عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 06:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِرًا إِلى اللهِ وَرَسولِهِ}
قال ابن عباس في رواية عطاء: كان عبد الرحمن بن عوف يخبر أهل مكة بما ينزل فيهم من القرآن فكتب الآية التي نزلت {إِن الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم} فلما قرأها المسلمون قال حبيب بن ضمرة الليثي لبنيه وكان شيخًا كبيرًا: احملوني فإني لست من المستضعفين وإني لا أهتدي إلى الطريق فحمله بنوه على سرير متوجهًا إلى المدينة فلما بلغ التنعيم أشرف على الموت فصفق يمينه على شماله وقال: اللهم هذه لك وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات حميدًا فبلغ خبره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: لو وافى المدينة لكان أتم أجرًا فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.
أخبرنا أبو حسان المزني قال: أخبرنا هارون بن محمد بن هارون قال:
[أسباب النزول: 170]
أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قال: حدثنا أبو الوليد الأزرقي قال: حدثنا جدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال: كان بمكة ناس قد دخلهم الإسلام ولم يستطيعوا الهجرة فلما كان يوم بدر وخرج بهم كرهًا قتلوا فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم} إلى قوله تعالى: {عَسى اللهُ أَن يَعفُوَ عَنهُم} إلى آخر الآية. قال: فكتب بذلك من كان بالمدينة إلى من بمكة ممن أسلم فقال رجل من بني بكر وكان مريضًا: أخرجوني إلى الروحاء فخرجوا به فخرج يريد المدينة فلما بلغ الحصحاص مات فأنزل الله تعالى: {وَمَن يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِرًا إِلى اللهِ وَرَسولِهِ}). [أسباب النزول: 171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100)}
أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى بسند جيد عن ابن عباس قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لأهله: احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة الزرقي وكان بمكة، فلما نزلت: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة} قال: إني لغني وإني لذو حيلة، فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأدركه الموت بالتنعيم، فنزلت هذه الآية {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله}.
وأخرج ابن جرير نحو ذلك من طرق سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك وغيرهم، وسمى في بعضها ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة، وفي بعضها جندب بن ضمرة الجندعي، وفي بعضها الضمري، وفي بعضها رجل من بني ضمرة، وفي بعضها رجل من بني خزاعة وفي بعضها رجل من بني ليث، وفي بعضها ما بني كنانة، وفي بعضها من بني بكر.
[لباب النقول:89]
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن يزيد بن عبد الله بن قسيط: أن جندع بن ضمرة الضمري كان بمكة، فمرض فقال لبينه: أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها، فقالوا: إلى أين؟ فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة، فخرجوا به، فلما بلغوا أضاة بني غفار مات، فأنزل الله فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية.
(ك)، وأخرج ابن أبي حاتم وابن منده والباوردي في الصحابة عن هشام بن عروة عن أبيه: أن الزبير بن العوام قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة، فنهشته حية في الطريق فمات، فنزلت فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية.
وأخرج الأموي في مغازيه عن عبد الملك بن عمير قال: لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه قال: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه، فانتدب له رجلان، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي وهو يسألك من أنت وما أنت وبما جئت؟ قال: ((أنا محمد بن عبد الله، وأنا عبد الله ورسوله))، ثم تلا عليهم: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} الآية، فأتيا أكثم فقالا له ذلك، قال: أي قوم إنه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤساء، ولا تكونوا فيه أذنابا. فركب بعيره متوجها إلى المدينة فمات في الطريق، فنزلت فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية: مرسل إسناده ضعيف.
وأخرج أبو حاتم في كتاب المعمرين من طريقين عن ابن عباس: أنه سئل عن هذه الآية، فقال: نزلت في أكثم بن صيفي، قيل: فأين الليثي قال؟ ذا قبل الليثي بزمان وهي خاصة عامة). [لباب النقول:90]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الآية: 100].
ابن جرير [5 /240] حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} وكان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر وكان مريضا فقال لأهله: أخرجوني من مكة فإني أجد الحر، فقالوا: أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو المدينة فنزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} إلى آخر الآية.
الحديث رجاله ثقات، وشريك هو ابن عبد الله القاضي النخعي وفي حفظه ضعف وأخرجه ابن جرير [9/115] من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عكرمة يقول: مرسلا، وأخرجه عبد الرزاق [1/171]من طريق ابن عيينة عن عمرو سمعت عكرمة مرسلا. وخالف محمد بن شريك المكي سفيان بن عيينة. فرواه محمد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس موصولا فإن كان لا بد من الترجيح فترجيح سفيان بن عيينة وذلك لما يلي:
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي: أصحاب عمرو بن دينار قال أحمد: أعلم الناس بعمرو بن دينار ابن عيينة، وقال أيضا في رواية ابنه عبد الله قال أبي سفيان: أثبت الناس في عمرو بن دينار وأحسنهم حديثا. وقال الدوري: سألت ابن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار والثوري عن عمرو بن دينار وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سفيان بن عيينة: أعلمهم بحديث عمرو بن دينار وهو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد، وقال ابن المديني: ابن جريج وابن عيينة من أعلم الناس بعمرو بن دينار، وقال أيضا ابن عيينة أعلم بعمرو من حماد بن زيد. وقال أبو حاتم ابن عيينة أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة. وقال الدارقطني
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 87]
أرفع الرواة عن عمرو بن دينار ابن جريج وابن عيينة.
وجاء في بعض النسخ شريك عن عمرو بن دينار كما عند ابن جرير لكن تصحف عنده من محمد بن شريك إلى (شريك)، ذكر الحافظ في الإصابة[ 3/299] أن ابن منده قال ورواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك وابن أبي حاتم كذلك وعلقه أيضا أبو نعيم في المعرفة فقال: ورواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك فذكره. ومحمد بن شريك ثقة لكن سفيان بن عيينة أوثق منه فروايته أرجح والصواب في الحديث مرسل والله أعلم.
وكذلك شريك النخعي لم يذكروا من شيوخه عمرو بن دينار أبدا ولم يذكروا في تلاميذ عمرو بن دينار شريك النخعي إنما ذكروا محمد بن شريك وانظر [142] من أسباب النزول فإنه قال: محمد بن شريك لكن الحديث له طريق أخرى تنتهي إلى عكرمة عن ابن عباس في [المطالب العالية: 433] رواه أبو يعلى قال الهيثمي [7 /10] من المجمع ورجاله ثقات، وفيها فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير [1 /543]. وذكر الحافظ في الإصابة له طرقا أُخَر فلتراجع هنالك [1 /253] ترجمة جندع بن ضمرة). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 88]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس