عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 03:40 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فزيّلنا بينهم...}
ليست من زلت؛ إنما هي من زلت ذا من ذا: إذا فرّقت أنت ذا من ذا. وقال {فزيّلنا} لكثرة الفعل. ولو قلّ لقلت: زل ذا من ذا؛ كقولك: مز ذا من ذا.
وقرأ بعضهم {فزايلنا بينهم} وهو مثل قوله: {يراءون ويرءّون}{ولا تصعّر، ولا تصاعر} والعرب تكاد توفّق بين فاعلت وفعّلت في كثير من الكلام، ما لم ترد فعلت بي وفعلت بك، فإذا أرادوا هذا لم تكن إلا فاعلت. فإذا أردت: عاهدتك وراءيتك وما يكون الفعل فيه مفردا فهو الذي يحتمل فعلت وفاعلت.
كذلك يقولون: كالمت فلانا وكلّمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان ويتكلمّان). [معاني القرآن: 1/462]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ويوم نحشرهم جميعاً ثمّ نقول للّذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيّلنا بينهم وقال شركاؤهم مّا كنتم إيّانا تعبدون}
وقال: {مكانكم أنتم وشركاؤكم} لأنه في معنى "انتظروا أنتم وشركاؤكم"). [معاني القرآن: 2/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فزيلنا بينهم}: من المزايلة، زاله يزيله مثل مازه يميزه). [غريب القرآن وتفسيره: 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فزيّلنا بينهم} أي فرّقنا بينهم. وهو من زال يزول وأزلت). [تفسير غريب القرآن: 196]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويوم نحشرهم جميعا ثمّ نقول للّذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيّلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيّانا تعبدون}
{جميعا} منصوب على الحال
{ثمّ نقول للّذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم}.
مكانكم منصوب على الأمر، كأنه قيل لهم انتظروا مكانكم حتى نفصل بينكم، والعرب تتوعد فتقول مكانك، وانتظر، فهي كلمة جرت على الوعيد.
{فزيّلنا بينهم}.
من قولك زلت الشيء عن مكانه أزيله، وزيّلت للكثرة، ومن هذا إذا نحيته عن مكانه). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم نقول للذين أشركوا مكانكم}
أي انتظروا مكانكم توعد فزيلنا بينهم من قولك زلت الشيء من الشيء أي نحيته وزيلت على التكثير). [معاني القرآن: 3/291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} فرقنا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 102]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَزَيَّلْنَا}: فرقنا وميزنا). [العمدة في غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى {ما}...، وقال المفسرون: وتكون بمعنى لقد، كقوله: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا}
و{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الشعراء: 97] و{تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} و{فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}). [تأويل مشكل القرآن: 552]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فكفى باللّه شهيدا بيننا وبينكم إن كنّا عن عبادتكم لغافلين}
معناه كفى اللّه شهيدا، و {شهيدا} منصوب إن شئت على التمييز، وإن شئت على الحال.
{إن كنّا عن عبادتكم لغافلين} معناه: ما كنا عن عبادتكم إلا غافلين). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم}لأنهم قالوا من يشهد لك أنك رسول الله). [معاني القرآن: 3/291]

تفسير قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هنالك تبلو كلّ نفسٍ...}
قرأها عبد الله بن مسعود: {تتلو} بالتاء. معناها - والله أعلم -: تتلو أي يقرأ كلّ نفس عملها في كتاب؛ كقوله: {ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا}
وقوله: {فأما من أوتي كتابه بيمينه}. وقوله: {اقرأ كتابك} قوّة لقراءة عبد الله. قرأها مجاهد {تبلو كل نفسٍ ما أسلفت} أي تخبره وتراه. وكل حسن.
حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي عن مغيرة عن مجاهد أنه قرأ {تبلو} بالباء.
حدثني بعض المشيخة عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس: {تبلو} تخبر، وكذلك قرأها ابن عباس.
وقوله: {وردّوا إلى اللّه مولاهم الحقّ} {الحقّ} تجعله من صفات الله تبارك وتعالى. وإن شئت جعلته نصبا تريد: ردّ إلى الله حقا. وإن شئت: مولاهم حقا.
وكذلك وقوله: {فذلكم اللّه ربّكم الحقّ...} فيه ما في الأولى). [معاني القرآن: 1/463]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {هنالك تبلو كلّ نفسٍ} أي تخبر وتجد. وتتلو تتبع). [مجاز القرآن: 1/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({هنالك تبلو كلّ نفسٍ مّا أسلفت وردّوا إلى اللّه مولاهم الحقّ وضلّ عنهم مّا كانوا يفترون}
وقال: {هنالك تبلو كلّ نفسٍ مّا أسلفت} أي: تخبر. وقال بعضهم {تتلو} أي: تتبعه). [معاني القرآن: 2/34]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو وأبي جعفر وشيبة ونافع {هنالك تبلو كل نفس}.
وابن أبي إسحاق {تتلو} من التلاوة، وحكيت عن ابن عباس {تتلو} ). [معاني القرآن لقطرب: 658]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {هنالك تبلو كل نفس}: تخبر ومن قرأ {تتلوا} فقد يكون تقص، من القصص وقد يكون تتبع). [غريب القرآن وتفسيره: 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {هنالك تبلو كلّ نفسٍ ما أسلفت} أي تقرأ في الصحف، ما قدّمت من أعمالها.
ومن قرأ تبلوا بالباء، أراد: تختبر ما كانت تعمل.
وقال أبو عمرو: وتصديقها {يوم تبلى السّرائر} وهي قراءة أهل المدينة.
وكذلك حكيت عن مجاهد). [تفسير غريب القرآن: 196-197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {هنالك تبلو كلّ نفس ما أسلفت وردّوا إلى اللّه مولاهم الحقّ وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}
{هنالك} ظرف.
المعنى: في ذلك الوقت تبلو، وهو منصوب بـ تبلو إلا أنه غير متمكن، واللام زائدة، والأصل هناك، وكسرت اللام لسكونها وسكون الألف، والكاف للمخاطبة.
ومعنى {تبلو} تخبر، أي تعلم كل نفس ما قدمت.
ومثل هنالك قول زهير
هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا= وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
وقرئت - هنالك {تتلو} بتاءين، وفسرها الأخفش وغيره من النحويين تتلو من التلاوة، أي تقرأ كل نفس، ودليل ذلك قوله: {وكلّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه}-
إلى قوله: {اقرأ كتابك}.
وفسروه أيضا: تتبع كل نفس ما أسلفت.
ومثله قول الشاعر:
قد جعلت دلوي تستتليني= ولا أحب تبع القرين
أي تستتبعني، أي تستدعي اتباعي لها.
{وردّوا إلى اللّه مولاهم الحقّ}.
القراءة {الحقّ} من صفة الله عزّ وجلّ - ويجوز الحقّ والحقّ.
والنصب من جهتين إحداهما ردّو حقا، ثم أدخلت الألف واللام، ويجوز على تقدير هو مولاهم الحق، أي يحق ذلك حقا، وفيه جهة ثالثة في النصب على المدح:
هي: اذكر مولاهم الحق.
ومن قرأ {الحقّ} - بضم القاف - فعلى هو مولاهم الحق، لا من جعلوا معه من الشركاء.
{وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}.
{فذلكم اللّه ربّكم الحقّ}.
بعد أن قرّروا فقيل لهم:{قل من يرزقكم من السّماء والأرض أمّن يملك السّمع والأبصار ومن يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ومن يدبّر الأمر فسيقولون اللّه فقل أفلا تتّقون * فذلكم اللّه ربّكم الحقّ} ). [معاني القرآن: 3/16-18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت}
قال مجاهد أي تختبر
ومعناه تجده وتقف عليه
وفي تتلو قولان:
قال الأخفش أي تقرأ كما قال {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك}
والقول الآخر أن معنى تتلو تتبع كما قال:
قد جعلت دلوي تستتليني). [معاني القرآن: 3/291-292]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هنالك تبلو كل نفس} أي: تختبر). [ياقوتة الصراط: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتلُو} أي تقرأ في المصحف ما قدمت. ومن قرأ {تَبْلُو} أراد تختبر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 102]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَبْلُو}: تخبر
{تتلو}: تقرأ عملها). [العمدة في غريب القرآن: 152]


رد مع اقتباس