عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 جمادى الأولى 1434هـ/30-03-2013م, 11:32 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)


تفسير قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أتى أمر اللّه} يعني: القيامة.
وهو تفسير السّدّيّ.
{فلا تستعجلوه} قال الحسن: هذا جوابٌ من اللّه لقول المشركين للنّبيّ: {ائتنا بعذاب اللّه}، وقولهم: {عجّل لنا قطّنا}وأشباه ذلك،
فقال: {ويستعجلونك بالعذاب}.
وقال: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه} ، أي إنّ العذاب آتٍ قريبٌ.
وبعضهم يقول: استعجلوا بعذاب الآخرة، وذلك منهم تكذيبٌ واستهزاءٌ، فأنزل اللّه: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه} .
قوله: {سبحانه} ينزّه نفسه عمّا يقول المشركون.
{وتعالى عمّا يشركون}، تعالى: من العلوّ، يرفع نفسه عمّا يشركون به). [تفسير القرآن العظيم: 1/49]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {سبحانه وتعالى عمّا يشركون...}
... حدثني عماد بن الصّلت العكليّ عن سعيد بن مسروق أبي سفيان عن الربيع بن خيثم أنه قرأ (سبحانه وتعالى عمّا تشركون) الأولى والتي بعدها كلتاهما بالتاء: وتقرأ بالياء.
فمن قال بالتاء فكأنه خاطبهم ومن قرأ بالياء فكأنّ القرآن نزل على محمد صلّى الله عليه وسلم ثم قال {سبحانه} يعجّبه من كفرهم وإشراكهم). [معاني القرآن: 2/94]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة القراء {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} بالتاء.
قراءة سعيد بن جبير "فلا يستعجلوه" بالياء.
قراءة الحسن وأبي عمرو {وتعالى عما يشركون} بالياء.
أبو العالية الرياحي والأعمش {تشركون} بالتاء). [معاني القرآن لقطرب: 804]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه} يعني القيامة. أي هي قريب فلا تستعجلوا. وأتي بمعنى يأتي.
وهذا كما يقال: أتاك الخير فأبشر. أي سيأتيك). [تفسير غريب القرآن: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي الفعل على بنية الماضي وهو دائم، أو مستقبل: كقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
أي أنتم خير أمّة.
وقوله: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي وإذ يقول الله يوم القيامة.
يدلك على ذلك قوله سبحانه: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}.
وقوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}، يريد يوم القيامة. أي سيأتي قريبا فلا تستعجلوه.
وقوله: {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} أي من هو صبيّ في المهد.
وكذلك قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}، وكذلك قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}.
إنما هو: الله سميع بصير، والله على كل شيء قدير.
وقوله: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ} أي فنسوقه.
في أشباه لهذا كثيرة في القرآن). [تأويل مشكل القرآن: 296-295] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: القيامة، قال الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}
وقال تعالى: {وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} أي القيامة أو الموت). [تأويل مشكل القرآن: 515-514]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله تعالى: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}
{أمر اللّه} ما وعدهم الله به من المجازاة على كفرهم من أصناف العذاب، والدليل على ذلك قوله: {حتّى إذا جاء أمرنا وفار التّنّور} أي جاء ما وعدناهم به، وكذلك قوله: (أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا) وذلك أنهم استعجلوا العذاب واستبطأوا أمر الساعة، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أتى، كما قال: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}
وكما قال: {وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر}.
وقوله: {سبحانه وتعالى عمّا يشركون}.
معناه تنزيهه من السوء، كذلك جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وكذلك فسّره أهل اللغة،
قالوا: معناه تنزيه اللّه من السوء، وبراءة الله من السوء.
قال الشاعر:
أقول لما جاء في فخره.......سبحان من علقمة الفاجر
أي براءة منه). [معاني القرآن: 3/190-189]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قال بعضهم أتى بمعنى يأتي لأنه قد عرف المعنى فصار مثل قولك إن أكرمتني أكرمتك وقيل أخبار الله بالماضي والمستقبل شيء واحد لأنه قد علم أنه يكون فهو بمنزلة ما قد كان وقول ثالث وهو أحسنها وذلك أ نهم استبعدوا ما وعدهم الله من العقاب فأخبر الله جل وعز أن ذلك قريب فقال: {أتى أمر الله} أي هو القرب بمنزلة ما قد أتى كما قال تعالى: {اقتربت الساعة} وكما يقال أتاك الخبر أي قرب منك وقال الضحاك أي جاء القرآن بالفرائض والأحكام والحدود). [معاني القرآن: 4/51-52]

تفسير قوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ينزّل الملائكة بالرّوح} عاصم بن حكيمٍ، أنّ مجاهدًا قال: ليس ينزل ملكٌ إلا ومعه روحٌ.
وقال السّدّيّ: {بالرّوح} ، يعني: بالوحي.
{من أمره} سعيدٌ عن قتادة، قال: بالرّحمة والوحي من اللّه، يعني: بأمره.
{على من يشاء من عباده} ، يعني: الأنبياء.
وهو تفسير السّدّيّ.
أبو أميّة، عن حميد بن هلالٍ، عن أبي الضّيف، عن كعبٍ، قال: إنّ أقرب الملائكة إلى اللّه إسرافيل وله أربعة أجنحةٍ: جناحٌ بالمشرق، وجناحٌ بالمغرب، وقد تسرول بالثّالث، والرّابع بينه وبين اللّوح المحفوظ، فإذا أراد اللّه أمرًا أن يوحيه جاء اللّوح حتّى يصفّق جبهة إسرافيل، فيرفع رأسه، فينظر فإذا الأمر مكتوبٌ، فينادي جبريل، فيلبّيه فيقول: أمرت بكذا، أمرت
بكذا، فلا يهبط جبريل من سماءٍ إلى سماءٍ إلا فزع أهلها مخافة السّاعة، حتّى يقول جبريل: الحقّ من عند الحقّ.
فيهبط على النّبيّ فيوحي إليه.
قوله: {أن أنذروا أنّه لا إله إلا أنا فاتّقون} أن تعبدوا معي إلهًا.
وقال السّدّيّ: {فاتّقون} ، يقول: فاعبدون). [تفسير القرآن العظيم: 1/50]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ينزّل الملائكة...}
بالياء، و(تنزّل الملائكة) بالتاء. وقراءة أصحاب عبد الله {ينزّل الملائكة} بالياء). [معاني القرآن: 2/94]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وعاصم {تنزل الملائكة}.
أهل المدينة ويحيى بن وثاب والأعمش {ينزل الملائكة}.
أبو عمرو وابن كثير {ينزل} من أنزل). [معاني القرآن لقطرب: 804]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده} أي: بالوحي). [تفسير غريب القرآن: 241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنّه لا إله إلّا أنا فاتّقون}
ويقرأ: تنزّل الملائكة، ويجوز فيها أوجه لا أعلمه قرئ بها: ينزّل
الملائكة، وينزل الملائكة، وتنزّل الملائكة بالروح - والروح - واللّه أعلم - كان فيه من أمر الله حياة للنفوس والإرشاد إلى أمر اللّه، والدليل على ذلك قوله: {أن أنذروا أنّه لا إله إلّا أنا فاتّقون}.
المعنى أنذروا أهل الكفر والمعاصي بأنّه لا إله إلاّ أنا، أي مروهم بتوحيدي، وألّا يشركوا بي شيئا). [معاني القرآن: 3/190]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده}
روى هشيم عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عباس قال الروح خلق من خلق الله وأمر من أمره صورهم على صور بني آدم لا ينزل في السماء ملك إلا ومعه واحد منهم وروى ابن جريج عن مجاهد قال لا ينزل ملك إلا ومعه روح
وقال إسماعيل بن أبي خالد سألت أبا صالح عن الروح فقال لهم صور كصور بني آدم وليسوا منهم وقال الحسن تنزل الملائكة بالروح أي بالنبوة وروى معمر عن قتادة تنزل الملائكة بالروح قال بالوحي والرحمة قال أبو جعفر وهذا قول حسن وقد رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي ينزلهم بما هو بمنزلة الروح والحياة كما قال تعالى: {فروح وريحان} وقيل معناه رحمة). [معاني القرآن: 4/54-52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ينزل الملائكة بالروح} أي بالوحي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 129]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {خلق السّموات والأرض بالحقّ} للبعث، والحساب، والجنّة، والنّار.
{تعالى} ارتفع.
{عمّا يشركون} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/50]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم ما يدل على توحيده مما خلق
فقال:{خلق السّماوات والأرض بالحقّ تعالى عمّا يشركون} ارتفع عن الذين أشركوهم به، لأنهم لا يخلقون شيئا وهما يخلقون). [معاني القرآن: 3/190]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {خلق الإنسان من نطفةٍ فإذا هو خصيمٌ مبينٌ} وتفسير الحسن أنّه المشرك.
قال وهو كقوله: {أولم ير الإنسان أنّا خلقناه من نطفةٍ فإذا هو خصيمٌ مبينٌ * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميمٌ} ).
[تفسير القرآن العظيم: 1/50]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين}
اختصر ههنا، وذكر تقلب أحوال الإنسان في غير مكان من القرآن). [معاني القرآن: 3/190]


رد مع اقتباس