عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:36 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) )

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (بما استحفظوا من كتاب الله) (44) أي بما استودعوا، يقال استحفظته شيئاً: أي استودعته). [مجاز القرآن: 1/167]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {والربانيون والأحبار} فزعم يونس: أن الرباني العابد عن المفسرين؛ وهو واحد الربانيين، ولم يسمعه - زعم - من العرب، ولا سمعناه منها؛ وكأنه مضاف إلى ربه؛ أي يعبد ربه.
وقد حكى لنا الثقة عن المفسرين: أن الربانيين علماء النصارى، والأحبار علماء اليهود؛ وواحد الأحبار حبر، وقد قالوا: حبر أيضًا، وأما الحبر بالكسر فهو المداد.
وأما قوله عز وجل {بما استحفظوا} فكأنه بما استودعوا؛ وهي استفعلته من حفظته). [معاني القرآن لقطرب: 496]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({الرّبّانيّون}: العلماء، وكذلك (الأحبار) واحدهم حبر وحبر.
{بما استحفظوا} أي استودعوا). [تفسير غريب القرآن: 144-144]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّا أنزلنا التّوراة فيها هدى ونور يحكم بها النّبيّون الّذين أسلموا للّذين هادوا والرّبّانيّون والأحبار بما استحفظوا من كتاب اللّه وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا النّاس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون (44)
أي فيها نور أي بيان أن أمر رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - حق، وفيها بيان الحكم الذي جاءوا يستفتون فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويجوز أن يكون المعنى على التقديم والتأخير، على معنى: إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور للذين هادوا، يحكم بها النبيون الذين أسلموا والربانيون، ويجوز أن يكون " يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا.
أي يحكم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما سألوه بما في التوراة.
ويجوز أن يكون للذين هادوا للذين تابوا، أي النبيون والربانيون هم العلماء والأحبار وهم العلماء الخيار يحكمون للتائبين من الكفر.
(بما استحفظوا من كتاب اللّه).
أي استوعوا.
وقوله: (ومن لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون)
أي من زعم أن حكما من أحكام اللّه التي أتت بها الأنبياء عليهم السلام باطل فهو كافر، أجمعت الفقهاء أن من قال إن المحصنين لا يجب أن يرجما إذا زنيا وكانا حرّين - كافر، وإنما كفر من رد حكما من أحكام النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه مكذب له، ومن كذب النبي فهو كافر). [معاني القرآن: 2/178]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور} أي فيها بيان أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما جاءوا يستفتون فيه). [معاني القرآن: 2/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا} يجوز أن يكون المعنى فيها هدى ونور للذين هادوا يحكم بها النبيون ويجوز أن يكون المعنى يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا وعليهم ثم حذف وقد قيل إن لهم بمعنى عليهم وتأول حديث النبي صلى الله عليه وسلم في أمر بريرة حين قال: اشترطي لهم الولاء أن معناه عليهم لأنه صلى الله عليه وسلم لا يأمرها بشيء لا يجب وقال الله جل ذكره: {وإن أسأتم فلها} والذين أسلموا ههنا نعت فيه معنى المدح مثل بسم الله الرحمن الرحيم). [معاني القرآن: 2/312-313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {والربانيون والأحبار} قال أبو رزين الربانيون العلماء الحكماء والرباني عند أهل اللغة معناه رب العلم أي صاحب العلم وجيء بالألف والنون للمبالغة ويقوي هذا أنه يروى أن ابن الحنفية رحمة الله عليه قال لما مات ابن عباس مات رباني العلم
وقال مجاهد الربانيون فوق الأحبار والأحبار العلماء لأنهم يحبرون لشيء وهو في صدورهم محبر وقال ابن عباس سمي الحبر الذي يكتب به حبرا لأنه يحبر به أي يحقق به وقال الثوري سألت الفراء لم سمي الحبر حبرا فقال يقال للعالم حبر وحبر والمعنى مداد حبر ثم حذف كما قال تعالى: {واسأل القرية} فسألت الأصمعي فقال ليس هذا بشيء إنما سمي حبرا لتأثيره يقال على أسنانه حبرة أي صفرة أو سواد). [معاني القرآن: 2/313-314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {بما استحفظوا من كتاب الله} أي استودعوا). [معاني القرآن: 2/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
قال ابن عباس: هو به كافر لا كفرا بالله وملائكته وكتبه.
وقال الشعبي: الأولى في المسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النصارى.
وقال غيره: من رد حكما من أحكام الله فقد كفر.
قلت: وقد أجمعت الفقهاء على أنه من قال: لا يجب الرجم على من زنى وهو محصن أنه كافر؛ لأنه رد حكما من أحكام الله جل وعز.
ويروى أن حذيفة سئل عن هذه الآيات: أهي في بني إسرائيل؟ فقال: نعم هي فيهم ولتسلكن سبيلهم حذو النعل بالنعل
وقال الحسن: أخذ الله جل وعز على الحكام ثلاثة أشياء أن لا يتبعوا الهوى وأن لا يخشوا الناس ويخشوه وأن لا يشتروا بآياته ثمنا قليلا.
وأحسن ما قيل في هذا، ما رواه الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء قال: هي في الكفار كلها يعني {فأولئك هم الكافرون} {فأولئك هم الظالمون} {فأولئك هم الفاسقون}، والتقدير على هذا القول والذين لم يحكموا بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). [معاني القرآن: 2/315-316]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بمَا اسْتُحْفِظُواْ} أي استُدعوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 69]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّبَّانِيُّونَ}: العلماء). [العمدة في غريب القرآن: 122]

تفسير قوله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) )
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الأعرج {أن النفس بالنفس} وسائر ذلك بالرفع؛ وذلك على الابتداء ولا يرده على "أن".
[معاني القرآن لقطرب: 479]
قال أبو علي: وبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها رفعًا، وتبعه الأعرج.
وكأن الرفع أكثر في اللغة، أن تقول: إن زيدًا في الدار وعبد الله؛ وكقولك {أن الله برىء من المشركين ورسوله}.
وكان أبو عمرو ينصبها كلها حتى إذا بلغ {والجروح قصاص} رفع {والجروح} وحدها). [معاني القرآن لقطرب: 480]
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ): (وقوله: {وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس...}
تنصب (النفس) بوقوع (أنّ) عليها. وأنت في قوله: {والعين بالعين والأنف بالأنف} إلى قوله: {والجروح قصاصٌ} بالخيار. إن شئت رفعت، وإن شئت نصبت. وقد نصب حمزة ورفع الكسائيّ.
قال الفراء: وحدثني إبراهيم بن محمد ابن أبي يحيى عن أبان بن أبي عياش عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (والعين بالعين) رفعا.
قال الفرّاء: فإذا رفعت العين أتبع الكلام العين، وإن نصبنه فجائز. وقد كان بعضهم ينصب كله، فإذا انتهى إلى {والجروح قصاصٌ} رفع. وكل صواب، إلا أن الرفع والنصب في عطوف إنّ وأنّ إنما يسهلان إذا كان مع الأسماء أفاعيل؛ مثل قوله: {وإذا قيل إن وعد اللّه حق والساعة لا ريب فيها} كان النصب سهلا؛ لأنّ بعد الساعة خبرها. ومثله {إن الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} ومثله {وإن الظالمين بعضهم أولياء بعضٍ والله ولي المتقين} فإذا لم يكن بعد الاسم الثاني خبر رفعته، كقوله عزّ وجلّ: {أنّ الله برئ من المشركين ورسوله} وكقوله: {فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} وكذلك تقول: إنّ أخاك قائم وزيد، رفعت (زيد) بإتباعه الاسم المضمر في قائم. فابن على هذا). [معاني القرآن للفراء: 1/309-310]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فمن تصدّق به فهو كفّارةٌ لّه...}
كنى (عن [الفعل] بهو) وهي في الفعل الذي يجرى منه فعل ويفعل، كما تقول: قد قدمت القافلة ففرحت به، تريد: بقدومها.
وقوله: {كفّارةٌ لّه} يعني: للجارح والجاني، وأجر للمجروح). [معاني القرآن: 1/312]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وآتيناه الإنجيل فيه هدًى...}
ثم قال {ومصدّقاً} فإن شئت جعل {مصدّقاً} من صفة عيسى، وإن شئت من صفة الإنجيل.
وقوله: {وهدًى وموعظةً لّلمتّقين} متبع للمصدّق في نصبه، ولو رفعته على أن تتبعهما قوله: {فيه هدًى ونورٌ} كان صوابا). [معاني القرآن: 1/312]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فمن تصدّق به فهو كفّارةٌ له) (45) أي عفا عنه.
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظّالمون) (45): أي الكافرون، ومن ها هنا في معنى الجميع، فلذلك كان فأولئك هم الظالمون؛ وللظلم موضعٌ غير هذا؛ ظلم النّاس بعضهم بعضاً، وظلم اللّبن: أن يمخص قبل أن يروب، وظلم السائل مالا يطيق المسئول عفواً. كقول زهير:
=ويظلم أحياناً فينظلم
والأرض مظلومة: لم ينبط بهان ولا أوقد بها نار). [مجاز القرآن: 1/167]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسّنّ بالسّنّ والجروح قصاصٌ فمن تصدّق به فهو كفّارةٌ لّه ومن لّم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الظّالمون}
وقال: {والجروح قصاصٌ} إذا عطف على ما بعد "أنّ" نصب والرفع على الابتداء كما تقول: "إنّ زيداً منطلقٌ وعمرٌ ذاهبٌ" وإن شئت قلت: "وعمراً ذاهبٌ" نصب ورفع). [معاني القرآن: 1/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فمن تصدّق به فهو كفّارةٌ له} أي للجارح وأجر للمجروح). [تفسير غريب القرآن: 144]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسّنّ بالسّنّ والجروح قصاص فمن تصدّق به فهو كفّارة له ومن لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الظّالمون (45)
أي في التوراة.
(أنّ النّفس بالنّفس والعين بالعين).
وروي أن النبي قرأ والعين بالعين والقراءة والعين بالعين
(والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسّنّ بالسّنّ والجروح قصاص).
بالرفع والنصب جميعا لا اختلاف بين أهل العربية في ذلك، فمن قرأ العين بالعين أراد أن العين بالعين، ومن قرأ، والعين بالعين فرفعه على وجهين، على العطف على موضع النفس بالنفس والعامل فيها.
المعنى وكتبنا عليهم النفس بالنفس، أي قلنا لهم النفس بالنفس، ويجوز كسر إن، ولا أعلم أحدا قرأ بها فلا تقرأنّ بها إلا أن تثبت رواية صحيحة.
ويجوز أن تكون العين بالعين، ورفعه على الاستئناف.
وفيها وجه آخر، يجوز أن يكون عطفا على المضمر في النفس، لأن المضمر في النفس في موضع رفع.
المعنى أن النفس مأخوذة هي بالنفس، والعين معطوفة على هي.
وقوله: (فمن تصدّق به فهو كفّارة له)
قال بعضهم من تصدق به أي بحقه فهو كفارة للجارح إذا ترك المجروح حقه، رفع القصاص عن الجارح.
وقال بعضهم هو كفارة للمجروح أي يكفر الله عنه بعفوه ما سلف من ذنوبه). [معاني القرآن: 2/178-179]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فمن تصدق به فهو كفارة له} قال ابن عباس فهو كفارة للجارح وكذلك قال عكرمة والمعنى فمن تصدق بحقه وقال عبد الله بن عمرو فهو كفارة للمجروح أي يكفر عنه من ذنوبه مثل ذلك وكذلك قال ابن مسعود وجابر بن زيد رحمهما الله). [معاني القرآن: 2/317]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ} أي للجارح، والهاء عائدة على الجارح، وقيل: الهاء تعود على المجروح، وقيل: تعود على ولي المقتول). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 69]


رد مع اقتباس