عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({أأنتم أشدّ خلقًا أم السّماء بناها * رفع سمكها فسوّاها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعًا لكم ولأنعامكم}.
يقول تعالى محتجًّا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه: {أأنتم} أيّها النّاس، {أشدّ خلقاً أم السّماء}. يعني: بل السّماء أشدّ خلقاً منكم، كما قال تعالى: {لخلق السّماوات والأرض أكبر من خلق النّاس}، وقال: {أوليس الّذي خلق السّماوات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاّق العليم}.
فقوله: {بناها}، فسّره بقوله: {رفع سمكها فسوّاها}؛ أي: جعلها عالية البناء بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء مكلّلةً بالكواكب في الليلة الظّلماء). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأغطش ليلها وأخرج ضحاها}؛ أي: جعل ليلها مظلماً أسود حالكاً، ونهارها مضيئاً مشرقاً نيّراً واضحاً، قال ابن عبّاسٍ: {أغطش ليلها}: أظلمه.
وكذا قال مجاهدٌ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ وجماعةٌ كثيرون.
{وأخرج ضحاها}؛ أي: أنار نهارها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}؛ فسّره بقوله: {أخرج منها ماءها ومرعاها}.
وقد تقدّم في سورة (حم السجدة) أنّ الأرض خلقت قبل خلق السّماء، ولكن إنّما دحيت بعد خلق السّماء بمعنى أنّه أخرج ما كان فيها بالقوّة إلى الفعل، وهذا معنى قول ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ، واختاره ابن جريرٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ الرّقّيّ، حدّثنا عبيد اللّه - يعني ابن عمرٍو - عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {دحاها}؛ ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى، وشقّق فيها الأنهار، وجعل فيها الجبال والرّمال والسّبل والآكام، فذلك قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}.
وقد تقدّم تقرير ذلك هنالك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والجبال أرساها}؛ أي: قرّرها وأثبتها وأكّدها في أماكنها، وهو الحكيم العليم الرّؤوف بخلقه الرّحيم.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوّام بن حوشبٍ، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «لمّا خلق اللّه الأرض جعلت تميد؛ فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرّت، فتعجّب الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الحديد؟ قال: نعم، النّار. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من النّار؟ قال: نعم، الماء. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الرّيح. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الرّيح؟ قال: نعم، ابن آدم، يتصدّق بيمينه يخفيها من شماله».
وقال أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عليٍّ قال: لمّا خلق اللّه الأرض قمصت وقالت: تخلق عليّ آدم وذرّيّته يلقون عليّ نتنهم، ويعملون عليّ بالخطايا! فأرساها اللّه بالجبال، فمنها ما ترون، ومنها ما لا ترون، وكان أوّل قرار الأرض، كلحم الجزور، إذا نحر يختلج لحمه. غريبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 316-317]

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {متاعاً لكم ولأنعامكم}؛ أي: دحا الأرض فأنبع عيونها، وأظهر مكنونها، وأجرى أنهارها، وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها، وثبّت جبالها لتستقرّ بأهلها ويقرّ قرارها، كلّ ذلك متاعاً لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدّة احتياجهم إليها في هذه الدّار إلى أن ينتهي الأمد، وينقضي الأجل). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 317]


رد مع اقتباس