الاستعمال الثاني
المفعول الثاني فيه ليس هو المتروك والذاهب، وإنما المتروك غيره، جاء ذلك في قوله تعالى:
{وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} [24: 55]
المتروك والذاهب هو الخوف {من بعد خوفهم}.
لم أجد غير هذه الآية في القرآن الكريم، ورجعت إلى ما أحفظه من الشعر، فوجدت هذه الشواهد، قال امرؤ القيس:
أ- وبدلت قرحا داميا بعد صحة = فيالك من نعمى تحولن أبوسا.
قرحا: المفعول الثاني، وليس هو الذاهب، إنما الذاهب الصحة (بعد صحة).
ب- قال عبيد الله بن الحر:
وبدلت بعد الزعفران وطيبه = صدا الدرع من مستحكمات المسافر.
صدا الدرع: المفعول الثاني، وليس هو الذاهب، إنما الذاهب طيب الزعفران.
(بعد الزعفران وطيبه).
ج- قال الراجز:
وبدلت والدهر ذو تبدل = هيفا دبورا بالصبا والشمأل.
هيفا: المفعول الثاني وليس هو المتروك، وإنما المتروك ما دخلت عليه الباء (بالصبا والشمأل).