عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 04:08 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كان هذا القرآن أن يفترى...}
المعنى - والله أعلم -: ما كان ينبغي لمثل هذا القرآن أن يفترى. وهو في معنى: ما كان هذا القرآن ليفترى. ومثله {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} أي ما كان ينبغي لهم أن ينفروا؛
لأنهم قد كانوا نفروا كافّة، فدلّ المعنى على أنه لا ينبغي لهم أن يفعلوا مرّة أخرى. ومثله {وما كان لنبيّ أن يغلّ} أي ما ينبغي لنبيّ أن يغلّ، ولا يغل. فجاءت {أن} على معنى ينبغي؛ كما قال {مالك ألاّ تكون مع الساجدين} والمعنى: منعك، فأدخلت {أن} في {مالك} إذا كان معناها: ما منعك. ويدلّ على أن معناهما واحد أنه قال له في موضع: {ما منعك}، وفي موضع {مالك} وقصّة إبليس واحدة). [معاني القرآن: 1/464]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله} و{ما كان حديثا يفترى} فالمعنى والله أعلم: ما كان هذا القرآن لأن يفترى؛ أي للفرية، فيصير {أن يفترى} خبرًا في موضع نصب.
قال الشاعر:
لسان السوء يهديها إلينا = وحنت وما حسبتك أن تحينا
وزعم يونس أنه جائز عنده: حسبتك أن تذهب؛ وظننتك أن تأتي؛ يصير الخبر في "أن تحينا"؛ كأنه قال: ما حسبتك للحين.
[معاني القرآن لقطرب: 668]
ووجه آخر تكون الآية عليه: وما كان هذا القرآن أن يفترى؛ أي كي يفترى؛ أي ما وقع وما نزل كي يفترى؛ تصير "كان" التي، يقتصر فيها على اسم واحد؛ كقولك: كان الأمر، وكان ذاك؛ وهذا يصير مثل {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه}؛ كأنه قال: ما كان لأن يذر، والوجه الآخر: كي يذره.
وأما قوله عز وجل في براءة {إنما يريد الله ليعذبهم} فيكون ذلك على ثلاثة أوجه:
فوجه منها: إنما يريد الله كي يعذبهم.
والوجه الآخر: أن يعذبهم؛ أي يريد عذابهم، وتكون اللام توكيدًا.
والوجه الثالث: {إنما يريد الله ليعذبهم}؛ أي إرادته لهذا؛ أي كان الأمر لهذا؛ وقالوا في كلامهم ثمل ذلك: "ما أراد ليفعل، وما أمرت لأفعل"، وكذلك قول الله عز وجل {وأمرت لأن أكون} يكون وأمرت لهذا.
قال الأغلب:
إذا تفصى من شباه صلصلا = قد كاد من عجب بها ليصهلا
فأدخل اللام في يصهل.
وقال الآخر:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما = تمثل لي ليلى بكل سبيل
وقال الجعدي:
ألم تر يوم الحبوة الشأن إذ غدت = عليكم خصيف لا تريد لتنكلا
فأدخل اللام في "تنكل".
[معاني القرآن لقطرب: 669]
ومنه قول الله عز وجل {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} وهو محكي عن العرب: أراد ليفعل ذاك.
قال الله عز وجل {ولكن تصديق الذي بين يديه}؛ كأنه قال: ولكن كان تصديق الذي، والرفع جائز في الإعراب؛ الرفع على الابتداء؛ كأنه قال: ولكن هو تصديق الذي بين يديه). [معاني القرآن لقطرب: 670]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون اللّه} أي يضاف إلى غيره، أو يختلق). [تفسير غريب القرآن: 197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون اللّه ولكن تصديق الّذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين}
هذا جواب لقولهم: {ائت بقرآن غير هذا أو بدّله}.
وجواب لقولهم افتراه، والمعنى وما كان هذا القرآن لأن يفترى من دون الله ويجوز أن يكون المعنى: وما كان هذا القرآن افتراء، كما تقول: وما كان هذا الكلام كذبا.
{ولكن تصديق الّذي بين يديه}.
وفيه وجهان:
أحدهما أن يكون تصديق الشيء الذي القرآن بين يديه، أي الذي قبل سماعكم القرآن، أي تصديق من أنباء الأمم السالفة وأقاصيص أنبائهم.
ويجوز أن يكون " ولكن تصديق الذي بين يدي القرآن "، أي تصديق الشيء الذي تقدمه القرآن أي يدل على البعث والنشور.
وقرئ ولكن تصديق الذي بين يديه، فمن نصب فإن المعنى ولكن كان تصديق الذي بين يديه، ومن رفع فعلى ولكن تصديق الذي هو بين يديه.
ومن رفع قال: {وتفصيل الكتاب} ). [معاني القرآن: 3/20]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله} معناه لأن يفترى أي لأن يختلق
ويجوز أن يكون المعنى وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله كما تقول وما كان هذا القرآن كذبا
ثم قال جل وعز: {ولكن تصديق الذي بين يديه}
يجوز أن يكون المعنى ولكن تصديق الشيء الذي القرآن بين يديه أي يصدق ما تقدمه من الكتب وأنباء الأمم
ويجوز أن يكون المعنى أنه يصدق ما لم يأت من أمر الساعة). [معاني القرآن: 3/293]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا ريب فيه من ربّ العالمين}{أم يقولون}مجاز أم ها هنا مجاز الواو ويقولون). [مجاز القرآن: 1/278]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {افتراه} أي اختلقه وابتشكه). [مجاز القرآن: 1/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورةٍ مّثله وادعوا من استطعتم مّن دون اللّه إن كنتم صادقين}
وقال: {فأتوا بسورةٍ مّثله} وهذا - والله أعلم - "على مثل سورته" وألقى السورة كما قال: {واسأل القرية} يريد "أهل القرية"). [معاني القرآن: 2/35]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون اللّه إن كنتم صادقين}
المعنى بل أيقولون افتراه هذا تقرير لهم لإقامة الحجة عليهم:
{قل فأتوا بسورة مثله} أي أتقولون النبي اختلقه وأتى به من ذات نفسه، فأتوا بسورة من مثله.
أي بسورة مثل سورة منه، وإنما قيل مثله، يراد سورة منه لأنه إنما التمس من هذا شبه الجنس.
{وادعوا من استطعتم} ممن هو في التكذيب مثلكم، وإن خالفكم في أشياء.
{إن كنتم صادقين} في أنّه اختلقه). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله}
المعنى بسورة مثل سوره مثل {واسأل القرية} والمراد الجنس
وقيل المعنى فأتوا بقرآن مثل هذا القرآن والسورة قرآن فكنى عنها بالتذكير على المعنى ولو كان على اللفظ لقيل مثلها
ثم قال جل وعز: {وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين}أي ادعوا من يعينكم ممن يذهب إلى مذهبكم إن كنتم صادقين أنه مفترى). [معاني القرآن: 3/293-294]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولمّا يأتهم تأويله} أي عاقبته). [تفسير غريب القرآن: 197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله كذلك كذّب الّذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين}
هذا - واللّه أعلم - قيل في الذين كذبوا، وهم شاكون {ولمّا يأتهم تأويله}.
أي لم يكن معهم علم تأويله، وهذا دليل أن علم التأويل ينبغي أن ينظر فيه، ويجوز أن يكون: {ولمّا يأتهم تأويله} لم يأتهم ما يؤول إليه أمرهم في التكذيب به من العقوبة.
ودليل هذا القول: {كذّب الّذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين}.
{كيف} في موضع نصب على خبر كان، ولا يجوز أن يعمل فيها.. " انظر " لأن ما قبل الاستفهام لا يعمل فيه). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه}
قيل يراد بهذا والله أعلم من كذب وهو شاك
وقيل بما لم يحيطوا بعلمه أي بما فيه من الوعيد على كفرهم
{ولما يأتهم تأويله} أي ما يؤول إليه ذلك الوعيد
وقيل {ولما يأتهم تأويله} أي لم يعرفوه فهذا يدل على
أنه يجب أن ينظر في التأويل
ويجوز أن يكون المعنى ولما يأتهم ما يؤول إليه أمرهم من العقاب). [معاني القرآن: 3/294-295]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه} أي عاقبته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 102]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربّك أعلم بالمفسدين}
أي منهم من يعلم أنه حق فيصدّق به، أو يعاند فيظهر الكفر، {ومنهم من لا يؤمن به} أي منهم من يشك ولا يصدّق). [معاني القرآن: 3/21-22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين}
أي منهم من يعلم أنه حق ويظهر الكفر عنادا وإبقاء على رياسته ومنهم من لا يؤمن به في السر والعلانية
وقوله جل وعز: {ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم} أي ظاهرهم ظاهر من يستمعون وهم لشدة عداوتهم وانحرافهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الصم).
[معاني القرآن: 3/295]
تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)}


رد مع اقتباس