عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:16 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلّا إنّ كتاب الفجّار لفي سجّينٍ * وما أدراك ما سجّينٌ * كتابٌ مرقومٌ * ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين * الّذين يكذّبون بيوم الدّين * وما يكذّب به إلّا كلّ معتدٍ أثيمٍ * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين * كلّا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلّا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لّمحجوبون * ثمّ إنّهم لصالوا الجحيم * ثمّ يقال هذا الّذي كنتم به تكذّبون}.
يقول: حقًّا {إنّ كتاب الفجّار لفي سجّينٍ}؛ أي: إنّ مصيرهم ومأواهم لفي سجّينٍ ؛؛ فعّيلٌ، من السّجن وهو الضّيق، كما يقال: فسّيقٌ وشرّيبٌ وخمّيرٌ وسكّيرٌ. ونحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 349]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولهذا عظّم أمره فقال: {وما أدراك ما سجّينٌ}؛ أي: هو أمرٌ عظيمٌ، وسجنٌ مقيمٌ، وعذابٌ أليمٌ.
ثمّ قد قال قائلون: هي تحت الأرض السّابعة. وقد تقدّم في حديث البراء بن عازبٍ في حديثه الطّويل: يقول اللّه عزّ وجلّ في روح الكافر: اكتبوا كتابه في سجّينٍ. وسجّينٌ هي تحت الأرض السّابعة.
وقيل: صخرةٌ تحت السّابعة خضراء.
وقيل: بئرٌ في جهنّم. قد روى ابن جريرٍ في ذلك حديثاً غريباً منكراً لا يصحّ، فقال: حدّثنا إسحاق بن وهبٍ الواسطيّ، حدّثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطيّ، حدّثنا نصر بن خزيمة الواسطيّ، عن شعيب بن صفوان، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة عن النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«الفلق جبٌّ في جهنّم مغطًّى، وأمّا سجّينٌ فمفتوحٌ».
والصّحيح أنّ سجّيناً مأخوذٌ من السّجن وهو الضّيق، فإنّ المخلوقات كلّ ما تسافل منها ضاق، وكلّ ما تعالى منها اتّسع، فإنّ الأفلاك السّبعة كلّ واحدٍ منها أوسع وأعلى من الذي دونه، وكذلك الأرضون، كلّ واحدةٍ أوسع من التي دونها حتّى ينتهي السّفول المطلق والمحلّ الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السّابعة، ولمّا كان مصير الفجّار إلى جهنّم وهي أسفل السّافلين، كما قال تعالى: {ثمّ رددناه أسفل سافلين * إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}؛ وقال ههنا: {كلاّ إنّ كتاب الفجّار لفي سجّينٍ * وما أدراك ما سجينٌ}.
وهو يجمع الضّيق والسّفول كما قال: {وإذا ألقوا منها مكاناً ضيّقاً مقرّنين دعوا هنالك ثبوراً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 349-350]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كتابٌ مرقومٌ}؛ ليس تفسيراً لقوله: {وما أدراك ما سجّينٌ}؛ وإنّما هو تفسيرٌ لما كتب لهم من المصير إلى سجّينٍ، أي: مرقومٌ مكتوبٌ مفروغٌ منه، لا يزاد فيه أحدٌ، ولا ينقص منه أحدٌ، قاله محمّد بن كعبٍ القرظيّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}؛ أي: إذا صاروا يوم القيامة إلى ما أوعدهم اللّه من السّجن والعذاب المهين، وقد تقدّم الكلام على قوله: {ويلٌ}. بما أغنى عن إعادته، وأنّ المراد من ذلك الهلاك والدّمار كما يقال: ويلٌ لفلانٍ.
وكما جاء في المسند والسّنن من رواية بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«ويلٌ للّذي يحدّث فيكذب ليضحك النّاس، ويلٌ له، ويلٌ له»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مفسّراً للمكذّبين الفجّار الكفرة: {الّذين يكذّبون بيوم الدّين}؛ أي: لا يصدّقون بوقوعه ولا يعتقدون كونه، ويستبعدون أمره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وما يكذّب به إلاّ كلّ معتدٍ أثيمٍ}؛ أي: معتدٍ في أفعاله من تعاطي الحرام، والمجاوزة في تناول المباح، والأثيم في أقواله، إن حدّث كذب، وإن وعد أخلف، وإن خاصم فجر). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين}؛ أي: إذا سمع كلام اللّه من الرّسول يكذّب به، ويظنّ به ظنّ السّوء فيعتقد أنّه مفتعلٌ مجموعٌ من كتب الأوائل كما قال: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين}، وقال تعالى: {وقالوا أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلاً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}؛ أي: ليس الأمر كما زعموا، ولا كما قالوا، أنّ هذا القرآن أساطير الأوّلين، بل هو كلام اللّه ووحيه وتنزيله على رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم-، وإنّما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرّين الّذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذّنوب والخطايا، ولهذا قال تعالى: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}، والرّين يعتري قلوب الكافرين، والغيم للأبرار، والغين للمقرّبين.
وقد روى ابن جريرٍ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه من طرقٍ عن محمّد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال:
«إنّ العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتةٌ سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قلبه، وإن زاد زادت، فذلك قول اللّه: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}».
وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ، ولفظ النّسائيّ:
«إنّ العبد إذا أخطأ خطيئةً نكتت في قلبه نكتةٌ، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، فإن عاد زيد فيها حتّى يعلو قلبه، فهو الرّان الّذي قال اللّه: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}».
وقال أحمد: حدّثنا صفوان بن عيسى، أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«إنّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتةً سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، فإن زاد زادت حتّى يعلو قلبه، وذاك الرّان الّذي ذكر اللّه في القرآن: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}». وقال الحسن البصريّ: وهو الذّنب على الذّنب حتّى يعمى القلب فيموت. وكذا قال مجاهد بن جبرٍ وقتادة وابن زيدٍ وغيرهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 350-351]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}؛ أي: لهم يوم القيامة منزل ونزلٌ سجّينٌ، ثمّ هم مع ذلك محجوبون عن رؤية ربّهم وخالقهم.‌‌‌‌
قال الإمام أبو عبد اللّه الشّافعيّ: وفي هذه الآية دليلٌ على أنّ المؤمنين يرونه عزّ وجلّ يومئذٍ. وهذا الذي قاله الإمام الشّافعيّ رحمه اللّه في غاية الحسن، وهو استدلالٌ بمفهوم هذه الآية، كما دلّ عليه منطوق قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربّها ناظرةٌ}. وكما دلّت على ذلك الأحاديث الصّحاح المتواترة في رؤية المؤمنين ربّهم عزّ وجلّ في الدّار الآخرة رؤيةً بالأبصار في عرصات القيامة وفي روضات الجنان الفاخرة.
وقد قال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن عمّارٍ الرّازيّ، حدّثنا أبو معمرٍ المنقريّ، حدّثنا عبد الوارث بن سعيدٍ، عن عمرو بن عبيدٍ، عن الحسن في قوله: {كلاّ إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}؛ قال: يكشف الحجاب فينظر إليه المؤمنون والكافرون ثمّ يحجب عنه الكافرون وينظر إليه المؤمنون كلّ يومٍ غدوةً وعشيّةً. أو كلاماً هذا معناه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 351]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ إنّهم لصالوا الجحيم} أي: ثمّ هم مع هذا الحرمان عن رؤية الرّحمن من أهل النّيران). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 351]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ يقال هذا الّذي كنتم به تكذّبون}؛ أي: يقال لهم ذلك على وجه التّقريع والتّوبيخ والتّصغير والتّحقير). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 351]


رد مع اقتباس