عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:23 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ أنشأنا من بعدهم} [المؤمنون: 42] من بعد الهالكين). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قرونًا آخرين {42} ما تسبق من أمّةٍ أجلها} [المؤمنون: 42-43] يعني الوقت الّذي يهلكها فيه.
{وما يستأخرون} [المؤمنون: 43] عن الوقت ساعةً ولا يستقدمون من قبل الوقت). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا} [المؤمنون: 44] قال قتادة: متتابعةً أي تباعًا بعضهم على إثر بعضٍ.
{كلّ ما جاء أمّةً رسولها} [المؤمنون: 44] الّذي أرسل إليها.
{كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضًا} [المؤمنون: 44] يعني العذاب الّذي أهلكهم به، أمّةً بعد أمّةٍ حين كذّبوا رسلهم.
{وجعلناهم أحاديث} [المؤمنون: 44] لمن بعدهم.
{فبعدًا لقومٍ لا يؤمنون} [المؤمنون: 44] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى...}

أكثرالعرب على ترك التنوين، تنزل بمنزلة تقوى ومنهم من نوّن فيها وجعلها ألفا كألف الإعراب، فصارت في تغيّر واوها بمنزلة التراث. والتجاه. وإن شئت جعلت بالياء منها كأنها أصليّة فتكون بمنزلة المعزى تنوّن ولا تنوّن ويكون الوقوف عليها حينئذٍ بالياء وإشارةٍ إلى الكسر. وإن جعلتها ألف إعراب لم تشر لأنك لا تشير إلى ألفات الإعراب بالكسر، ولا تقول رأيت زيدي ولا عمري). [معاني القرآن: 2/236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى} أي بعضهم في أثر بعض ومنه قولهم: جاءت كتبه تترى، والوجه أن لا ينون فيها لأنها تفعل وقوم قليل ينونون فيه لأنهم يجعلونه اسماً ومن جعله اسماً في موضع تفعل لم يجاوز به ذلك فيصرفه). [مجاز القرآن: 2/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجعلناهم أحاديث} أي يتمثل بهم في الشر ولا يقال في الخير: جعلته حديثاً). [مجاز القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تترى}: بعضها على إثر بعض تحري ولا تجري). [غريب القرآن وتفسيره: 265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا} أي تتابع بفترة بين كل رسولين وهو من التّواتر. والأصل وتري. فقلبت الواو كما قلبوها في التّقوي، والتّخمة، والتّكلان.
{وجعلناهم أحاديث} أخبارا وعبرا). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا كلّ ما جاء أمّة رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون}
ويقرأ تترى، ويجوز تتري غير منوّية بالكسر، ولم يقرأ به فلا تقرأنّ به.
من قرأ بالتنوين فمعناه وترا فأبدل التاء من الواو كما قالوا تولج وهو من ولج، وأصله وولج، وكما قال الشاعر:

فإن يكن أمسى البلى تيقوري
أي: وقاري، وهو فيعول من الوقار. وكما قالوا: تجاه وإنما هو وجاه من المواجهة، ومن قال تترى بغير تنوين فإنما جعلها على فعلى بألف التأنيث فلم ينون، ومعنى تترى من المواترة، وقال الأصمعي معنى واترت الخبر اتبعت بعضه بعضا وبين الخبرين هنيّة.
وقال غيره: المواترة المتابعة، وأصل كل هذا من الوتر، وهو الفرد، وهو أن جعلت كل واحد بعد صاحبه فردا فردا). [معاني القرآن: 4/14-13]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم أرسلنا رسلنا تترى}
قال أبو عبيدة أي بعضها في إثر بعض
قال أبو جعفر وهذا قول أكثر أهل اللغة إلا الأصمعي فإنه قال تترى من واترت عليه الكتب أي بينها مهلة
وتترى الأصل فيه من الوتر وهو الفرد فمن قال تترى بالتنوين فالأصل عنده وترا ثم أبدل من الواو تاء كما يقال تالله بمعنى والله
ومن قرأ تترى بلا تنوين فالمعنى عنده كهذا إلا أنه جعلها ألف تأنيث
ويقال تتر كما يقال وتر
والمعنى أرسلناهم فردا فردا إلا أنه قد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ثم أرسلنا رسلنا تترى قال يقول يتبع بعضها بعضا
وقوله جل وعز: {وجعلناهم أحاديث}
قال أبو عبيدة أي مثلنا بهم ولا يقال في الخير جعلته حديثا). [معاني القرآن: 4/460-458]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتْرَا}: متتابعين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتَرَى}: بعضها في إثر بعض). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ} [المؤمنون: 45] أي وحجّةٌ بيّنةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلى فرعون وملئه} [المؤمنون: 46] يعني قومه.
{فاستكبروا} [المؤمنون: 46] عن عبادة اللّه.
{وكانوا قومًا عالين} [المؤمنون: 46] مشركين.
[تفسير القرآن العظيم: 1/401]
وقال الحسن: في الاستكبار في الأرض على النّاس). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا} [المؤمنون: 47] أي: أنصدّق بشرين مثلنا، فلو كانا ملكين لآمنّا بهما.
يعنون موسى وهارون.
{وقومهما} [المؤمنون: 47] يعنون بني إسرائيل.
{لنا عابدون} [المؤمنون: 47] وكانوا قد استعبدوا بني إسرائيل، ووضعوا عليهم الجزية.
وليس يعني أنّهم يعبدوننا). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لنا عابدون} أي داينون مطيعون، وكل من دان لملك فهو عابد له ومنه سمي أهل الخبرة العباد). [مجاز القرآن: 2/59]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوهما فكانوا من المهلكين} [المؤمنون: 48] فأهلكهم اللّه بالغرق). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب} [المؤمنون: 49] التّوراة.
{لعلّهم يهتدون} [المؤمنون: 49] لكي يهتدوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} [المؤمنون: 50] قال قتادة: خلق لا والد له، آيةً، ووالدته ولدته من غير رجلٍ، آيةً.
وقال السّدّيّ: {آيةً} [المؤمنون: 50] عبرةً.
قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} [المؤمنون: 50] سعيدٌ عن قتادة قال: الرّبوة هي بيت المقدس.
قال يحيى: ذكر لنا أنّ كعبًا كان يقول: هي أدنى الأرض إلى السّماء، ثمانية عشر ميلًا.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: بقعةٌ في مكانٍ مرتفعٍ يقرّ فيه الماء.
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: الرّبوة المستوية.
وهو نحو حديث المعلّى.
سعيدٌ عن الحسن قال: الرّبوة دمشق.
نعيم بن يحيى، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب قال: هي دمشق.
وقال: {ذات قرارٍ} [المؤمنون: 50] يعني المنازل، والمعين: الماء الّذي أصله من العيون، الظّاهر الجاري.
وقال الكلبيّ: المعين، الجاري وغير الجاري، إذا نالته الدّلاء.
[تفسير القرآن العظيم: 1/402]
شريكٌ، عن جابرٍ، عن عكرمة قال: الماء المعين: الظّاهر.
سعيدٌ عن قتادة قال: {ذات قرارٍ ومعينٍ} [المؤمنون: 50] ذات ثمرٍ كثيرٍ وماءٍ جارٍ هكذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/403]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ...}
الربوة: ما ارتفع من الأرض. وقوله: {ذات قرارٍ} منبسطة
وقوله: {ومعينٍ}: الماء الظاهر والجاري. ولك أن تجعل المعين مفعولا من العيون، وأن تجعله فعيلاً من الماعون ويكون أصله المعن. ... (المعن الاستقامة)، وقال عبيد بن الأبرص:
واهية أو معين معنٍ=أو هضبة دونها لهوب).
[معاني القرآن: 2/237-236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وآويناهما إلى ربوةٍ} تقديره أفعلنا وأوى وهو على تقدير عوى ومعناه ضممنا وربوة يضم أولها ويكسر وهي النجوة من الأرض ومنها قولهم: فلان في ربوة من قومه، أي عز وشرف وعدد.
{ذات قرار ومعينٍ} أي تلك الربوة لها ساحةٌ وسعةٌ أسفل منها وذات معين أي ماء جار طاهر بينهم). [مجاز القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ربوة}: يقال فلان في ربوة قومه أي في عز قومه وعددهم. والربوة النشز أيضا.
{ذات قرار}: مستوية.
{ومعين}: قالوا الظاهر وقالوا المعين الجاري). [غريب القرآن وتفسيره: 266-265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} أي علما ودليلا.
و{الرّبوة} الارتفاع. وكلّ شيء ارتفع أو زاد، فقد ربا، ومنه الرّبا في البيع.
{ذات قرارٍ} يستقرّ بها للعمارة.
{ومعينٍ} ماء ظاهر. يقال: هو مفعول من العين. كأن أصله معيون. كما هو يقال: ثوب مخيط، وبرّ مكيل). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلنا ابن مريم وأمّه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين}
ولم يقل آيتين، لأن المعنى فيهما آية واحدة، ولو قيل آيتين لجاز لأنهما قد كان في كل واحد منهما ما لم يكن في ذكر ولا أنثى، من أن مريم ولدت من غير فحل،
ولأن عيسى روح من اللّه ألقاه إلى مريم ولم يكن هذا في ولد قط.
وقوله: {وآويناهما إلى ربوة}.
في ربوة ثلاث لغات ربوة، وربوة، وربوة، وفيها وجهان آخران، رباوة.
ورباوة. وهو عند أهل اللغة المكان المرتفع وجاء في التفسير أنه يعني بربوة هنا بيت المقدس، وأنه كبد الأرض وأنه أقرب الأرض إلى السماء.
وقيل يعني به دمشق، وقيل فلسطين والرحلة.
وكل ذلك قد جاء في التفسير.
وقوله عزّ وجلّ: {ذات قرار ومعين} أي ذات مستقر، و " معين " ماء جار من العيون. وقال بعضهم يجوز أن يكون " فعيلا " من المعن، مشتقا من الماعون.
وهذا بعيد لأن المعن في اللغة الشيء القليل، والماعون هو الزكاة، وهو فاعول من المعن، " وإنما سمّيت الزكاة بالشيء القليل، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره، فهو قليل من كثير.
قال الراعي:
قوم على التّنزيل لمّا يمنعوا=ماعونهم ويبدّلوا التّنزيلا).
[معاني القرآن: 4/15-14]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية}
قال قتادة ولدته من غير أب
قال أبو جعفر ولم يقل آيتين لأن الآية فيهما واحدة
ويجوز أن يكون مثل قوله تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}
وقوله تعالى: {وآويناهما إلى ربوة}
روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله جل وعز: {وآويناهما إلى ربوة} قال نبئت أنها دمشق
قال أبو جعفر وكذا المعروف من قراءة ابن عباس إلى ربوة ويقال ربوة بفتح الراء ويقال رباوة بفتح الراء والألف وقرأ بها الأشهب العقيلي ويقال رباوة بالألف وضم الراء ويقال رباوة بكسر الراء ومعناه المرتفع من كل شيء
ومعنى الربوة ما ارتفع من الأرض يقال ربا إذا ارتفع وزاد ومنه الربا في البيع
وقد اختلف في معنى هذا الحرف
فقال ابن عباس ما ذكرناه
وكذلك روى يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب
{وآويناهما إلى ربوة} قال: دمشق.
وروى معمر عن قتادة قال بيت المقدس
وقال كعب الأحبار بيت المقدس أقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلا
وقال وهب بن منبه مصر
وروى سالم الأفطس عن سعيد بن جبير وآويناهما إلى ربوة قال النشز من الأرض
وقال الضحاك ما ارتفع من الأرض
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الربوة ههنا الرملة
فأما ابن زيد فقال إلى ربوة من ربى مصر قال وليس الربى إلا بمصر والماء حين يرسل تكون الربى عليها القرى ولولا
الربى غرقت تلك القرى
قال أبو جعفر والصواب أن يقال إنها مكان مرتفع ذو استواء وماء ظاهر
ثم قال تعالى: {ذات قرار ومعين}
قال قتادة ذات ماء وثمار
وروى سالم عن سعيد بن جبير {ذات قرار} مستوية و{معين} ماء ظاهر.
وروى علي بن الحكم عن الضحاك ومعين قال الماء الجاري
قال أبو جعفر معنى ذات قرار في اللغة يستقر فيها والذي قال سعيد بن جبير حسن
ومعين فيه ثلاث تقديرات :
1-إحداهن أن يكون مفعولا
قال أبو إسحاق هو الماء الجاري في العيون
فالميم على هذا زائدة كزيادتها في مبيع
وكذلك الميم زائدة في قول من قال إنه الماء الذي يرى بالعين
2- وقيل إنه فعيل بمعنى مفعول
قال علي بن سليمان يقال معن الماء إذا جرى وكثر فهو معين وممعون قال وأنشدني محمد بن يزيد بيتا لم يحفظ منه إلا قوله:
وماء ممعون ...
قال ويقول معين ومعن كما يقال رغيف ورغف
3 - والقول الثالث حدثناه محمد بن الوليد عن أحمد بن يحيي عن ابن الأعرابي قال معن الماء يمعن معونا جرى وسهل وأمعن أيضا وأمعنته أنا ومياه معنان). [معاني القرآن: 4/465-460]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الربوة): المرتفع من الأرض، وكل شيء ارتفع وزاد فقد ربا، ومنه الربا المحرم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرَّبْوَةُ): ما ارتفع من الأرض.
{ذَاتِ قَرَارٍ}: مستويـة.
(وَالمَعِيـنُ): الماء الجاري على وجه الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 216]

رد مع اقتباس