عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:57 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ قال تعالى: {كلاّ} يا محمّد، أي: ليس الأمر في حقّه كما فعلت، إنّ هذه السورة والقراءة التي كنت فيها مع ذلك الكافر تذكرةٌ لجميع العالم، لا يؤثر فيها أحدٌ دون أحدٌ.
وقيل: المعنى: إنّ هذه المعتبة تذكرةٌ لك يا محمّد. ففي هذا التأويل إجلالٌ لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وتأنيسٌ له). [المحرر الوجيز: 8/ 538]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)}

تفسير قوله تعالى: {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {في صحفٍ}؛ متعلّقٌ بقوله سبحانه: {إنّها تذكرةٌ}؛ وهذا يؤيّد أنّ التذكرة يراد بها جميع القرآن.
وقال بعض المتأوّلين: الصحف هنا اللّوح المحفوظ. وقيل: صحف الأنبياء عليهم السلام المنزّلة. وقيل: مصاحف المسلمين). [المحرر الوجيز: 8/ 538]

تفسير قوله تعالى: {مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14)}

تفسير قوله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في (السّفرة)؛ فقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: هم الملائكة؛ لأنهم كتبةٌ، يقال: سفرت، أي: كتبت، ومنه السّفر، وقال ابن عبّاسٍ أيضاً رضي اللّه عنهما: الملائكة سفرةٌ؛ لأنهم يسفرون بين اللّه تعالى وبين أنبيائه.
وقال قتادة: هم القرّاء. وواحد السّفرة: سافرٌ.
وقال وهب بن منبّهٍ، هم الصحابة؛ لأنّ بعضهم يسفر إلى بعضٍ في الخير والتعليم والتعلّم.
والقول الأول أرجح، ومن اللّفظة قول الشاعر:
فما أدع السّفارة بين قومي ....... ولا أمشي بغشٍّ إن مشيت
و(الصّحف) على هذا صحفٌ عند الملائكة، أو اللّوح، وعلى القول الآخر هي المصاحف). [المحرر الوجيز: 8/ 538]

تفسير قوله تعالى: {كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)}

تفسير قوله تعالى: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قتل الإنسان} دعاءٌ على اسم الجنس، وهو عمومٌ يراد به الخصوص، والمعنى: قتل الإنسان الكافر، ومعنى {قتل}: هو أهلٌ أن يدعى عليه بهذا.
وقال مجاهدٌ: {قتل} معناه: لعن، وهذا تحكّمٌ.
وقوله تعالى: {ما أكفره} يحتمل معنى التعجّب، ويحتمل معنى الاستفهام توقيفاً، أي: أيّ شيءٍ أكفره؟ أي: جعله كافراً.
وقيل: إن هذه الآية نزلت في عتبة بن أبي لهبٍ؛ وذلك أنه غاضب أباه، فأتى النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، ثمّ إن أباه استصلحه وأعطاه مالاً وجهّزه إلى الشام، فبعث عتبة إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: إني كافرٌ بربّ النّجم إذا هوى. فيروى أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «اللّهمّ ابعث إليه كلبك حتّى يأكله
».
ويروى أنه قال:
«أما يخاف أن يرسل اللّه عليه كلبه فيأكله».
ثمّ إنّ عتبة خرج في سفرٍ، فجاء الأسد فأكله من بين رفاقه). [المحرر الوجيز: 8/ 539]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :(قوله عزّ وجلّ:{من أيّ شيءٍ خلقه * من نّطفةٍ خلقه فقدّره * ثمّ السّبيل يسّره * ثمّ أماته فأقبره * ثمّ إذا شاء أنشره * كلّا لمّا يقض ما أمره * فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنّا صببنا الماء صبًّا * ثمّ شققنا الأرض شقًّا * فأنبتنا فيها حبًّا * وعنبًا وقضبًا * وزيتونًا ونخلًا * وحدائق غلبًا * وفاكهةً وأبًّا * مّتاعًا لّكم ولأنعامكم}.
قوله تعالى: {من أيّ شيءٍ خلقه} استفهامٌ على معنى التقرير على تفاهة الشيء الذي خلق الإنسان منه، وهي عبارةٌ تصلح للتحقير وللتعظيم، والقرينة تبيّن الغرض، وهذا نظير قوله تعالى: {لأيّ يومٍ أجّلت * ليوم الفصل}). [المحرر الوجيز: 8/ 539]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(النّطفة) المشار إليها هي ماء الرجل وماء المرأة.
وقرأ جمهور الناس: {فقدّره} بشدّ الدال، وقرأ بعض القرّاء: (فقدره) بتخفيفها، والمعنى: جعله بقدرٍ وحدٍّ معلومٍ من الأعضاء والخلق والأجل وغير ذلك؛ من إنجابه حسب إرادته تعالى في إنسانٍ إنسانٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 539]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف المتأوّلون في معنى قوله تعالى: {ثمّ السّبيل يسّره}؛ فقال ابن عبّاسٍ، وقتادة، وأبو صالحٍ، والسّدّيّ: هي سبيل الخروج من بطن المرأة ورحمها. وقال الحسن ما معناه: إنّ السبيل هي سبيل النظر القويم المؤدّي إلى الإيمان، وتيسيره له هو هبة العقل. وقال مجاهدٌ: أراد السبيل عامّةً، اسم الجنس في (هدًى وضلالٍ) أي: يسّر قوماً لهذا وقوماً لهذا، كقوله تعالى: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً}). [المحرر الوجيز: 8/ 539-540]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ثمّ أماته فأقبره} معناه: أمر أن يجعل له قبرٌ، وفي ذلك تكريمٌ؛ لئلا يطرح كسائر الحيوان. والقابر هو الذي يتناول جعل الميت في القبر، والمقبر هو الذي يأمر بقبر الميت ويقرّره). [المحرر الوجيز: 8/ 540]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أنشره} معناه: أحياه، يقال: نشر الميّت، وأنشره اللّه.
وقوله تعالى: {إذا شاء} يريد: إذا بلغ الوقت الذي قد شاءه، وهو يوم القيامة.
وقرأ بعض القرّاء: {إذا شاء أنشره} بتحقيق الهمزتين، وقرأ جمهور الناس: (إذا شا آنشره) بمدّةٍ وبتسهيل الهمزة الأولى، وقرأ شعيب بن أبي حمزة: (إذا شاء نشره)، وقرأ الأعمش: (إذا شا أنشره) بهمزةٍ واحدةٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 540]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كلاّ لمّا يقض ما أمره} ردٌّ لما عسى أن يكون للكفّار من الاعتراضات في هذه الأقوال المسرودة، ونفيٌ مؤكّدٌ لطاعة الإنسان لربّه، وإثباتٌ أنه ترك حقّ اللّه تعالى ولم يقض أمره.
قال مجاهدٌ: لا يقضي أحدٌ أبداً ما افترض عليه).
[المحرر الوجيز: 8/ 540]


رد مع اقتباس