عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 08:02 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر إلى ربّك كيف مدّ الظّلّ} [الفرقان: 45] أي: ألم تر كيف مدّ ربّك الظّلّ.
{ولو شاء لجعله ساكنًا} [الفرقان: 45] وحدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: {ألم تر إلى ربّك كيف مدّ الظّلّ} [الفرقان: 45] قال: مدّه اللّه من حين يطلع الفجر إلى أن تطلع الشّمس.
{ولو شاء لجعله ساكنًا} [الفرقان: 45] أي لا يزول.
قال: {ثمّ جعلنا الشّمس عليه} [الفرقان: 45] أي على الظّلّ.
{دليلا} [الفرقان: 45] فظلّلت الشّمس كلّ شيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/484]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كيف مدّ الظّلّ...}

ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. وقوله: {ولو شاء لجعله ساكناً} يقول دائماً. وقوله: {ثمّ جعلنا الشّمس عليه دليلاً} يقول: إذا كان في موضعٍ شمسٌ كان فيه قبل ذلك ظلّ، فجعلت الشمس دليلاً على الظلّ). [معاني القرآن: 2/268]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كيف مدّ الظّلّ ولو شاء لجعله ساكناً ثمّ جعلنا الشّمس عليه دليلاً} فالظل ما أصبح ونسخته الشمس، ولو شاء الله لم تنسخه الشمس فتركه تماماً ممدوداً لم تنقصه الشمس، ولكنه جعل الشمس دليلاً عليه، أي على الظل حيث نسخته، والشمس مؤنثة وجاءت صفتها على تقدير صفة المذكر،
والعرب قد تفعل ذلك وإنما يريدون به البدل كقولهم: هي عديلى أي التي تعادلني ووصى ونحو ذلك.
قال الأعشى:
هي الصاحب الأدنى وبيني وبينها=مجوفٌ علافيٌ وقطع ونمرق
رجل علافيٌ مجوفٌ ضخم الجوف، قال:
وصاحبي ذات هبابٍ دمشق
وقالت:

قامت تبكيّه على قبره=من لي من بعدك يا عامر
تركتني في الدار ذا غربةٍ=قد ذل من ليس له ناصر
والفيء ما نسخ الشمس من الظل: وهو بالعشى وإذا استدارت الشمس). [مجاز القرآن: 2/76-75]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كيف مدّ الظّلّ} وامتداده: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. {ولو شاء لجعله ساكناً} أي مستقرّا دائما لا تنسخه الشمس). [تفسير غريب القرآن: 313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا}.
امتداد الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. كذلك قال المفسرون، ويدلك عليه أيضا قوله في وصف الجنة: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} أي لا شمس فيه، كأنه ما بين هذين الوقتين.
{وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} أي: مستقرا دائما حتى يكون كظل الجنة الذي لا تنسخه الشمس.
{ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} يقول: لما طلعت الشمس دلت عليه وعلى معناه. وكلّ الأشياء تعرف بأضدادها، فلولا الشمس ما عرف الظل، ولولا النور ما عرفت الظلمة،
ولولا الحق ما عرف الباطل. وهكذا سائر الألوان والطّعوم، قال الله عز وجل: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} يريد به ضدين: ذكرا وأنثى، وأسود وأبيض، وحلوا وحامضا، وأشباه ذلك.
{ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} يعني الظّل الممدود بعد غروب الشمس، وذلك أنّ الشمس إذا غربت عاد الظل الممدود، وذلك وقت قبضه.
وقوله: {قَبْضًا يَسِيرًا} أي: خفيا، لأن الظل بعد غروب الشمس لا يذهب كلّه دفعة واحدة، ولا يقبل الظلام كلّه جملة، وإنما يقبض الله جلّ وعز ذلك الظل قبضا خفيّا شيئا بعد شيء، ويعقب كلّ جزء منه يقبضه بجزء من سواد الليل حتى يذهب كلّه.
فدلّ الله عز وجل بهذا الوصف على قدرته ولطفه في معاقبته بين الشمس والظل والليل، لمصالح عباده وبلاده.
وبعضهم يجعل قبض الظل عند نسخ الشمس إياه، ويجعل قوله: {قَبْضًا يَسِيرًا} أي: سهلا خفيفا عليه.
وهو وجه، غير أن التفسير الأول أجمع للمعاني وأشبه بما أراد). [تأويل مشكل القرآن: 315-314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر إلى ربّك كيف مدّ الظّلّ ولو شاء لجعله ساكنا ثمّ جعلنا الشّمس عليه دليلا}
الظل: من وقت طلوع الفجر إلى وقت طلوع الشمس.
{ولو شاء لجعله ساكن}، أي ثابتا دائما لا يزول.
(ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) فالشمس دليل على الظّل، وهي تنسخ الظلّ). [معاني القرآن: 4/70]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل}
ترى ههنا في موضع تعلم
ويجوز أن يكون من رؤية العين
قال الحسن وأبو مالك وإبراهيم التيمي وقتادة والضحاك في قوله تعالى: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس
ثم قال تعالى: {ولو شاء لجعله ساكنا}
قال الحسن أي لو شاء لتركه ظلا كما هو
وقال الضحاك أي لو شاء لجعل النهار كله ظلا
وقال قتادة ساكنا أي دائما
ثم جعلنا الشمس عليه دليلا أي تتلوه وتتبعه
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا روى سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن مجاهد يسيرا أي خفيا
وقال الضحاك سريعا
وقال أبو مالك وإبراهيم التيمي قبضا يسيرا هو ما تقبضه الشمس من الظل
قال أبو جعفر قول مجاهد أولى في العربية وأشبه بالمعنى لما نذكره
وصف الله جل وعز لطفه وقدرته فقال ألم تر إلى ربك كيف مد الظل أي ما بين طلوع الفجر إلى طلوع
الشمس كما قال أهل التفسير، وبينته لك في قوله جل وعز في وصفه الجنة: {وظل ممدود}
ثم قال سبحانه: {ولو شاء لجعله ساكنا}
أي دائما كما في الجنة ثم جعلنا الشمس عليه دليلا أي تدل عليه وعلى معناه لأن الشيء يدل على ضده فيدل النور على الظلمة والحر على البرد
وقيل دالة على الله عز وجل
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا أي إذا غابت الشمس قبض الظل قبضا خفيا كلما قبض جزء منه جعل مكانه جزء من الظلمة وليس يزول دفعة واحدة فهذا قول مجاهد
وقول أبي مالك وإبراهيم التيمي أن المعنى ثم قبضنا الظل بمجيء الشمس
ويذهبان إلى أن معنى يسيرا سهلا علينا
وقول مجاهد أولى لأن ثم يدل على أن الثاني بعد الأول وقوله أيضا أجمع للمعنى). [معاني القرآن: 5/33-30]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ثمّ قبضناه} [الفرقان: 46] ثمّ قبضنا ذلك الظّلّ.
{إلينا قبضًا يسيرًا} [الفرقان: 46] علينا، كقوله: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [الحج: 70] وقال السّدّيّ: {قبضًا يسيرًا} [الفرقان: 46] يعني خفيًّا.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: ساكنًا، لا تصيبه الشّمس ولا يزول.
{ثمّ جعلنا الشّمس عليه دليلا} [الفرقان: 45] تحويه.
{ثمّ قبضناه} [الفرقان: 46] حوى الشّمس إيّاه.
قال يحيى: وذلك حين يقوم العمود نصف النّهار حين لا يكون ظلٌّ، فإذا زالت الشّمس رجع الظّلّ فازداد حتّى تغيب الشّمس). [تفسير القرآن العظيم: 1/484]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ قبضناه إلينا قبضاً يسيراً...}

يعني الظلّ إذا لحقته الشمس قبض الظلّ قبضاً يسيراً، يقول: هيّنا خفيّا). [معاني القرآن: 2/268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثمّ قبضناه إلينا قبضاً يسيراً} أي خفيّا. كذلك هو في بعض اللغات). [تفسير غريب القرآن: 313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} يعني الظّل الممدود بعد غروب الشمس، وذلك أنّ الشمس إذا غربت عاد الظل الممدود، وذلك وقت قبضه.
وقوله: {قَبْضًا يَسِيرًا} أي: خفيا، لأن الظل بعد غروب الشمس لا يذهب كلّه دفعة واحدة، ولا يقبل الظلام كلّه جملة، وإنما يقبض الله جلّ وعز ذلك الظل قبضا خفيّا شيئا بعد شيء، ويعقب كلّ جزء منه يقبضه بجزء من سواد الليل حتى يذهب كلّه.
فدلّ الله عز وجل بهذا الوصف على قدرته ولطفه في معاقبته بين الشمس والظل والليل، لمصالح عباده وبلاده.
وبعضهم يجعل قبض الظل عند نسخ الشمس إياه، ويجعل قوله: {قَبْضًا يَسِيرًا} أي: سهلا خفيفا عليه.
وهو وجه، غير أن التفسير الأول أجمع للمعاني وأشبه بما أراد). [تأويل مشكل القرآن: 315-314] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ثمّ قبضناه إلينا قبضا يسيرا}
قيل خفيّا، وقيل سهلا، ومعنى ألم تر، ألم تعلم، وهذا من رؤية القلب.
ويجوز أن يكون ههنا من رؤية العين، ويكون المعنى: ألم تر كيف مدّ الظلّ ربّك!
والأجود أن يكون بمعنى ألم تعلم). [معاني القرآن: 4/70]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهو الّذي جعل لكم اللّيل لباسًا} [الفرقان: 47] يعني سكنًا يسكن فيه الخلق.
وهو تفسير السّدّيّ.
{والنّوم سباتًا} [الفرقان: 47] يسبت النّائم حتّى لا يعقل.
{وجعل النّهار نشورًا} [الفرقان: 47] تفسير مجاهدٍ: ينتشر فيه الخلق لمعائشهم.
وقال قتادة: لمعائشهم، ولحوائجهم، ولتصرّفهم.
وقال السّدّيّ: {نشورًا} [الفرقان: 47] يتفرّقون فيه يبتغون الرّزق). [تفسير القرآن العظيم: 1/484]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {جعل لكم اللّيل لباساً} أي سترا. والنّوم سباتاً أي راحة. وأصل السّبات: التمدّد. وقد بينت هذا في كتاب «المشكل».

{وجعل النّهار نشوراً} أي ينتشرون فيه). [تفسير غريب القرآن: 314-313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} أي سترا وحجابا لأبصاركم.
قال ذو الرّمة:
وَدَوِّيَّةٍ مثل السّماء اعتسفتها = وقد صبغ اللّيل الحصى بسواد
أي لمّا ألبسه الليل سواده وظلمته، كان كأنّه صبغه.
وقد يكنون باللباس والثوب عما ستر ووقى، لأنّ اللباس والثوب واقيان ساتران.
وقال الشاعر:
كثوب ابن بِيضٍ وَقَاهُم بهِ = فَسَدَّ على السَّالِكِينَ السَّبيلا

قال الأصمعي: (ابن بيض) رجل نحر بعيرا له على ثنيّة فسدّها فلم يقدر أحد أن يجوز، فضرب به المثل فقيل: سدّ ابن بيض الطريق.
وقال غير الأصمعي: (ابن بيض) رجل كانت عليه إتاوة فهرب بها فاتّبعه مطالبه، فلما خشي لحاقه وضع ما يطالبه به على الطريق ومضى، فلما أخذ الإتاوة رجع وقال: (سدّ ابن بيض الطريق) أي منعنا من اتباعه حين وفى بما عليه، فكأنه سدّ الطريق.
فكنَى الشاعر عن البعير- إن كان التفسير على ما ذكر الأصمعي.
أو عن الإِتَاوَةِ- إن كان التفسير ما ذكر غيره- بالثوب، لأنهما وقيا كما يقي الثوب.
وكان بعض المفسرين يقول في قوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} أي سكنا، وفي قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} أي سكن لكم.
وإنما اعتبر ذلك من قوله: {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ} ومن قوله: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}).[تأويل مشكل القرآن: 144-145]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وهو الذي جعل لكم الليل لباسا}
أي سترا والنوم سباتا أي راحة وجعل النهار نشورا أي ينتشر فيه). [معاني القرآن: 5/33]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهو الّذي أرسل الرّياح بشرًا} [الفرقان: 48] تلقّح السّحاب.
[تفسير القرآن العظيم: 1/484]
وتفسير السّدّيّ: {أرسل الرّياح} [الفرقان: 48] بسط الرّياح والسّحاب.
من {بين يدي رحمته} [الفرقان: 48] بين يدي المطر.
قال: {وأنزلنا من السّماء ماءً} [الفرقان: 48] يعني المطر.
{طهورًا} [الفرقان: 48] للمؤمنين يتطهّرون به من الأحداث والجنابة.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/485]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وهو الّذي أرسل الرّياح بشرى...}

قرأ أصحاب عبد الله (الرياح) ثلاثة مواضع. منهما حرفان في قراءتنا، وحرف في النحل وليس في قراءتنا، مكان قوله: {والنجوم مسخرات بأمره} وهذا واحدٌ يعني الذي في الفرقان. والآخر في الروم {الرياح مبشّراتٍ} وكان عاصم يقرأ ما كان من رحمة الريح وما كان من عذاب قرأه ريح. وقد اختلف القراء في الرحمة فمنهم من قرأ الرّيح ومنهم من قرأ الرياح ولم يختلفوا في العذاب بالريح ونرى أنهم اختاروا الرياح للرحمة لأن رياح الرّحمة تكون من الصّبا والجنوب والشّمال من الثلاث المعروفة؛ وأكثر ما تأتي بالعذاب وما لا مطر فيه الدّبور لأن الدّبور لا تكاد تلقح فسمّيت ريحاً موحّدةً لأنها لا تدور كما تدور اللواقح.
... حدثني قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع أنهما قرءا (نشراً) وقد قرأت القراء (نشراً) و(نشراً) وقرأ عاصم (بشراً) ... حدثني قيس عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ (بشراً) كأنه بشيرة وبشر).
[معاني القرآن: 2/269]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" أرسل الرّياح نشراً " أي حياة وهو من " نشر ". " بلدةً ميتاً " مخففة بمنزلة تخفيف هين ولين وضيق: هين ولين وضيق ولم تدخل الهاء فيها، والبلدة مؤنثة فتكون ميتة لأن المعنى وقع على المكان والعرب تفعل ذلك قال:
إن تميماً خلقت ملموما فذهب بتذكيره إلى تميم وقال آخرون: بل الأرض التي ليس فيها نبات ميت بلا هاء، والروحانية إذا ماتت فهي ميتة بالهاء). [مجاز القرآن: 2/76]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وهو الّذي أرسل الرّياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السّماء ماء طهورا}
فيها ستة أوجه، نشرا بفتح النون، ونشرا بضمها، ونشرا بضم النون والشين، ويجوز بشرى مؤنث بالباء على وزن فعلى، وبشرا بالتنوين والباء.
وبشرا بين يدي رحمته، فهذه ستة أوجه منها أربعة يقرأ بها.
فأمّا نشرا فمعناه إحياء ينشر السحاب الذي به المطر، الذي فيه حياة كل شيء.
ومن قرأ نشرا فهو جمع نشور ونشر مثل رسول ورسل، ومن قرأ بالإسكان أسكن الشين استخفافا، فهذه ثلاثة أوجه في النّون.
فأمّا الباء فمن نوّن بالباء وضمّها وتسكين الشين، فإنما هو بتسكين العين من قولك بشرا، وإذا لم ينوّنها فألفها للتأنيث.
ومن قرأ بشرا بالتنوين فهو جمع: يقال: ريح بشور، كما قال: {ومن آياته أن يرسل الرّياح مبشّرات} أي تبشر بالغيث.
ومن قرأ بشرا - بالضم " فهو على أصل الجمع.
ومن قرأ بشرى بغير تنوين فهو بمعنى بشارة.
وقوله: {وأنزلنا من السّماء ماء طهورا}.
كل ماء نزل من السماء أو خرج من بحر أو أذيب من ثلج أو برد فهو طهور، قال عليه السلام في البحر: " هو الطهور ماؤه الحلّ ميتته "). [معاني القرآن: 4/71-70]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته}
أكثر القراء يقرءون ما كان في معنى الرحمة على الرياح وما كان في معنى العذاب على الريح
ويحتج بعضهم بحديث ضعيف يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا هبت الريح قال اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا
قال أبو جعفر وقيل إنما وقع هذا هكذا لأن ما يأتي بالرحمة ثلاث رياح وهي الصبا والشمال والجنوب
والرابعة الدبور ولا تكاد تأتي بمطر
فقيل لما أتى بالرحمة رياح، هذا ولا أصل للحديث
ومعنى نشرا إحياء أي تأتي بالسحاب الذي فيه المطر الذي به حياة الخلق ونشرا جمع نشور
وروى عن عاصم بشرا جمع بشيرة
وروي عنه بشرا بحذف الضمة لثقلها أو يكون جمع بشرة كما يقال بسرة وبسر
وعن محمد اليماني {بشرى} أي بشارة
بين يدي رحمته أي المطر). [معاني القرآن: 5/35-33]

تفسير قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {لنحيي به} [الفرقان: 49] بالمطر.
{بلدةً ميتًا} [الفرقان: 49] اليابسة الّتي ليس فيها نباتٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/485]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وأناسيّ كثيراً...}

واحدهم إنسي وإن شئت جعلته إنساناً ثم جمعته أناسيّ فتكون الياء عوضاً من النون والإنسان في الأصل إنسيان لأن العرب تصغّره أنيسيان. وإذا قالوا: أناسين
فهو بيّن مثل بستانٍ وبساتين، وإذا قالوا (أناسى كثيراً) فخفّفوا الياء أسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل ولامه مثل قراقير وقراقر، ويبيّن جواز أناسى بالتخفيف قول العرب أناسيةٌ كثيرة ولم نسمعه في القراءة). [معاني القرآن: 2/270-269]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لّنحيي به بلدةً مّيتاً ونسقيه ممّا خلقنا أنعاماً وأناسيّ كثيراً}
وقال: {وأناسيّ كثيراً} مثقّلة لأنها جماعة "الإنسيّ"). [معاني القرآن: 3/15]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه ممّا خلقنا أنعاما وأناسيّ كثيرا}
ولو كان ميتة لجاز وقيل: " ميتا " ولفظ البلدة مؤنث، لأن معنى البلد والبلدة واحد.
وقوله: (وأناسيّ كثيرا) أناسى جمع إنسى مثل كرسي وكراسي ويجوز أن يكون جمع إنسان وتكون الياء بدلا من النون، الأصل أناسين بالنّون مثل سراحين). [معاني القرآن: 4/71]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا}
قال محمد بن يزيد أناسي جمع إنسي مثل كرسي وكراسي
وقال غيره أناسي جمع إنسان والأصل أناسين مثل سراحين ثم أبدل من النون ياء). [معاني القرآن: 5/35]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ونسقيه ممّا خلقنا أنعامًا وأناسيّ كثيرًا {49} ولقد صرّفناه بينهم ليذّكّروا} [الفرقان: 49-50] يعني المطر.
- حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن سليمان التّيميّ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: ما عامٌ بأكثر مطرًا من عامٍ، أو قال: ماءً، ولكنّ اللّه يصرّفه حيث يشاء.
وقرأ هذه الآية: {ولقد صرّفناه بينهم ليذّكّروا} [الفرقان: 50]
قال الحسن: فيكونوا متذكّرين بهذا المطر فيعلمون أنّ الّذي أنزل هذا المطر الّذي يعيش به الخلق، وينبت به النّبات في الأرض اليابسة قادرٌ على أن يحيي الموتى.
- سعيدٌ عن قتادة أنّ ابن عبّاسٍ قال: ما كان عامٌ قطّ أقلّ مطرًا من عامٍ، ولكنّ اللّه يصرّفه بين عباده.
قوله: {فأبى أكثر النّاس إلا كفورًا} [الفرقان: 50] قال يحيى: سمعت سفيان الثّوريّ يقول: يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، ومطرنا بنوء كذا.
- وحدّثنا حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن عتّابٍ، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه: " لو حبس المطر عن أمّتي عشر سنين ثمّ صبّه عليهم لأصبح طائفةٌ من أمّتي كافرين يقولون: مطرنا بنوء مجدحٍ ".
- وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن قال: قال رسول اللّه: " ثلاثٌ من أمر الجاهليّة لا يدعهنّ النّاس: الفخر في الأحساب، والطّعن في الأنساب،
[تفسير القرآن العظيم: 1/485]
والاستسقاء بالأنواء "). [تفسير القرآن العظيم: 1/486]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ولقد صرّفناه بينهم} يعني المطر: يسقي أرضا، ويترك أرضا).
[تفسير غريب القرآن: 314]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد صرّفناه بينهم ليذّكّروا فأبى أكثر النّاس إلّا كفورا}
أي صرفنا المطر بينهم ليذكروا، أي ليتفكروا في نعم اللّه عليهم فيه.
ويحمدوه على ذلك..
(فأبى أكثر النّاس إلّا كفورا) وهم الذين يقولون: مطرنا بنوء كذا، أي بسقوط كوكب كذا،، كما يقول المنجّمون فجعلهم اللّه بذلك كافرين). [معاني القرآن: 4/71]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال سبحانه: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}
يعني المطر أي نسقي أرضا ونترك أرضا
{ليذكروا} أي: ليفكروا في نعم الله جل وعز ويحمدوه
{فأبى أكثر الناس إلا كفورا} وهو أن يقولوا مطرنا بنوء كذا أي بسقوط كوكب كذا كما يقول المنجمون فجعلهم كفارا بذلك). [معاني القرآن: 5/36-35]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ}: يعني المطر، يسقي أرضا ويترك أرضا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 173]

رد مع اقتباس