عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 08:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 12 إلى 20]

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كذّبت قبلهم قوم نوحٍ }, فقوم من العرب يؤنثون القوم , وقوم منهم يذكرون، فإن احتج عليهم بهذه الاية قالوا: وقع المعنى على العشيرة , واحتجوا بهذه الاية :{كلا إنّها تذكرةٌ فمن شاء ذكره}, المضمر فيه مذكر). [مجاز القرآن: 2/178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفرعون ذو الأوتاد}: ذو البناء المحكم, والعرب تقول: هم في عز ثابت الأوتاد, وملك ثابت الأوتاد : يريدون أنه دائم شديد.
وأصل هذا: أن البيت من بيوتهم يثبت بأوتاده.
قال الأسود بن يعفر:
= في ظل ملك ثابت الأوتاد
وقال قتادة وغيره: (هي أوتاد كانت لفرعون، يعذب بها الرجل، فيمده بين أربعة منها، حتى يموت).).
[تفسير غريب القرآن: 377]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كذّبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد (12)}
جاء في التفسير : أن فرعون كانت له حبال , وأوتاد , يلعب له عليها.).
[معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد}
روى سعيد , عن قتادة في قوله تعالى: {وفرعون ذو الأوتاد} , قال : (كانت له أوتاد , وأرسان , وملاعب يلعب بها بين يديه) .
قال أبو جعفر : وقيل : كان يجعل الإنسان بين أربعة أوتاد , ثم يقتله .
وقال الضحاك :
{ذو الأوتاد}: (ذو البناء المحكم كما قال:
= في ظل ملك ثابت الأوتاد)
.).
[معاني القرآن: 6/85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ذُو الْأَوْتَادِ}: البناء المحكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 209]

تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أصحاب الأيكة }: كان أبو عمرو بن العلاء يقول: أصحاب الأيكة الحرجة من النبع , والسدر , وهو الملتف، قال رجل من عبد القيس , وهو مسند إلى عنترة:
أفمن بكاء حمامةٍ في أيكةٍ= يرفضّ دمعك فوق ظهر المحمل
يعني : يحمل السيف , وهي الحمالة , والحمائل , وجماع المحمل محامل ؛ وبعضهم يقول " ليكة " لا يقطعون الألف , ولم يعرفوا معناها.).
[مجاز القرآن: 2/178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{الأيكة}: الغيضة,
{أولئك الأحزاب}: يريد الذين تحزنوا على أنبيائهم.). [تفسير غريب القرآن: 377]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب}
قال قتادة : (كان أصحاب الأيكة, أصحاب شجر , أكثره من الدوم).).
[معاني القرآن: 6/85]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن كلٌّ إلاّ كذّب الرّسل...}
وفي قراءة عبد الله :
{إن كلّهم لمّا كذّب الرسل}.). [معاني القرآن: 2/400]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّا لها من فواقٍ...}: من راحةٍ , ولا إفاقة. وأصله من الإفاقة في الرّضاع إذا ارتضعت البهمة أمّها ثم تركتها , حتى تنزل شيئا من اللبن، فتلك الإفاقة , والفواق بغير همزٍ.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(
(العيادة قدر فواق ناقة)), وقرأها الحسن , وأهل المدينة , وعاصم بن أبي النجود (فواق) بالفتح , وهي لغة جيّدة عالية، وضمّ حمزة , ويحيى , والأعمش , والكسائيّ.).[معاني القرآن: 2/400]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ما لها من فواقٍ }, من فتحها قال: ما لها من راجة، ومن ضمها قال: فواق , وجعلها من فواق ناقة : ما بين الحلبتين، وقوم قالوا: هما واحد بمنزلة حمام المكول , وحمام المكول , وقصاص الشعر , وقصاص الشعر.).[مجاز القرآن: 2/179]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((من فراق): من راحة بمعنى إفاقة ومن قرأ {من فواق} جعله من فواق الناقة، ما بين الحلبتين وقال قوم هما واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما لها من فواقٍ} , قال قتادة: ما لها من مثنوية.
وقال أبو عبيدة: من فتحها أراد: ما لها من راحة , ولا إفاقة. كأنه يذهب بها إلى إفاقة المريض من علته , ومن ضمها جعلها: فواق ناقة، وهو: ما بين الحلبتين, يريد ما لها من انتظار.
و«والفواق» , والفواق واحد كما يقال: جمام المكوك وجمامه , وهو: أن تحلب الناقة، وتترك ساعة حتى ينزل شيء من اللبن، ثم تحلب, فما بين الحلبتين فواق, فأستعير الفواق في موضع التكمث والانتظار).
[تفسير غريب القرآن: 377-378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} أي ما لها من تَنَظُّرٍ وتَمَكُّثٍ إذا بدأت، ولذلك سمّاها ساعة لأنها تأتي بغتة في ساعة.
وأصل الفَواقِ أن تحلب الناقة ثم تترك ساعة حتى يجتمع اللبن، ثم تحلب؛ فما بين الحَلْبَتين فَوَاقٌ، فاستعير الفواق في موضع الانتظار). [تأويل مشكل القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما ينظر هؤلاء إلّا صيحة واحدة ما لها من فواق (15)}
(من فواق): وفواق بضم الفاء وفتحها، أي ما لها من رجوع، والفواق: ما بين حلبتي الناقة، وهو مشتق من الرجوع أيضا ؛ لأنه يعود اللبن إلى الضرع بين الحلبتين، وأفاق من مرضه من هذا، أي: رجع إلى الصحة, فالفواق هو من هذا أيضاً.).
[معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق}
قال مجاهد : (ما لها من فواق , أي: من رجوع).
وقال قتادة: (أي: ما لها من مثنوية) .
وأبو عبيدة يذهب إلى أن معنى :
{من فواق}, بفتح الفاء من راحة , {ومن فواق } بضم الفاء من انتظار .
وقال غيره : هما لغتان بمعنى .
وقال السدي: (مالهم بعدها إفاقة , ولا رجوع إلى الدنيا) .
قال أبو جعفر : أصل هذا من قولهم :
{فواق الناقة }: وهو ما بين الحلبتين .
المعنى : أنها لا تلبثهم حتى يموتوا , ولا يحتاج فيها إلى رجوع , وأفاق من مرضه رجع إلى الصحة والراحة , وإلى هذا ذهب أبو عبيدة في قوله: مالها من راحة.).
[معاني القرآن: 6/85-87]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فواق}: أي: سكون، ويقال: الفواق , والفواق: السكون بين الحلبتين من الناقة، ليؤوب اللبن، فأما الفؤاق: الوجع، فهو بالهمزة , والضم لا غي.).[ياقوتة الصراط: 436-437]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن فَوَاقٍ}: أي مثنوية , وقيل: ما لها من راحة, والضم , والفتح بمعنى :{ما بين الحلبتين}.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَوَاقٍ}: راحة , {فُواق}: ما بين الحلبتين.). [العمدة في غريب القرآن: 258]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عجّل لّنا قطّنا...}
القطّ: الصّحيفة المكتوبة, وإنما قالوا ذلك حين نزل:
{فأمّا من أوتي كتابه بيمينه} , فاستهزءوا بذلك، وقالوا: عجّل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, والقطّ في كلام العرب, الصكّ : وهو الخط والكتاب.). [معاني القرآن: 2/400]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عجّل لنا قطّنا }, القط: الكتاب، قال الأعشى:
ولا الملك النّعمان يوم لقيته= بإمّته يعطى القطوط ويأفق
القطوط: الكتب بالجوائز ؛ ويأفق: يفضل ويعلو , يقال: ناقة أفقة , وفرس أفق إذا فضله على غيره.).
[مجاز القرآن: 2/179]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({قطنا}: نصيبا من الآخرة). [غريب القرآن وتفسيره: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{عجّل لنا قطّنا} , والقط: الصحيفة المكتوبة، وهي: الصك.
وروي في التفسير: أنهم قالوا ذلك حين أنزل عليه:
{فأمّا من أوتي كتابه بيمينه} , و{بشماله} : يستهزئون, أي : عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, فقال اللّه: {اصبر على ما يقولون} ). [تفسير غريب القرآن: 378] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب (16)}
(القط) : النصيب، وأصله الصحيفة يكتب للإنسان فيها شيء يصل إليه.
قال الأعشى:
ولا الملك النّعمان يوم لقيته= بغبطته يعطي القطوط ويأفق
يأفق : يفضل.
وهذا تفسير قولهم:
{عجّل لنا قطّنا}, وهو كقولهم:{اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا} الآية.
وقيل : إنهم لما سمعوا أن المؤمن يؤتى كتابه بيمينه , والكافر يؤتى كتابه بشماله، فيسعد المؤمن , ويهلك الكافر، قالوا :
{ربّنا عجّل لنا قطّنا}.
واشتقاق القط : من قططت , أي: قطعت, وكذلك النصيب: إنّما هو القطعة من الشيء.).
[معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب}
قال سعيد بن جبير :
{قطنا}: (أي: نصيبنا من الجنة) .
وقال الحسن : (أي: عقوبتنا, وقال مجاهد : أي : عذابنا).
وقال قتادة: أي: (نصيبنا من العذاب) .
وقال عطاء الخراساني : أي: قضاءنا , أي: حسابنا
قال أبو جعفر : أصل هذا من قولهم : قططت الشيء , أي: قطعته .
فالمعنى : عجل لنا نصيبنا , أي: ما قطع لنا , ويجوز أن يكون المعنى : عجل لنا ما يكفينا , من قولهم قطني من هذا , أي: يكفيني .
ويروى أنهم قالوا هذا لما انزل الله جل وعز:
{وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} , استهزاء وهذا كما قال:
يعطي القطوط , ويأفق, يعني بالكتب بالجوائز , ويدل على هذا قوله تعالى:
{اصبر على ما يقولون} ). [معاني القرآن: 6/87-88]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قطنا} :-
أخبرنا أبو عمر قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: القط: الصحيفة، والقط: الكتاب، ومعناه: عجل لنا كتابنا إلى النار.).
[ياقوتة الصراط: 437-438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({القط}: الصحيفة المكتوبة .
أي: عجل لنا كتابنا الذي وعدنا أخذه بشمالنا.).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قِطَّنَا}: نصيبنا.). [العمدة في غريب القرآن: 258]

تفسير قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذا الأيد...}
يريد: ذا القوّة.).
[معاني القرآن: 2/401]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذا الأيد}: ذا القوة , وبعض العرب تقول : آد.
قال العجاج:
= من أن تبدّلت بآدي آدا
{ أوّابٌ }: الأواب: الرجاع , وهو التواب مخرجها، من آب إلى أهله , أي: رجع، قال يزيد بن ضبة الثقفي: والبيت لعبيد بن الأبرص:
وكل ذي غيبة يؤوب= وغائب الموت لا يؤوب
أي : لا يرجع.).
[مجاز القرآن: 2/180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذا الأيد}: ذا القوة وقوله {والسماء بنيناها بأيد}{وأيدناه بروح القدس} و{ويؤيد بنصره}.
{الأواب}: التواب وهو الرجاع). [غريب القرآن وتفسيره: 322]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وروي في التفسير: أنهم قالوا ذلك حين أنزل عليه: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه}, و{بشماله} : يستهزئون, أي : عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, فقال اللّه: {اصبر على ما يقولون}.
{إنّه أوّابٌ} : رجاع تواب.). [تفسير غريب القرآن: 378]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (
{اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنّه أوّاب (17)}
{واذكر عبدنا داوود ذا الأيد}: ذا القوة، وكانت قوته على العبادة أتم قوة، كان يصوم يوما , ويفطر يوما, وذلك أشدّ الصوم، وكان يصلّي نصف الليل.
{إنّه أوّاب}: رجاع إلى اللّه كثيرا، الآيب : الراجع، والأوّاب: الكثير الرّجوع.). [معاني القرآن: 4/323-324]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
قال سعيد بن جبير , ومجاهد , وقتادة : (أي : ذا القوة في طاعة الله جل وعز).
قال أبو جعفر :الأيد , والآد في اللغة : القوة , وأيده قواه فانآد , كما قال:
=لم يك يناد فأمسى =
ثم قال تعالى:
{إنه أواب} , قال مجاهد: (أي: راجع عن الذنوب).
وقال قتادة: أي: (مطيع).
قال أبو جعفر : يقال آب يؤوب, فهو آيب إذا رجع , وأواب على التكثير.).
[معاني القرآن: 6/88-90]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أواب): تواب، وأواب: مسبح). [ياقوتة الصراط: 438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (
{الْأَيْدِ}: القوة , {الأَوَّابٌ}: التواب.). [العمدة في غريب القرآن: 259]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق (18)}
الإشراق: طلوع الشمس وإضاءتها، يقال: شرقت الشمس إذا طلعت, وأشرقت إذا أضاءت.
وقد قيل: شرقت , وأشرقت إذا طلعت في معنى واحد, والأول أكثر.).
[معاني القرآن: 4/324]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} : إشراق الشمس ضوءها , وصفاؤها.). [معاني القرآن: 6/90]

تفسير قوله تعالى: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والطّير محشورةً...}
ذكروا : أنه كان إذا سبّح , أجابته الجبال بالتسبيح، واجتمعت إليه الطير فسبّحت, فذلك حشرها .
ولو كانت: والطير محشورةٌ بالرفع لمّا يظهر الفعل معها كان صواباً. تكون مثل قوله:
{ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ}, وقال الشاعر:
ورأيتم لمجاشعٍ نعماً = وبني أبيه جامل رغب
ولم يقل: جاملاً رغباً , والمعنى: ورأيتم لهم جاملاً رغباً, فلمّا لم يظهر الفعل جاز رفعه.).
[معاني القرآن: 2/401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( وروي في التفسير: أنهم قالوا ذلك - حين أنزل عليه: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه} , و{بشماله}:يستهزئون, أي: عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, فقال اللّه: {اصبر على ما يقولون}.
{إنّه أوّابٌ}: رجاع تواب.). [تفسير غريب القرآن: 378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فقال: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} وقال: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} أي سبّحن معه. وقال: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}). [تأويل مشكل القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {والطّير محشورة كلّ له أوّاب (19)}: كانت الجبال ترجع التسبيح، وكانت الطير كذلك، فيجوز أن تكون الهاء للّه - جلّ وعزّ - أي : كل للّه مسبح، الطير , والجبال , وداود يسبحون للّه عز وجل، ويرجعون التسبيح.
ويجوز - واللّه أعلم - أن يكون
{كلّ له أوّاب}:كل يرجعن التسبيح مع داود، يجبنه، كلما سبح سبحت الجبال , والطير معه.). [معاني القرآن: 4/324]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {والطير محشورة كل له أواب}
يجوز أن يكون المعنى : كل لله جل وعز أواب: عن داود , والجبال , والطير .
ويجوز أن يكون المعنى في كل للجبال والطير , أي: ترجع مع داود التسبيح.).
[معاني القرآن: 6/90]

تفسير قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) }
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ): (وقوله: {وشددنا ملكه...}
اجتمعت القراء على تخفيفها ولو قرأ قارئ
{وشدّدنا} بالتشديد كان وجهاً حسناً. ومعنى التشديد أنّ محرابه كان يحرسه ثلاثة وثلاثون ألفاً.
وقوله:
{وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب...}
قال الفراء:حدثني عمرو بن أبي المقدام , عن الحكم بن عتيبة , عن مجاهدٍ في قوله:
{وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} , قال: الشهود والأيمان.
وقال بعض المفسّرين: فصل الخطاب : أمّا بعد).
[معاني القرآن للفراء: 2/401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفصل الخطاب}
يقال: أما بعد, ويقال: الشهود والأيمان؛ لأن القطع في الحكم بهم).
[تفسير غريب القرآن: 378]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب (20)}, ويجوز وشدّدنا، ولا أعلم أحدا قرأ بها.
معناه : قوينا ملكه , فكان من تقوية ملكه أنه كان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألفا من الرجال.
وقيل أيضا: إنّ رجلا استعدى إليه على رجل، فادعى عليه أنه أخذ منه بقرة, فأنكر المدعى عليه , فسأل داود المدعي البينة فلم يقمها، فرأى داود في منامه : أن اللّه يأمره أن يقتل المدعى عليه، فتثبت داود، وقال هو منام، فأتاه الوحي بعد ذلك أن يقتله , فأحضره ثم أعلمه أن الله أمره بقتله، فقال المدّعى عليه: إن اللّه - جلّ وعزّ - ما أخذني بهذا الذنب، وإني قتلت أبا هذا غيلة , فقتله داود، فذلك مما كان عظم الله، وشدّد ملكه به.
{وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}
قيل في ذلك: أن يحكم بالبينة واليمين، وقيل : في فصل الخطاب، أن يفصل بين الحق والباطل.
وقيل : (أما بعد)، وهو أول من قال : أمّا بعد.).
[معاني القرآن: 4/324-325]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}
قال مجاهد: (لم يكن في الأرض سلطان أعز من سلطانه)
قال السدي : (كان يحرسه في كل ليلة أربعة آلاف)
وقيل : شددنا ملكه : بأن الوحي كان يأتيه , وهذا عن ابن عباس .
وقد روى عكرمة , عن ابن عباس : (أن رجلين اختصما إلى داود , ففال المستعدي: إن هذا اغتصبني بقرة, فجحده الآخر , فأوحى الله إلى داود أن يقتلا الذي استعدى عليه
فأرسل داود إلى الرجل : إن الله قد أوحى إلي أن أقتلك .
فقال الرجل : أتقتلني بغير بينة .
فقال : لا يرد أمر الله فيك .
فلما عرف الرجل أنه قاتله , قال : والله ما أخذت بهذا الذنب, ولكن كنت اغتلت والد هذا , فقتلته .
فأمر به داود فقتل , فاشتدت هيبة بني إسرائيل عند ذلك له .
وهو قول الله عز وجل:
{وشددنا ملكه})
ثم قال جل وعز: {وآتيناه الحكمة}
قال أبو العالية : أي : المعرفة بكتاب الله جل وعز .
و قال السدي : (النبوة) .
وقال مجاهد : (هو عدله)
قال جل وعز:
{وفصل الخطاب}
قال الحسن : (أي : الفهم في القضاء) .
وقال أبو عبد الرحمن وقتادة : (أي : وفصل القضاء) .
وقال شريح , والشعبي , وكعب: (الشهود والأيمان), وكذلك روى الحكم, عن مجاهد .
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (ما قال أنفذ) .
وقال الشعبي : (فصل الخطاب : أما بعد).
قال أبو جعفر : الخطاب في اللغة , والمخاطبة واحد .
فالمعنى على حقيقة اللغة: أنه يفصل , أي : يقطع المخاطبة واحد بالحكم الذي آتاه الله إياه, ويقطع أيضا فصلها في الشهود والأيمان .
وقيل : وفصل الخطاب : البيان الفاصل بين الحق والباطل.).
[معاني القرآن: 6/90-93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَفَصْلَ الْخِطَابِ}: قيل: أما بعد , وقيل: شاهد ويمين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]


رد مع اقتباس