عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 05:57 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومنهم من عاهد اللّه لئن آتانا من فضله لنصّدّقنّ ولنكوننّ من الصّالحين}
الأصل: لنتصدقن، ولكن التاء أدغمت في الصاد لقربها منها). [معاني القرآن: 2/462]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن}
قال قتادة هذا رجل من الأنصار قال لئن رزقني الله شيئا لأؤدين فيه حقه ولأتصدقن فلما آتاه الله ذلك فعل ما نص عليكم فاحذروا الكذب فإنه يؤدي إلى الفجور
وروى علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه قال ثم رجع إليه فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا قال ويحك يا ثعلبة أما ترضى أن تكون مثل رسول الله والله لو سألت الله أن يسيل علي الجبال ذهبا وفضة لسالت ثم رجع فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فوالله لئن أتاني الله مالا لأوتين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق ثعلبة مالا اللهم ارزق ثعلبة مالا فاتخذ غنما فنمت حتى ضاقت عليها أزقة المدينة فتنحى بها فكان يشهد الصلوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نمت حتى تعذرت عليها مراعي المدينة فتنحى بها مكانا يشهد الجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نمت فتباعد بها فترك الجمع والجماعات فأنزل الله على رسوله: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} فخرج مصدقو رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعهم وقال حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله جل وعز: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله} إلى آخر الآية القصة فأخبر ثعلبة فأقبل واضعا على رأسه التراب حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبل منه ثم أتى أبا بكر فلم يقبل منه ثم أتى عمر فأبى
أن يقبل منه ثم أتى عثمان فلم يقبل منه ومات في خلافته). [معاني القرآن: 3/234-236]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) )

تفسير قوله تعالى: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا اللّه ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}
يجوز أن يكون " فلمّا آتاهم من فضله بخلوا به ".
قال: {فأعقبهم نفاقا} أي أضلهم الله بفعلهم). [معاني القرآن: 2/462]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فأعقبهم نفاقا في قلوبهم}
يجوز أن يكون المعنى فأعقبهم الله نفاقا
ويجوز أن يكون المعنى فأعقبهم البخل لأن قوله: {بخلوا} يدل على البخل). [معاني القرآن: 3/236]

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78) )

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الّذين يلمزون المطّوّعين...}
يراد به: المتطوعين فأدغم التاء عند الطاء فصارت طاء مشددة. وكذلك {ومن يطّوّع خيرا}، {والمطّهّرين}.
ولمزهم إياهم: تنقّصهم؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ الناس على الصدقة، فجاء عمر بصدقة؛ وعثمان بن عفّان بصدقة عظيمة، وبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ ثم جاء رجل يقال له أبو عقيل بصاع من تمر، فقال المنافقون: ما أخرج هؤلاء صدقاتهم إلا رياء، وأما أبو عقيل فإنما جاء بصاعه ليذكر بنفسه، فأنزل الله تبارك وتعالى: {الّذين يلمزون المطّوّعين من المؤمنين في الصّدقات} يعني المهاجرين {والّذين لا يجدون إلاّ جهدهم}. يعني أبا عقيل. والجهد لغة أهل الحجاز والوجد، ولغة غيرهم الجهد والوجد). [معاني القرآن: 1/447]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ جهدهم} مضموم ومفتوح سواء، ومجازه: طاقتهم، ويقال: جهد المقل وجهده). [مجاز القرآن: 1/264]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {لا يجدون إلا جهدهم} بضم الجيم.
[معاني القرآن لقطرب: 633]
ومكحول والأعرج "إلا جهدهم" وهو الجهد والجهد؛ وقالوا جهده السير جهدًا، وأجهده إجهادًا). [معاني القرآن لقطرب: 634]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الّذين يلمزون المطّوّعين} أي يعيبون المتطوعين بالصدقة.
{والّذين لا يجدون إلّا جهدهم} أي طاقتهم. والجهد الطاقة، والجهد: المشقة. يقال: فعلت ذاك بجهد. أي بمشقة.
{سخر اللّه منهم} أي جزاهم جزاء السخرية). [تفسير غريب القرآن: 190]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ومن ذلك الجزاء عن الفعل بمثل لفظه والمعنيان مختلفان:
نحو قول الله تعالى: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 14- 15]، أي يجازيهم جزاء الاستهزاء.
وكذلك: {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة: 79]، {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} [آل عمران: 54]، {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40]، هي من المبتدئ سيئة، ومن الله جل وعز جزاء.
وقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194]
فالعدوان الأول: ظلم، والثاني: جزاء، والجزاء لا يكون ظلما، وإن كان لفظه كلفظ الأول.
ومنه (قول النبي) صلّى الله عليه وسلم:
«اللهم إنّ فلانا هجاني، وهو يعلم أني لست بشاعر، اللهم والعنه عدد ما هجاني، أو مكان ما هجاني»، أي جازه جزاء الهجاء.
وكذلك قوله: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67] ). [تأويل مشكل القرآن: 277-278] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذين يلمزون المطّوّعين من المؤمنين في الصّدقات والّذين لا يجدون إلّا جهدهم فيسخرون منهم سخر اللّه منهم ولهم عذاب أليم}
يلمزون، ويلمزون - بكسر الميم وضمها - ومعناه يعيبون وكانوا عابوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدقات أتوا بها النبي - صلى الله عليه وسلم -.
يروى أن عبد الرحمن أتى بصرة تملأ الكف، وأن رجلا كان يقال له أبو عقيل، أتى بصاع من تمر، فعابوه بذلك وقالوا: إن محمدا غنيّ عن صاع هذا وإنما أتى بهذا ليذكر بنفسه.
فهو معنى {والذين لا يجدون إلا جهدهم} " جهدهم "، بالفتح والضم.
{فيسخرون منهم}.
{فيسخرون منهم سخر اللّه منهم}.
والسخريّ من الله المجازاة على فعلهم وقد بيّنّا ذلك). [معاني القرآن: 2/462-463]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات}
قال قتادة أي يعيبون المؤمنين قال وذلك أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله وكان ماله ثمانية آلاف دينار فتصدق منها بأربعة آلاف فقال قوم ما أعظم رياه
فأنزل الله جل وعز: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} وجاء رجل من الأنصار بنصف صبرة من تمر فقالوا ما أغنى الله عن هذا فأنزل الله: {والذين لا يجدون إلا جهدهم}
قرئ {جهدهم} وجهدهم بالضم والفتح
قال أبو جعفر وهما لغتان بمعنى واحد عند البصريين
وقال بعض الكوفيين الجهد المشقة والجهد الطاقة
ثم قال جل وعز: {فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم}
ومعنى سخر الله منهم جازاهم الله على سخريتهم فسمى
الثاني باسم الأول على الازدواج). [معاني القرآن: 3/236-238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلاَّ جُهْدَهُمْ} أي إلا طاقتهم. والجَهد بالفتح: المشقة.
{سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} أي جازاهم على سخرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 99]

تفسير قوله تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعز: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر اللّه لهم ذلك بأنّهم كفروا باللّه ورسوله واللّه لا يهدي القوم الفاسقين}
فيروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(( أستغفر لهم أكثر من سبعين مرة فنزلت)) {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر اللّه لهم} ). [معاني القرآن: 2/463]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأستغفرن لهم أكثر من سبعين مرة فنزلت: {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم} فترك الاستغفار لهم). [معاني القرآن: 3/238]


رد مع اقتباس