الموضوع: مسائل في السحر
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 6 جمادى الأولى 1435هـ/7-03-2014م, 10:28 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه

طريق أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيَّان عن زيد بن أرقم
قالَ عبدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ ابنُ أبي شَيبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنا أبو مُعَاويةَ، عَنِ الأعمَشِ، عَن يَزيدَ بنِ حَيَّانَ، عَن زَيدِ بنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ منَ اليهودِ، فَاشْتَكَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لِذلكَ أياماً، فَأتَاهُ جبرِيلُ فَقَالَ: إنَّ رَجُلاً منَ اليهودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لكَ عُقَداً، فَأَرسَلَ إليهَا رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليًّا فاستخرَجَها فجَاءَ بهَا، فجَعَل كلَّمَا حلَّ عُقْدَةً وجَدَ لِذلكَ خِفَّةً، فقَامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كأنَّمَا نُشِطَ من عِقَالٍ، فمَا ذكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ذلكَ اليهوديَّ ولا رَآه في وَجهِهِ قَطُّ). [مصنف ابن أبي شيبة:5/435] (م)
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنبَلٍ الشَّيْبَانِيُّ (ت:241هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبيَّ -صلى اللهُ عليه وسلم- رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ.
قَالَ: فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّاماً.
قَالَ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَداً عُقَداً في بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسِلْ إِلَيْهَا مَنْ يَجِيءُ بِهَا. فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَلِيًّا فَاسْتَخْرَجَهَا فَجَاءَ بِهَا فَحَلَّلَهَا.
قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْعِقَالٍ، فَمَا ذَكَرَ لِذَلِكَ اليَهُودِيِّ وَلا رَآهُ في وَجْهِهِ قَطُّ حَتَّى مَاتَ). [مسند الإمام أحمد:32/14]
قالَ أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ أَبي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ حَيَّانَ - يَعْنِي يَزِيدَ - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبيَّ -صلى اللهُ عليه وسلم- رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَدًا في بِئْرِ كَذَا وَكَذَا. فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَاسْتَخْرَجُوهَا، فَجِيءَ بِهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ لِذَلِكَ اليَهُودِيِّ وَلا رَآهُ في وَجْهِهِ قَطُّ). [سنن النسائي الكبرى: 2/308]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍابنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدِ بن حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بن أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَدًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَاسْتَخْرَجَهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَجَعَلَ كُلَّمَا حَلَّ عُقْدَةً وَجَدَ لِذَلِكَ خِفَّةً، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَمَا ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ اليَهُودِيَّ وَلا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ). [المعجم الكبير:12/100]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (ورَوَى الأَعْمَشُ، عن يَزيدَ بنِ حَيَّانَ، عن زَيدِ بنِ أَرقَمَ قالَ: سَحَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلٌ مِنَ اليَهودِ؛ عَقَدَ له عُقَدًا، فاشتَكَى لذلك أيَّامًا، فأَتاهُ جِبريلُ عليه السلامُ فقالَ له: إنَّ رجلاً مِنَ اليَهودِ سَحَرَكَ. فبَعَثَ عليًّا رَضِيَ اللهُ عنه واستَخْرَجَها، فجعَلَ كلَّمَا حَلَّ عُقدةً وَجَدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لذلك خِفَّةً، حتى حَلَّها كلَّها، فقامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كأنما نُشِطَ مِن عِقَالٍ. فما ذكَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك لليَهودِ). [بحر العلوم: 3/527]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أَخْبَرَنَا المُطَهَّرُ بنُ عليٍّ الفارِسيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن إبراهيمَ الصالحانيُّ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفرٍ أبو الشيخِ الحافظُ، أَخْبَرَنَا ابنُ أبي عاصمٍ، حَدَّثَنَا أبو بكرِابنُ أبي شَيبةَ، حَدَّثَنَا أبو مُعاويةَ، عن الأعمَشِ، عن يَزيدَ بنِ حَيَّانَ،عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ قالَ: سَحَرَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجُلٌ من اليهودِ. قالَ: فاشْتَكَى لذلك أيَّامًا. قالَ: فأَتَاهُ جِبريلُ فقالَ: إنَّ رَجُلاً من اليهودِ سَحَرَكَ وعَقَدَ لك عُقَدًا، فأَرْسَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فاسْتَخْرَجَها فجاءَ بها، فجَعَلَ كُلَّمَا حَلَّ عُقْدةً وَجَدَ لذلك خِفَّةً، فقامَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنما نُشِطَ من عِقالٍ، فما ذَكَرَ ذلك لليهودِ ولا رَأَوْهُ في وَجْهِهِ قطُّ). [معالم التنزيل: 724]

زيادة أحمد بن يونس في حديث الأعمش
قالَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ الكِسِّيُّ (ت:249هـ): (حدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ يونسَ، ثنَا أبو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأعمشِ، عَن يَزيدَ بنِ حَيَّانَ، عَن زيدِ بنِ أرقمَ قالَ: سَحَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ اليهودِ.
قَالَ: فاشتكَى فأتَاه جبريلُ فنزَلَ عَلَيهِ بالمعوِّذَتينِ، وَقالَ: (إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ فِي بئرِ فُلانٍ).
قال: فَأَرْسَلَ عَلِيًّا فَجَاءَ بهِ.
قالَ: فَأَمَرَهُ أَن يَحُلَّ العُقَدَ، وَتُقْرَأَ آيةٌ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيَحُلُّ حَتَّى قَامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا أُنشِطَ مِن عِقَالٍ.
قالَ: فَمَا ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ اليهوديِّ شَيئًا مِمَّا صَنَعَ بهِ؟
قالَ: وَلا أَرَاهُ فِي وَجْهِهِ » ). [مسند عبد بن حميد:1/116 ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلامَةَ الطَّحَاوِيُّ (ت: 321هـ): (حدَّثنَا فَهْدٌ، حدَّثنا أَحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يُونسَ، حدَّثنَا أَبو مُعاوِيَةَ، عَنِ الأَعمشِ، عَن يَزيدَ بنِ حَيَّانَ، عَن زَيدِ بنِ أَرْقَمَ، قَالَ: سَحَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ رَجُلٌ مِنَ اليَهودِ، فاشتكَى، فأَتاه جبريلُ صلواتُ اللهِ عَليهِ بالمعوِّذتينِ، وَقالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحرُ فِي بئرِ فُلانٍ، فَأَرسَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عنهُ، فَجَاءَ بهِ، فَأَمَرَه أَن يَحُلَّ العُقَدَ، وَيَقْرَأَ آيَةً، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيَحُلُّ، حَتَّى قامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ كَأنَّمَا أُنشِطَ مِن عِقَالٍ، فَمَا ذَكَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ لِذلِكَ اليَهودِيِّ شَيْئًا مِمَّا صَنَعَ، وَلا رَآهُ فِي وَجْهِهِ). [مشكل الآثار:15/180]

طريق جرير عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ، ثنا أَبي ح وَحدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شَيبةَ، ثنَا أبي ح وَحدَّثنا الحسينُ بنُ إِسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنَا عثمان بنُ أبي شَيبةَ ح وَحدَّثنا أبو خَليفةَ، ثنَا علِيُّ بنُ المدينيِّ، قالوا: ثنَا جَريرٌ، عَنِ الأعمشِ، عَن ثُمامَةَ بنِ عُقبةَ، عَن زيدِ بنِ أَرقمَ قالَ: كَانَ رَجُلٌ يَدخُلُ علَى النبيِّ صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ، فَعَقَدَ لَهُ عُقَدًا، فَوَضَعَهُ فِي بئرِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ؛ فَأَتَاهُ مَلَكَانِ يَعُودَانِهِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِندَ رَأسِهِ وَالآخَرُ عِندَ رِجْلَيهِ؛ فقالَ أَحدُهمَا: أَتدرِي ما وَجَعُهُ؟
قالَ: فُلانُ الَّذِي يَدخُلُ عَليهِ عَقَدَ لَهُ عُقَدًا فَألقَاهُ فِي بئرِ فُلانٍ الأَنصَارِيِّ، فَلَوْ أُرسِلَ رَجُلٌ وَأَخذَ العُقَدَ لَوَجَدَ الماءَ قَدِ اصْفَرَّ.
قالَ: فبَعَثَ رَجُلاً فأخَذ العُقَدَ فحلَّها فبرَأ.
وَكانَ الرَّجُلُ بعدَ ذلكَ يَدخُلُ عَلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ؛ فلَم يَذكُرْ لهُ شيئًا مِنهُ، وَلَمْ يُعَاتِبْهُ عَلَيهِ السَّلامُ). [المعجم الكبير: 5011]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيسَابُورِيُّ (ت: 405هـ): (حدَّثنا الأستاذُ أبو الوليدِ، ثنا أبو عبدِ اللهِ البُوشَنْجِيُّ، ثنا أحمدُ بنُ حنبلٍ، ثنا جريرٌ، عن الأعمشِ، عن ثُمامةَ بنِ عُقبةَ المُحَلِّمِيُّ، عن زيدِ بنِ أرقمَ قال: (كانَ رجُلٌ يدخُلُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمْ، فسَحَرَهُ رَجُلٌ، فعَقَدَ لَهُ عُقَدًا، فوضَعَه وطَرَحَه في بئرِ رجلٍ منَ الأنصَارِ، فأتَاهُ مَلَكَانِ يعودَانِه، فقَعَدَ أحدُهمَا عندَ رأسِهِ وقَعَدَ الآخرُ عندَ رِجلَيهِ؛ فقالَ أحدُهُمَا: أتدْرِي ما وَجَعُه؟
قال: فلانٌ الذي كانَ يدخُلُ عليهِ عقَدَ لَهُ عُقَدًا، فألقَاه في بئرِ فلانٍ الأنصارِيِّ، فلوْ أرسلَ إليهِ رجلاً فأخذَ منه العُقَدَ لوجَدَ الماءَ قَدِ اصفَرَّ. قال: وأخذَ العُقَدَ فحلَّها فيها.
قال: فكان الرجلُ بعدُ يدخُلُ علَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فلَمْ يذكُرْ لهُ شيئًا منهُ ولمْ يُعَاتِبْهُ)
هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ ولم يُخرِّجاه). [المستدرك: 4/401]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (حديثُ زيدِ بنِ أرقمَ رُوِيَ من طُرُقٍ مدارُها على الأعمش:
الطريقُ الأوَّل: طريقُ جريرٍ عن الأعمشِ عن ثُمامةَ بنِ عُقبةَ، عن زيدِ بنِ أرقمَ، وقد أخرجه الطبرانيُّ في معجمِه الكبيرِ من طريقِ إسحاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ وعثمانَ بنِ أبي شيبةَ وعليِّ بنِ المَدِينيِّ، ثلاثتُهم عن جَريرٍ به، وأخرجه الحاكمُ في مستدرَكِه من طريقِ أحمدَ بنِ حنبلٍ عن جَريرٍ به، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ ولم يخرجاه.
وليس فيه ذِكْرُ نُزولِ المعوِّذتيْنِ، وهو أقربُ إلى روايةِ هشامِ بنِ عُروةَ.
الطريقُ الثاني: طريقُ شيبانَ، عن الأعمشِ، عن ثُمامةَ، عن زيدِ بنِ أرقمَ، بمثلِ روايةِ جريرٍ، أخرجه الطبرانيُّ في الكبيرِ.
الطريقُ الثالثُ: طريقُ سفيانَ الثوريِّ، عن الأعمشِ، عن ثُمامةَ عن زيدِ بنِ أرقمَ، أخرجه ابنُ سَعْدٍ في الطبقاتِ، والبزارُ في مسندِه، وفي إسنادِه عندهما موسى بنُ مسعودٍ، وهو أبو حذيفةَ النَّهديُّ، وليس فيه ذِكْرُ نزولِ المعوذتينِ.
الطريقُالرابعُ: طريقُ أبي معاويةَ، عن الأعمشِ، عن يزيدَ بنِ حَيَّانَ، عن زيدِ بنِ أرقمَ، واختُلفَ فيه فرواه ابنُ أبي شيبةَ وأحمدُ والنَّسائيُّ والطبرانيُّ وأبو الشيخِ الأصبهانيُّ والبَغَوِيُّ من طُرُقٍ عن أبي معاويةَ عن الأعمشِ به، وليس فيه ذِكْرُ نزولِ المعوِّذتينِ.
ورواه عَبدُ بنُ حُميدٍ والطَّحاويُّ في مُشكِلِ الآثارِ، كلاهما من طريقِ أحمدَ بنِ يونسَ، عن أبي معاويةَ، عن الأعمشِ، عن يَزيدَ بنِ حَيَّانَ، عن زيدِ بنِ أرقمَ، وذكر فيه نُزولَ المعوذتينِ.
فهذه الزيادةُ تفرَّدَ بها أحمدُ بنُ يونسَ، وهو إمامٌ ثقةٌ، قال عنه أحمدُ بنُ حنبلٍ: شيخُ الإسلامِ، لكنه خُولفُ في هذه الزيادةِ؛ فقد روى الحديثَ عن أبي مُعاويةَأحمدُ وابنُ أبي شيبةَ وهنَّادُ بنُ السَّرِيِّ دونَ ذِكْرِ هذه الزيادةِ.
فمَن صحح روايتَه ذهب إلى القولِ بموجبِها واعتبرها من بابِ زيادةِ الثقةِ كما فعل الألبانيُّ، ومَن اعتبرها مخالفةً حكم عليها بالشذوذِ لمخالفةِ أحمدَ بنِ يونسَ بقيةَ الرواةِ عن أبي معاويةَ، ثم مخالفةِ هذه الزيادةِ لطرقِ الحديثِ الأخرى).

مَن ذكر حديث زيد بن أرقم من المفسرين
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ):(عنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ قالَ: سَحَرَ رجُلٌ مِن اليهودِ النبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فاشْتَكَى ذلكَ أيَّاماً، فأَتَاهُ جِبْرِيلُ فقالَ: إِنَّ رَجُلاً من اليهودِ سَحَرَكَ، وعَقَدَ لكَ عُقَداً في بِئْرِ كذا.
فأرسَلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عَلِيًّا فاسْتَخْرَجَهَا، فجاءَ بها فَحَلَّهَا، فجَعَلَ كُلَّمَا حَلَّ عُقْدَةً وَجَدَ لِذَلِكَ خِفَّةً، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فما ذَكَرَ ذلكَ لليَهُودِيِّ، ولا رَآهُ في وَجْهِهِ قَطُّ. أخرجَهُ النَّسَائِيُّ). [لباب التأويل: 4/500]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ ابْنُ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قالَ الإمامُ أحمدُ: حدَّثنَا أبو مُعاوِيَةَ, حدَّثنَا الأَعْمَشُ, عن يَزِيدَ بنِ حَيَّانَ, عن زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ قالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ رَجُلٌ مِن اليَهودِ, فاشْتَكَى لذلك أَيَّاماً. قالَ: فجَاءَهُ جِبْرِيلُ, فقالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ, وعَقَدَ لَكَ عُقَداً فِي بِئْرِ كَذَا وكذا, فأَرْسِلْ مَنْ يَجِيءُ بِهَا. فبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ عَلِيًّا رضِيَ اللَّهُ عنهُ، فاسْتَخْرَجَها, فجاءَهُ بها فحَلَّلها. قالَ: فقامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ كأنَّما نُشِطَ مِن عِقالٍ, فمَا ذَكَرَ ذلك لليَهُودِيِّ, ولا رآهُ في وَجْهِهِ قَطُّ حتَّى ماتَ.
ورواهُ النَّسائِيُّ, عن هَنَّادٍ, عن أبي مُعاوِيَةَ مُحَمَّدِ بنِ خازِمٍ الضَّرِيرِ). [تفسير القرآن العظيم: 8/3908]
قَالَ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُمَرَ البِقَاعِيُّ (ت: 885هـ): (وَرَوَى النَّسائيُّ في (المحاربةِ) مِنْ سُنَنِهِ، وَأبو بكرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأحمدُ بنُ مَنِيعٍ وَعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأبو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ في مَسَانِيدِهِمْ وَالبَغَوِيُّ في تَفْسِيرِهِ، كُلُّهُمْ عَنْ زيدِ بنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كانَ رَجُلٌ يَدْخُلُ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَّذَ لَهُ، فَسَحَرَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ اليهودِ.
فَاشْتَكَى لذلكَ أَيَّاماً، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسلامُ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَداً في بِئْرِ كذا وَكذا، أَوْ قَالَ: فَطَرَحَهُ في بئرِ رَجُلٍ مِنَ الأنصارِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَخْرَجُوهَا، فَجِيءَ بها فَحَلَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا حَلَّ عُقْدَةً وَجَدَ لذلكَ خِفَّةً، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَمَا ذَكَرَ ذلكَ لِذَلِكَ اليهوديِّ وَلا رَآهُ في وَجْهِهِ قَطُّ.
وَفي رِوَايَةٍ: فَأَتَاهُ مَلَكَانِ يُعَوِّذَانِهِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عندَ رأسِهِ وَالآخرُ عندَ رِجْلِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَتَدْرِي ما وَجَعُهُ؟ قَالَ: كَأَنَّ الذي يَدْخُلُ عَلَيْهِ عَقَدَ لهُ وَأَلْقَاهُ في بِئْرٍ. فَأَرْسَلَ إِليهِ رَجُلاً - وَفي رِوَايَةٍ: عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَأَخَذَ العُقَدَ، فَوَجَدَ الماءَ قَدِ اصْفَرَّ. قَالَ: فَأَخَذَ العُقَدَ فَحَلَّهَا فَبَرِئَ، فَكَانَ الرجلُ بعدَ ذلكَ يَدْخُلُ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلمْ يَذْكُرْ لهُ شَيْئاً، وَلم يُعَاتِبْهُ فيهِ. وَهذا الفَضْلُ لِمَنْفَعَةِ المُعَوِّذَتَيْنِ كَمَا مَنَحَ اللَّهُ بهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكذا تَفَضَّلَ بهِ عَلَى سَائِرِ أُمَّتِهِ). [نظم الدرر: 8/608-609]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وعنْ زيدِ بنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عليه سلم رجلٌ منَ اليهودِ، فاشتكى ذلكَ أيامًا، فأتاهُ جبريلُ عليهِ السلامُ فَقَالَ: إنَّ رجلاً منَ اليَهودِ سَحَرَكَ وعقدَ لكَ عُقَدًا في بئرِ كذا وكذا، فأرسل رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليًّا فاستخرَجَها فجاءَ بها فجعلَ كُلَّما حلَّ عُقدةً وجدَ لذلكَ خِفَّةً، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنَّما نُشِطَ منْ عِقَالٍ.
قَالَ: [فما ذكرَ ذلكَ لليَهوديِّ وَلا رؤي في وجههِ قطُّ].
ورُوِيَ أنَّهُ كانَ تحتَ صخرةٍ في البِئرِ فرَفَعوا الصَّخْرَةَ وأخرجوا جُفَّ الطَّلْعَةِ، فإذا فيها مُشَاطَةٌ مِن رأسِهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسنانُ مُشْطِهِ. وعنْ مُقاتِلٍ والكلبيِّ: كانَ ذلكَ في وَتَرٍ عُقِدَ عليهِ إحدى عَشرة عُقدةً، وَقِيلَ: كانتْ مغروزةً بالإبرةِ، فأنزلَ اللَّهُ هاتينِ السُّورتينِ، وهما إحدى عشْرةَ آيةً، سورةُ الفَلَقِ خَمسُ آياتٍ، وسُورةُ النَّاسِ ستُّ آياتٍ، كلمَّا قرأَ آيةً انحلَّتْ عقدةٌ حتى انحلَّتِ العُقَدُ كُلُّها، فقامَ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنما نُشِطَ منْ عِقَالٍ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 612]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ في مسندِهِ عَنْ زيدِ بنِ أَرْقَمَ، قَالَ: سَحَرَ النبيَّ رَجُلٌ مِنَ اليهودِ، فَاشْتَكَى، فَأَتَاهُ جبريلُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ وَقالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليهودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ في بئرِ فلانٍ. فَأَرْسَلَ عَلِيًّا فَجَاءَ بهِ، فَأَمَرَهُ أنْ يَحُلَّ العُقَدَ وَيَقْرَأَ آيةً وَيَحُلَّ، حتَّى قَامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ.
وَأَخْرَجَهُ ابنُ مَرْدُويَهْ وَالبيهقيُّ مِنْ حديثِ عائشةَ مُطَوَّلاً، وَكذلكَ أَخْرَجَهُ مِنْ حديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ). [فتح القدير: 5/756]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وعنْ زيدِ بنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلٌ مِنَ اليهودِ، فَاشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ وَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليهودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ في بِئْرِ فلانٍ. فَأَرْسَلَ عَلِيًّا، فَجَاءَ بهِ، فَأَمَرَهُ أنْ يَحُلَّ العُقَدَ وَيَقْرَأَ بِآيَةٍ وَيَحُلَّ, حتَّى قامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ. أَخْرَجَهُ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ في مسندِهِ، وَأَخْرَجَهُ ابنُ مَرْدُويَهْ مِنْ حديثِ عائشةَ مُطَوَّلاً، وَكذلكَ مِنْ حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ). [فتح البيان: 15/455]

تخريج حديث زيد بن أرقم
قال محمد ناصر الدين الأَلْبَانِيُّ: (2761 - (كانَ رجلٌ [مِنَ اليهودِ] يدخُلُ على النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم، [وكان يأمَنُه]، فعقَد له عُقَداً، فوضعه في بئرِ رجلٍ من الأنصارِ، [فاشتكى لذلك أياماً، (وفي حديث عائشة: ستةَ أشهرٍ)]، فأتاه ملكانِ يعُودانِه، فقعَد أحدُهما عند رأسِه، والآخَرُ عند رجليْه، فقال أحدُهما: أتدري ما وجَعُه؟
قال: فلانٌ الذي [كان] يدخُلُ عليه عقَدَ له عُقَداً، فألقاه في بئرِ فلانٍ الأنصاريِّ، فلو أَرسل [إليه] رجلاً، وأخذ [منه] العُقَد لوجَد الماءَ قَدِ اصفرَّ. [فأتاه جبريلُ فنزل عليه بـ (المعوِّذتينِ)، وقال: إن رجلاً من اليهودِ سحَرَك، والسِّحْرُ في بئرِ فلانٍ، قال:] فبعث رجلاً (وفي طريقٍ أخرى: فبعث عليًّا رضِيَ اللهُ عنه) [فوجد الماء قَدِ اصفرَّ] فأخذ العُقَدَ [فجاء بها]، [فأمره أن يحُلَّ العُقَدَ ويقرَأَ آيةً]، فحلَّها، [فجعَل يقرَأُ ويحُلُّ]، [فجعل كلما حل عُقدةً وجد لذلك خِفَّةً] فبرَأَ، (وفي الطريقِ الأخرى: فقام رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ كأنما نُشِطَ من عِقالٍ)، وكان الرجلُ بعد ذلك يدخُلُ على النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم فلم يَذكُرْ له شيئاً منه، ولم يُعاتِبْه [قطُّ حتى مات]).
هذا من حديثِ زيدِ بنِ أرقمَ رضِيَ اللهُ عنه، وله عنه طريقانِ مدارُهما على الأعمشِ رحِمه اللهُ تعالى.
الأولُ: عنه عن ثُمامةَ بنِ عُقبةَ، عن زيدِ رضِيَ اللهُ عنه؛ أخرجه الطبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (5 / 201 / 5011) والسِّياقُ له، والحاكِمُ (4/360 -361) والزيادةُ الرابعةُ والخامسةُ والسادسةُ له، كلاهما من طريقِ جريرٍ عن الأعمشِ به.
وقال الحاكمُ: (صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ) وردَّهُ الذَّهَبِيُّ بقولِه: (قلتُ: لم يُخرِّجا لثُمامةَ شيئاً، وهو صدوقٌ).
قلتُ: بل هو ثقةٌ كما قال الذهبيُّ نفسُه في الكاشفِ، تبعاً لابنِ مَعينٍ والنَّسائيِّ، وكذا قال الحافظُ في (التقريبِ)، فالسندُ صحيحٌ.
و قد تابعه شيبانُ عن الأعمشِ به؛ أخرجه الطبرانيُّ (5012) وقال: (خالَفَهُما أبو معاويةَ في إسنادِه).
قلتُ: يُشيرُ إلى الطريقِ الآتي، وقد تابعهما سفيانُ الثوريُّ عن الأعمشِ به؛ أخرجه ابنُ سعدٍ في (الطبقاتِ) (2/199) والزيادةُ الثانيةُ له.
الطريقُ الثاني: يرويه أبو معاويةَ عن الأعمشِ، عن يزيدَ بنِحَيَّان، عن زيدِ بنِ أرقمَ به؛ أخرجه النَّسائيُّ في (السنن:2/172) وابنُ أبي شَيبةَ في (المصنفِ: 8/29-30/3569) وأحمدُ (4/367) وعبدُ بنُ حميدٍ في (المُنتخَبِ من المُسندِ: ق40/ 1 -2) والطبرانيُّ أيضاً (5/202/ 5013 و5016).
قلتُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ كما قال الحافظُ العراقيُّ في (تخريجِ الإحياءِ:2/336) وهو على شرطِ مسلمٍ؛ فإنَّ رجالَه رجالُ الشيخينِ غيرَ يزيدَ بنِحَيَّان فهو من رجالِ مسلمٍ، وأبو معاويةَ هو محمدُ بن خازمٍ الضريرُ، قال الحافظُ في (التقريبِ): (ثقةٌ، أحفظُ الناسِ لحديثِ الأعمشِ).
قلتُ: وهذا مما يمنعُنا من الحكمِ على إسنادِه بالشذوذِ لمخالفتِه للثقاتِ الثلاثةِ المتقدمينَ، فالظاهرُ أنَّ للأعمشِ فيه شيخينِ عن زيدِ بنِ أرقمَ، واللهُ أعلمُ.
ثم إنَّ سائرَ الزياداتِ لابنِ أبي شيبةَ وأحمدَ، إلا زيادةَ قراءةِ آيةٍ فهي لعَبدِ بنِ حُميدٍ، وكذا زيادةُ نزولِ جبريلَ بـ (المعوِّذتينِ)، وسندُها صحيحٌ أيضاً. ولها شاهدٌ من حديثِ عَمرةَ عن عائشةَ، قالت: كان لرسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ غلامٌ يهوديٌّ يخدُمه، يقالُ له: لَبيدُ بنُ أَعصَم، وكانت تُعجِبُه خِدمتُه، فلم تزَلْ به يهودُ حتى سَحَرَ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم، فكان صلى اللهُ عليه وسلم يذوبُ ولا يدري ما وَجَعُه، فبينما رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ نائمٌ إذ أتاه مَلَكانِ، فجلس أحدُهما عندَ رأسِه، والآخَرُ عند رجليْه، فقال الذي عندَ رأسِه للذي عند رِجليه: ما وَجَعُه؟
قال: مطبوبٌ.فقال: مَن طَبَّهُ؟ قال: لَبيدُ بنُ أَعصمَ. قال: بم طَبَّه؟ قال: بمُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ بـ (ذي أروى)، وهي تحتَ راعوفةِ البئرِ؛ فاستيقظ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، فدعا عائشةَ فقال: يا عائشةُ، أَشَعَرْتِ أنَّ اللهَ قد أفتاني بوجعي؟ فلما أصبح غدَا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ، وغدا أصحابُه معه إلى البئرِ، وإذا ماؤُها كأنه نَقيعُ الحِنَّاءِ، وإذا نخلُها الذي يَشرَبُ من مائِها قَدِ الْتَوَى سَعَفُه كأنه رُؤوسُ الشياطينِ. قال: فنزل رجلٌ فاستخرج جُفَّ طَلعةٍ من تحتِ الراعوفةِ، فإذا فيها مُشطُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ ومِن مُشاطةِ رأسِه، وإذا تِمثالٌ من شَمْعٍ؛ تمثالُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، وإذا فيها إِبَرٌ مَغْرُوزَةٌ، وإذا وَتَرٌ فيه إحدى عشْرةَ عُقْدَةً، فأتاه جبريل بـ (المعوِّذتينِ) فقال: يا محمدُ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] وَحَلَّ عُقدةً، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)} [الفلق: 2] وحلَّ عُقدةً، حتى فرغ منها، وحل العُقَدَ كلَّها، وجعل لا ينزِعُ إبرةً إلا وجد لها ألماً ثم يجِدُ بعد ذلك راحةً.
فقيل: يا رسولَ اللهِ، لو قتلتَ اليهوديَّ؟
فقال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: قد عافاني اللهُ عزَّ وجلَّ، وما وراءَه من عذابِ اللهِ أشدُّ. قال: فأخرجه).
رواه البيهقيُّ في (دلائلِ النُّبُوَّةِ) (2/2/226/1-2و7/92-94ط) من طريقِ سَلَمَة بن حَبَّانَ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أخبرنا محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ، عن أبي بكرِ بنِ محمدٍ، عن عَمرةَ به.
قلتُ: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا، محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ هو العَرْزَمِيُّ، وهو متروكٌ، وسَلَمَةُ بن حَبَّان -وهو بفتح الحاءِ-روى عنه جَمْعٌ من الثقاتِ، وذكره ابنُ حِبَّان في ثِقاتِه (8/287) فالعلةُ من العرزميِّ.
وإن مما يُوهِنُ حديثَه هذا أنه قد جاء مختصراً من طريق هشامِ بنِ عُروةَ عن أبيه عن عائشةَ مرفوعًا نحوَه، دونَ ذِكْرِ التمثالِ وما بعدَه. أخرجه البُخاريُّ (3268 و5763 و5765 و5766 و6391) ومسلمٌ (7 / 14) وابنُ أبي شيبةَ (8 / 30 / 3570) ومن طريقِه ابنُ ماجَهْ (3590 - الأَعْظَمِيّ) وأحمدُ (6 / 50 و57 و63 و96) والحُميديُّ (259) وابنُ سعدٍ (2 / 196) وأبو يعلى (3 / 194) والبيهقيُّ (2 / 2 / 157 / 2) من طُرُقٍ عن هشامٍ به. وزيادةُ ستةِ أشهرٍ المذكورةُ في حديثِ الترجمةِ، هي عند أحمدَ في روايةٍ، وسندُها صحيحٌ، وصححها الحافظُ في " الفتحِ " (10 / 226).
وبالجملةِ، فحديثُ العَرْزَمِيِّ وما فيه من الزياداتِ منكرٌ جدًّا، إلا ما وافقَ حديثَ هشامٍ عن عُروةَ، وحديثَ الترجمةِ، ومن ذلك نزولُ (المعوذتينِ)، فقد ذكره الرافعيُّ في كتابِه، فقال الحافظُ في تلخيصِه (4/40): (وهذا ذكره الثعلبيُّ في تفسيرِه من حديثِ ابنِ عباسٍ تعليقاً، ومن حديثِ عائشةَ أيضاً تعليقاً.
طريقُ عائشةَ صحيحٌ، أخرجه سفيانُ بنُ عُيينةَ في تفسيرِه روايةَ أبي عبيدِ اللهِ عنه، عن هشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ. فذكر الحديثَ، وفيه: ونزلت {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (1)} [الفلق: 1].
وهذه فائدةٌ هامةٌ من الحافظِ رحِمه اللهُ تعالى، لم ترِدْ في كتابِه (فتحِ الباري)، وهي شاهدٌ قويٌّ لحديثِ الترجمةِ. واللهُ أعلمُ. ومن المفيدِ أن نذكُرَ أن بعضَ المبتدِعةِ قديماً وحديثاً قد أنكروا هذا الحديثَ الصحيحَ، بشُبُهاتٍ هي أوهى من بيتِ العنكبوتِ، وقد ردَّ عليهم العلماءُ في شُروحِهم، فليَرْجِعْ إليها مَن شاء. وقد أخطأ المعلقُ على "الدلائل" خطأً فاحشاً في عزوِه روايةَ البيهقيِّ إلى الشيخينِ وغيرِهما، دونَ أن يُنبِّهَ إلى ما فيه من المنكراتِ المخالفةِ لروايتيهما!).
[السلسلة الصحيحة:6/616]


رد مع اقتباس