السدي عن عكرمة في قوله جل وعز: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى} قال سفيان يعني من ذكر أو أنثى). [معاني القرآن: 3/475-473]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولكل قوم هاد} أي نبي يدعوهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 118]


رد مع اقتباس