عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 04:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى نبيه أن يوقفهم على أمر الليل والنهار، وما منح الله تعالى فيهما من المصالح والمرافق، وأن يوقفهم على إنعامه تعالى بتوفيق الليل والنهار، وأنه لو مد أحدهما سرمدا لما وجد من يأتي بالآخر. و"السرمد" من الأشياء: الدائم الذي لا ينقطع. وقرأت فرقة هي الجمهور: "بضياء" بالياء، وقرأ ابن كثير في رواية قنبل: "بضئاء" بهمزتين، وضعفه أبو علي). [المحرر الوجيز: 6/ 607]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر عز وجل انقسام الليل والنهار على السكون وابتغاء الفضل بالمشي والتصرف، وهذا هو الغالب في أمر الليل والنهار، فعدد النعمة بالأغلب، وإن وجد من يسكن بالنهار ويبتغي فضل الله بالليل فشاذ نادر لا يعتد به. وقال بعض الناس: قوله تعالى: {جعل لكم الليل والنهار} إنما عبر به عن الزمان، فكأنه لم يقصد لتقسيم، أي: في هذا الوقت الذي هو ليل ونهار يقع السكون وابتغاء الفضل.
وقوله: "ولعلكم" أي على نظر البشر، من يرى هذا التلطف والرفق يرى أن ذلك يستدعي الشكر ولا بد). [المحرر الوجيز: 6/ 607]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون}
التقدير: واذكر يوم يناديهم، وكرر هذا المعنى إبلاغا وتحذيرا، وهذا النداء هو عند ظهور كل ما وعد الرحمن على ألسنة المرسلين من وجوب الرحمة لقوم والعذاب لآخرين، ومن خضوع كل جبار وذلة لعزة رب العالمين، فيتوجه حينئذ توبيخ الكفار، فيقول الله تعالى لهم: {أين شركائي} على معنى التقريع). [المحرر الوجيز: 6/ 607-608]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تبارك وتعالى أنه يخرج في ذلك اليوم من كل أمة شهيدا يميز بينه وبين الناس، وهذا هو النزع، أي: يميز بين شيئين فينتزع أحدهما من الآخر، وقال مجاهد: أراد بـ "الشهيد" الذي يشهد على أمته، وقال الرماني: وقيل: أراد عدولا من الأمم وأخيارا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهم حملة الحجة الذين لا يخلو منهم زمن، و"الشهيد" -على هذا التأويل- اسم الجنس، وفي هذا الموضع حذف يدل عليه الظاهر، تقديره: يشهد الشهيد على الأمة بخيرها وشرها، فيحق العذاب على من كفر، ويقال لهم -على جهة استبراء الحجة والإعذار في المحاولة-: هاتوا برهانكم، أي حجتكم على ما كنتم عليه في الدنيا إن كان لكم، فيسقط حينئذ في أيديهم، ويعلمون أن الحق متوجه له سبحانه عليهم في تعذيبهم، وينكشف لهم ما كانوا بسبيله في الدنيا من كذب مختلق وزور في قولهم للأصنام: هذه آلهة، وفي تكذيبهم الرسل، وغير ذلك. ومن هذه الآية انتزع قول القاضي عند إرادة الحكم: أبقيت لك حجة؟). [المحرر الوجيز: 6/ 608]

رد مع اقتباس