عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 06:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 36 إلى 57]

{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)}

تفسير قوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا نراك من المحسنين...}
يقول: من العالمين قد أحسنت العلم...
- حدّثنا ابن الغسيل الأنصاريّ عن عكرمة قال: الحين حينان: حين لا يدرك وهو قوله عزّ وجلّ: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر}
(قال الفرّاء فهذا يقلّ ويكثر) ليست له غاية. قال عكرمة: وحينٌ يدرك وهو قوله: {تؤتي أكلها كلّ حينٍ} يعني ستّة أشهر). [معاني القرآن: 2/45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أعصر خمراً} يقال لا، عنبا. قال الأصمعي: أخبرني المعتمر بن سليمان أنه لقي أعرابيا معه عنب، فقال ما معك؟
فقال: خمر.
وتكون الخمر بعينها، كما يقال: عصرت زيتا، وإنما عصرت زيتونا). [تفسير غريب القرآن: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ودخل معه السّجن فتيان قال أحدهما إنّي أراني أعصر خمرا وقال الآخر إنّي أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطّير منه نبّئنا بتأويله إنّا نراك من المحسنين}
ولم يقل فحبس لأن في قوله: (ودخل معه السّجن) دليلا أنه حبس.
و " فتيان، جائز أن يكونا حدثين أو شيخين، لأنهم كانوا يسمون المملوك فتى.
{قال أحدهما إنّي أراني أعصر خمرا}.
ولم يقل إني أراني في النوم أعصر خمرا، لأن الحال تدلّ على أنه ليس يرى نفسه في اليقظة يعصر خمرا.
وقال أهل اللغة: الخمر في لغة عمان اسم للعنب، فكأنّه قال: أراني أعصر عنبا، ويجوز أن يكون عنى الخمر بعينها، لأنه يقال للذي يصنع من التمر الدبس هذا يعمل دبسا، وإنّما يعمل التمر حتى يصير دبسا، وكذلك كل شيء نقل من شيء.
وكذلك قوله أعصر خمرا، أي أعصر عنب الخمر أي العنب الّذي يكون عصيره خمرا.
{وقال الآخر إنّي أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطّير منه نبّئنا بتأويله}.
أي تأويل ما رأينا.
وقولهما {نبّئنا بتأويله} يدل على أنهما رأيا ذلك في النوم، لأنه لا تأويل لرؤية اليقظة غير ما يراه الإنسان.
{إنّا نراك من المحسنين}.
جاء في التفسير أنه كان يعين المظلوم وينصر الضعيف، ويعود العليل.
وقيل من المحسنين، أي ممن يحسن التأويل. وهذا دليل أنّ أمر الرؤيا صحيح، وأنها لم تزل في الأمم الخالية، ومن دفع أمر الرؤيا وأنّه منها ما يصح فليس بمسلم لأنه يدفع القرآن والأثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه روي عن رسول الله أن الرؤيا جزء من أربعين جزءا من النبوة.
وتأويله أن الأنبياء يخبرون بما سيكون.
والرؤيا الصادقة تدل على ما سيكون). [معاني القرآن: 3/110-109]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ودخل معه السجن فتيان}
يجوز أن يكونا شابين وأن يكون شيخين والعرب تستعمل هذا
ثم قال جل ذكره: {قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا}
في هذا أقوال منها
أن الخمر ههنا العنب ومنها أن المعنى عنب خمر ومنها أن يكون مثل قولك أن أعصر زيتا أي أعصر ما يؤول أمره إلى الزيت كما قال:

الحمد لله العلي المنان = صار الثريد في رؤوس العيدان
وإنما يعني السنبل فسماه ثريدا لأن الثريد منه وهذا قول حسن
والأول أبينها وأهل التفسير علي
حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني أحمد بن سعيد قال وهب بن جرير عن أبيه عن علي بن الحكم عن الضحاك في وقوله: {إني أراني أعصر خمرا} قال فالخمر العنب وإنما يسمي أهل عمان العنب الخمر
ثم قال تبارك وتعالى: {وقال الآخر إني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين}
في هذا قولان:
أحدهما إنا نراك تحسن تأويل الرؤيا
والقول الآخر يروى عن الضحاك أنه كان يعين المظلوم ويعود المريض وينصر الضعيف ويوسع للرجال
فحاد عن جوابهما إلى غير ما سألاه عنه فقال لا يأتيكما
وفي هذا قولان:
أحدهما أن ابن جريج قال لم يرد أن يعبر لهما الرؤيا فحاد عن مسئلتهما فلم يتركاه حتى عبرها
وقال غيره أراد أن يعلمهما أنه نبي وأنه يعلمها بالغيب فقال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما
ويروى أن الملك كان إذا أراد قتل إنسان وجه إليه بطعام بعينه لا يتجاوزه
ثم أعلمهما أن ذلك العلم من عند الله لا بكهانة ولا تنجيم فقال ذلكما مما علمني ربي). [معاني القرآن: 3/427-425]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أعصر خمرا} أي عنبا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ نبّأتكما بتأويله...}
يقول: بسببه وألوانه. وقوله: {وهم بالآخرة هم كافرون} العرب لا تجمع اسمين قد كني عنهما ليس بينهما شيء إلاّ أن ينووا التكرير وإفهام المكلّم؛ فإذا أرادوا ذلك قالوا: أنت أنت فعلت، وهو هو أخذها. ولا يجوز أن نجعل الآخرة توكيداً للأولى، لأن لفظهما واحد. ولكنهم إذا وصلوا الأوّل بناصب أو خافض أو رافع أدخلوا له اسمه فكان توكيداً. أمّا المنصوب فقولك: ضربتك أنت، والمخفوض: مررت بك أنت، والمرفوع: قمت أنت. وإنما فعلوا ذلك لأن الأوّل قلّ واختلف لفظه، فأدخلوا اسمه المبتدأ. فإذا قالوا: أنت فينا أنت راغب ففرقوا بينهما بصفة قالوا ذلك، وكأنه في مذهبه بمنزلة قوله: {كتب عليه أنّه من تولاّه فأنّه يضلّه} كأنّ الأوّل ملغىً والاتّكاء والخبر عن الثاني. وكذلك قوله: {أيعدكم أنّكم إذا متّم} ثم قال: {أنّكم مخرجون} وهما جميعاً في معنى واحد، إلا أن ذلك جاز حين فرق بينهما بإذا. ومثله: {وهم بالآخرة هم يوقنون} ). [معاني القرآن: 2/45]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلّا نبّأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما ممّا علّمني ربّي إنّي تركت ملّة قوم لا يؤمنون باللّه وهم بالآخرة هم كافرون}
وليس هذا جواب ما سألا عنه، إنما سألا أن يخبرهما بتأويل ما رأياه فأحب يوسف عليه السلام أن يدعوهما إلى الإيمان وأن يعلمهما أنه نبي، وأن يدلهما على نبوته بآية معجزة، فأعلمهما أنه يخبرهما بكلّ طعام يؤتيان به قبل أن يرياه، ثم أعلمهما أن كل ذلك مما عرفه الله إياه فقال: {ذلكما ممّا علّمني ربّي}.
أي لست أخبركما على جهة التكهّن، والتنجّم، إنما أخبركما بوحي من اللّه وعلم، ثم أعلمهما أن هذا لا يكون إلا لمؤمن بنبي فقال:
{إنّي تركت ملّة قوم لا يؤمنون باللّه وهم بالآخرة هم كافرون * واتّبعت ملّة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك باللّه من شيء ذلك من فضل اللّه علينا وعلى النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون} ). [معاني القرآن: 3/110]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أعلمهما أنه مؤمن فقال: {إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله}
ثم قال بعد ذلك {من فضل الله علينا وعلى الناس}
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ذلك من فضل الله علينا أن جعلنا أنبياء وعلى الناس أن بعثنا إليهم رسلا). [معاني القرآن: 3/427]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واتّبعت ملّة آبائي...}
تهمز وتثبت فيها الياء. وأصحابنا يروون عن الأعمش
{ملّة آباي إبراهيم} و{دعاي إلاّ فراراً} بنصب الياء لأنه يترك الهمز ويقصر الممدود فيصير بمنزلة محياي وهداي). [معاني القرآن: 2/46-45]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّي تركت ملّة قوم لا يؤمنون باللّه وهم بالآخرة هم كافرون * واتّبعت ملّة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك باللّه من شيء ذلك من فضل اللّه علينا وعلى النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون}
أي اتباعا الإيمان بتوفيق اللّه لنا بفضله علينا (وعلى الناس) بأن دلهم على دينه المؤدّي إلى صلاحهم.
{ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون} ). [معاني القرآن: 3/111-110]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أعلمهما أنه مؤمن فقال: {إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله}
ثم قال بعد ذلك {من فضل الله علينا وعلى الناس}
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ذلك من فضل الله علنا أن جعلنا أنبياء وعلى الناس أن بعثنا إليهم رسلا). [معاني القرآن: 3/427] (م)

تفسير قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال لهما: {يا صاحبي السّجن أأرباب متفرّقون خير أم اللّه الواحد القهّار}
فدعاهم إلى توحيد اللّه بعد أن علمهما أنه يخبرهما بالغيب). [معاني القرآن: 3/111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم دعاهما إلى الإسلام بعد فقال: {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} ).
[معاني القرآن: 3/428]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال: {ما تعبدون من دونه إلّا أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل اللّه بها من سلطان إن الحكم إلّا للّه أمر ألّا تعبدوا إلّا إيّاه ذلك الدّين القيّم ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}
أي أنتم جعلتم هذه الأسماء آلهة.
ثم أخبرهم بتأويل الرؤيا بعد أن دعاهم إلى الإيمان.
فأما تكرير قوله هم فعلى جهة التوكيد). [معاني القرآن: 3/111]

تفسير قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان...}
ذكروا أنه لما عبّر لهما الرؤيا فقال للآخر: تصلب رجعا عن الرؤيا، فقالا: لم نر شيئاً فقال يوسف: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان} ). [معاني القرآن: 2/46]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا صاحبي السّجن أمّا أحدكما فيسقي ربّه خمرا وأمّا الآخر فيصلب فتأكل الطّير من رأسه قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}
فكان هذا صاحب شراب الملك، فأعلمه أن تأويل ما رأى هو هذا.
ويجوز فيسقي، والأجود فيسقي، تقول سقيته بمنزلة ناولته فشرب.
وأسقيته جعلت له سقيا، تقول أسقيته من كذا وكذا أي جعلت له سقيا.
وقوله عزّ وجلّ: {قضي الأمر الّذي فيه تستفتيان}.
لمّا تأول لهما الرؤيا قال الذي أنبأه بأنّه يصلب أنه لم ير شيئا فأعلمه أنّ ذلك واقع به وإن لم ير، كما أعلمهما بخبر ما يأتيهما من الطعام). [معاني القرآن: 3/111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا}
أي يكون على شراب الملك
قال عبد الله بن مسعود لما عبر لهما الرؤيا قالا ما رأينا شيئا فقال قضي الأمر الذي فيه تستفتيان
وقال أبو مجلز كان أحدهما صادقا والآخر كاذبا فقال قضي الأمر الذي فيه تستفتيان أي وقع على ما قلت حقا كان أو باطلا). [معاني القرآن: 3/428]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فيسقي ربه} أي: مالكه ومولاه). [ياقوتة الصراط: 274]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأنساه الشّيطان...}.
يقول: أنسى الشيطان يوسف أن يجعل ذكره ومستغاثه إلى الله. ويقال: أنسى الشيطان الساقي أن يذكر أمر يوسف.
وقوله: {ذكر ربّه} يقول: ذكر يوسف لمولاه.
وقوله: {فلبث في السّجن بضع سنين} ذكروا أنه لبث سبعاً بعد خمس والبضع ما دون العشرة). [معاني القرآن: 2/46]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (اذكرني عند ربّك) أي عند سيدك من بني آدم ومولاك وقال:
فإن يك ربّ أذوادٍ بحسمي= اصابوا من لقائك ما أصابوا
قال الأعشى:
ربّي كريم لا يكدّر نعمةً=وإذا تنوشد في المهارق أنشدا
يعني النٌّعمان إذا سئل بالمهارق الكتب، أنشدا: أعطى كقولك: إذا سئل أعطى). [مجاز القرآن: 1/312-311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عند ربك}: عند سيدك). [غريب القرآن وتفسيره: 183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اذكرني عند ربّك} أي عند سيدك. قال الأعشى يصف ملكا:
ربي كريم لا يكدر نعمة =وإذا يناشد بالمهارق أنشدا
{فلبث في السّجن بضع سنين} يقال: ما بين الواحد إلى تسعة.
وقال أبو عبيدة: هو ما [لم] يبلغ العقد ولا نصفه. يريد: ما بين الواحد إلى الأربعة). [تفسير غريب القرآن: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال للّذي ظنّ أنّه ناج منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه فلبث في السّجن بضع سنين}
أي عند الملك صاحبك.
{فأنساه الشّيطان ذكر ربّه} أنسى يوسف الشيطان أن يذكر اللّه.
{فلبث في السّجن بضع سنين} اختلفوا في البضع فقال بعضهم: البضع ما بين الثلاث إلى الخمس.
وقال قطرب إلى السبع.
وقال الأصمعي وهو القول الصحيح: البضع ما بين الثلاث إلى التسع، واشتقاق البضع والبضعة من قطعت الشيء فمعناه القطعة ممن العدد، فجعل لما دون العشرة من الثلاث إلى التسع). [معاني القرآن: 3/112-111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك}
قال مجاهد عند الملك وذلك معروف في اللغة أن يقال للسيد رب قال الأعشى:
ربي كريم لا يكدر نعمة = وإذا تنوشد بالمهارق أنشدا
وقوله جل وعز: {فأنساه الشيطان ذكر ربه}
قال مجاهد فأنسى يوسف الشيطان ذكر ربه أن يسأله ويتضرع إليه حتى قال لأحد الفتيين اذكرني عند ربك
وروى إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لولا كلمة يوسف يعني قوله: {اذكرني عند ربك} ما لبث في السجن ما لبث
قال ثم يبكي الحسن ويقول نحن ينزل بنا الأمر فنشكوا إلى الناس
وقوله جل وعز: {فلبث في السجن بضع سنين}
روى معمر عن قتادة قال يعني أنه لبث في السجن سبع سنين
وقال وهب أقام أيوب في البلاء سبع سنين وأقام يوسف في السجن سبع سنين
قال الفراء ذكروا أنه لبث سبعا بعد خمس سنين بعد قوله: {اذكرني عند ربك} قال والبضع ما دون العشر
قال الأخفش البضع من واحد إلى عشرة
وقال قتادة البضع يكون بين الثلاث والتسع والعشر وهو قول الأصمعي
قال العتبي قال أبو عبيدة ليس البضع العقد ولا نصف العقد نذهب إلى أنه من الواحد إلى الأربعة
وقال قطرب البضع ما بين الثلاث إلى التسع
قال أبو جعفر قيل أصحهما قول الأصمعي لأن داود بن هند روى عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رحمه الله حين خاطر قريشا في غلبة الروم فارس فمضى ست سنين وقال أبو بكر سيغلبون في بضع سنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم كم البضع فقال ما بين الثلاث إلى التسع فخاطرهم أبو بكر وزاد فجاء الخبر بعد ذلك أن الروم قد غلبت فارس). [معاني القرآن: 3/431-428]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقال للذي ظن أنه} أي: تيقن أنه ناج منهما). [ياقوتة الصراط: 274]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {اذكرني عند ربك} أي: عند مولاك ومالكك). [ياقوتة الصراط: 275]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عند ربك} عند سيدك.
و(البضع) من الواحد إلى تسعة، وقيل: هو من الواحد إلى الأربعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَبِّكَ}: سيدك). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي أرى سبع بقراتٍ...}
هو من كلام العرب: أن يقول الرجل: إني أخرج إلى مكّة وغير ذلك، فعلم أنه للنوم ولو أراد الخبر لقال: إني أفعل إني أقوم فيستدلّ على أنها رؤيا لقوله: أرى، وإن لم يذكر نوماً.
وقد بيّنها إبراهيم عليه السلام فقال: {إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} ). [معاني القرآن: 2/46]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الملك إنّي أرى سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيّها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرّؤيا تعبرون}
{سبع عجاف} العجاف التي قد بلغت في الهزال الغاية والنهاية.
{يا أيّها الملأ أفتوني في رؤياي} الملأ الذين يرجع إليهم في الأمور، ويقتدي بآرائهم.
{إن كنتم للرّؤيا تعبرون} هذه اللام أدخلت على المفعول لتبين المعنى إن كنتم تعبرون، وعابرين ثم بين باللام فقال للرؤيا.
ومعنى عبّرت الرؤيا وعبرتها خبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها.
واشتققته من عبر النهر، وهو شاطئ النهر، فتأويل عبرت النهر، أي بلغت إلى عبره، أي شاطئه، وهو آخر عرضه). [معاني القرآن: 3/112]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف}
والعجاف التي قد بلغت النهاية في الهزال
ومعنى عبرت الرؤيا أخرجتها من حال النوم إلى حال اليقظة مأخوذ من العبر وهو الشاطئ). [معاني القرآن: 3/431]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أضغاث أحلامٍ...}
رفع، لأنهم أرادوا: ليس هذه بشيء إنما في أضغاث أحلام. وهو كقوله: {ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين} كفروا فقالوا: لم ينزل شيئاً، إنما هي أساطير الأولين.
ولو كان (أضغاث أحلامٍ) أي أنك رأيت أضغاث أحلام كان صواباً). [معاني القرآن: 2/47-46]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أضغاث أحلامٍ} واحدها ضغث مكسور وهي ما لا تأويل لها من الرؤيا، أراه جماعات تجمع من الرؤيا كما يجمع الحشيش، فيقال ضغث، أي ملء كف منه،
قال عوف بن الخرع التّيميّ:
وأسفل مني نهدةً قد ربطتها= وألقيت ضغثا من خلىً متطيّب
أي تطيبت لها أطايب الحشيش، وفي آية أخرى {وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به} ). [مجاز القرآن: 1/312]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}
وقال: {وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين} فإحدى الباءين أوصل بها الفعل إلى الاسم والأخرى دخلت لـ"ما" وهي الآخرة). [معاني القرآن: 2/52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أضغاث أحلام}: لا تأويل له. والضغث ملء اليد من
الحشيش وما أشبه ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 183-184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا أضغاث أحلامٍ} أي أخلاط أحلام. من أضغاث النبات يجمعها الرجل فيكون ضروب مختلفة.
والأحلام واحدها حلم). [تفسير غريب القرآن: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}
والضغث في اللغة الحزمة والباقة من الشيء، كالبقل وما أشبهه، فقالوا له: رؤياك أضغاث أحلام، أي حزم أخلاط ليست برؤيا بينة.
(وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) أي ليس للرؤية المختلطة عندنا تأويل). [معاني القرآن: 3/113-112]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}
روى معمر عن قتادة أي أخلاط والضغث عند أهل اللغة كذلك يقال لكل مختلط من بقل أو حشيش أو غيرهما ضغث
أي هذه الرؤيا مختلطة ليست ببينة). [معاني القرآن: 3/431]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أضغاث أحلام} أي أخلاط أحلام، واحدها حلم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَضْغَاثُ}: لا تأويل له). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وادّكر بعد أمّةٍ...}
الأمة: الحين من الدهر. وقد ذكر عن بعضهم (بعد أمهٍ) وهو النسيان. يقال رجل مأموه كأنه الذي ليس معه عقله وقد أمه الرجل). [معاني القرآن: 2/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وادّكر بعد أمّةٍ} أي افتعل من ذكرت فأدغم التاء في الذال فحولوها دالاً ثقيلة بعد أمةٍ أي بعد حين، وبعضهم يقرؤها بعد أمه، أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمهاً، ساكن أي نسيت). [مجاز القرآن: 1/313]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّةٍ أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون}
وقال: {واذّكر بعد أمّةٍ} وإنما هي "افتعل" من "ذكرت" فأصلها "اذتكر"، ولكن اجتمعا في كلمة واحدة ومخرجاهما متقاربان، وأرادوا أن يدغموا والأول حرف مجهور وإنما يدخل الأول في الآخر والآخر مهموس، فكرهوا أن يذهب منه الجهر فجعلوا في موضع التاء حرفا من موضعها مجهورا وهو الدال لأن الحرف الذي قبلها مجهور. ولم يجعلوا الطاء لأن الطاء مع الجهر مطبقة. وقد قال بعضهم (مذّكر) فأبدل التاء ذالا ثم أدخل الذال فيها. وقد قرئت هذه الآية {أن يصلحا بينهما صلحاً} وهي "أن يفتعلا" من "الصلح" فكانت التاء بعد الصاد فلم تدخل الصاد فيها للجهر والإطباق. فأبدلوا التاء صادا وقال بعضهم (يصطلحا) وهي الجيدة. لما لم يقدر على إدغام الصاد في التاء حول في موضع التاء حرفٌ مطبق).
[معاني القرآن: 2/52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بعد أمة}: بعد حين، ومن قرأ بعد {أمة} بعد نسيان). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وادّكر بعد أمّةٍ} أي بعد حين. يقال: بعد سبع سنين. ومن قرأ (بعد أمه) أراد: بعد نيسان). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّة أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون }
أي بعد حين، وقرأ ابن عباس: واذّكر بعد أمه، والأمة النسيان، يقال أمه يأمه أمها. هذا الصحيح بفتح الميم، وروى بعضهم عن أبي عبيدة: أمه بسكون الميم، وليس ذلك بصحيح عنه، لأن المصدر أنه يأمه أمه لا غير.
وقرأ الحسن: أنا آتيكم بتأويله، وأكرهها، لخلاف المصحف.
{وادّكر} أصله واذتكر، ولكن التاء أبدل منها الذال وأدغمت الذال في الدال.
ويجوز واذّكر بالذال، والأجود الدال). [معاني القرآن: 3/113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمه}
روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وسفيان عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس بعد أمة بعد حين
روى عفان عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ وادكر بعد أمه والمعروف من قراءة ابن عباس وعكرمة وادكر بعد أمة
وفسراه بعد نسيان والمعنيان متقاربان لأنه ذكر بعد حين وبعد نسيان
ثم قال تعالى: {أنا أنبئكم بتأويله} أي أنا أخبركم
وقرأ الحسن آتيكم بتأويله وقال كيف يبئهم العلج
قال أبو جعفر ومعنى أنبئكم صحيح حسن أي أنا أخبركم إذا سألت). [معاني القرآن: 3/433-432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وادكر بعد أمة} أراد: حين. ومن قرأ (بعد أمة) أراد: بعد نسيان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَعْدَ أُمَّةٍ}: بعد حين
{بعد أمه}: نسيان). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وسبع سنبلاتٍ خضرٍ...}
لو كان الخضر منصوبة تجعل نعتاً للسّبع حسن ذلك. وهي إذا خفضت نعت للسنبلات.
وقال الله عزّ وجل: {ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سمواتٍ طباقاً} ولو كانت (طباقٍ) كان صوابا). [معاني القرآن: 2/47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الصّدّيق}: الكثير الصدق. كما يقال: فسّيق وشرّيب وسكّير، إذا كثر ذلك منه). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ -: {يوسف أيّها الصّدّيق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون}
أراد يا يوسف، والنداء يجوز في المعرفة حذف يا منه، فتقول: يا زيد.
أقبل، وزيد أقبل.
قال الشاعر:
محمد تفد نفسك كل نفس= إذا ما خفت من أمر تبالا
أراد يا محمد.
والصديق المبالغ في الصّدقة، والتصديق.
وقوله: {لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون}.
أي لعلهم يعلمون تأويل رؤيا الملك، ويجوز أن يكون: لعلهم يعلمون مكانك فيكون ذلك سبب خلاصك من الحبس). [معاني القرآن: 3/114-113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فأرسلون يوسف أيها الصديق}
وفي الكلام حذف والمعنى فذهب فقال يا يوسف
وقوله جل وعز: {لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون} يجوز أن يكون المعنى لعلهم تأويل رؤيا الملك
ويجوز أن يكون لعلهم يعلمون بموضعك فتخرج من السجن). [معاني القرآن: 3/433]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الصديق} الكثير الصدق، مثل شريب، وفسيق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {دأباً...}
وقرأ بعض قرّائنا {سبع سنين دأباً}: فعلاً. وكذلك كل حرف فتح أوّله وسكّن ثانيه فتثقيله جائز إذا كان ثانيه همزة أو عيناً أو غيناً أو حاء أو خاء أو هاء). [معاني القرآن: 2/47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تزرعون سبع سنين دأباً} أي جدّا في الزراعة ومتابعة. وتقرأ (دأبا): بفتح الهمزة. وهما واحد.
يقال دأبت أدأب دأبا ودأبا). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلّا قليلا ممّا تأكلون}
أي تدأبون دأبا، ودلّ على تدأبون (تزرعون).
والدّأب الملازمة للشيء والعادة). [معاني القرآن: 3/114]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {قال تزرعون سبع سنين دأبا} أي تباعا واعتيادا
قال أبو عبيدة معنى تحصنون تحرزون). [معاني القرآن: 3/434-433]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دأبا} أي جدا في الزراعة ومتابعة. وكذلك من فتح الهمزة، يقال: دأب يدأب دأبا، ودأبا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَأَبًا}: كعادتكم). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يأكلن ما قدّمتم لهنّ...}
يقول ما تقدّمتم فيه لهنّ من الزرع). [معاني القرآن: 2/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ قليلاً ممّا تحصنون} أي مما تحرزون). [مجاز القرآن: 1/313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تحصنون}: تحرزون). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تحصنون} أي تحرزون). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تحصنون} تحرزون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُحْصِنُونَ}: تحرزون). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وفيه يعصرون} أي به ينجون وهو من العصر وهي العصرة أيضاً وهي المنجاة،
قال: ولقد كان عصرة المنجود
أي المقهور المغلوب،
وقال لبيد:
فبات وأسرى القوم آخر ليلهم= وما كان وقّافاً بغير معصّرٍ).
[مجاز القرآن: 1/314-313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وفيه يعصرون}: ينجون). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يغاث النّاس} أي يمطرون. والغيث: المطر.
{وفيه يعصرون} يعني: الأعناب والزيت.
وقال أبو عبيدة: {يعصرون}: ينجون والعصرة النّجاة.
قال الشاعر:
ولقد كان عصرة المنجود= أي غياثا ومنجاة للمكروب).
[تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون}
{وفيه يعصرون} وقرئت: وفيه يعصرون، فمن قال وفيه يعصرون بالياء أي يأتي العام بعد أربع عشرة سنة الذي فيه، يغاث الناس فيعصرون فيه الزيت والعنب.
ومن قرأ يعصرون أراد يمطرون، من قوله: (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا "، ومن قرأ: وفيه تعصرون، فإن شاء كان على تأويل يعصرون، وأن شاء كان على تأويل وفيه تنجون من البلاء، وتعتصمون بالخصب.
قال عدي بن زيد:
لو بغير الماء حلقي شرق= كنت كالغضان بالماء اعتصاري
ويقال: فلان في عصر وفي عصر، إذا كان في حصن لا يقدر عليه). [معاني القرآن: 3/114]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ذكره: {ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون}
روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال يعصرون العنب والزيت
ويقرأ تعصرون ويعصرون ويعصرون
وزعم أبو عبيدة أن معنى يعصرون ينجون من العصرة والعصر وهما المنجا وأنشد أحمد بن جعفر لأبي زبيد:
صاديا يستغيث غير مغاث = ولقد كان عصره المنجود
والمنجود الفزع
قال أبو جعفر والأجود في هذا أن يكون المعنى فيه ما قال
ابن عباس وابن جريج في يعصرون
وأما معنى تعصرون فمعناه تمطرون من قوله: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا}
وكذلك معنى تعصرون). [معاني القرآن: 3/435-434]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يغاث الناس} أي يمطرون.
{يعصرون} أي ينجون. والعصرة: المنجاة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَعْصِرُونَ}: تحلبون). [العمدة في غريب القرآن: 161]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله سبحانه: {وقال الملك ائتوني به فلمّا جاءه الرّسول قال ارجع إلى ربّك فاسأله ما بال النّسوة اللّاتي قطّعن أيديهنّ إنّ ربّي بكيدهنّ عليم}
لما أعلم بمكانه من العلم بالتأويل طلبه {قال ارجع إلى ربّك فاسأله}.
أي إلى صاحبك، ورب الشيء صاحبه
{فاسأله ما بال النّسوة اللّاتي قطّعن أيديهنّ}.
ويجوز اللائي قطعن، أي اسأله أن يستعمل صحة براءتي مما قرفت به.
ويروى أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو كنت في مكان يوسف ثم جاءني الرسول لبادرت إليه أنه - صلى الله عليه وسلم - استحسن حزم يوسف وصبره حين دعاه الملك فلم يبادر إليه حتى يعلم أنه قد استقر عند الملك صحة براءته). [معاني القرآن: 3/115-114]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك}
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم تعجب من صبره وقال لو كنت مكانه ثم جاء الرسول لبادرت ثم قال: {فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} [معاني القرآن: 3/435]
ولم يذكر امرأة العزيز فيهن حسن عشرة منه وأدبا). [معاني القرآن: 3/436]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحقّ...}
لمّا دعا النسوة فبرّأته قالت: لم يبق إلا أن يقبل عليّ بالتقرير فأقرّت، فذلك قوله: {حصحص الحقّ} يقول: ضاق الكذب وتبيّن الحقّ). [معاني القرآن: 2/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الآن حصحص الحقّ} أي الساعة وضح الحقّ وتبيّن). [مجاز القرآن: 1/314]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ما خطبكنّ إذ راودتّنّ يوسف عن نّفسه قلن حاش للّه ما علمنا عليه من سوءٍ قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحقّ أنا راودتّه عن نّفسه وإنّه لمن الصّادقين}
قال: {إذ راودتنّ يوسف عن نّفسه} وقال بعض أهل العلم: "إنهن راودنه لا امرأة الملك" وقد يجوز وإن كانت واحدة أن تقول "راودتنّ" كما تقول {إنّ الناس قد جمعوا لكم}
وهذا ههنا واحد يعنى بقوله لكم النبيّ صلى الله عليه و(الناس) "أبا سفيان" فيما ذكروا). [معاني القرآن: 2/53-52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حصحص الحق}: وضح وتبين). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما خطبكنّ} ما أمركنّ، ما شأنكنّ؟
{الآن حصحص الحقّ} أي وضح وتبيّن). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يتصل الكلام بما قبله حتى يكون كأنه قول واحد وهو قولان:
نحو قوله: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}، ثم قال: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، وليس هذا من قولها، وانقطع الكلام عند قوله: {أَذِلَّةً}،
ثم قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}.
وقوله: {الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}، هذا قول المرأة، ثم قال يوسف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}،
أي ليعلم الملك أني لم أخن العزيز بالغيب.
وقوله: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، وانقطع الكلام، ثم قالت الملائكة: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}
وقوله حكاية عن ملأ فرعون: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ}
هذا قول الملأ، ثم قال فرعون: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} ). [تأويل مشكل القرآن: 295-294] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال ما خطبكنّ إذ راودتنّ يوسف عن نفسه قلن حاش للّه ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحقّ أنا راودته عن نفسه وإنّه لمن الصّادقين}
لم يفرد يوسف عليه السلام امرأة العزيز بالذكر، حسن عشرة منه وأدب. فخلطها بالنسوة.
وقوله: {قلن حاش للّه ما علمنا عليه من سوء}.
قرئت " حاش للّه " و " حاشا للّه" وقرأ الحسن: حاش للّه بتسكين الشين.
ولا اختلاف بين النحويين أن الإسكان غير جائز، لأن الجمع بين ساكنين لا يجوز ولا هو من كلام العرب.
{ما علمنا عليه من سوء}.
فأعلم النسوة الملك ببراءة يوسف، وقالت - امرأة العزيز: {الآن حصحص الحقّ}.
أي برز وتبيّن، واشتقاقه في اللغة من الحصّة، أي بانت حصّة الحق وجهته من جهة الباطل). [معاني القرآن: 3/115]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقول جل وعز: {قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه}
روى إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال جمع فرعون النسوة فقال لهن أنتن راودتن يوسف عن نفسه فقالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين فقال يوسف ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب إن الله لا يهدي كيد الخائنين فقال جبريل عليه السلام وغمزه ولا حين هممت فقال:
{وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}.
قال أبو جعفر وهذا كلام غامض عند أهل العربية لأن كلام يوسف مختلط بما قبله وغير منفصل منه ألا تراه خبر عن امرأة العزيز أنها قالت أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ثم اتصل به قول يوسف {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}
ونظيره إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون
قال أبو جعفر وفي الآية تأويل آخر
روى حجاج عن ابن جريج قال: قال يوسف ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب
وقال ابن جريج وهذا من تقديم القرآن وتأخيره
قال أراد أن يبين عذره قبل أن يخرج من السجن فهذا على هذا التأويل قاله يوسف في السجن
وعلى تأويل ابن عباس قاله يوسف بعد ما خرج من السجن حين جمعه الملك مع النسوة
قال أبو جعفر والتأويلان حسنان والله أعلم بحقيقة ذلك
قال مجاهد وقتادة معنى حصحص الحق تبين
قال أبو إسحاق هو مأخوذ من الحصة أي بانت حصة الحق من حصة الباطل). [معاني القرآن: 3/438-436]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حصحص} وضح وتبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَصْحَصَ}: تبين). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب...}:
قال ذلك يوسف لما رجع إليه الساقي فأخبره ببراءة النسوة إيّاه. فقال يوسف {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب} وهو متّصل بقول امرأته {الآن حصحص الحقّ أنا راودته عن نفسه وإنّه لمن الصّادقين ذلك} وربّما وصل الكلام بالكلام، حتى كأنه قول واحدٍ وهو كلام اثنين، فهذا من ذلك. وقوله: {من أرضكم بسحره فماذا تأمرون} اتّصل قول فرعون بقول الملأ: وكذلك قوله: {إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها} إلى قوله: {وكذلك يفعلون} انقطع كلامها عند قوله: {أذلّةً} ثم قال عزّ وجلّ: {وكذلك يفعلون} ويقال إنه من قول سليمان عليه السّلام). [معاني القرآن: 2/48-47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنها إرشاد بالإمضاء، كقوله: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}، أي لا يمضيه ولا ينفذه، ويقال: لا يصلحه.
وبعض هذا قريب من بعض). [تأويل مشكل القرآن: 444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب وأنّ اللّه لا يهدي كيد الخائنين }
هذا قول يوسف عليه السلام، المعنى إني أردت التبيين للملك أمر امرأته والنسوة، ليعلم أني لم أخنه بالغيب.
و " ذلك " مرفوع بالابتداء، وإن شئت على خبر الابتداء.
كأنّه قال: أمري ذلك.
ويروى أن جبريل عليه السلام قال له: ولا حين حللت التكة، وقيل ولا حين هممت، فقال:
{وما أبرّئ نفسي إنّ النّفس لأمّارة بالسّوء إلّا ما رحم ربّي إنّ ربّي غفور رحيم}. [معاني القرآن: 3/116-115]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ النّفس لأمّارةٌ بالسّوء إلاّ ما رحم ربّي...}
(ما) في موضع نصب. وهو استثناء منقطع ممّا قبله: ومثله {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها} ومثله في سورة يس {فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلاّ رحمةً منّا} إنما هو
- والله أعلم - إلا أن يرحموا. و(أن) تضارع (ما) إذا كانتا في معنى مصدر). [معاني القرآن: 2/48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما أبرّئ نفسي إنّ النّفس لأمّارة بالسّوء إلّا ما رحم ربّي إنّ ربّي غفور رحيم}
موضع ما نصب على الاستثناء). [معاني القرآن: 3/116]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلمّا كلّمه قال إنّك اليوم لدينا مكين أمين }
{أستخلصه لنفسي}.جزم جواب الأمر، ومعنى أستخلصه: أي أجعله خالصا لي، لا يشركني فيه أحد.
{فلمّا كلّمه قال إنّك اليوم لدينا مكين أمين} أي عرفنا أمانتك وبراءتك مما قرفت به). [معاني القرآن: 3/116]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي}
أي أجعله خالصا لنفسي لا يشركني فيه غيره
ثم قال جل ذكره: {فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين}
أي قد تبينا أمانتك وبراءتك مما قرفت به). [معاني القرآن: 3/438]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم }أي على أموالها
{إنّي حفيظ عليم} أي أحفظها وأعلم وجوه متصرفاتها، وإنما سأله أن يجعله على خزائن الأرض لأن الأنبياء بعثوا لإقامة الحق والعدل ووضع الأشياء مواضعها،
فعلم يوسف عليه السلام أنه لا أحد أقوم بذلك منه، ولا أوضع له في مواضعها..
فسأل ذلك إرادة للصلاح). [معاني القرآن: 3/116]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {قال اجعلني على خزائن الأرض} أي على أموالها
{إني حفيظ عليم} أي حافظ للأموال وأعلم المواضع التي يجب أن أجعلها فيها). [معاني القرآن: 3/439-438]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)}


رد مع اقتباس